الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على بعض مريدي الزاوية المباركة!

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2017 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يوم الأحد الماضي خرج الآلاف من المغاربة للتنديد باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، لم يلاحظ بعض مريدي الزاوية التي باعت مبادئها عام 98 غير قبعة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد بحيث قالوا أن منيب جاءت تحتج ضد ترامب وهي ترتدي قبعة ترمز لأمريكا، ولكن هؤلاء المريدين تناسوا أنهم قبل المجيء إلى المسيرة تناولوا كوكا كولا والعديد منهم يرتدي سراويل جينز ويترددون على الماكدونالز ... لذلك لم يفرقوا بين أمريكا كاقتصاد حيث تسكن بيوت العالم بمنتوجاتها وبين ترامب كرئيس أمريكي عنصري ومتهور . إن يكن ما يكن لا مهرب للاشتراكيين من النظام الرأسمالي فهو مبثوث في كل مكان ويسيطر على معالم الحياة، لقد صارت حياة الأشخاص مرسملة والعالم عموما مرسمل بيد الشركات الرأسمالية والذي يخرج لكي يناضل يحاول قدر استطاعته أن يقول لا في وجه نظام موغل في الجبروت والوحشية وهو خير ممن يقول نعم أمام الظلم والاستعمار الفاحش في العالم، وما يكرس هذا الظلم هو بعض أشباه اليساريين الذين استسلموا للمد الرأسمالي وباعوا رمزية نضالهم في سوق الرأسمالية ، فلم تعد تعني لهم مناصرة فلسطين غير تتبع حركات وسكنات ومظاهر المناضلين الذين يقولون لا في وجه النظام المخزني كنظام ذيلي للإمبريالية العالمية، ما معنى أن يربط هؤلاء المريدون بين قبعة منيب وقضية فلسطين ؟ إن هؤلاء الأيتام بعد أن دخلوا معمعة التمخزن عام 98 وشعروا أنهم فقدوا مصداقيتهم في أوساط الشعب بدأت تتغلغل في أعماقهم روح الهزيمة أمام الولادة الجديدة لليسار في الآونة الأخيرة وخصوصا مع فيدرالية اليسار والنهج الديمقراطي . ماذا حقق أتباع الزاوية منذ 98 إلى الآن؟ لم يحققوا سوى الهزائم النكراء . لقد تعروا وبدت حقيقتهم عارية أمام الشعب، الشيء الذي فسح المجال للإسلاميين والمخزن احتكار الساحة و إغراق الشعب في المديونية والتبعية للبنك الدولي وتخريب أنظمة التقاعد والصحة والمدرسة العمومية.. ألم تبدأ الخوصصة مع مريدي الزاوية الذين فرحوا بمقاعد الاستوزار وتناسوا أن الإشتراكية هي تأميم مؤسسات الدولة لا خوصصتها وأن 40 سنة من النضال ضاعت سدى ؟ إن ما لم يفهمه أتباع الزاوية المباركة أن القضية الفلسطينية أسمى من قبعة منيب، فالقضية الفلسطينية هي قضية شعب يرزح تحت نظام استعماري يشبه نظام الابارتيد العنصري الذي كان في جنوب أفريقيا وتم القضاء عليه نهائيا عام 90، ولكن بما أنهم فقدوا مصداقيتهم منذ زمان، فإنهم يخرفون ويهومون، هذا هو الحال لفكر مهزوم لزاوية لا تعرف إلا التصفيق للشيخ بعدما طردت كل مثقفيها وعلى رأسهم محمد بوبكري بتهمة انتقاد الزعيم، ففي ذهنيتهم الخوائية الزعيم لا ينتقد، بل يعبد، إنه رمز، يجب أن يقام له تمثال، إنه الآمر والناهي، وكل من تطاول عليه بالنقد، يجب أن يطرد فورا . لا يعدو أن يكون هؤلاء الذين يمارسون ويرددون هذه التفاهات سوى بعض المريدين الذين يتبعون شيخهم تبعية عمياء وإذا قال لهم : "موتوا "، بلاشك سيموتون. إن الزاوية العظيمة سكنها الموت منذ 98 ومازالت تصارع وتلك التعبيرات التي صدرت عن مريديها ربما الكلمات الأخيرة التي توحي بالقطيعة بين الزاوية والفكر اليساري الوليد الذي لن يقبل غير القطيعة بين الزاوية والحزب، وتكريس الديمقراطية الداخلية وانتقاد الزعيم، فلا ديمقراطية دون نقد الزعيم باعتباره ممثلا للقاعدة، إن منيب شأنها في ذلك شأن أي قيادي إذا ما انحرف عن توجهات الحزب يجب أن ينتقد، ولكن أن يرتدي قبعة أمريكية وسروالا كنديا فتلك حياته الخاصة لا حق لأحد التدخل فيها .

ع ع/ 12 - 12 - 2017 الدار البيضاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا