الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيت الفلسطيني يتسع للجميع .. لكن

نضال حمد

2006 / 2 / 27
القضية الفلسطينية


كنا نظن أن الذين تمت هزيمتهم بالانتخابات الشرعية الفلسطينية للمجلس التشريعي الفلسطيني المنبثق عن عملية اوسلو وما تلاها من تطورات جعلت المعارضة الفلسطينية باستثناء حركة الجهاد الإسلامي تدخل الدوامة القانونية والسلطوية اليومية ، قد ذهبوا كما جاءوا .. لكن ظننا لم يكن في محله ، فها هو الطيب عبد الرحيم أمين عام رئاسة السلطة الفلسطينية في أزمنة أوسلو الفتحاوية. يشن هجوما عنيفا على حركة حماس وبالذات على شخص إسماعيل هنية المرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية

يقول الطيب عبد الرحيم أن هنية أطلق تصريحات قال فيها أن " أحد مسئولي السلطة يكلف خزينة الدولة 200 ألف دولار شهرياً".

هذا التصريح المنسوب لهنية والذي رفضه الأخير ولم يعترف به أثار ثائرة السيد عبد الرحيم واتهم حماس بكل التهم التي توفرت له عند إلقاء خطبته على الصحافيين. فقال عن تصريحات هنية بأنها غير مسئولة واتهم حماس بتشويه الأمور بشكل متعمد ومدروس. وأضاف ان حماس تتجنى ..

مجنون يحكي وعاقل يسمع .. أبعد كل تلك الفضائح التي يعرفها كل صغير وكبير في فلسطين والعالمين يعقل أن يطلق الطيب عبد الرحيم مثل تلك التصريحات الطنانة والرنانة. وهو كاتب ويعرف المثل العربي الذي يقول " إذا بليتم فاستتروا". ويعرف كذلك القول الذي معناه، إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الآخرين بالحجارة.

بصراحة مثل هذه التصريحات يجب ان لا تخرج من حركة فتح التي بيتها من زجاج وهي بالأصل ليست بحاجة لفتح ملفاتها من أي شخص كان. فسجل الفضائح والسرقات والاحتيالات والسطو على أموال فلسطين كبير وطويل جدا قبل وبعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات. ومع احترامنا للسيد الطيب عبد الرحيم فهو واحد من الذين استفادوا من أموال منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية فيما بعد.

وأكاد شخصيا لا أعرف من الفتحاويين والسلطويين من لم يستفد من أموال المنظمة والسلطة والشعب. طبعا هناك فرق بين المستفيد وبين اللص والتاجر والمقاول والعميل، وهؤلاء كلهم كانوا في موقع القرار السلطوي. ولا أدري كيف سيشرح لنا الطيب عبد الرحيم عن السرقات والاحتيالات والسطو والسلب والأعمال غير المشروعة التي مارسها الكثيرين من قادة السلطة والمنظمة وفتح بالذات. من تجارة الاسمنت والمساعدة في بناء الجدار والمستوطنات الى الإتاوات والضرائب على المعابر والرشاوى ..الخ.

لا ندري كذلك كيف سيشرح الطيب عبد الرحيم ، ابن الشاعر الشهيد، الفدائي،المجاهد القسامي ، بطل معركة الشجرة ، الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود، الذي انشد يوما :

سأحمل روحي على راحتي .. وأمضي بها في مهاوي الردى
فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى..

كيف سيشرح للفلسطينيين حكاية اللغز محمد رشيد ،خالد سلام الذي جاء به المرحوم ياسر عرفات، كأنه وجده في بئر وأخرجه منه وجعله وزير ماله واقتصاده.. وهكذا بعد أن كان رشيد فقيرا معدما مثل غالبية وزراء السلطة الفلسطينية. صار بقدرة قادر من التجار الكبار والأغنياء في بلد المستوزرين والمتنفذين. وأكثر من ذلك أصبح خالد سلام شريكا في التجارة مع سها الطويل زوجة المرحوم عرفات ومع وزراء وقادة أمن في السلطة وفتح. وبعد موت عرفات اختفى سلام أو رشيد من وسائل الإعلام،وهناك من يقول انه يعيش في كندا بثروة تكفيه هو وأحفاد أحفاده حتى أبد الآبدين. وهو أيضا شريك مع عقيد في الأمن الوقائي ومع ابن شارون في ملكية جزيرة سياحية يونانية صغيرة ، شراكة في شركة واحدة أنجبتها عملية سلام الشجعان. .

نحن أيضا بشوق لسماع رأي الطيب عبد الرحيم بالفاتورة الشهرية لهاتف احد الوزراء في السلطة والتي بلغت عشرات آلاف الدولارات. هذا قليل من كثير في مسيرة حركة فتح التي ساهم هؤلاء اللصوص في تشويهها وتقزيمها وهزيمتها بعد أكثر من 40 سنة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد أن قدمت عشرات آلاف الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين لأجل تحرير فلسطين.

نقول للسيد الطيب عبد الرحيم انه ليس من الجميل كذلك أن يفتح هو سجلات حماس بينما لا يريد من الأخيرة فتح ملف حركته. ولا يليق به أن يطلق مثل هذه العبارات : " حركة حماس قد دأبت في صفحاتها على الانترنت وفي نشراتها وصحفها إلى التشويه المتعمد والمدروس والتجني بلا مسئولية للمتاجرة بمعاناة شعبنا". وليس من العقلاني كذلك أن يقول الطيب بدون رحمة " تصريحات حماس لا تساعد إطلاقاً على التعاون في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها قضيتنا وشعبنا وهو ما يريده بعض قيادات حماس". هذا تهديد من قبل الطيب ، تهديد مبطن لحماس وكأن تشكيل الحكومة الفلسطينية ضرورة حماسية قبل ان يكون ضرورة وطنية ومصيرية.

نذكر الأخ الطيب عبد الرحيم بأن حركة حماس وهي الآن اكبر أحزاب أو فصائل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا ما أكدته الانتخابات التشريعية في الضفة والقطاع التي جرت بشكل ديمقراطي سليم وواضح وصحيح. وأن هذه الحركة على الأقل لا يوجد عليها شبهات او تهم بالفساد والعبث بالمال العام، بعكس حال حركة فتح التي تعاني من الترهل والخراب والفساد والخلافات الداخلية والصراعات القيادية وفقدان الرؤية والبرنامج والوسيلة. حيث للأسف ضاعت الوجوه الجيدة والصالحة والنظيفة في فتح ، بسبب هيمنة نهج الفساد والخراب على الحركة منذ عادت قيادتها إلى جزء من فلسطين عبر بوابة اوسلو. ومنذ برزت الوجوه الأوسلوية الشابة التي تلاقت مع الوجوه القديمة البائسة في مصالح مرحلية مشتركة.

في الختام نقول لفتح التي عرفت في السابق كيف تتعامل مع الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية أن فتح هي المسئول الأول والأخير عن تدمير وتغييب وتسخيف مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم تحويلها إلى شاهد زور أو شاهد لا يرى أي حاجة. وإذا كانت فتح تريد الآن إعادة إحياء دور المنظمة من جديد وسد الطريق على منافستها في ذلك حماس ، عليها أولا إعادة تقييم تجربتها ودراسة سنوات النضال الوطني الفتحاوي الذي كان. ومن ثم العودة الى الشرعية الفلسطينية المتمثلة بالشعب الفلسطيني الذي أنجب فتح وحماس والجهاد وكافة الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية داخل وخارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية