الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكِز .. ومقرات .. ونوادٍ

امين يونس

2017 / 12 / 14
كتابات ساخرة


تأسَسَ مركز [ لالش ] في سنة 1993 في دهوك ، وهو مُختَص بكافة الشؤون الإيزيدية ولا سيما الثقافية والإجتماعية والدينية ، ولهُ فروع في مناطق سنجار والشيخان وبعشيقة وكذلك في مدينة بيليفيلد في ألمانيا . وحظي بدعمٍ حكومي وحزبي في الأقليم .. حيث يشغل المركز موقعاً ممتازاً على أحد الشوارع في مدينة دهوك ، ويتكون من بنايتَين مُتجاورتَين . وكما يبدو ، فأنهُ بعد الأزمة المالية والإقتصادية التي واجهتْ الأقليم منذ 2014 ، فأن " الدعم " المُقّدَم قَد إنخفضَ ، ولم يعُد يُلّبي مُتطلبات النشاطات المُختلِفة التي يقوم بها المركز .. ولهذا فلقد أرتأى القائمون على إدارة المركز ، أن يُحّوِلوا إحدى البنايتَين إلى " نادي " للمشروبات الكحولية ، ويستفادوا من الإيجار المُتحصِل في تمشية أمورهم ... ورغم إعتراض بعض المنتسبين الى المركز وغيرهم على الفِكرة ، فلقد مالتْ الكّفة إلى جانب الموافقين ، وتمَ فعلاً إفتتاح النادي قبل أكثر من سنتَين ، على بركة الله ! .
ولأن لي أصدقاء إيزيديين كثيرين ، فلَم اُفّوِتْ الفُرصة ، ورغم أنني نفسي من رُواد المكان ، فلقد كُنتُ " اُزعجهم " وأعّيرِهم ، بأنهم حّولوا جُزءاً من مركز لالش ، ذاك الصرح الثقافي الإجتماعي الذي يحمل إسماً مُقّدَساً ، إلى نادي للمشروبات والمُنكَر ! .
قبلَ أيام إتصلَ بي صديقٌ إيزيدي ، والذي يُصّنِفني بأنني أحملُ " طمغة شيوعية " على جبيني ، لا تزول ... قالَ لي مُتشَفِياً ساخِراً : ... أدعوكَ الليلة لنشرب في نادي بناية الحزب الشيوعي ! . قلتُ لهُ كيف ؟ قالَ : لقد حّولوا جُزءاً مُهماً من مقر الحزب الشيوعي الكردستاني في دهوك ، إلى نادٍ ، وقاموا بتأجيره بُغية الحصول على واردٍ لتدبير مصاريفهم اليومية ! . حتى تكُفَ عني ... فكُلنا في الهوى سوى ، ومفيش حَد أحسَن مِنْ حَد ! .
..................
قلتُ لصديقي : .. أخشى أن تتحّول المراكز الثقافية والمقرات الحزبية الأخرى ، إلى نوادٍ للمشروبات الكحولية ، تدريجياً . قال : .. بالنسبة الى الحزبَين الحاكِمَين ، فأنهم لن يضطروا إلى ذلك أبداً ، لأن ما يُسمّى بالإستثمارات والشركات التجارية الإحتكارية ، كُلها مُلكهم ، ومصاريفهم ماشية ولن تتوقف وليسوا مشمولين أصلاً ، بالأزمات المالية . فمقراتهم ستبقى " رصينة " .
أما الأحزاب الإسلامية ، ولا سيما الإتحاد الإسلامي الكردستاني .. وحتى لو عانوا من صعوبات مالية ، فأن بإمكانهم تحويل جُزءٍ من مقرهم الكبير ، إلى نادٍ لل " البيرة الإسلامية " الخالية من الكحول ! .
.................
ماوردَ أعلاه ... مُؤشِرٌ على رثاثة وضَحالة مُجمل الأوضاع هنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي