الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعايش لا يعني التطبيع

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، و الاعتداءات المتكررة لغزة ستزيد من حدتهما بعد قرار جعل القدس عاصمة إسرائيل، و هذا يزيد من تخوف ضياع القدس، و هلاك المدنيين في الوقت الذي ترى فيه إسرائيل أنها الضحية الأكبر، و تواجه حسب اعتقادها تهديدات من قبل الفلسطينيين ، و أن الديمقراطية كما تزعم في خطر، و هي التي تسيطر سياسيا و اقتصاديا على أراضي يعيش فيها سكان عزل، يواجهون الموت في كل لحظة، و قد دعت الحركة الوطنية لمقاطعة إسرائيل إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية الاقتصادية و الثقافية و التعليمية بما فيها الجامعات، للضغط على إسرائيل ، من أجل تحرير القدس، و تحقيق الحرية و العدالة في فلسطين و حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، جاء ميلاد هذه الحركة للتعبير عن كفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة الاضطهاد الإسرائيلي في ظل صمت الأنظمة العربية و الحكومات في رد هذا الاعتداء على المسجد الأقصى، و كل الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

من المتناقضات طبعا أن يعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتزامه بالسلام، بعد قراره بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، و من المتناقضات أيضا أن يشارك فلسطينيون في مؤتمر إسرائيلي لمعهد الدراسات الأمن القومي الإسرائيلي باسم "التعايش" العربي اليهودي، و إن كان هذا التعايش مطلوب لتحقيق التوافق، لكن التعايش ( من وجهة نظري طبعا) لا يمكن تحقيقه مع دولة استعمرتني و اغتصبت أرضي، و تريد أن تمحوا هويتي و تزيل وجودي من الخريطة، و حتى نعطي صورة واضحة و صحيحة لمفهوم التعايش، فهذا الأخير يتحقق عندما تكون دولة مستقلة تؤمن بالتعددية الدينية و بوجود أقليات، شريطة أن تحترم هذه الأقليات قوانين البلاد التي تقيم فيها، و ماعدا ذلك فهذا التعايش مآله الفشل، إذا قلنا أنه يعني "التطبيع"، ودعوة إلى ترسيخ النظام الاستعماري.

السؤال المطروح بعد ردود فعل الشارع العربي، و خروج الجماهير في مسيرات تنديد بالقرار الأمريكي، هل سيبقى البيت الأبيض الوسيط بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية ممثلة في شخص قائدها الرئيس محمود عباس الذي صرح من اسطنبول في جلسة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي أنه لم يعد للولايات المتحدة أيّ دور في عملية السلام، و أنها فقدت أهليتها كوسيط ، و أضاف أنه لن يكون سلام و لا اتفاق قبل الاعتراف بالقدس عاصمة فلسطينية ، و أعلن عن بطلان كل الاتفاقيات السابقة؟ ، و السؤال الذي يلح على الطرح أيضا هو: ماذا يريد محمود عباس من مشروع "صفقة العصر"، هل هو مشروع من أجل الوصول إلى اتفاق سلام مع إسرائيل؟ و إن كان الأمر كذلك، فهل يقبل الفلسطينيون بهذه الصفقة؟، خاصة و أن شعبية عباس بدأت في التراجع، إلى حد أصبح مطالبا بالاستقالة، حفاظا على القدس التي تعتبر كما قال رجب أردوغان "خط أحمر" للمسلمين وهي من المقدسات الإسلامية و لا ينبغي الاعتداء عليها، نقول و للأسف : لن تموت أمريكا و لا إسرائيل في ظل الصمت العربي، الذي بلغ بصمته و خيانته قمة الجبن و الانحطاط و الهوان.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليك الحقيقة
فهد لعنزي ــ السعودية ( 2017 / 12 / 15 - 11:07 )
كلمة فلسطين اصبحت فلس طين في القواميس العربية السياسية واصبح كل حديث عن فلسطين وتحريرها هي propaganda سياسية عربية لابتزاز شعوبها. كبف ينادي بتحرير الغير من هو عبد؟؟. فتحرير الشعوب العربية نفسها هو المطلوب اولا قبل القيام بتحير الغير.

متى يكون ذالك الله اعلم.
شكرا.

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة