الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والإسلام: لماذا يرفض المسلم العلمانية؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2017 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية بأحد تعريفاتها هي قانون ودستور ومن بين سطورها انبثق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان 10/ديسمبر/ كانون أول 1948، القائم على العدالة والمساواة وهي مبادئ ترفضها بشدة الأنظمة والدول الدينية التي تتعارض مع معتقداتها القائمة على العنصرية والفوقية والتميّز والفاشية، أي أنها-العلمانية- نظام حقوق مصانة للجميع، للأقليات قبل الأغلبيات التي تحاول التغول وابتلاع الأقليات بحجة امتلاك ناصية الحقيقة المطلقة وسندات التمليك سلفاً للجنة للحياة والموت ونصـّبت من نفسها وصية على البشرية مدى العمر، فالعلمانية هنا ليست رخصة "إباحية" مطلقة كما يفهمها البعض ويحاول من خلالها النيل منها وتشويهها وبالتالي رفضها، لممارسة كل أنواع الفجور والموبقات ونشر المعتقدات الشريرة والدعوة لحمايتها وشرعنتها والاعتراف بها، ونعني هنا أتباع الثقافة الوثنية لدواعش يثرب ومكة القرن السابع الميلادية، فالقانون أولاً وفوق الجميع، وطبعاً، العلمانية لن تعترف بتفوق قبيلة قريش وتمييزها وتفضيلها على البشر وسيادتها على العرق البشري أو إعفائها من المسؤولية القانونية.
والعلمانية ليست الصمت عن المجرمين والقتلة السباة العنصريين وتمرير ونسيان جرائمهم واعتبارها دينا وعقيدة وإلا لسادت الفوضى ولقام كل مجرم بالتلطي والاختباء وراء "عقيدته" الفظة البربرية وفكره العقيم العفن الدموي التعيس، وممارسة إجرامه وحقده كي يستطيع البقاء والاستمرار. ومن هنا فالعلمانية تشكل رادعا لكل هؤلاء وتقف في وجههم وتحمي المجتمع كل المجتمع وأطيافه منهم ولذا فـ"أصحاب العقائد" العنصرية يرفضونها ويحاربونها بشدة بحجة الإلحاد والإساءة لمعتقدهم وتهديده.....
كل ما يخالف الميثاق العالمي لحقوق الإنسان هو ضد قيم العصر التنويرية وبالتالي ضد القوانين العلمانية التي تحمي الجميع بما فيهم التكفيري العنصري الوثني الذي يعتقد أنه فوق الجميع وذلك بـ"ضبه" وردعه واحتوائه ووضعه على الطريق الصحيح ومنعه من التجاوزات والانتهاكات والاعتداء على أعراض وحقوق وكرامات البشر وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض واستعباد البشر وإخضاعهم لسلطانه والفتك بهم لأنهم لا يشاركونه هذيانات وهلوسات جبريل وغار حراء والعقد الجنسية لهذا وذاك وكله باسم عقيدة ما وإفهامه الطبيعة الحقيقية للحياة التي هي حق مشترك للجميع وهبته لهم الطبيعة....
فالعلمانية بهذا المنظور ومن هذه الزاوية وبالنهاية هي قانون ودستور يجب أن يطبـّق على العنصريين والطائفيين والتكفيريين والقتلة والدواعش الوثنيين الزعران أعداء البشرية والحرية عبيد الحجارة والأصنام كما غيرهم وتحرير وتخليص المجتمعات من شرورهم وحقدهم وكراهيتهم ووضع من لا يمكن التحكم في سلوكه وتفكيره الشاذ وانحرافه الخلقي (تبرير معاشرة الأطفال ومعاشرة الصغيرات واغتصابهن البيدوفيل)، تحت مظلة القانون وإحالة الحالات الميؤوس منها إلى مصحات عقلية تصرف عليها الدولة العلمانية لإعادة تأهيل أصحاب المعتقدات الشاذة والأفكار العنصرية التكفيرية الخطيرة على الأمن والسلم الأهلي لحماية الجميع....
والعلمانية لا تعني الصفح عن أي مجرم والتسامح مع الجرائم واللصوص والسباة والبورنو المقدس على الإطلاق ولا أن يحتمي بها الجلادون والمجرمون السباة الغزاة ناكحو الصغيرات لصوص الحضارات العنصريون الفاشيست الوثنيون عبدة الحجارة والأصنام وكلنا نعلم ونتابع يواجهه السعوديون –بسبب عقيدتهم وتربيتهم وتثقيفهم الوثني العنصري الخاطئ والمنحرف- من مساءلات قانونية وسجن ومحاكمات بسبب معاملتهن للخادمات واغتصابهن والتحرش بهن والتعرض لهن في الولايات المتحدة واعتقادهم أنهم محميون ومستثنون من القوانين الفيدرالية فقط لأنهم مسلمون يسجدون لوثن في الصحراء ولديهم عقيدتهم الوثنية وعبادة البشر عندهم والتشبه بالدواعش –دواعش يثرب ومكة القرن السابع الميلادي- تبيح لهم السبي وتحليل الدماء واغتصاب النساء وممارسة الدعارة الشرعية وملك الأيمان مع أي كان ....
السجود لوثن بالصحراء وترديد بعض الهلوسات والاعتقاد ببعض الأوهام لا يعطي أحداً حق قيادة البشر والتسيد عليهم والتسلط على رقاب البشر والتميز وان يصبح مواطناً من الدرجة الأولى لكونه "الأشراف الهاشميين"، أو من نسل آل البيت (على فكر آل البيت مجرد خرافة كبرى إذ لا يوجد أولاد ذكور من نسل محمد مؤسس الإسلام، وثانياً هناك حقائق أخرى مرعبة تتعلق بولادة نبي الإسلام لا داعي لذكرها حالياً وليست موضوع بحثنا)، والعلمانية لا تعترف بسيادة بني هاشم وقبيلة قريش وكل البشر متساوون بالحقوق والواجبات عندها، ومن هنا ففي الدولة العلمانية لا يمكنك ان تكون مسلما حقيقياً تؤمن بالقتل والسبي والسطو وتحلل الدماء وتقطع الرؤوس وتطبق الحدود وتمارس الشذوذ الجنسي مع الصغيرات وتبيع النساء بالأسواق وتغزو وتسطو ثم تقول هذه عقيدتي ويجب أن تحترموا عقيدتي لكن هذا شذوذاً وجرائم عندها ستذهب للسجن - يا روح أمك- بسبب معتقدك التكفيري الوثني الإجرامي وكتابك وفقهك الذي حلل الدماء وقطع الرقاب وباع الرقيق والنساء وسبى الحرائر واغتصبهن وسمح بالزواج من نساء محصنات بعد خلعهن قتلاً أو عنوة من تحت أزواجهن كزينب بنت جحش –وطبعاً بعدما قضى زيد منها وطراً- وصَفِيَّة وَجُوَيْرِيَة ورَيْحَانَة بِنْت شَمْعُون النَّضْرِيَّة وماريا التي رفضت أن تتأسلم وظل لقبها ماريا القبطية؟ فهل هذا معتقد وسلوك تجيزه أية دولة وقانون وضعي إنساني؟ هل تستطيع فعل هذا في الغرب أم فقط في السعودية والدول الوثنية؟
تشكل العلمانية ودول القانون والدستور العلماني اليوم سيفاً مسلطاً فوق رقاب جميع أصحاب العقائد الفاشية التوتاليتارية والعنصرية ولذا يحاربونها ويرفضونها لأنها تسلبهم شرعيتهم ومبرر حياتهم وتكبلهم وتشلّ حركتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلمانية ضد تغييب العقول
Amir Baky ( 2017 / 12 / 17 - 14:13 )
المدمن لا يعترف أنه مريض و يحارب من يعطية الدواء. العلمانية هى علاج الخرافة فى الأديان و عادة ينكر المتدين أنه مضلل بتخاريف الأديان .
العلمانية تقول على الفتوحات إنها حروب سياسية - تقول على قطع القوافل أنه قرصنة. تقول على قطع اليد و الرجم سادية. تقول على معاشرة الأطفال شذوذ. تقول على العمليات الإستشهادية إنتحار و عمليات إرهابية. تقول على تحليل أموال اليشر بأنه سرقة. تقول على تحليل قتل المختلف بأنه إجرام. تقول على التقية و المعاريض كذب بواح. تقول على إرضاع الكبير و تحليل معاشرة الزوجة المتوفاة بأنه خلل عقلى و أباحية.
التعاليم الدينية التى تسوق للإجرام ترفض العلمانية لأنها تسمى الشيئ بأسمة و لا تتلون أو تجمل الواقع.
العلمانية لا تقبل تعاليم مدمرة بحجة أنها مقدسة و من عند الله. العقلية الدينية تؤمن بالمسلمات و عدم التفكير عكس العقلية العلمانية التى تعلى من شأن إستخدام العقل