الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى المتمركسين : إبراهيم كايباكايا قائد شيوعي و رمز ماوي عالمي فلا تشوّهوه !

ناظم الماوي

2017 / 12 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إلى المتمركسين : إبراهيم كايباكايا قائد شيوعي و رمز ماوي عالمي فلا تشوّهوه !

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة
( عدد 33 / سبتمبر 2017 )
لا للتحريفيّة و الدغمائيّة :
الإنسانيّة في حاجة إلى الثورة والخلاصة الجديدة للشيوعيّة
ناظم الماوي

(ملاحظة : العدد بأكمله متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن )

" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

====================================

" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين ، " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " )
---------------------------
" إنّ هذا النسيان للإعتبارات الكبرى ، الجذرية حرصا على مصالح اليوم العرضية ، و هذا الركض وراء النجاحات العرضية ، و هذا النضال من أجلها دونما حساب للعواقب ، و هذه التضحية بمستقبل الحركة فى سبيل الحاضر ، إنّ كلّ ذلك قد تكون له دوافع " نزيهة" أيضا . و لكن هذا هو الإنتهازية ، وهو يبقي الإنتهازية ، و لعلّ الإنتهازية " النزيهة " هي أخطر الإنتهازيات ..."

( لينين ،" الدولة و الثورة " ، الصفحة 74)
-------------------------
" حين يتناول الحديث النضال ضد الإنتهازيّة ، ينبغي لنا أن لا ننسى أبدا السمة المميّزة التي تميّز كلّ الإنتهازيّة العصريّة في جميع الميادين : ما تنطوى عليه من غامض و مائع و غير مفهوم . فإنّ الإنتهازي يتجنّب دائما ، بحكم طبيعته بالذات ، طرح المسائل بصورة واضحة و حاسمة وهو يسعى دائما وراء الحاصلة ، و يراوغ كالثعبان بين وجهتي نظر تتنافيان ، محاولا أن " يتفق" مع كلّ منهما، و حاصرا خلافاته في تعديلات طفيفة و شكوك ، و تمنيات بريئة لا تغنى و لا تسمن ، إلخ " .
( لينين ، " خطوة إلى الأمام ، خطوتان إلى الوراء " ، الصفحة 592-593 من المختارات في ثلاثة مجلّدات ، المجلّ الأوّل ، الجزء الأوّل ، دار التقدّم ، موسكو 1976 )
---------------------------
" إنّ ميل المناضلين العمليّين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة . إنّ النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة :
" بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) "
( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت )
--------------------------------
" إنّ الجمود العقائدى و التحريفيّة كلاهما يتناقضان مع الماركسيّة . و الماركسيّة لا بد أن تتقدّم ، و لا بدّ أن تتطوّر مع تطوّر التطبيق العملىّ و لا يمكنها أن تكف عن التقدّم . فإذا توقفت عن التقدّم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسيّة للماركسيّة لا يجوز أن تنقض أبدا، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إنّ النظر إلى الماركسيّة من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي، بينما إنكار المبادئ الأساسيّة للماركسيّة و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفيّة. و التحريفيّة هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازيّة . إنّ المحرّفين ينكرون الفرق بين الإشتراكيّة و الرأسماليّة و الفرق بين دكتاتوريّة البروليتاريا و دكتاتوريّة البرجوازيّة . و الذى يدعون اليه ليس بالخطّ الإشتراكيّ فى الواقع بل هو الخط ّالرأسماليّ . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصينيّ حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22


كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة العدد 33 :
طوال سنوات الآن ، لم نكفّ عن خوض نقاشات و جدالات و سجالات مع عدد من التيّارات المحرّفة للماركسية و المشوّهة لها . و قد أثمر ذلك الجهد المعتمد على الوثائق و الوقائع التاريخيّة كأوضح أدلّة على تحريفيّة هؤلاء المتمركسين و إصلاحيّتهم و أتى أكله مقالاتا و كتبا موضوعيّا ذات قيمة نظريّة و عمليّة كبيرة حاضرا و مستقبلا بالنسبة لمن يتطلّع إلى تفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . و يمكننا أن نقول دون أن نخشى الزلل أن أعمالنا القائمة على أساس مكين ، إنطلاقا من الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، الشيوعيّة الجديدة ، كانت عميقة ليس منتهى العمق و إنّما إلى درجة كبيرة ممّا خوّل لها أن تفضح بلا مداورة التشويه الفظّ جدّا للماركسيّة و بترها و الهبوط بها إلى حضيض الإنتهازيّة .
و قد إستعصى على الكثيرين من مبتذلى التعاليم الشيوعيّة الثوريّة الردّ على مضمون مؤلّفاتنا ردّا جدّيا نقديّا و علميّا راسخا فلجؤوا إلى المخاتلة و التضليل و راحوا ينهالون علينا بالشتيمة و القذف و يفترون علينا أيّما إفتراء ما ساعد من جهة الذين لهم عيون لترى و آذان لتسمع و يرفعون عاليا سلاح النقد الماركسي ، لا الإتّباع عن عمى ، في تبيّن إفلاس تلك الفرق " اليساريّة " إفلاسا مشينا للغاية سياسيّا و إيديولوجيّا ، و ما وفّر من الجهة الأخرى ، للذين تزعزعت قناعاتهم بفعل نقدنا الماركسي و يبحثون عن قشّة يتمسّكون بها للنجاة و المواصلة على نفس النهج مسكّنات ذات مفعول مؤقّت سرعان ما سيتلاشى مفعولها مع تطوّر الصراع النظري و الصراع الطبقي ، كما أظهر نقاط إلتقاء بين الإنتهازيين منها معاداة الحقيقة و تشويه ناظم الماوي بشتّى السبل المتوقّعة و غير المتوقّعة .
و لن نجزم أنّهم قد فشلوا في ذلك فشلا ذريعا و إنّما أضحى فشلهم جليّا لمن يعملون الفكر في الكتابات و لا يبتلعون السموم بسهولة و لا يزال البعض يدفنون رؤوسهم في الرمضاء كالنعامة و يحتاجون إلى المزيد من النقاش و الجدال و السجال أيضا ليستفيقوا على الواقع المرير و يدركوا الحقيقة و يواجهوها بجرأة ، دون خجل أو خشية لأيّ كان ، هذا إن لم يصمّوا آذانهم و يغلقوا أعينهم عن قصد عن المعطيات الموضوعيّة و الأدلّة القاطعة و البراهين الساطعة .
و في هذا العدد 33 من نشريّتنا ، نواصل متابعة جوانب من تلك الجدالات و متابعة شيء من الجديد منذ صدور مقالاتنا و كتبنا ، لنسلّط مزيدا من الضوء على ما أضافه المتمركسون و ما لم يضيفوه إلى ذخيرتهم التحريفيّة و الإصلاحيّة لعلّ هذا يساعف في المزيد من إجلاء الحقيقة التي هي وحدها الثوريّة و في فتح عيون و أذهان من لم يغلقوا أذهانهم بأقفال قذفوا بمفاتيحها تاليا و بسرعة إلى أعماق البحار و المحيطات .
و بلا مراوغة و لفّ و دوران ، أعلنناها و نظلّ نعلنها ، تتنزّل أعمالنا ، مقالاتا و كتبا ، في إطار النضال على الجبهة النظريّة و السياسيّة ، النضال بلا هوادة من أجل إعلاء راية الحقيقة و علم الثورة البروليتاريّة العالمية و المزيد من الوضوح الإيديولوجي و السياسي دحضا للتحريفيّة و الدغمائيّة ، مساهمة منّا في فسح المجال لعلم الشيوعيّة كي يشقّ طريقه إلى المناضلات و المناضلين في سبيل عالم آخر ، عالم ممكن و ضروري و مرغوب فيه ، عالم شيوعي . و نضالنا هذا ليس لهوا و لا ترفا فكريّا ، بل هو نهوض بواجب شيوعي ثوري لا ينبغي التملّص منه كما يفعل جلّ إن لم يكن كلّ مدّعى الشيوعية في القطر و عربيّا و هذا الواجب الشيوعي الثوري هو الذى أطلق عليه ماو تسى تونغ ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة .
فقد " منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة. و هي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية... إنّ ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، إنّما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- إنّ نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
( لينين ، " الماركسية و النزعة التحريفيّة " )
وفى سبتمبر2008 ، إثر تحليل عميق و شامل لصراع الخطّين صلب الحركة الشيوعية العالمية في الوقت الحاضر ، حدّد بيان الحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتحدة الأمريكيّة ،" الشيوعيّة : بداية مرحلة جديدة "، أهمّ تمظهرات التيّارين المنحرفين عن الشيوعيّة الثوريّة عالميّا ، الدغمائيّة و التحريفيّة ، الذين ينبغى التصدّى لهما و بالمقابل يجب الترويج للخلاصة الجديدة للشيوعية كفحص نقدي للتجربة التاريخيّة للحركة الشيوعية و كتطوير علمي مادي جدلي للروح الثورية للماويّة و إرساء الشيوعية على أسس أرسخ علميّا : " واليوم ، فى جانب الذين يرفضون فحص التجربة التاريخية للحركة الشيوعية فحصا نقديا ، من الشائع وجود ظاهرة التأكيد على " الحقيقة الطبقيّة " و تحويل الشيئ الداخل فى الذهن إلى شيئ خارج الذهن بالنسبة للبروليتاريا المرتبطة بها وعموما نظرة للنظرية و المبادئ الشيوعية كنوع من الدوغما ، قريب من التعاليم الدينية ، و جوهريا " نعرف كلّ ما نحتاج إليه ، لدينا جميع المبادئ المطلوبة ويتعلّق الأمر فقط بتنفيذ الحكمة الموروثة ". وفى القطب المعاكس ، يوجد الذين لهم فهم للتجربة التاريخية للحركة الشيوعية وبشكل خاص أسباب الصعوبات و النكسات و الهزائم ، سطحي وضعيف أيضا ، يجهل أو يستبعد التحليل الشيوعي العلمي للتناقضات العميقة التى ولّدت خطر إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي ، والذين يحاولون تعويض ذلك التحليل بالنظرة المستندة إلى المبادئ و المعايير الديمقراطية البرجوازية ومفاهيم الشرعية البرجوازية الديمقراطية المرتبطة بالسيرورة الشكلية للإنتخابات وبتنافس الأحزاب السياسية ، وهو أمر شائع فى المجتمع الرأسمالي ومتوافق جدّا مع ويؤدى إلى ممارسة الطبقة الرأسمالية للسلطة السياسية . والذين يتمسّكون بهذه المواقف ، حتى حينما يواصلون إدعاء لبس عباءة الشيوعية ، متلهّفون لنبذ مفهوم دكتاتورية البروليتاريا وتجربة دكتاتورية البروليتاريا و النأي بأنفسهم عنهما وفى كثير من الحالات حتى عن التلفّظ بذلك . و بالفعل ، مثل هؤلاء الناس يبحثون عن " تحرير أنفسهم " من أكثر تجربة تحرّرية فى تاريخ الإنسانية إلى الآن ! ويدعون أنهم يريدون التحرّك إلى الأمام بسرعة ، إستجابة لمتطلبات الظروف الجديدة... لكن لديهم روابط مع الأدوات الخاطئة وهم يتحركون بسرعة فى الإتّجاه العكسي منسحبين على عجل نحو الديمقراطية البرجوازية والحدود الضيقة للحق البرجوازي (14) ، عابرين القرون من القرن ال21 إلى القرن 18.
و فى حين أن هذه التوجهات الخاطئة التى حدّدناها هنا تتضمّن إختلافات هناك أيضا مظهر هام فيه هي متشابهة وفى الواقع تشترك فى مظاهر هامة . فى الحقيقة تجدر الملاحظة بأن فى السنوات الأخيرة وجدت ظاهرة أن بعض المجموعات " تتقلّب " بين قطب وآخر ، لاسيما بين الدغمائية و التيارات المرتبطة بها إلى معانقة الديمقراطية البرجوازية ( و إن ظلّت تتقنّع بالشيوعية) ." ( " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " ، تقديم و ترجم شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمدّن )
و ينطوى هذا العدد الجديد من نشريّتنا على المقالات التالية القائمة أساسا على ملاحظات مقتضبة و دعوة للقرّاء إلى عقد المقارنات و الدراسة المتمعّنة و التمحيص لإستخلاص الدروس و العبر من أجل نظريّة و ممارسة ثوريّتين هدفهما الأسمى لا أقلّ من تحقيق القطيعة التي حدّدها ماركس في مقولته في التصدير أعلاه و بلوغ مجتمع شيوعي عالمي ، " هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ،و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850 " ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ) :

- 1- غيث وطد يخبط خبط عشواء
- 2- و تختلط الأمور على معزّ الراجحي
- 3- عبد الله بن سعد تهرّب و لا يزال من الصراع الإيديولوجي
- 4- الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وريث إنتهازيّة مؤسّسيه
- 5- تغييب الحزب الوطني الديمقراطي الثوري الماركسي اللينيني الخوض في القضايا الإيديولوجيّة
- 6- الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون : الحقيقة للجماهير أم الضبابيّة ؟
- 7- حزب العمّال التونسي حزب ديمقراطي برجوازي لا غير
- 8- عن إنتهازيّة حزب الكادحين في تونس
- 9- عن إفتراء محمّد عليّ الماوي على بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الشيوعيّة الجديدة
- 10- إلى المتمركسين : إبراهيم كايباكايا قائد شيوعي و رمز ماوي عالمي فلا تشوّهوه !
- 11- صدق ماو تسى تونغ و كذب الوطنيّون الديمقراطيّون و حزب العمّال الخوجيّون : صراع الخطيّن نموذجا
- 12- على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة و الدراسة و التطبيق و التطوير : الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الشيوعيّة الجديدة
--------------------------------------------------------------------------------------------------
-10- إلى المتمركسين : إبراهيم كايباكايا قائد شيوعي و رمز ماوي عالمي فلا تشوّهوه !

و نحن نتابع الإنتاجات الفكريّة القليلة نسبيّا و التي يمكن أن توسم بأوصاف سلبيّة ، لدى مجموعات " اليسار" المتمركس ، لفت إنتباهنا أنّ عددا من هذه المجموعات يسعى وهو يكتب أو يتحدّث عن إبراهيم كايباكايا إلى جعل هذا القائد البروليتاري الشيوعي الثوري و الرمز الماي العالمي إلى مجرّد مناضل يساري في تركيا . و نقطة إلتقاء الكثير من الذين كتبوا عنه هي إنكار أو تقليص أهمّية نضاله المستميت ضد التحريفيّة و تركيزه و تكريسه لإستراتيجيا حرب الشعب الماويّة في تركيا كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و رسما لخطّ تمايز واضح و جليّ مع أصناف التحريفيين و منظّماتهم و أحزابهم . و كان الحزب الذى أنشأه إفرازا للنضال العالمي بقيادة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة المعاصرة ، الفرنسيّة منها و الإيطاليّة ... و على رأسها السوفياتية الخروتشوفيّة ؛ و إفرازا للثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين الماويّة من 1966 إلى 1976.
إبراهيم كايباكايا تشرّب الماويّة و إستوعبها و طبّقها و طوّرها و بات رمزا من رموزها و من يحاول بثّ الرماد على هذا الجانب يشوّه هذا القائد الشيوعي و يخلط الأوراق . و نضرب مثلا على ذلك مقالين أحدهما أصدره أعداء للماويّة لأكثر من عقود ثلاثة و الآخر أصدره حزب يقول إنّه سليل الحركة الماويّة في القطر .
فمن باكورات إصدارات الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي على صفحته على الفايسبوك ، قرأنا مقالا ( تجدونه ضمن الملاحق ) و فيه يذكر الجماعة بشكل عابر أنّ إبراهيم كايباكايا كان ماويّا و أهمّ ما يصفونه به هو أنّه " - القائد التاريخي لليسار الثوري التركي والكردي - قائد ومؤسس الحركة الشيوعية التركية ومن أهم منظري اليسار الثوري والشيوعية الثورية في العالم عموماً وفي تركيا خصوصاً.- القائد التاريخي للماويين الأتراك وغيرهم [ هكذا " و غيرهم !!!]- أصبح إبراهيم كايباكايا القائد الثوري أسطورة بين الثوريين في تركيا وشمال كردستان، يحتفل به ويحيي ذكراه جميع الشيوعيين الثوريين بمختلف فصائلهم وانتماءاتهم [ هكذا أيضا " بمختلف فصائلهم و إنتماءاتهم " !!! ] ".
و تقفز أمام القرّاء المنتبهين عمليّة التعميم و التعويم لتحويل رمز شيوعي ماوي عالمي إلى قائد لليسار الثوري .
و فضلا عن ما تقدّم ، نقول : غريب أمر هؤلاء الذين ما إنفكّوا طوال عقود يشنّون الحملات المسعورة ضد الماويّة و الماويّين : يعرّفون بالرمز الماويّ ولا يلومونه على ماويّته التي يعدّها بحثهم المؤسّس تاريخيّا،" هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيّا؟ " تحريفيّة و يعدّ ماو تسى تونغ برجوازيّا صغيرا .
ما الذى حصل ؟ ماذا جرى ؟ أهناك تغيير في الموقف من الماويّة ؟ إن جدّ هذا ، فليصرّح به علنا ، كتابيّا و رسميّا و ليس مداورة و بصورة غير رسميّة .
و حتّى إن أضحى خطّكم غير المعلن تجميع " اليساريين " و خاصة منهم " الوطنيين الديمقراطيين " ، نقول لكم إنّ خطّكم و توجّهاتكم في تضارب بل في تناقض واضح و فاضح مع الخطّ الماويّ لإبراهيم كايباكايا و بهذا الصدد حسبكم أن تلقوا نظرة مثلا على مقال لحزب من الأحزاب التركيّة التي تعلى راية كايباكايا و خطّه و نقصد فصل " إبراهيم كايباكايا قائد بروليتاري شيوعي ماوي" من كتاب شادي الشماوي " قيادات شيوعيّة ، رموز ماويّة " وهو متوفّر على صفحات الحوار المتمدّن و بمكتبته و نقتطف لكم منه هذه الفقرة :
" لقد كان كايباكايا ماويّا عظيما . والحزب الشيوعي التركي ( الماركسي- اللينيني) الذى هو إفراز الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و كايباكايا قائده المؤسّس أنتج فهمه للماركسية-اللينينية-الماوية و طبّقه فى الممارسة العملية. و فى النهاية ، إستطعنا أن نرفع عاليا بيان الحزب الشيوعي التركي ( الماركسي-اللينيني) فيما يتصل بالبرنامج الأدنى للثورة الديمقراطية و البرنامج الأقصى لبلوغ الشيوعية. و لا يمكن الدفاع عن كايباكايا دون الدفاع عن الماوية و بالعكس الدفاع عن خطّ آخر ليس سوى خدعة. " ( " خطّ كايباكايا هو طليعتنا - مقتطف من " الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب " ).
و هكذا يعمل جماعة الحزب الجديد ، وريث إنتهازيّة مؤسّسيه الخوجيين المتستّرين ، على وأد الماويّة و الإستعاضة عنها بالإنتماء الفضفاض إلى " اليسار " .
أمّا نصّ جماعة حزب الكادحين التي يصرّح أمينه العام في الجرائد السياّرة بانّها سليلة الحركة الماويّة في القطر فعنوانه " في ذكرى استشهاد ابراهيم كايباكايا: أسطورة المقاومة والصمود والتضحية " ( أنظروا الملحق أيضا ) و ببساطة يحوّل الرمز الماويّ إلى " أسطورة مقاومة و صمود و تضحية " و يتبخّر على يديه هكذا أنّ كايباكايا قبل كلّ شيء ، إن كان لنا إستعمال أسطورة بمعنى الرمز و ليس بمعانى أخرى ، أسطورة مكافحة التحريفيّة و إنجاز القطيعة معها و تطبيق الماركسية – اللينينيّة – الماويّة و تطويرها .
و من الجليّ أنّ هذا المقال الذى ننقد يشكو كذلك من عدم التعريف بالحركة الأمميّة الثوريّة التي إقتطف من بيانها جملا كما يشكو من عدم ذكر المرجع أو المصدر بمعنى من أين إستقيت تلك المعلومات عن إبراهيم كايباكايا و جمل ذلك البيان و كان بوسعهم ذكر العمل المعنيّ و إن كان لكاتب لهم معه إختلافات و لا مشكل في ذلك ؛ المشكل هو إنكار المصادر و جهد الكاتب أو الكتّاب الآخرين . و بعد هذا ، تصوّروا من أين إستقوا معلوماتهم ؟ من كتاب شادي الشماوي الذى نال ما نال من القذف من لدن حزب الكادحين في تونس و من ذلك ما طلع به علينا مقال " ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية " و قد رددنا عليه بمقال " مزيدا عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين " .
مجدّدا ، ها أنّ هذا الحزب المفلس إيديولوجيّا و سياسيّا " يأكل الغلّة و يسبّ الملّة " ، يستقى معلوماته من كتاب شادي الشماوي و يشتمه . وهي ليست المرّة الأولى فأوّل مقال نشره من كتب المقال المتهجّم على ناظم ، رفيق حاتم رفيق ، على الحوار المتمدّن ، هو جزء من ترجمة شادي الشماوي لكتاب نشره منذ أشهر ، " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي – 1974 ) " و في مقدّمته نبّه إلى الإستيلاء على ترجمته و نشرها باسم شخصين لم يسمّيهما و بحثنا و قمنا بالتحرّى فإكتشفنا و فضحنا أنّ أحدهما هو اللارفيق رفيق حاتم رفيق و الآخر هو محمّد علي الماوي / اللاماوي .
و خمّنوا ما الذى حذفه صاحب مقال حزب الكادحين من بيان الحركة الأمميّة الثوريّة ( حركة جمّعت معظم الأحزاب و المنظّمات الماويّة عبر العالم و نشطت موحّدة من 1984 إلى 2006 ، و لها بيانان شهيران هما بيان 1984 و بيان 1993 و قد أصدرت 32 عددا من مجلّة " عالم نربحه " – و للمزيد أنظروا الكتاب الأوّل لشادي الشماوي ، " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة " )؟ حذف الفقرة التالية وهي لعمرى جدّ معبّرة عن تكتّم حزب الكادحين عن ضرورة النضال ضد التحريفيّة و الإصلاحيّة و تلاعبه بلبّ ما يرمز إليه كايباكايا :
" لقد فضح إبراهيم كايباكايا النشاطات الإصلاحية و الشرعوية و الإقتصادوية لتحريفيي "الشفق" [ الحزب الثوري للعمّال و الفلاحين فى تركيا ] و التى حاولت تقديمها للجماهير على أنّها تمثّل " العمل الثوري الجماهيري". بلا رحمة كشف الرفيق كايباكايا الإنتقائية التحريفية السامّة و حاجج على نحو مقنع بأنّ " هؤلاء الناس البرجوازيين يعتقدون أنّه بتغيير إسم الشيء يمكن للمرء أن يغيّر طبيعته "، و تظلّ ملاحظة الرفيق كايباكايا بشأن الديماغوجيا التحريفية صالحة لفهم الصراعات السياسية اليوم."
و نترك لكم التعليق ... ثمّ ندعوكم إلى عقد مقارنة بين ما خطّه الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي و حزب الكادحين في تونس بشأن إبراهيم كايباكايا من جهة و بين ما قدّمه شادى الشماوي في كتابه " قيادات شيوعية ، رموز ماويّة " ، و جميع هذه النصوص موثّقة كملاحق لهذا المقال .
------------------------------------------
ملاحق :
" إلى المتمركسين : إبراهيم كايباكايا قائد شيوعي و رمز ماوي عالمي فلا تشوّهوه ! "
الملحق الأوّل : مقال الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي عن إبراهيم كايباكايا
الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي
May 18 at 5:11pm •
إبراهيم كايباكايا ولد القائد التاريخي لليسار الثوري التركي والكردي في قرية قراقايا في مقاطعة سونغورلو في وسط تركيا في عام 1949 لعائلة فقيرة. قائد ومؤسس الحركة الشيوعية التركية ومن أهم منظري اليسار الثوري والشيوعية الثورية في العالم عموماً وفي تركيا خصوصاً.
أنهى دراسته في المرحلة الإبتدائية في قريته التي كانت تشهد تأثيرا ً للفكر اليساري التقدمي. بعدها أظهر تفوقا ً ونبوغا ً في المرحلة الإعدادية ما أهله عام 1965 للحصول على بعثة في إحدى المدارس الداخلية لينهي دراسته الثانوية. وقد عرف عنه اهتمامه الكبير بالتاريخ والثقافة والأدب والموسيقى في سن مبكرة. بعد تخرجه من الثانوية التحق بكلية العلوم – قسم الفيزياء بجامعة إسطنبول.
وقد تعرف على الفكر الشيوعي في الجامعة ليصبح أحد الناشطين اليساريين ويقوم ومجموعة من رفاقه بتأسيس "نادي الفكر". وقد انتشر هذا النادي في العديد من المدن التركية ليتم لاحقا تشكيل "اتحاد نوادي الفكر" (إ.ن.ف) ويتم انتخاب كايباكيا رئيسا له (هذا النادي سينجب قادة اليسار الشيوعي الثوري المقاتل بمختلف توجهاتهم).
تحول الإتحاد فيما بعد إلى منظمة جماهيرية اشتراكية معادية للإمبريالية ومعادية للفاشية (الفاشية التركية) ونشط بصورة كبيرة، ووصل إلى أوج نشاطه العام 1968 حين تم تعبئة مئات الآلاف في مظاهرة تاريخية ضخمة ضد زيارة الأسطول الأمريكي السادس وللتنديد بحلف الناتو ونظرا ً لضخامة الحدث تم اعتقال كايباكايا وتقديمه للمحاكمة لأول مرة ليقوم بتقديم مرافعة جريئة دافع فيها عن مبادئه الشيوعية الثورية وعن حق الشعب التركي في التحرر من نير الإمبريالية كما قال في مرافعته التاريخية . ومع تطور (اتحاد نوادي الفكر) وتوسع عضويته ظهر تياران، الأول إصلاحي ينادي بالعمل البرلماني والنقابي، والثاني ينادي بالإعداد للثورة الوطنية الديمقراطية، فكان كايباكيا من أقطاب التيار الثاني.قام أنصار هذا التيار في العام 1969 بتأسيس "حزب العمال والفلاحين الثوري التركي"، وترأس كايباكايا تحرير مجلته النظرية التي لاقت انتشارا ً كبيرا ً في صفوف اليسار، كما غير شباب هذا التيار اسم منظمتهم لتصبح "الشباب الثوري" (DEV-GENCH). شارك الحزب ومنظتمه الشبابية في الإضرابات العمالية، كما شكل خط إسناد للحركات الفلاحية المنتفضة وبالأخص الفلاحين المحرومين من الأرض الذي بدؤوا بالاستحواذ على أراضي كبار الملاك.
خلال نشاطه كأحد قادة التيار الثوري، شدد كايباكيا على ضرورة الإلتحام بالجماهير وإشراكها في النضال بشتى أشكاله، بما في ذلك النضال الأيديولوجي. فقد كان يتوجه إلى المعامل والقرى لشرح فكرة الثورة الوطنية الديمقراطية وكيفية تحقيقها، كما كان يقوم بشرح الفرق بين الخط التحريفي والإصلاحي من جهة والخط الثوري من جهة أخرى.كما قام بعدة تحقيقات حول الأوضاع في الأرياف وحول الحركات الفلاحية وقدم عدة تحليلات مسهبة عن إمكانية نجاح العمل الثوري في تلك المناطق. وقد كان للشهيد عدة مآثر غيرت مجرى تاريخ اليسار الثوري في تركيا. أولى تلك المآثر كانت تحليله للكمالية (فكر مصطفى كمال أتاتورك) التي كانت محاطة بهالة وطنية كبيرة، فقد كان القطب اليساري الأول في تاريخ تركيا الذي كسر تلك الهالة واصفا ً الكمالية بالفكر البرجوازي الذي يؤسس للفاشية وللتبعية وبأنه فكر مضاد للثورة. ومأثرته الثانية هي تحليله للقضية الكردية، فلأول مرة أيضا ً في تاريخ اليسار التركي يتم التعامل مع القضية الكردية على أنها قضية قومية، أي كونها قضية تتعلق بأمة مستعبدة تتعرض للاضطهاد القومي من قبل الدولة التركية، مؤكدا على حق الأكراد بتقرير مصيرهم وهو ما لم يكن مطروحا ً في الأوساط اليسارية. كما قاد حملة كبيرة لدحض أطروحات التحريفيين السوفييت والمحليين، وأصبح القائد الفعلي للتيار المناهض للتحريفية السوفيتية في عموم البلاد. كما شن حملة كبيرة على التيارات الإصلاحية المنادية بالعمل البرلماني مبينا ً مدى خيانة هذا الخط (هذه الرؤية ستستمر حتى يومنا هذا في صفوف اليسار الثوري المقاتل بشتى انتمائاته الأيديولوجية). كما لم يفت كايباكيا القيام بهجوم على الجمود العقائدي وتبيان مدى الأذى الذي يمكن أن يلحقه بالعمل الثوري. بدءا ً من عام 1970 بدأت الخلافات تدب في صفوف حزب العمال والفلاحين الثوري فيما يتعلق بمسألة الكفاح المسلح، وقد كان كايباكيا يؤكد على محوريته، بينما أظهرت القيادة ترددا كبيرا ً وعدم إيمان حقيقي به. كما بدأت تظهر ميول "إقتصادوية" ونقابية رأى كايباكيا أنها تمثل مقدمة لانحراف إصلاحي (تحول الحزب بعد ذلك بسنوات إلى العمل البرلماني).
على إثر ذلك قاد إبراهيم كايباكايا حملة نقد شديدة ضد تلك الميول تهدف إلى تحويل الحزب إلى حزب شيوعي ثوري مقاتل يقود الثورة الوطنية الديمقراطية مسترشدا بالماركسية اللينينية فكر ماو تسي تونغ. في العام 1972، وبعد قيام العسكر بانقلابهم في مارس بغية وقف المد اليساري الجارف، قام كايباكيا وأنصاره بإصدار إعلان يحتوي على مسائل الخلاف مع قيادة الحزب التي باتوا يصفونها بالتحريفية، وأعلن عن قيام الحزب الشيوعي التركي (الماركسي – اللينيني) حزب يتنبى الماركسية اللينينية فكر ماو تسي تونغ وينتهج مبدأ الحرب الشعبية، كما قام القائد التاريخي للماويين الأتراك وغيرهم بتأسيس الكتائب الأولى لجيش تحرير العمال والفلاحين التركي (TIKKO)، معلنا ً بداية الحرب الشعبية. وقد كان كايباكيا خلال السنوات التي سبقت هذا الإعلان يعمل للإعداد لهذه الانطلاقة سواء بالتحقيقات التي قام بها أو بالمشاركة في النضالات العمالية والفلاحية أو بوضع الأسس النظرية للثورة في تركيا. وغني عن القول أنه بعد انقلاب 1972 تحول كايباكيا إلى العمل السري التام، وبدأ ينشط في الريف حيث قواعد الحزب وجيشه. كان الشهيد يؤكد باستمرار على "خط الجماهير" وبالذات "علموا الجماهير وتعلموا منها"، كما واصل نضاله ضد الفكر السوفييتي المعروف بالتحريفية وضد النزعات التصفوية التي أعقبت الانقلاب. كان الحزب بقيادة كايباكيا من بين التنظيمات القليلة التي استمرت بعد الانقلاب، فمعظم التنظيمات تم تدميرها مباشرة بعد سيطرة العسكر على السلطة إلا أن الحزب الشيوعي التركي (الماركسي اللينيني) استمر وانتشر في الأرياف والمناطق الجبلية، ما جعله الهدف الرئيسي للسلطة الفاشية. فقام العسكر بتجنيد حملة كبيرة في المناطق التي ينشط فيها الحزب، كما قامت بتعبئة الجماعات الفاشية وتسليحها لتكون ذراعا ً ضاربة لها. في الرابع والعشرين من يناير من عام 1973 وفي منطقة تونجلي (منطقة كردية إسمها الأصلي درسيم) اشتبكت القوات الحكومية بكتيبة من (TIKKO) صادفت أن تكون بقيادة رئيس أركانه الشيوعي الماوي التركي البارز علي حيدر يلدز وبوجود القائد الماوي كايباكيا ضمنها.
أدت المعركة إلى استشهاد علي حيدر يلدز وجرح كايباكايا. تمكن كايباكايا من الفرار والاختباء في قرية بحماية الفلاحين، إلا أن أحد معلمي القرية قد شعر بوجوده فقام بالتبليغ عنه (بعد خمسة أيام من المعركة) ما مكن المخابرات العسكرية من إلقاء القبض على القائد كايباكايا يوم التاسع والعشرين من يناير، لتبدأ ملحمة من الصمود الأسطوري. تعرض القائد الشيوعي كايباكايا ("إبّو" كما كان الفلاحين يسمونه تحبباً) إلى أبشع تعذيب عرفته السجون التركية وعلى مدى أربعة أشهر متواصلة كي يسلم الحزب ويكشف تشكيلاته المسلحة. فقد قام جلادوه بضربه ضربا ً مبرحاً، ثم قاموا بجلده على قدميه (فلقة) ومن ثم انتزعوا أظافره، بعد ذلك شرعوا باستخدام الصعق الكهربائي ضده وإغراقه. بعد ذلك قاموا بتحطيم عظامه، ولما لم يفدهم كل ذلك قاموا بقطع أصابع قدميه، أصبع واحد في كل يوم، بعدها قاموا بقطع أصابع يديه أيضا بمعدل اصبع واحد يوميا. وقد كان الجلادون طوال تلك الأشهر يقومون برش جسد الشهيد المتقرح بالملح بصورة منتظمة إمعانا ً في تعذيبه. صمد الشهيد صمودا أسطوريا ً بوجه هول العذاب المسلط عليه، ما حدى الجلادين بالشروع بتقطيع أوصل جسده وهو حي، فقطعوا يديه ومن ثم رجليه، بعدها قاموا باقتلاع عينيه دون أن يتفوه كايباكايا بكلمة عن الحزب وتشكيلاته المسلحة.
في ليلة السابع عشر على الثامن عشر من مايو عام 1973 استشهد القائد الثوري الصامد إبراهيم كايباكايا، تاركًا خلفه حزباً وجيشًا وفكرًا ثوريًا وأسطورة في الفداء أصبحت رمزا لكل اليسار التركي.قاموا بقطع رأسه بعدما فارق الحياة! أصبح إبراهيم كايباكايا القائد الثوري أسطورة بين الثوريين في تركيا وشمال كردستان، يحتفل به ويحيي ذكراه جميع الشيوعيين الثوريين بمختلف فصائلهم وانتماءاتهم، وللتذكير: يوم اغتياله وتعذيبه لم يكن الشهيد الثوري إبراهيم كايباكايا يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
الملحق الثاني : مقال حزب الكادحين فى تونس " في ذكرى استشهاد ابراهيم كايباكايا: أسطورة المقاومة والصمود والتضحية "

ولد القائد البروليتاري العظيم ابراهيم كايباكايا سنة 1949 في تركيا وتوفّي مغتالا في أقبية السجون التركية ولم يتجاوز عمره 24 سنة.
تعرّف على الفكر الشيوعي في الجـامعة ليصبح أحد الناشطين الشيوعيين ويساهم مع مجموعة من رفاقه بتأسيس ناد ثقافي فكريّ أنجب القادة الشيوعيين في تركيا بعد أن تحوّل إلى منظّمة جماهيرية معادية للإمبريالية وللفاشية التركية ونظّم احتجاجات ضدّ زيارة الاسطول الأمريكي السادس وضدّ حلف الناتو. إثر هذا النشاط تم اعتقال كايباكايا سنة 1968 وتقديمه للمحاكمة لأول مرة ليقوم بتقديم مرافعة جريئة دافع فيها عن مبادئه الشيوعية الثورية وعن حق الشعب التركي في التحرر من نير الإمبريالية كما قال في مرافعته.
كان من مؤسسي حزب العمال والفلاحين الثوري التركي سنة 1969 وترأس تحرير مجلته النظرية، ومنذ سنة 1970 بدأت الخلافات تدبّ إلى قيادة هذا الحزب بسبب معارضة أغلب قادته للثورة الوطنية الديمقراطية وتوجّههم نحو الطريق البرلماني.

في شهر أفريل 1972، وتأثّرا بالصراع الدّائر في صلب الحركة الشيوعية العالمية وبصدى الثّورة الثقافية البروليتارية الكبرى التي مثّلت وجها من أوجه الحرب ضدّ التحريفيّة وبالـواقع الملموس في تركيا، قاد إبراهيم كايباكايا صراعا داخل الحزب التحريفي القديم (الحزب الثوري للعمّال و الفلاحين فى تركيا) وأسّس الحزب الشيوعي التركي (الماركسي-اللينيني) وكان من مؤسسي الكتائب الأولى لجيش تحرير العمال والفلاحين بعد أن أنجز تحقيقات ميدانية في الريف التركي.
سنة 1973، وإثر معركة بين "تيكو" والجيش النظامي التركي في منطقة ديرسيم، جُرح كايباكايا لكنّه تمكّن من الفرار والاختباء في قرية بحماية الفلاحين، إلا أن أحد معلمي القرية قد شعر بوجوده فقام بالتبليغ عنه (بعد خمسة أيام من المعركة) ما مكن المخابرات العسكرية من إلقاء القبض عليه. تحبباً) إلى أبشع تعذيب عرفته السجون التركية وعلى مدى أربعة أشهر متواصلة.

في الليلة الفاصلة بين 17 و18 ماي 1973 استشهد القائد إبراهيم كايباكايا، تاركًا خلفه حزباً وجيشًا وفكرًا ثوريًا وأسطورة في الصمود والتضحية أصبحت مصدر إلهام للشيوعيين الثوريين في العالم ولرفاقه الذين مازالوا يواصلون الطريق الذي خطّه في تركيا.

مقتطفات من رسالة من لجنة الحركة الاممية الثورية إلى الحزب الشيوعي التركي (الماركسي اللينيني) سنة 1993، وفيها إشارة إلى اهم اسهامات ابراهيم كايباكايا:
" لقد طوّر نقدا جليّا و نافذا للتحريفية على أصعدة شتّى. وأكثر من ذلك ، قاد تكريس هذا الخطّ السياسي في الممارسة العملية ، لا سيما بالشروع في المحاولة الأولى لإطلاق حرب شعب حقيقية في تاريخ تركيا. لقد كان إبراهيم كايباكايا أكثر المدافعين صراحة وحماسا عن خطّ الرفيق ماو تسي تونغ و ألدّ المعارضين للـ"مدافعين" زورا عن ماو تسي تونغ الذين سعوا إلى إفراغ الخطّ الماوي من مضمونه البروليتاري الثوري".
"و كذلك بيّن ابراهيم كايباكايا أنّ الحلّ الصحيح الوحيد لدى مضطهدِي الأمّة الكردية هو الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا وحزبها ".
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
الملحق الثالث : الفصل الثالث من كتاب شادي الشماوي" قيادات شيوعيّة، رموز ماويّة "
إبراهيم كايباكايا قائد بروليتاري شيوعي ماوي.
( ملاحظة : نشر هذا الفصل و تقديمه فى جوان 2013 على موقع الحوار المتمدّن )
تقديم سريع :
تمرّد الشعب التركي ضد حكومة أردوغان فى هذا الوقت بالذات لم يكن متوقّعا من غالبية المتابعين للوضع السياسي هناك غير أنّ تناقضات ما سمّي بالنموذج التركي كانت تدفع نحو إنفجار الصراع الطبقي بشكل أو آخر و قد أثبت تحوّل معركة جزئية إلى تمرّد شامل تقريبا و معارك شعبية شملت معظم مقاطعات البلاد أنّ نظام أردوغان و الطبقات الرجعية المرتبطة بالإمبريالية العالمية التى يدافع عنها و يخدم مصالحها لسنوات ينهش فى لحم الطبقات الشعبية و يضيّق الخناق على المجتمع ليضعه فى قالب أعدّه له سلفا قالب المجتمع الخاضع للدين و الأصولية الدينية كأداة و إيديولوجيا إستغلالية و إضطهادية بيد الطبقات الرجعية .
و إزاء هذه التطوّرات فى الصراع الطبقي فى تركيا ، و لتحية نضالات الشعب التركي و رفاقنا و رفيقاتنا الماويين هناك – فى الشوارع و فى السهول و الجبال رافعين البندقية فى مناطق معيّنة من تركيا و شمال كردستان و مطبّقين إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد ، لم نقدر على الوقوف موقف المتفرّج و فى إطار العمل الذى نقوم به على الجبهة الإيديولوجية و السياسية ، سعينا للمساهمة فى التعريف بأحد أهمّ القادة الشيوعيين الماويين فى تركيا و فى العالم ألا وهو إبراهيم كايباكايا ، من زاوية لم يقع تناولها من قبل على الصعيد العربي و نقصد تعريب نصوص تاريخية لهذا القائد الشيوعي الماوي المغوار . و مثلما فعلنا مع حدث وفاة هوغو تشافاز من قبل ، أوقفنا العمل على موضوع كنّا نشتغل عليه ، لننكبّ على هذه الترجمة التى نضع بين أيديكم وهي فى الواقع جزء من مخطّط لكتاب برمجنا لإنجازه مستقبلا و إخترنا له من العناوين " قادة بروليتاريون شيوعيون ماويون " قصد التعريف تعريفا مفصّلا إلى حدود كبيرة بإبراهيم كايباكايا من تركيا و تشانغ تشنغ و تشانغ تشن- تشيا من الصين و شارو مازومدار من الهند وسنموغاتاسان من سيلان .
و مراجعنا بالأنجليزية هي " مجلّة عالم نربحه " خاصة و مواقع متفرّقة على الأنترنت . وقد أضفنا للنصوص الجديدة ما سبق و أن نشرناه من وثائق فى العدد العاشر من " الماوية : نظرية و ممارسة " فكانت النتيجة هذا الفصل الذى يتضمّن :
1- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا
2- موقف حازم إلى جانب حق الأمة الكردية التى تعانى من الإضطهاد القومي الوحشي فى تركيا ، فى تقرير مصيرها
3 - خطّ كايباكايا هو طليعتنا - مقتطف من الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب
4 - بصدد الكمالية ( مقتطف)
5- المسألة القومية فى تركيا
1- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا
( جريدة " العامل الثوري " عدد 959 ، 31 ماي 1998- جريدة الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية التى صارت منذ سنوات " الثورة " )
فى ماي 1985 ، فى إسطنبول بتركيا ، كان مليون شخص يشاهدون أخبار المساء على الشاشة الصغيرة حينما وقع فجأة تعويض الشريط الصوتي برسالة ثورية من الحزب الشيوعي التركي /الماركسي-اللينيني . و ممّا جاء فى رسالة هذا الحزب العضو فى الحركة الأممية الثورية :
" أيّها الرفاق ! أيتها الرفيقات!
مرّة أخرى نحتفى بذكرى 18 ماي ... 18 ماي هو الذكرى 12 لوفاة القائد الشيوعي للطبقة العاملة و الشعب المضطهَد فى تركيا ، مؤسس حزينا ن إبراهيم كايباكايا،فى أقبية التعذيب الفاشي. لقد كرّس الرفيق كايباكايا حيلته و طاقته بأسرهما لتحرير البروليتاريا و الشعب المضطهَد ، و للنضال من أجل الثورة الديمقراطية و الإشتراكية و القضيّة الأسمى ، الشيوعية. لقد قدّم أجسم التضحيات فى هذا المضمار. و بينما كان فى خضمّ هذا النضال المشرّف جُرح ووقع إيقافه من قبل العدوّ فى 29 جانفي 1973، فى درسيم. و واصل الرفيق كايباكايا إخلاصه للشيوعية و قضية الشعب فى أقبية تعذيب الدكتاتورية الفاشية. لم يستسلم و هزم الفاشية بالضبط حيث كان من المفترض أن تكون الأقوى."
=================
فى ماي 1998 ، تكون مرّت 25 سنة على إغتيال إبراهيم كايباكايا من قبل النظام التركي المسنود من طرف الولايات المتحدة الأمريكية. كان سنّ الرفيق كايباكايا 24 سنة فقط عندما إستشهد. و مثّل إستشهاده خسارة كبرى بالنسبة للبروليتاريا و الشعب المضطهَد فى تركيا و بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية. كان الرفيق كيباكايا قد قدّم بعدُ مساهمات عظيمة فى تطوير الحركة الثورية فى تركيا و وقتل.
كان تأسيس الحزب الشيوعي التركي (الماركسي-اللينيني) فى ظلّ قيادة إبراهيم كايباكايا جزءا من النضال العالمي فى الستينات و السبعينات ضد التحريفية المعاصرة ( الشيوعية الزائفة). و كان ماو تسى تونغ يقود هذا النضال الذى ألهمته إلى درجة كبيرة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين بمبادرة من ماو, و فى عديد أركان العالم ، قطع الشيوعيون الثوريون مع الأحزاب التحريفية القديمة- التى كانت لمدّة طويلة سابقة قد تخلّت عن الثورة- و أنشأوا أحزابا ثورية جديدة. و فى تركيا ، قاد إبراهيم كايباكايا هذه السيرورة.
سنة 1993، فى رسالة وجّهتها لحنة الحركة الأممية الثورية إلى الحزب الشيوعي التركي ( الماركسي –اللينيني ) جرت الإشارة إلى أهمّ مساهمات إبراهيم كايباكايا :
" لقد طوّر نقدا جليّا و نافذا للتحريفية على أصعدة شتّى . و أكثر من ذلك ، قاد تكريس هذا الخطّ السياسي فى الممارسة العملية ، لا سيما بالشروع فى المحاولة الأولى لإطلاق حرب شعب حقيقية فى تاريخ تركيا. لقد كان إبراهيم كايباكايا أكثر المدافعين صراحة و حماسا عن خطّ الرفيق ماو تسى تونغ و ألدّ المعارضين لل" مدافعين" زورا عن ماو تسى تونغ الذن سعوا إلى إفراغ الخطّ الماوي من مضمونه البروليتاري الثوري.
لقد فضح إبراهيم كايباكايا النشاطات الإصلاحية و الشرعوية و الإقتصادوية لتحريفيي "الشفق"[ الحزب الثوري للعمّال و الفلاحين فى تركيا ] و التى حاولت تقديمها للجماهير على أنّها تمثّل " العمل الثوري الجماهيري". بلا رحمة كشف الرفيق كايباكايا الإنتقائية التحريفية السامّة و حاجج على نحو مقنع بأنّ " هؤلاء الناس البرجوازيين يعتقدون أنّه بتغيير إسم الشيئ يمكن للمرء أن يغيّر طبيعته"، و تظلّ ملاحظة الرفيق كايباكايا بشأن الديماغوجيا التحريفية صالحة لفهم الصراعات السياسية اليوم.
و كذلك بيّن ابراهيم كايباكايا أنّ الحلّ الصحيح الوحيد لدى مضطهدِى الأمّة الكردية هو الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة البروليتاريا و حزبها ".
و اليوم ، تواصل البروليتاريا و الجماهير المضطهَدَة فى تركيا خوض النضال و المقاومة البطوليين ضد الطبقات الرجعية و الحاكمة و دولتها. إنّ النظام التركي جزء من التحالف العسكري للناتو بزعامة الولايات المتحدة ،وهو يحصل على أسلحة و مساعدات أخرى من الولايات المتحدة و من قوى أخرى. و يبقى الخطّ و الإرث الثوريين للرفيق إبراهيم كايباكايا جدّ صالحين و حيويين بالنسبة لنضال الشعب فى تركيا.
===============
فى أفريل 1972 ، قاد إبراهيم كايباكايا إنشقاقا عن الحزب التحريفي القديم و أسّس الحزب الشيوعي التركي( الماركسي-اللينيني). و فى جوان 1972 ، أتمّ كايباكايا جداله الطويل المعنون " جذور و تطوّر إختلافاتنا مع تحريفية " شفق": نقد ]TIIKP شامل للحزب الثوري للعمّال و الفلاحين فى تركيا .[
وفيما يلى مقتطف وجيز من تلك الوثيقة:
من أجل الإنطلاق فى النضال المسلّح ، يطالب تحريفيو " شفق" بأن يكون السهل جافا :
" قبل الإعداد للقسم المتقدّم من جماهير العمّال –الفلاحين الأساسية للنضال المسلّح و قبل أن تكسب فكرة النضال المسلّح شعبية معيّنة فى صفوف الجماهير ، لا يمكن الشروع فى النضال المسلّح ، حتى و إن وجّهته أهداف صحيحة. حتى تشعل الشرارة سهلا ، يجب أن يكون السهل جافا ".
لا مجال للتأويل المغرض أو الإنكار. من أجل الإنطلاق فى النضال المسلّح سادتنا يطالبون بأن يكون السهل جافا.
هذه نظرية أخرى إبتدعوها لأجل تأجيل النضال المسلّح لسنوات. معارضين هذه النظرية اليمينية ، يدافع الماركسيون-اللينينيون عن التالي : يجب أن نشعل السهل من هذه المناطق ( لا نقول منطقة) الجافة. بمعنى ، فى المناطق حيث الظروف مواتية ، ينبغى الإنطلاق فى النضال المسلّح و على الفور. و مناطق السهل التى لم تجفّ بعدُ ستلفح بنار النضال المسلّح المخاض فى مناطق أخرى. و مع نموّ منطقنا ، و تعزيز قوّتها ، ستتوسّع إلى هذه المناطق و تخوض النضال المسلّح هناك. و إشتراط جفاف كافة السهل أوّلا تفكير مختلّ. إنّه لا يتطابق و حقيقة أنّ "الثورة ستتطوّر على نحو غير متكافئ ". وعلاوة على ذلك، سيكون النضال المسلّح أكثر فعالية بمئات المرّات من العمل المقام عبر الدعاية و التربية السلميين. أشار الرفيق لينين و الرفيق ماو كلاهما مرارا و تكرارا إلى كيف أنّ النضال المسلّح يحدث قفزات فى وعي الجماهير ..."
خطّ تحريفيي " الشفق" ليس " خطّا ثوريّا جماهيريا" و إنّما هو خط إعاقة الثورة :
" يأقلم تحريفيو " الشفق" أنفسهم ليس مع جماهير المناطق المتقدّمة بل مع جماهير المناطق المتخلّفة. لنفترض اليوم فى بعض مناطق تركيا أنّ الفلاحين مستعدّون للنضال المسلّح ،و فى مناطق أخرى ليسوا على إستعداد لذلك بعدُ. مفهوم التحريفيين للخطّ الجماهيري يجد من الضروري أن ينسجموا مع المنطقة المتخلّفة و ينأوا بأنفسهم عن المنطقة المتقدّمة. و هذا إستنتاج آخر تتوصّل إليه نظرية تجفيف السهل. و فى المناطق حيث يبرز الفلاحون نفاذ صبر لحمل السلاح ، يتذيّلون و يقفون وراء الفلاحين المتقدّمين و يتأقلمون مع العناصر المتخلّفة.إعاقة تقدّم الفلاحين المستعدّين للنضال المسلّح بمنطق " أوّلا تعلّم الماركسية - اللينينية ثمّ إلتحق بالنضال المسلّح " ، سيقود بالتأكيد إلى الإبتعاد عن هذه القوى و ،فى النهاية ، السقوط إلى الخلف ، إلى مستوى العناصر المتخلّفة. فى المناطق الريفية ، لاحظنا بأعيننا كيف أنّ التحريفيين يقفون حجر عثرة أمام الفلاحين المتقدّمين. هؤلاء السادة الخونة البرجوازيين تجاوزهم الفلاحون لأنّهم وقفوا فى طريق أولئك الفلاحين الذين كانوا يريدون فى الحال القضاء على أعدائهم الطبقيين ."
[ مزيدا من المقتطفات من هذه الوثيقة الأخيرة متوفّر بالعدد الثالث - 1985 من مجلّة " عالم نربحه " تحت عنوان " إبراهيم كايباكايا بصدد النضال المسلّح " – المترجم ]


2- و قد إتخذ إبراهيم كايباكايا موقفا حازما إلى جانب حق الأمة الكردية التى تعانى من الإضطهاد القومي الوحشي فى تركيا ، فى تقرير مصيرها. ( هذا المقتطف من العدد الخامس – 1986 من مجلّة " عالم نربحه "، وثيقة " إبراهيم كاباكايا بصدد المسألة الكردية ").
" فى بلادنا ، الجلادون الحقيقيون للإضطهاد القومي هم البرجوازية الكبرى التركية ذات الطابع الكمبرادوري ، و الإقطاعيون. و الإمبرياليون الأمريكان يساندون و يدعمون سياستهم فى الإضطهاد القومي و العنصرية . لكن البرجوازية الوسطى التركية ذات الطابع الوطني ، تساهم بطرق أدقّ و أرقّ فى الجريمة ذاتها...
الدعوة إلى المساواة بين الأمم فى الأقوال أمّا فى الأفعال فنشر أفضلية تشكيل دولة للأتراك فقط و تصفية حقّ الأكراد فى إقامة دولة ، و الإعتماد على شعارات ديماغوجية برجوازية مثل " الوحدة القومية " و " السلامة الترابية" - أليس هذا دفاعا عن اللامساواة بين الأمم و عن إمتيازات البرجوازية التركية ؟
إنّ الإشتراكيين [ الشيوعيين الثوريين] يعارضون حتى أبسط الإمتيازات المشجعة على تفضيل أمّة نسبة لأخرى و على اللامساواة. إنّنا ندافع و سنظلّ ندافع عن بكلّ ما أوتينا من جهد حقّ الأمّة الكردية فى تشكيل دولة و سنحترم هذا الحقّ إلى النهاية؛ إنّنا لا ندعم الموقع المميّز للأتراك على حساب الأكراد ( و على حساب الأمم الأخرى)؛ إنّنا ن دون تردّد نشرح للجماهير هذا الحقّ و نعلّمها أن ترفض حتى تشكيل دولة تحتكرها أية أمّة بمفردها على حساب الأمم الأخرى..."

3- خطّ كايباكايا هو طليعتنا - مقتطف من " الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب "
(الحزب الشيوعي التركي (الماركسي - اللينيني )- سبتمبر 1997)؛ العدد العاشر من" الماوية : نظرية و ممارسة "
لقد كان كايباكايا ماويّا عظيما. والحزب الشيوعي التركي ( الماركسي- اللينيني) الذى هو إفراز الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و كايباكايا قائده المؤسّس أنتج فهمه للماركسية-اللينينية-الماوية و طبّقه فى الممارسة العملية. و فى النهاية ، إستطعنا أن نرفع عاليا بيان الحزب الشيوعي التركي ( الماركسي-اللينيني) فيما يتصل بالبرنامج الأدنى للثورة الديمقراطية و البرنامج الأقصى لبلوغ الشيوعية. و لا يمكن الدفاع عن كايباكايا دون الدفاع عن الماوية و بالعكس الدفاع عن خطّ آخر ليس سوى خدعة.
نظرا لماديتهم و إقتصادويتهم التجريبية المبتذلة فى العلاقات السياسية و الإقتصادية ، ليس بوسع بعض الأشخاص أن يستوعبوا لماذا كانت الطليعة البروليتارية الثورية ثمرة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى.
إنّه لواقع لا يقبل الدحض أنّ الصراع الطبقي يظهر موضوعيا فى المجتمع الطبقي. و الصراع الطبقي ليس إفرازا للإختيار الحرّ بل إفرازا لتقسيم الإنسانية إلى طبقات. و نجم تشكّل البروليتاريا عن مرحلة خاصّة من التطوّر فى المجتمع الإنساني فيها تتحوّل البروليتاريا إلى حفّار قبر البرجوازية. و هدف صراعنا الطبقي البروليتاري الواعي يشمل إلغاء البروليتاريا ( مع بقيّة الطبقات الأخرى) من على مسرح التاريخ. حينما توجد طبقة بروليتارية توجد موضوعيا أحزاب بروليتارية. و الحزب البروليتاري لا يمكن أن يظهر عفويا فى النضال البروليتاري بل إنّه إفراز للنضال الثوري للبروليتاريا الواعية . و الحزب سلاح واعى للبروليتاريا الثورية. و بهذا السلاح تستطيع البروليتاريا أن تقود نضالها بخطّ صحيح و تحلّل و تدرك و تغيّر و تنير مستقبل العالم بعلمنا الماركسية-اللينينية-الماوية .
لقد أوجدت حركة 15-16 جوان الظروف الموضوعية لإنجاز قفزات إلى الأمام فى الوعي . لماذا لم تستشفّ منظّمات الجيش الشعبي لتحرير تركيا و حزب – جبهة تحرير الشعب التركي الدروس الضرورية و لم تتوصّل إلى خلاصة الماركسية – اللينينية – الماوية ؟ لماذا لم يستطيعا تبنّى البرنامج الإستراتيجي الأقصى للماركسية-اللينينية-الماوية ؟ و الإجابة تكمن فى نظرتهما بالذات للعالم. كان كايباكايا ماويّا لنظرته الماويّة للعالم. و الظروف الموضوعية المواتية أفادته و لكن إن لم يتعلّم كايباكايا من الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى لم يكن واردا إصدار بيان 1972 و لا برنامجنا الأدنى و الأقصى بالرغم من هذا الوضع المناسب. و أكّدت عديد الدروس علمنا و دفعت بقفزات إلى الأمام فى العالم ( مثلا، دروس إعادة تركيز الرأسمالية و ضرورة مواصلة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ). و هكذا لماذا لا تفهم هذه القوى الماوية؟ لأنّ نظرتها عن العالم مختلفة.
بعلمنا الذى بلغ مرحلة جديدة ، أرقى نوعيّا مع الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى ظلّ القيادة الماوية و بقيادة كايباكايا فى تركيا و شمال كردستان تمّ التوصّل إلى تحقيق خطّ جديد و أرقى نوعيّا. قبل كايباكايا، تبنّت تلك القوى التى تسمّى نفسها ديمقراطية ثورية و "شيوعية" ، تبنّت الكمالية كإرث تقدّمي من الإيديولوجيا الرسمية للدولة التركية. و فضلا عن ذلك، و بالرغم من الحركات الجذرية الهامّة للجيش الشعبي لتحرير تركيا و حزب- جبهة تحرير الشعب التركي فى 1971، لم تستطع أن تفهم فهما صحيحا و لا أن تجري تحليلا صحيحا لطبيعة الجمهورية التركية و جيشها بسبب نظرتها غير البروليتارية للعالم. و على الصعيد العالمي ، تبنّت موقفا وسطيّا فى المعركة بين الماركسية-اللينينية-الماوية من جهة و التحريفية من جهة أخرى. هذه نقطة ضعف أخرى من نقاط ضعفها. و إعتبر هذا التوجه قيادة الدكتاتورية البرجوازية "الجديدة " للتحريفيين المعاصرين فى الإتحاد السوفياتي قيادة إشتراكية. بيد أنّ الممارسة قد أثبتت لنا أهمّية خطّ كايباكايا الذى هو سهل الإدراك لمن يودّ ذلك. ليس لعشّاق الإيديولوجيا الكمالية و الجيش الكمالي فى الحزب الثوري للعمّال و الفلاحين فى تركيا أيّة صلة مطلقا بماو تسى تونغ فخطّهم إصلاحي وبرلماني و من جماعة " يسار" الدولة و يشوّه ثورة الديمقراطية الجديدة و حرب الشعب و تعاليم أخرى لماو. لقد عرّى كايباكايا خطّهم و طبيعته فى 1971. إثر وفاة مصطفى سُوفى ، تحوّل الحزب الشيوعي التركي إلى حزب تحريفي و حزب دمى تحرّكها الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية. و تبيّن لنا كلّ هذه المظاهر أهمّية خطّ كايباكايا ، هذا الخطّ الذى مثّل قفزة كبرى إلى الأمام فى الثورة فى تركيا و فى كردستان تركيا. والآن نسأل :
1) قبل كايباكايا ، هل وُجد من تعرّف على الإيديولوجيا الكمالية كحركة فاشية للبرجوازية الكمبرادورية و الملاكين العقاريين الكبار بتركيا؟
2) قبل كايباكايا ، هل وُجد من تعرّف على الطبيعة الديمقراطية للحركة الوطنية الكردية و ساندها هي و إنتفاضات سيه سايت و درسيم و آغرى و ككجيري إلخ فى كردستان و عارض قمع الجيش الكمالي؟
3) بحكم الأخطاء فيما يتصل بالكمالية و بالقضية القومية الكردية و مشاكل الأقليات الأخرى، أكان بالإمكان تجاوز "اليسار" الشوفيني بما فيه الكفاية ؟
4) قبل كايباكايا، هل كانت مواقف القوى الأخرى بصدد الدولة و الجيش و الثورة؟ ( بعدُ قد عرّينا جوهر المنظمات مثل الحزب الشيوعي التركي و الحزب الثوري للعمّال و الفلاحين فى تركيا لكن من الضروري تناولها هنا )
أ- لماذا رحّبوا بإنقلابات 27 ماي و 1971 و طبّلوا لها ؟
ب- كيف يمكن تفسير سياسة وحدتهم فى تحالف مدني- عسكري بقيادة الجيش الكمالي؟
ت- ماذا يعنى التعامل مع الدولة و الجيش التركيين إنطلاقا من الإرث الكمالي؟
5) هل يوجد – بما فى ذلك النضال المسلّح لسنة 1971 ضد التحوّل السلمي- من يفهم إستراتيجيا حرب الشعب فى الثورة فى تركيا و شمال كردستان ، حرب الشعب هذه هي طريق الإنتصار ، الذى أثبتته علميا الممارسة و لو أنّ بعض القوى لا تزال تناقشها إلى الآن؟
قبل كايباكايا، أهناك من نشر خطّ الثورة الديمقراطية الجديدة و السلطة الشعبية للديمقراطية الجديدة و هذه الأسلحة الإستراتيجية أي الحزب و الجيش و الجبهة المتحدة ، على أساس الماركسية-اللينينية-الماوية ؟
إنّنا نتساءل :
أ- بالنسبة للتعاليم الثورية للماركسية-اللينينية-الماوية هل يمكن أن يوجد مكان للإنقلابات و لمخطّطات القوى المسلّحة و نشاطاتها؟
ب- أمن الممكن أن تساند البروليتاريا هذه أو تلك من زمر الدولة و الجيش البرجوازيين و إلى جانب ذلك ، أن تساند الكمالية و تقف إلى جانبها ؟
ت- فيما يتصل بالسياسة البروليتارية حول التحالفات هل يمكن عقدها مع الذين يريدون القضاء على النظام ، وفى نفس الوقت، الحفاظ على تحالفات مع جيش النظام؟
6) قبل كايباكايا ، هل وُجد من أدرك طبيعة الكتلة الإمبريالية الإشتراكية و إتخذ موقفا بروليتاريا ثوريا ضدّها؟
بمقدورنا أن نعمّق النقاش حول هذه النقاط ، بيد أنّنا نعتقد أنّ هذا المقال يكفى للذين يريدون النظر إلى الواقع ؛ و الواقع هو أنّ مع كايباكايا إنطلقت مرحلة مقاومة أرقى نوعيّا فى تركيا و شمال كردستان./.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
4- بصدد الكمالية ( مقتطف)
إبراهيم كايباكايا
1- الثورة الكمالية هي ثورة الشريحة العليا من البرجوازية التجارية و الملاكين العقاريين و المرابين الأتراك و عدد أقلّ من البرجوازية الصناعية الموجودة. و هذا يعنى أنّ قادة الثورة هم طبقات البرجوازية الكبرى الكمبرادورية التركية و الملاكون العقاريون. و البرجوازية المتوسّطة ذات الطابع الوطني لم تشارك فى الثورة كقوّة ريادية.

2- شرع قادة الثورة فى سنوات الحرب المناهضة للإمبريالية فى العمل بالوكالة لدي قوى الحلف الإمبريالي. و أظهر الإمبرياليون معاملة حسنة للكماليين و أخذوا فى الإتفاق مع الحكومة الكمالية.

3- بعد إمضاء الكماليين للسلام مع الإمبرياليين ، واصلوا عملهم المشترك و بعلاقات أمتن.

4- توجهت الحركة الكمالية " فى الأساس ضد الفلاحين و العمّال ، و بالفعل ضد إمكانيات ثورة زراعية ".

5- نتيجة للحركة الكمالية ، تغيّرت الهيكلة الإستعمارية ، شبه الإستعمارية و شبه الإقطاعية لتركيا إلى هيكلة شبه مستعمرة و شبه إقطاعية ، أي أنّ الهيكلة الإقتصادية شبه المستعمرة و شبه الإقطاعية ظلّت على حالها.

6- على المستوى الإجتماعي ، عوض البرجوازية القديمة الكمبرادورية التى كانت تنتمى إلى الأقلّيات القومية ، و عوض الشريحة العليا من البيروقراطية القديمة ، تهيمن البرجوازية التركية النابعة من البرجوازية المتوسّطة ذات الطابع الوطني و التى دخلت فى تعاون مع الإمبريالية و البيروقراطية الجديدة. وواصل جزء من الملاكين العقاريين و المرابين و التجار المضاربين القدماء هيمنتهم، و عوضت فئة فئة أخرى.

7- على المستوى السياسي ، عوض الحكومة الدستورية المرتبطة بمصالح النظام الملكي ، توجد حكومة تمثّل بصورة أفضل مصالح الطبقات المهيمنة الجديدة : الجمهورية البرجوازية. ظاهريّا ، كانت هذه الحكومة مستقلّة ، و فى الواقع ، سياسيّا هي شبه مرتبطة بالإمبريالية .

8- كانت الدكتاتورية الكمالية فى الظاهر ديمقراطية و فى الواقع دكتاتورية عسكرية فاشية.

9- "ما كانت تركيا الكمالية تستطيع الحيلولة دون أن تلقي بنفسها بين أحضان الإمبرياليين الألمان و الفرنسيين، و أن تتحوّل أكثر أبدا إلى شبه مستعمرة ،و عنصر من عناصر العالم افمبريالي الرجعي".

10- فى السنوات التى تلت حرب التحرير ، كان العدوّ الرئيسي للثورة هو الهيمنة الكمالية.

فى هذه المرحلة لم تكن مهمّة الحركة الشيوعية أن تتحالف مع الكماليين ضد الطبقة القديمة من البرجوازيين الكمبرادوريين و الملاكين العقاريين التى فقدت موقعها المهيمن ( مثل هذا التحالف لم يتحقّق على أي حال فعلا أبدا). كانت المهمّة فى الوقاع هي الإطاحة بالهيمنة الكمالية التى كانت تمثّل الزمرة الأخرى من البرجوازية الكمبرادورية و الملاكين العقاريين و إقامة دكتاتورية الديمقراطية الشعبية فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة و بالإعتماد على التحالف الرئيسي للعمّال و الفلاحين...
==============================================================
5 - المسألة القومية فى تركيا
إبراهيم كيباكايا ( مجلّة " عالم نربحه " )
بصدد المسألة القومية :SAFAK- الأطروحات التحريفية ل"شفق" 1
" تكرّس البرجوازية الكبرى ، متحالفة مع السادة الإقطاعيين ، سياسة إضطهاد قومي و إدماج ". ( مشروع البرنامج ، الفقرة 10).
" رفع الشعب الكردي الذى يعيش فى بلدنا و عدده 6 ملايين نسمة ،راية النضال ضد الإضطهاد القومي الشديد و سياسة الإدماج التى تتوخّاها حكومات البرجوازية و السادة الإقطاعيين.
يدافع الشعب الكردي عن نفسه بطريقة بطولية ضد التعذيب و الإرهاب الأكثر قسوة، اللذان يعتمدهما المهيمنون المتأمركون لإخضاع الشعب الكردي.و بسرعة يتعزّز نضال الشعب الكردي من أجل الحقوق الديمقراطية و المساواة فى حقوق الأمم و تقرير المصير.
و يدعم كلّ العمّال و الفلاحين فى تركيا هذا النضال. و تكاد السياسة العنصرية للإمبرياليين التى يراد من وراءها جعل شعوب تركيا تقف بعضها ضد بعض و إضطهادها ، تكاد أن تنهار ووحدة الشعوب على طريق الثورة تتوطّد".( مشروع البرنامج ، الفقرة 25).
" تعلن حركتنا أنّها تعترف بحق تقرير المصير الكردي و أنّها تعترف، إن أراد ذلك، بحق تشكيل دولة مستقلّة. و تعمل حركتنا... من أجل ان يستعمل حق تقرير مصير الشعب الكردي لصالح العمال و الفلاحين الأكراد.
و تمارس حركتنا سياسة تتجه إلى توحيد الشعبين الشقيقين بتركيا فى جمهورية ديمقراطية شعبية بذات الحقوق لإثنين.
تناضل حركتنا ضد الطبقات المهيمنة الرجعية لكافة القوميات التى تطبّق سياسة مناهضة للوحدة و الأخوّة الثورية للشعبين الكردي و التركي، كما تناضل ضد سياستها التفريقية.( مشروع البرنامج، الفقرة 52).
" الحركة الماركسية- اللينينية الممثّل الأكثر تصميما لحق تقرير مصير الشعب الكردي و ستناضل فى نفس الوقت من أجل ان يوجّه حق تقرير مصير الشعب الكردي لصالح العمّال و الفلاحين الأكراد.
و ستكرّس الحركة الماركسية- اللينينية فى نفس الوقت سياسة موجّهة نحو توحيد الشعبين الشقيقين بتركيا فى جمهورية ديمقراطية شعبية بذات الحقوق للإثنين" ( الوضع السياسي فى تركيا و العالم بعد 12 مارس ، ص 74).
" سيتمّ الدفاع دون تنازل عن حقّ الشعب الكردي فى تقرير المصير" ( المصدر السابق ، صفحة 72)
" حق الشعب الكردي فى تقرير المصير ( و لاحقا فى التحرير ) لا يمكن أن ينفصل عن النضال من أجل ثورة زراعية تعتمد على الفلاحين الفقراء ،و على النضال ضد الإمبريالية " (المصدر السابق ، ص 73).
" ...الإضطهاد القومي الممارس ضد الشعب الكردي..." ( المصدر السابق).
" علينا ان نواصل بصرامة الدفاع عن حقّ الشعب الكردي فى تقرير المصير" ( المصدر السابق).
------------------------------------
هذه تقريبا أطروحات تحريفيي " شفق" فيما يتصل بالمسألة القومية فى المرحلة الجديدة ، أي منذ حالة الطوارئ إنطلاقا من 26 أفريل 1971. و بصدد المسألة القومية ، لا نودّ أن نتطرّق للخطّ قبل حالة الطوارئ و أنّ كلّ من كان فى علاقة بالحركة حينها يعرف أنّ فكرا قوميّا تركيا كان منتشرا على نطاق واسع ، فكرا قوميّا من نوع عدواني لأمّة عدوانية موروثة عن مهري بيلي. لكن مذّاك فصاعدا ، تطوّرت ألوان جديدة من الفكر القومي ،جرى التفكير فيها بطريقة أكثر قطعا و تضليلا. و علينا اليوم النضال ضدّها و تحطيمها.
و ننكبّ الآن على نقد الأطروحات المشار إليها أعلاه :
2- ضد من يمارس الإضطهاد القومي ؟
حسب تحريفيي "شفق" يمارس الإضطهاد القومي ضد الشعب الكردي، ما يبيّن أنّه لم يقع إستيعاب ماهية هذا النوع من الإضطهاد. فالإضطهاد القومي تمارسه الطبقات المهيمنة للأمم المهيمنة و المضطهِدة ضد الأمم المضطهَدة الخاضعة لها.و الإضطهاد القومي فى تركيا ليس فقط إضطهاد الشعب الكردي ، و إنّما إضطهاد مجمل الأمّة الكردية و ليس فقط الأمّة الكردية ، و إنّما كافة الأقلّيات القومية من قبل الطبقات المهيمنة للأمّة التركية المهيمنَة.
مفهوم "الشعب" و مفهوم " الأمّة "ليسا مترادفان! .يشمل مفهوم " الشعب" اليوم عموما الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و المتوسّطون و شبه البروليتاريا و البرجوازية الصغيرة المدينية. وفى البلدان المتخلّفة ، جناح البرجوازية الوطنية الثورية الذى يقف إلى جانب الثورة الديمقراطية الشعبية ضد الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية الكمبرادورية يعدّ هو أيضا ضمن الطبقات الشعبية. لكن مفهوم " الأمّة " يشمل جميع الطبقات و الشرائح الإجتماعية ،بما فيها الطبقات المهيمنة.
" الأمّة مجموعة مستقرّة من الناس متشكّلة تاريخيّا على أساس وحدة اللغة و الأرض و الحياة الإقتصادية و الطبيعة النفسية المنعكسة فى الوحدة الثقافية " . يشمل مفهوم "الأمّة " كافة الطبقات و الشرائح الإجتماعية لمجموعة من الناس يتكلّمون نفس اللغة و يعيشون على نفس الأرض و يتشاركون فى نفس الحياة الإقتصادية و يظهرون نفس الطبيعة النفسية.
و هكذا مثلما هناك طبقات و شرائح إجتماعية تكسب من الثورة وهي تقف إلى جانب الثورة ، هناك طبقات و شرائح إجتماعية تعادى الثورة و أخرى تتردّد بين الثورة و الثورة المضادة. و الشعب ليس مجموعة متشكّلة فى فترة تاريخية معيّنة و قد إضمحلّت لاحقا ، بل مجموعة موجودة فى كلّ فترة من الفترات التاريخية. تطوّرت الأمة فى فترة صعود الرأسمالية و ستضمحلّ فى مرحلة عليا من تطوّر الإشتراكية.
و " الشعب" فى كلّ مرحلة من مراحل الثورة تتغيّر تشكيلته فى حين أنّ مضمون " الأمة " لا يرتبط بمراحل الثورة.
و اليوم ، يتضمّن مفهوم " الشعب الكردي" العمّال الأكراد و الفلاحين الأكراد الفقراء و المتوسّطين و شبه البروليتريا المدينية الكردية و البرجوازية الصغيرة المدينية الكردية و الجناح الثوري للبرجوازية الوطنية الذى سيساهم فى الثورة الديمقراطية الشعبية. و بالعكس مفهوم " الأمة الكردية" يشمل كذلك ، إضافة إلى هذه الطبقات و الشرائح الإجتماعية ، الفئات الأخرى من البرجوازية الكردية و الملاكين العقاريين الكبار الأكراد.
يؤكّد بعض " العلماء بكلّ شيئ " أنّه ليس بوسعنا أن نعتبر الملاكين العقّاريين الكبار جزءا من الأمّة الكردية. و يرغبون حتى فى جعلنا نعتقد أنّه لا يمكننا حتى الحديث أبدا عن أمّة كردية ، لأنّ هؤلاء الملاكين العقاريين الكبار يوجدون على الأرض الكردية. و هذا مثال فظيع عن الديماغوجيا و السفسطة.
هل انّ الملاكين العقاريين لا يتكلّمون اللغة ذاتها؟ ألا يعيشون على نفس الأرض؟ ألا يوجدون ضمن وحدة الحياة الإقتصادية، ووحدة الطبيعة النفسية؟
وفضلا عن ذلك ، لا تتشكّل الأمم فى مرحلة إنهيار الرأسمالية و إنّما فى مرحلة صعودها.
عندما ظهرت الرأسمالية بدرجة معيّنة فى منطقة و وحّدت هناك السوق إلى درجة معيّنة ، فإنّ المجتمعات التى كانت تتوفّر لديها المكوّنات الأخرى تشكّلت لتصبح أمما. و إن لم يكن ذلك كذلك ، لن نستطيع أن نصف المجموعات المستقرّة الموجودة قبلئذ بأنّها أمما. إلى ثورة 1917، كان يوجد بعدُ فى المناطق النائية للفلاحين الروس نظام إقطاعي قويّ ، لذلك هل يجب أن لا نقبل بعدُ بوجود أمم فى روسيا؟
و خلال حرب التحرير ، مثلا فى تركيا ، ما زالت الإقطاعية أقوى من اليوم ، هل لذلك ينبغى أن نعتبر أنّه لم تكن توجد حينها أمما فى تركيا؟ و اليوم فى العالم لا تزال تهيمن الإقطاعية إلى درجة معينة فى البلدان المتخلّفة ، فى آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية. و من وجهة النظر هذه ، ينبغى ان نرفض وجود الأمم فى هذه البلدان.
من الواضح من الآن فصاعدا أنّ الأطروحة القائلة بأنّ " الأكراد لا يشكّلون أمّة " ليست فى مجملها سوى خطابا فارغا وهي بعيدة عن الواقع و ضارة فى الممارسة لأنّ مثل هذه الأطروحة لا تخدم سوى الطبقات الإضطهادية و الإستغلالية للأمّة المهيمنة التى تجد هكذا تبريرا لإضطهادها القومي، و ميزها ضدّها و أعمالها العنيفة تجاه الأمم المضطهَدَة و التابعة كما هو شأن اللامساواة الممارسة لصالح إمتيازاتها الخاصة. و إذن نضال البروليتاريا من أجل المساواة فى حقوق الأمم و القضاء على الإضطهاد القومي و الإمتيازات إلخ لن ينجح قط . و سيبقى حق الشعوب فى تقرير المصير قشرة خاوية . تشرّع تعلّة " لا يشكّلون أمّة " إستعمار الأمم المتخلّفة و التدخّل فى الشؤون الداخلية لأمم أخرى و عدم الإعتراف بحق تقرير المصير من قبل الإمبرياليين .و بالضبط و بالطريقة ذاتها يتمّ إصباغ الشرعية على كلّ أعمال العنف و الإضطهاد ضد الأمّة المضطهَدَة من طرف الأمة المضطهِدة ، فى الدول المتعدّدة الأمم.
إنّ الذين يدّعون أنّه عندما يظلّ هناك ملاكون عقاريون كبار ، من غير الممكن الحديث عن أمّة ، يلتقون مع الإمبرياليين و الأمم المهيمنة.و الذين يؤكّدون أنّ الأكراد فى تركيا لا يمثّلون أمّة يلتقون مع الطبقات الحاكمة التركية . و من المعلوم أنّ الطبقات المهيمنة التركية تؤكّد أنّ الأكراد لا يمثّلون أمّة.
بالدفاع عن إمتيازات الطبقات المهيمنة يخرّب هؤلاء التضامن و الوحدة و الثقة لدى الجماهير الشعبية لمختلف الأمم...
3- ما الهدف من الإضطهاد القومي ؟
حسب تحريفيو " شفق" ، هدف الإضطهاد القومي هو بثّ الخوف فى الشعب الكردي . " مارست الحكومات الموالية للأمريكان الإصطهاد القومي الخبيث و التعذيب بهدف بثّ الخوف فى الشعب الكردي" ( التشديد من وضعي ،إ. ك)
من المؤكّد أنّ أحد أهداف الحكومات الموالية للأمريكان هو بثّ الخوف فى الشعب الكردي. و فى الواقع هدف إضطهادهم للشعب الكردي وعموما لكافة الشعب فى تركيا ، بما فى ذلك الأتراك و الأرمن و اليونانيين و العرب و الفازس إلخ هو بثّ الخوف فيهم . لكن هل أن هذا هو هدف الإضطهاد القومي؟
إن كان ذلك صحيحا، كيف يمكن تفسير الإضطهاد الممارس ضد البرجوازية الكردية و الملاكين العقاريين الصغار ؟ ما معنى منع اللغة الكردية؟ إن كان ذلك صحيحا ، ما الفرق بين الإضطهاد الذى تمارسه الحكومات الموالية للأمريكان ضد الشعب التركي و الذى تمارسه ضد الشعب الكردي؟
تريد الحكومات الموالية للأمريكان أن تخيف و ترهب الشعب التركي كذلك ، و تمارس كذلك الإضطهاد و التعذيب الأكثر خبثا إلى النهاية . إنّ محاكم امن الدولة تعجّ بمئات العمّال و الفلاحين و المثقفين الأتراك. و بعد أحداث 15-16 جوان 1970، جرى تعذيب مئات العمال الأتراك تعذيبا وحشيّا من قبل البوليس ، فى مراكز الشرطة. ووقع وضع القادة فى غياهب السجون.
لذا هدف الحكومات الموالية للأمريكان لا يتمثّل فقط فى بثّ الخوف فى الشعب الكردي. إنّها السياسة الممارسة من قبل كافة الحكومات الرجعية ضد كافة الشغالين مهما كانت قوميتهم. وأكثر من ذلك ليس فقط الشعب الكردي ، لكن أيضا كلّ الأمّة الكردية ( بإستثناء حفنة من البايات الإقطاعيين الكبار) عرضة للإضطهاد و التعذيب بغية بلوغ ليس فحسب بثّ الخوف بل هدفا أكثر جوهرية. ما هو هذا الهدف؟ فى تعبيره الأغمّ ، هذا الهدف هو إمتلاك السوق الكامل و بقاء الثروة المادية للبلد بين أيديهم بلا منازع. إنّه الحصول على إمتيازات جديدة ،و توسيع و إستعمال القديمة منها إلى أقصى حدّ.لهذه الغاية ، تبذل البرجوازية و الملاكون العقاريون للأمة الحاكمة جهودا كبيرة للحفاظ على الحدود السياسية للبلاد لأجل أن تمنع مهما كانت التكاليف فصل المناطق حيث تعيش مختلف القوميات فى البلاد. و إحدى شروط تطوير التجارة إلى أقصى حدّ هي وحدة اللغة. و لأجل هذا تريد البرجوازية و الملاكون العقاريون للأمة المهيمنَة أن تكون لغتهم مستعملة عبر البلاد كافة و حتى يحاولون جعل هذا مقبولا بالقوّة. بكلمات الرفيق ستالين ، من سيتحكّم فى السوق ، هذا جوهر المسألة .و شعارات الوحدة القومية و الوحدة غير القابلة للإنقسام . السلامة الترابية للدولة و البلاد و الأمة ، هي تعبير عن المصالح الأنانية للبرجوازية و الملاكين العقّاريين و إرادتهم أن يتحكّموا بلا شروط فى السوق.و الإضطهاد القومي الممارس لتتحكّم البرجوازية و الملاكون العقاريون فى السوق و تمارس البيروقراطية الحاكمة الإضطهاد القومي لأغراض كاست تتسع لتشمل الإعتداء على الحقوق الديمقراطية ، بما فى ذلك الإبادة الجماعية ، و فى تركيا وجدت عدّة أمثلة للإبادة الجماعية.
و هكذا ، يتخذ الإضطهاد ضد الشغالين من القومية المضطهَدَة طابعا مركّبا. أوّلا ، الإضطهاد الطبقي الممارس ضد الشعب الكادح لإستغلالهم أكثر و لسحق الصراع الطبقي، ثانيا ، الإضطهاد القومي الممارس ضد تقريبا كافة طبقات الأقلّيات القومية و القوميات للغايات المشار إليها أعلاه، تحديدا الأهداف القومية . و يجب على الشيوعيين أن يميّزوا بين هذين الشكلين من الإضطهاد. و لأنّ البرجوازية الكردية و الملاكين العقاريين الصغار ،مثلا ، مع النوع الأوّل من الإضطهاد بينما يعارضون النوع الثاني.
و نحن ، مع ذلك، ضد الشكلين من الإضطهاد. ندعم نضال البرجوازية الكردية و الملاكين العقاريين الصغار من أجل القضاء على الإضطهاد القومي ،هذا من ناحية لكن من ناحية ثانية ، ينبغى أن نناضل كذلك من أجل القضاء على الإضطهاد الطبقي. يصوّر تحريفيو " شفق" الإضطهاد القومي و الطبقي كما لو أنهما شيئا واحدا ، الشيئ نفسه...
5- المدافعون عن الإضطهاد القومي فى تركيا و من هم شركاؤهم؟
فى بلادنا ، المدافعون الحقيقيون عن الإضطهاد القومي هم البرجوازية التركية الكبيرة ، أي ذات الطبيعة الكمبرادورية و الملاكين العقاريين الكبار.و الولايات المتحدة تساندهم و تشجّع سياستهم فى الإضطهاد القومي و العنصرية. لكن البرجوازية الوسطى التركية ، ذات الطابع الوطني ، تشارك بطرق أكثر دقّة و مراوغة فى الجريمة نفسها. و مثلما فضح ذلك الرفيق لينين ، إنهم:" ... يتعاطون مع قضية اللغة على نفس طريقة تعاطيهم مع كافة القضايا السياسية- مثل الباعة المتجولين المنافقين ، مادين يدا ( مفتوحة ) للديمقراطية و الأخرى ( خلف الظهر) للإقطاعيين و البوليس".
" بينما من جهة يخزون الإقطاعي بأيدى الدولة بتقديمه على أنّه غير مفيد ، لا يمكنهم أن يكفّوا عن إقتراح طرق أكثر دقّة و مراوغة للإضطهاد القومي...مخربين الأخوّة بين الأتراك و الأكراد ن قائمة على جذور تاريخية،للوحدة القومية فى تركيا و السلامة الترابية لتركيا ،مهما كان الشكل ، ستؤدّى إلى نتائج عكسية للمصالح الحقيقية لكلّ من الأتراك و الأكراد و تعزّز موقع الإمبريالية فى هذا الجزء من العالم ( التشديد من وضع إ. ك).
نحن الشيوعيون لا ندافع عن هذا الإمتياز ايضا ، بالضبط كما لا ندافع عن أي إمتياز. ندافع و نواصل الدفاع عن حق الأمّة الكردية فى تشكيل دولة لها جميع الصلوحيات. و سنحترم هذا الحق إلى النهاية : نحن لا نساند الموقع المتميّز للأتراك نسبة للأكراد و على حسابهم ( نسبة للقوميات الأخرى و على حسابها)، إنّنا نربّى الجماهير على الإعتراف بهذا الحقّ دون تردّد و على رفض حقّ تشكيل دولة كإمتياز تحتكره أية أمّة لوحدها.
لقد أشار الرفيق لينين إلى أنّه :
" إذا أخفقنا فى دعايتنا السياسية فى التقدّم و الدفاع عن شعار حقّ الإنفصال ، سنكون لعبة بين أيدى ليس فقط البرجوازية ، بل كذلك الملاكين العقاريين الإقطاعيين و الحكم المطلق للأمّة المضطهِدة ".
فى حين من جهة تقف البرجوازية الوسطى ذات الطابع الوطني معارضة لهذ الإمتيازات ، فإنّه إلى جانب إنتهازيينا الإشتراكيين خلسة و بغيرة يعانقون باليدين معا إمتيازات البرجوازية التركية. هؤلاء المنافقين أصحاب الدكاكين يمدّون يدا ( مفتوحة) إلى الديمقراطية و الأخرى ( وراء الظهر ) للرجعيين و عملاء الشرطة و للقومية التركية المنفلتة من عقالها و المتعصّبة، و العنصرية الإقطاعية و يصبحون شركاءهم...
10- ضمن الحركة القومية الكردية ن النشاط الإيجابي للبرجوازية و جهود الملاكين العقاريين الصغار لتعزيز القومية :
عامة فى أي حركة قومية و خاصة فى الحركة القومية الكردية ، الهدف الحقيقي للبرجوازية هو الحصول على تفوّقها هي . هدفها الأساسي هو التحكّم فى السوق و إحتكار الثروات المادية إلخ فى منطقتها. و للحصول على اللامساواة و الإمتيازات لفائدتها هي و لضمان تطوّرها القومي الخاص ، البرجوازية و حسب مدى مشاركتهم فى الحركة القومية ، الملاكون العقاريون يطالبون هكذا باللامساواة و الإمتيازات لمصلحتهم هم .إنّهم يريدون أن يمارسوا الإضطهاد القومي على الذين هم أضعف منهم و أقلّ قوذة.إنّهم يبحثون عن التفرقة بين البروليتاريين بحدود قومية و أن تساند البروليتاريا و الشغّلون الآخرون لأمتهم الخاصة و طموحاتهم القومية بلا قيد أو شرط. إنهم يريدون أن تعوّض ثقافتهم القومية الخاصّة الثقافة البروليتارية العالمية و الديمقراطية ، إنهم يريدون أن يطوّروا الثقافة القومية ( أي ، ثقافة البرجوازية فى السلطة) ليغذّوا البروليتاريا و الشغالين بالثقافة الوطنية و ليجعلوهم مساندين بلا قيد أو شرط لطموحاتهم الطبقية الخاصة.
ضمن الحركة القومية الكردية اليوم ، من غير الممكن ، على جانب المضمون الديمقراطي العام ، عدم رؤية الطموحات الرجعية المشابهة لتلك أعلاه، و التى تناضل لتعزّز القومية. هذه هي طموحات البرجوازية و الملاكين العقاريين ، التى تقود الحركة القومية الكردية.
تجاهل تحريفيو " شفق" تمام التجاهل النشاط الإيجابي للبرجوازية و الملاكين العقاريين الذين يناضلون لتعزيز القومية داخل الحركة القومية الكردية. ووفق تحريفيي " شفق" ، الحركة التى تتطوّر فى منطقة كردستان تركيا ليست حركة قومية ن بجوانبها التقدّمية و الرجعية ،و إنّما هي تماما حركة شعب تقدّمية تخاض ضد الإضطهاد القومي و الإدماج و ليس من أجل الحقوق الديمقراطية ،و المساواة بين الأمم و حقّ تقرير المصير. و هكذا ، يقدّم تحريفيو " شفق" مساندة للطموحات القومية و المعادية للبروليتاريا للبرجوازية الكردية و الملاكين العقاريين الصغار ، بالتذيّل لهم و يعرقل تضامن الشعبين. إنّ خطّ تحريفيي " شفق" الشوفيني التركي متصالح مع القومية الكردية...
11- ماذا يجب أن يكون موقف البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا بصدد الحركة القومية الكردية ؟
بادئ ذى بدء ، يجب أن نشير إلى أنّه بغضّ النظر عن القومية التى إليها تنتمى ، لا ينبغى على البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا أن تتخذ موقفا تحت راية القومية البرجوازية . بكلمات الرفيق ستالين، للبروليتاريا الواعية رايتها الخاصة المثبتة و لا حاجة لها بالوقوف تحت راية البرجوازية.
ثانيا ، بعضّ النظر عن قوميتها ، ينبغى على البروليتاريا الواعية فى تركيا أن تسعلى لتوحيد جماهير العمال و الفلاحين حول رايتها هي و أن تقود الصراع الطبقي لكافة الطبقات الكادحة. على أرض الدولة التركية ، عليها أن توحّد العمال و الكادحين من كافة القوميات فى تركيا ضمن المنظمات الطبقية المشتركة.
ثالثا، بغض النظر عن القومية التى إليها تنتمى ، ينبغى على البروليتاريا الواعية فى تركيا أن تدعم بلا قيد أو شرط المضمون الديمقراطي العام للحركة القومية الكردية الموجهة ضد الإضطهاد و الطغيان و إمتيازات الطبقات الحاكمة التركية و كذلك لأجل القضاء على جميع أشكال الإضطهاد القومي ومن أجل المساواة بين القوميات . علينا أن ندعم بصرامة و بلا قيد أو شرط حركات القوميات المضطهدة التى تناضل فى الإتجاه ذاته.
رابعا، مهما كانت القومية التى إليها تنتمي ، من واجب البروليتاريا الواعية أن لا تبقى محايدة تماما بالنسبة للنضال الذى تخوضه البرجوازية و الملاكون العقاريون لمختلف القوميات لضمان تفوّفهم و إمتيازاتهم الخاصّة. لا يجب أبدا أن تدعم البروليتاريا الواعية فى تركيا نزعة الحركة القومية الكردية التى تناضل لتعزيز القومية الكردية ؛ لا يجب أبدا أن تساعد القومية البرجوازية، لا يجب مطلقا أن تساند النضال الذى تخوضه البرجوازية الكردية و الملاكون العقاريون من أجل تفوّقهم و غمتيازاتهم الخاصة ، تحديدا ، يجب أن تكون مسرورة بمساندة المضمون الديمقراطي العام ببحركة القومية الكردية و لا يجب أن تذهب أبعد من ذلك...
يقدّم تحريفيو " شفق" الحركة القومية الكردية ، التى ينضوى ضمنها عناصر مختلفة ، على أنّها متجانسة كحركة الشعب الكردي و تصوّرها كحركة تقدّمية من جميع الوجوه و تماما؛ و بعدم تحديد النقاط التقدمية و النقاط الرجعية ، أو النقطة التى تنتهى عندها التطلعات الرجعية للبرجوازية و الملاكين العقاريين ، يتوصلن بالضبط إلى تلك الإستنتاجات التى تفيد البرجوازية و الملاكين العقاريين. و هكذا ، فى علاقة بالبروليتاريا التركية عموما و بالبروليتاريا الكردية خصوصا ، يقدّم تحريفيو " شفق" تنازلات للبرجوازية و الملاكين العقاريين الأكراد! و غدا ،حينما يجعل النشاط الإيجابي البرجوازية و الملاكين العقاريين الأكراد ذاتهم أقوى ، نحن نتطلّع لمعرفة ما الذى سيفعله تحريفيو " شفق" . لكن فى الواقع ما سيفعلونه بعدُ بديهي ! سيلتحقون بلا قيد أو شرط بصفوف القوميين الأتراك.
لنؤكّد على هذه النقطة أيضا: تميّز الشيوعية دائما بين قومية أمّة مضطهًدَة وقومية أمّة مضطهِدة و بين قومية أمّة صغيرة و قومية أمّة كبيرة.
بهذا المضمار ، قال الرفيق لينين التالي :
" ونحن أبناء الأمة الكبيرة ، نقترف بصورة دائمة تقريبا فى الواقع التاريخي عددا لا يحصى من أعمال العنف حيال قومية النوع الثاني ، إضف إلى ذلك أننا نقترف دون أن نلاحظ عددا لا يحصى من أعمال العنف و الإهانات..."
" فالأممية من جانب الأمة الظالمة أو المسماة ب" العظمى" ( و إن كانت عظمتها لا تتجاوز أعمال العنف ، لا تتجاوز عظمة درجيموردا) لا تستقيم بمجرّد مراعاة المساواة الشكلية بين الأمم، بل بنوع من عدم المساواة يعوض من جانب الأمة الظالمة ، من جانب الأمة العظمى ، عدم المساواة التى تتكون فى الحياة فعلا. و من لا يفهم ذلك ، لا يفهم الموقف البروليتاري الحق فى المسألة القومية، و يبقى فى الجوهر على وجهة النظر البرجوازية .
و تابع الكلام قائلا:" ما من شيء يعيق تطور و توطد التضامن الطبقي البروليتاري كالظلم القومي و لأن أبناء الأمّة الصغيرة " المهانين" لا يحسون شيئا كما يحسون المساواة و الإختلال بهذه المساواة من قبل رفاقهم البروليتاريين حتى و لو جاء هذا الإخلال نتيجة لعدم الإنتباه، حتى و لو جاء بشكل مزاح. و لذا فإنّ الزيادة فى إتجاه التساهل و اللين حيال الأقليات القومية هي فى هذه الحالة خير من النقص.(حول مسألة القوميات أو " الحكم الذاتي" ) .
هل أن ّ ما يفعله تحريفيو " شفق" يشبه فى شيئ ما يقترحه الرفيق لينين؟ لا ، بتاتا، يتبع تحريفيو" شفق" اليوم خطّا هو فى الأساس خطّ قومي تركي ؛ بطبخة ديماغوجية ، يريدون فقط دوس حق الأمة الكردية فى تقرير مصيرها؛ و يتخذون من ممثلي الشوفينية التركية رافعة لرايتهم. ما يفعلونه مناف كلّيا لما يدافع عنه الرفيق لينين.
فى ما مرّ بنا أشرنا إلى أنّ التيّار العام لكلّ حركة قومية هو تشكيل دولة قومية مستقلّة، و أنذ متطلّبات الرأسمالية و الإتاج السلعي تلبّى على أفضل وجه بهذه الطريقة و أنّ أعمق العوامل الإقتصادية تسير فى هذا الإتجاه. بالتأكيد أنّ التوجه العام للحركة القومية الكردية هو أيضا يسير فى إتجاه تشكيل دولة قومية مستقلّة. و مع ذلك ، فإنّ التيار العام شيئ و المطالب الملموسة التى صاغتها الحركة القومية شيئ آخر. المطالب الملموسة لا تتضارب مع التيّار العام ز لكن ليس بوسع كلّ حركة قومية أن تختار هذا التوجّه العام!! تحديدا إقامة دولة منفصلة!! كهدف ملموس لها . فهناك عوامل شتّى تحدّد ما إذا كان هذا سيحدث. ميزان القوى فى البلاد و على النطاق العالمي ، إعتبارات البرجوازية و الملاكين العقاريين لمختلف القوميات داخل البلاد لمصالحهم الخاصّة، طبيعة الإضطهاد القومي ، الإعتبارات التكتيكية إلخ!! و جميع هذه العوامل تحدّد الأهداف الملموسة المصاغة من قبل الحركة القومية ...
فى تركيا ن لم تضع الحركة القومية الكردية بوضوح مطلب الإنفصال . و غالبا المطالب المعلنة التى صاغتها الحركة القومية الكردية هي الإعتراف باللغة الكردية ( قراءة و كتابة و حديثا ) و إنشاء إذاعات باللغة الكردية و رفع العراقيل أمام نشر الثقافة القومية ( فى الواقع ثقافة البرجوازية و الملاكين العقاريين الكردية) ووضع حدّ لسياسة الإدماج ، و توفير المدارس التى تقدم التعليم باللغة الكردية ، و الإعتراف بحق تقرير المصير إلخ. و مختلف الأسباب التى تطرّقنا إليها أعلاه تمنع الحركة القومية الكردية من ان تصوغ بوضوح مبدأ الإنفصال ؛ و بالتالى ، على الأقلّ اليوم ،من غير الصحيح قول إنّه ليس الشعب الكردي بل الأمّة الكردية هي التى تناضل من أجل حق تقرير المصير.
و نحن ندافع عن هذا ، لا نتغاضى أبدا عن الرغبة القوية لدى البرجوازية الكردية و الملاكين العقاريين الصغار فى الإنفصال. لكنّنا نعتبر أنّ هذه الرغبة لم تتحوّل إلى مطلب واضح للحركة القومية. مثلا ، اليوم صاغت الحركة القومية فى إيرلندا الشمالية عمليّا و بوضوح مطلب الإنفصال. و الحركة القومية الكردية فى تركيا ، فى الماضي، توصّلت بوضوح إلى رفع مطلب الإنفصال لا يعنى أنّها لن تفعل فى وقت لاحق.
وفوق ذلك ، عديد المساومات ممكنة بين الطبقات البرجوازية و الملاكين العقاريين للأمتين كذلك ، و يجب أن لا نستبعد هذا.و بالفعل حركة البرازاني فى العراق إكتفت بحكم ذاتي جزئي. و فضلا عن ذلك ، بينما قد يطالب قطاع من الحركة القومية الكردية بالإنفصال ، فإنّ قطاعا آخر لن يفعل ذلك. و بالتالي علينا ألاّ نشمّر على رجلينا لقطع الوادي قبل رؤيته.
12- لا يجب أن ننكر تأثير قومية الأمّة المهيمنة على العمال و الفلاحين الأتراك:
يدافع تحريفيو " شفق" عن أنّ كافة عمال و فلاحى تركيا يساندون نضال الشعب(!) الكردي ضد سياسة الإضطهاد القومي و الإدماج و النضال من أجل الحقوق الديمقراطية ،و المساواة بين القوميات و حق تقرير المصير(التشديد من وضع إ .ك)
هنا وقعت خيانة الواقع الملموس لصالح الجمل الرنّانة. قبل كلّ شيئ ،واضعين جانبا كافة عمال و فلاحى تركيا و لا حتى طبقة البروليتاريا الواعية ، لنصلح خطأ أنّه يجب فى كلّ الظروف ، أن نساند النضال من أجل تقرير المصير ( و ليس حق تقرير المصير). ينبغى أن نساند الإنفصال ، فى وضع ملموس، إن كان فى إنسجام مع النضال الذى تخوضه البروليتاريا بهدف الإشتراكية ،و إن لم يكن كذلك، ينبغى أن نحترم مطلب الأمّة الكردية فى الإنفصال و نقبل بالإنفصال دون مسانتدته بنشاط ز و سنعود إلى هذه المسألة لاحقا.
و زيادة على ذلك ، لا يمكن أن ندّعي بأنّ كلّ العمّال و الفلاحين فى تركيا اليوم يساندون حتى أكثر مطالب الأمّة الكردية مشروعية و تقدّمية. هذا أمر مرغوب فيه فحسب و ليس أمرا واقعا بالفعل للأسف. وعي العمّال و الفلاحين الأتراك قد طمسته إلى درجة كبيرة الطبقات الحاكمة التركية بديماغوجيا القومية. واضعين جنبا الفلاحين ، حتى نظرة عناصر البروليتاريا الأكثر تقدّما قد وقع نوعا ما تجهيلها بقومية الأمّة المهيمنة. بمعنة أنّه أمام الشيوعيين فى تركيا مهمّة تحطيم القومية التركية و تخليص العمّال و الفلاحين من بقايا جميع أشكال القومية البرجوازية. و أي تقييم يؤدّى إلى نكران هذه المهمّة أو التقليص منها لا يعدو أن يكون ضارا للصراع الطبقي...
15- الحكم الذاتي و حق تقرير المصير:
تقرير المصير و حقّ تقرير المصير شيئان مختلفان. يعنى تقرير المصير الإنفصال و تشكيل دولة مستقلّة . و مع ذلك ، حقّ تقرير المصير يعنى ، مثلما أشرنا إليه أعلاه ، حق تشكيل دولة مستقلّة.و ما يدافع عنه الشيوعيون فى ظلّ الظروف كافة هو حقّ تقرير المصير ، أي حق تشكيل دولة مستقلّة.حق تقرير المصير و تقرير المصير و ، بعبارات أخرى ، حق تشكيل دولة منفصلة و تشكيل دولة منفصلة ما ينبغى أبدا الخلط بينهما. و رغم أنّ الشيوعيين يدافعون عن الأوّل فى كلّ الظروف ، فإنّ الحركة الشيوعية بكلمات الرفيق لينين ، يجب أن تبتّ فى المسألة الأخيرة بصورة خاصّة حسب إيجابياتها فى كل وضع خاص فى إنسجام مع مصالح التطوّر الإجتماعي ككلّ و مع مصالح نضال الطبقة العاملة ككل من أجل الإشتراكية.
ما هو موقف تحريفيو " شفق" ؟ الدفاع عن حق الشعب فى القيام بالثورة يدوس حق الأمم فى تقرير مصيرها. و فضلا عن ذلك ، بقول ذلك ، حقّ الأمّة الكردية فى تقرير المصير لا يمكن أن ينفصل عن النضال ضد الإمبريالية و عن النضال من أجل الثورة الزراعية ، التى تقغ على كاهل الفلاحين الفقراء . إنهم حتى يجعلون من حق تقرير المصير مرتهنا بالظروف. و لا تنسوا هذا الحلّ (!) الذى يقترحه تحريفيو " شفق" للمسألة القومية...
16- متى تدافع البروليتاريا الواعية طبقيّا عن إنفصال الأمّة الكردية ؟ و متى لا تدافع عن ذلك؟
بغضّ النظر عن القومية التى إليها نتمى فإنّ البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا تنظر إلى مسألة تشكيل الأمّة الكردية لدولة منفصلة من منظور تطوير الثورة و تعزيزها.إن كان تشكيل دولة منفصلة من قبل الأمّة الكردية سيفتح آفاق تطوّر و نجاح الثورة الديمقراطية الشعبية فى ظلّ قيادة البروليتاريا فى كردستان تركيا، بالتالى بصرف النظر عن القومية التى إليها تنتمى ، فإنّ البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا ينبغى أن تساند الإنفصال. و إن كان الإنفصال سيؤجل و يعرقل تطوّر الثورة الديمقراطية الشعبية و نجاحها فى ظلّ قيادة البروليتاريا ، حينئذ بصرف النظر عن القومية التى إليها تنتمى ، لا يجب على البروليتاريا الواعية طبقيّا أن تساند الإنفصال . لنفترض أن الحركة الشيوعية المتطوّرة فى بلادنا أخذت ترمي جذورها بسرعة ضمن فلاحي كردستان و أنّ الثورة الزراعية تتطوّر بسرعة و تنتشر و أنّ الحركة الثورية تتطوّر بأكثر سرعة فى منطقة كردستان منها فى المنطقة الغربية، فى ظلّ هذه الظروف إبقاء المنطقة الكردية ضمن حدود تركيا سيكون له فقط فعل تعطيل الثورة فى هذه المنطقة بفعل العوائق التى يتسبّب فيها جهاز دولة البرجوازية و الملاكين العقاريين للأمة التركية. و لنعتبر أنّ فى عديد مناطق كردستان نشأت سلطة حمراء بينما كانت الثورة تتطوّر فى الغرب بنسق أبطأ بكثير. مجدّدا ، فى ظلّ هذه الظروف ، قمع الطبقات الحاكمة التركية و دولتها سيكون قد أجّل و عرقل الثورة المتطوّرة فى الشرق. فى هذه الحال ن إنفصال الشرق سيسرّع تطوّر الثورة و يعزّزه.فى هكذا وضع ، التسريع فى تطوّر الثورة فى الغرب و الشرق سيأثّر بالتأكيد فى تطوّر الثورة فى بلدان أخرى من الشرق الأوسط كذلك و يعزّزه. فى مثل هذا الوضع ، بصرف النظر عن القومية التى إليها تنتمى ، سترغب البروليتاريا الواعية طبقيّا فى إنفصال الأمّة الكردية و ضمان الظروف لتطوّر حتى أسرع للثورة الحاصل بسرعة فى كردستان و ستدافع عنه.
هذا من جهة ، و من جهة أخرى، إذا كانت المناطق الأخرى تتطوّر بشكل أسرع ، و كان التطوّر أبطئ فى منطقة كردستان ، إذا كان إنفصال كردستان سيبطئ تطوّر الثورة حتى أكثر و يعزّز هيمنة الدايات و البايات و الموالي إلخ ، فى المنطقة ، و إذا كان النضال الثوري فى الشرق أضعق و محروم من مساندة الغرب ، عندئذ فى هذه الحال ، بصرف النظر عن القومية التى إليها تنتمى ، على البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا أن لا تساند الإنفصال. و إذا ، بعد إنتصار الثورة فى تركيا ، تطوّرت حركة إنفصالية بقيادة البرجوازية الكردية ، حينئذ بصرف النظر عن القومية التى إليها تنتمى، لن تساند البروليتاريا الواعية طبقيّا هذا الإنفصال، إلخ.
ما قلناه يعتمد بالتأكيد على فرضيّات بيد أنّه بمعنى إدراك الظروف التى فى ظلّها ينبغى للحركة الشيوعية أن تتخذ موقفا لفائدة الإنفصال أو ضدّه ، من المفيد أن نظر فى هذه الفرضيّات. و إضافة إلى ذلك، ليست حالات متناقضة مع الواقع ، أو أشياء لا يمكن أن تظهر ، إنّها متوافقة مع الواقع و الأشياء التى يمكن ببساطة أن تحدث.
17- إذا رغبت الأمّة الكردية فى الإنفصال ، ماذا يجب أن يكون موقف البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا ؟
فى حال الإنفصال ، ستطرح مسألتان :
المسألة الأولى هي الوضع ،مثلما أشرنا أعلاه، حيث يؤثر الإنفصال سلبا على تطوّر الثورة. إذا كان الحال هكذا و بالرغم منه ، رغبت الأمة الكردية فى الإنفصال ، عندئذ ماذا سيكون موقف البروليتاريا الواعية طبقيّا فى تركيا ؟
فى نقاشهم للمسألة ، أجاب تحريفيو " شفق" : منع الإنفصال باللجوء إلى كافة الطرق بما فيها إستعمال القوّة. و إجابة حركتنا على السؤال نفسه هي أنّ فى مثل هذا الوضع سيرفض الشيوعيون قطعيّا إستعمال القوّة. و إن قاموا بالدعاية من أجل التوحّد مع العمّال و الفلاحين الأكراد ، فإنّهم لن يواجهوا أبدا مطلب الإنفصال بالقوّة. الإعتراف بحقّ تقرير المصير يعنى عدم منع افنفصال يتاتا و عدم إلحاق الضرر عندما ترغب أمّة فى ممارسة هذا الحقّ ، أي ، أن تنفصل . يترك الشيوعيون تماما و حصريّا الأمّة الكردية تقرّر إذا كانت ستشكّل دولة منفصلة أم لا .إن رغبت الأمّة الكردية فى ذلك ن ستشكّل دولة منفصلة،و إن لم ترغب ، لن تفعل. الذين يحدّدون هذا ليس الآخرون و إنّما هم الأمّة الكردية . إضافة إلى عدم وضع عراقيل فى طريق مطلب أمّة بالإنفصال. كذلك، سيخوض الشيوعيون أنفسهم نضالا نشيطا ضد محاولات حكومة البرجوازية و الملاكين العقاريين للحيلولة دون الإنفصال و إستعمالها القوّة. و سيناضل الشيوعيون ضد كلّ شكل من أشكال التدخّل من الخارج. إذا كان العمّال و الشغّالون الأكراد واعون بكون هذا الإنفصال سيضعف الثورة ، فإنهم فى كلّ حدث سيقومون بما فى وسعهم للتوحّد. إن لم يكونوا واعين بذلك ، ليس لأحد الحقّ فى التدخّل من الخارج بإسمهم.
19- تحريفيو " شفق" يؤيدون قومية الأمّة الحاكمة / مصطفى كمال وعصمت أنونو :
يقبل تحريفيو " شفق" بالإضطهاد القومي المقترف ضد الأمّة الكردية و الأقلّيات القومية الأخرى فى الماضي. تهليلهم لكونه فى كؤتمر السيفاس [ سبتمر 1919، " عالم نربحه" ] مصطفى كمال [ آتاتورك ، أوّل رئيس للدولة الحديثة ] قال إنّ فى تركيا يعيش الأكراد و الأتراك. و هم يعانقون بحرارة كون فى لوزان [ إحالة على معاهدة لوزان سنة 1923] عصمت أنونو [ وزير الخارجية حينها] قال :" إنّنى ممثل الأتراك و الأكراد" . و يستعملون هذه المواقف و يؤيدونها. كما لو أنهم يقزلزن للطبقات الحاكمة: أنظروا حتى آتاتورك و أنونو يعترفون بوجود الأكراد، وهذا كلّ ما نقوم به نحن أيضا ، إذن ما المزعج فى الأمر؟
بالإعتراف بوجود أمّة ، يفترض التحريفيون المرتدّون، أنّهم قد حلّوا المسألة القومية ( بالفعل ، فى الوقت الراهن، يعترفون بوجود ليس الأمة الكردية بل الشعب الكردي (!) . يمكن لبرجوازية الأمة الحاكمة أن تعترف بوجود أمم أخرى و يمكن حتى أن تعطيها بعض الحقوق عندما تكون مضطرة لذلك مثلما فعلت البرجوازية فى العراق. لكن فى كلّ مناسبة تدوس هذه الحقوق و ترغب فى إضطهاد القوميات الأخرى. ما يميّز الشيوعيين عن البرجوازية ليس إذا كانوا يعترفون بوجود الأقلّيات القومية.
مهما كان من الأمر ، فى مؤتمر سيفاس، فى ظروف لم تكن توجد فيها سلطة دولة مركزية و حيث كادت السلطة القائمة تتداعى تماما ، أراد مصطفى كمال أساسا أن يمنع حركة إنفصال ممكنة لأمة الكردية بالإشارة بنفاق إلى وجود الأكراد. لقد أراد أن ينشأ وضعا حيث يعوّدون أنفسهم على القبول بنير البرجوازية و الملاكين الإقطاعيين الأكراد. و حياة مصطفى كمال بأسرها تعجّ بأمثلة إقتراف الإضطهاد القومي ضد الأمّة الكردية و الأقلّيات القومية الأخرى. إذا كان فى تركيا أي إمرء لا يمكن للشيوعيين مساندة خطّه بشأن المسألة القومية فهو مصطفى كمال . وفى الواقع ، القومية التى نحتاج النضال ضدّها هي أوّلا و قبل كلّ شيئ قومية مصطفى كمال إذ هي قومية الأمّة المهيمنة. و إدعاء أنون وفى لوزان بأنّه ممثّل أيضا للأكراد هجوم صارخ على حقّ الأمّة الكردية فى تقرير المصير. إنّها خدعة لتحديد مصير الأمّة الكردية من الخارج. إنّه دهاء يقصد إدماج المنطقة التى تقطنها الأمّة الكردية ضمن حدود تركيا ، تحديدا المنطقة الواقعة تحت سيطرة البرجوازية و الملاكين العقاريين الأتراك عبر المساومة مع الإمبرياليين. و القومية التركية هي التى تتمظهر فى الشكل الأكثر جشعا .هذا ما يستعمله المرتدّون التحريفيون للدفاع عن آرائهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي


.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024




.. الشرطة الأميركية توقف متظاهرين بعدما أغلقوا الطريق المؤدي لم


.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد




.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض