الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب يسرع فى حفر قبر اسرائيل

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2017 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لايختلف اثنان على ان فكرة الوطن القومى لاسرائيل هى فكرة اوربية بحته ، كان الهدف منها التخلص من اليهود فى اوربا وامريكا وروسيا القيصرية وغيرها ، بعد الصداع الذى سببه وجود اليهود فى بلادهم واعتبارهم اصل الشر هناك

ولم يكن هناك افضل من فلسطين كمكان لانشاء اسرائيل وتوطين اليهود فيها بعد ترحيلهم من البلاد التى عاشوا فيها قرونا

وقد كانت فلسطين مثالية لكلا الطرفين باعتبارها ذات وضع دينى خاص بالنسبة لليهود مما سيدفعهم للدفاع عن كيانهم الوليد بشراسة

وهو ما حدث بالفعل حيث اظهر اليهود عنفا وشراسة غير مسبوقين تجاه الفلسطنين العرب اصحاب البلاد الاصليين بعكس حالة الذل والخنوع وعدم الدفاع عن النفس التى عاشوها رغم الاهوال التى كانت تمارس ضدهم من قبل اوربا وروسيا القيصرية

فنحن لم نسمع قط ان اليهود قد دافعوا عن انفسهم ضد بطش الاوربيين وروسيا ـ بل سيقوا كالخراف الى حتفهم دون ادنى مقاومة ، حتى فى اشهرها الهولوكوست مع اختلافنا فى دقة البياتات حول هذه المحرقة

ومن الغريب ان اليهود قد عاشوا ازهى عصورهم فى ظل المسلمين حيث تقلدوا افضل المراكز وكان لهم دور ملحوظ فى الحضارة الاسلامية ، ولم يسجل التاريخ حوادث ذات شان تعرض لها اليهود فى ظل العيش وسط جيرانهم المسلمين

ترى هل يعى اليهود مدى الخطورة التى يتسبب فيها الغرب وامريكا لهم الان ؟
ان العرب تحديد وفى جملتهم ليس لهم مشكلة على الاطلاق فى التعايش المشترك مع اليهود ولا توجد لديهم كما للغرب فكرة العداء للسامية والتى هى اساس فكرة الغرب للتخلص من اليهود

رغم ان كل العقلاء فى العالمين العربى والاسلامى وفى العالم الحر وحتى من قبل يهود داخل اسرائيل كانوا يرون الامر على حقيقته باعتبارها صراعا بين دولة استعمارية انشاها الغرب للتخلص من اليهود الى صراع دينى بين الاسلام واليهودية

وللحقبقة فان قرار ترامب الان يصب بقوة فى صالح الصراع الدينى على كلا الجانبين ويطيح باخر امال القوى المعتدلة من عرب ويهود فى وضع حد لهذا الصراع الماسوى واعطاء الفلسطينين حقهم فى دولة حقيقية

ورغم ان رغبة اوربا وامريكا حاليا فى تأجيج الصراع وتحويله الى صراع دينى للتخلص من العرب واليهود معا ، تبدوا واضحة للعيان من قراءة التاريخ الاستعمارى لاوربا ، فنها تبدوا غائبة عن مراكز صنع القرار عند العرب واليهود ، وعلى الاقل عند اليهود الذين تاخذهم النشوة بقوتهم وضعف العرب الحالى

وهكذا يبدوا ا ان العرب واليهود مؤهلين تماما لعملية الافناء القادمة التى سيكون وقودها العرب اولا

ولكن لن ينتهى الامر حتى يتم افناء اليهود ايضا لان الغرب لم يكن ليطرد اليهود من بلاد عاشوا فيها لقرونا ليعودوا اسيادا له فى دولة عنصرية صغيرة

ترى هل تغيب هذه الرؤية المستقبلية السوداء للعرب واليهود معا عن مراكز الابحاث ومراكز صنع القرار لدى كليهما،
وهل يغيب عن اليهود ان قرار ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة اليها هو بمثابة حفر قبر لاسرائيل

اعتقد انه لا تغيب على الاقل لدى الدولة العبرية هذه الحقائق الصادمة عن مستقبل العرب واليهود ولكن الاخلاق التى تغيب عن ادبيات الغرب والتى افنت من قبل امم وشعوب وعلى رأسها الهنود الحمر كافية لحجب كل الحقائق









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر