الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صيانة مصير الحضارة البشرية مسؤولية مشتركة للجميع
سهيل قبلان
2017 / 12 / 19مواضيع وابحاث سياسية
"كانت البشرية لتكون سعيدة منذ زمن لو ان الرجال استعملوا عبقرياتهم في عدم ارتكاب حماقات بدلا من الانشغال في معالجة واصلاح حماقات ارتكبوها " الكلام اعلاه قاله برنارد شو، ومن الحماقات التي يصر الاغبياء في حساب التاريخ على ارتكابها والانكى تبرير تسويقها بانها تساعد في تقريب الشعوب من بعضها البعض وتخدم اهم القضايا التي تفتقر اليها الكرة الارضية والمتجسدة بالسلام العادل والراسخ والمشرق، حماقة الثعبان الاكبر الذي يصر على نفث سمومه علانية والمدعو ترامب والذي مجرد ان يذكره الانسان العادي البسيط مثلي وينطق باسمه، عليه ان يطالب بشرفية لان مجرد ذكر اسمه لوثة للناطق باسمه وامثاله من الحثالات والذئاب البشرية، والمتجسدة باعلانه ان القدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ويفكر بنقل سفارة الويلات المتحدة الامريكية اليها، مما اثار الغضب العالمي على تهوره ولما ما قد يتمخض عنه من اخطار على العالم.
ومن ايجايبات اعلانه انه نقل القدس الى دول العالم وقلوب مئات الملايين فيه دون ان ينقل السفارة وعرّى في الوقت نفسه مدى تخاذل وخيانة امراء وملوك النفط في السعودية والخليج ومدى عشقهم لحالة الذل والخنوع التي تكتنفهم، وبدلا من الانشغال في معالجة واصلاح واحتواء ما قد يتمخض عنه اعلان الحماقة المغرقة في البهيمية والحقد والغباء وحرق الوقت سدى، الم يكن من الافضل الانشغال في كيفية نبذ العنف والتهديدات العسكرية ومكافحة العنصرية وما يشوه جمالية انسانية الانسان، والسعي للتقارب والعناق والتلاقي بين الشعوب في حواكير الحياة والانتعاش بعبير ازهارها والاستمتاع بتغريد اطيارها والتقديس والنظر والسعي الى المستقبل من خلال البسمات على وجوه اطفال العالم وليس البؤس والحزن ونبذ التلاقي في ساحات الحروب والقواعد العسكرية والتفكير العسكري، والاسراع في السعي لايجاد الحلول للقضايا الملتهبة وخاصة احوال البؤس والفقر والاوضاع المزرية للمليارات من سكان العالم من الطفل حتى الكهل، ومن الحماقات التي يصر قادة الحكم في اسرائيل على ارتكابها والتباهي بها، القوانين والافكار والنهج العنصري ودائما يبحثون عن مصادر القوة في المواجهات وحدها لذلك هم على اهبة التحفز والاستعداد وتوتير الاعصاب والاستعداد للتصدي والهجوم وبالتالي رصد الاموال وذلك يأتي على حساب الجماهير وادارة الظهور لها من القادة كالثيران وبالتالي الغرق في مستنقع الفساد والرشى والتفكير في كيفية تنفيذ العنف الكلامي والجسدي في المجتمع وفي الجيران، وهل من خير في تلك الحياة حيث لا يشغلهم الا التفكير العسكري وضمان بقاء التفوق العسكري والانتاج العسكري وتوجيه ضربات عسكرية للجيران ولإيران والانشغال في حماقة شن الحروب، ومنها حرب الاستيطان وترسيخ الاحتلال وزيادة نفث سموم الاحقاد وتوتير العلاقات مع الجيران ودوس حقوقهم والهجوم على المشاعر الانسانية ومجرد اللقاءات التي من شأنها التقريب بين ابناء الشعبين والتطلع الى الغد من خلال عين السلام وتوطيد الوشائج والتعاون البناء والتآخي الانساني ودفن افكار التنابذ والتباعد والمشاعر العنصرية.
وهنا يدخل القانون الذي اتخذ في بداية الاسبوع الفائت والذي يخول المجلس الوزاري المصغر باتخاذ قرار شن حرب دون الرجوع الى الحكومة، وهذا يضمن ويشمل التوتر الدائم وبالتالي المعاناة الجماهيرية منه ومن التفكير العنصري وبالتالي خلق المشاكل وتعميق الاحقاد، ومن هنا فينبغي للسلوك ان يكون من النضوج بقدر يمكن القول نعم عندي اشخاص واكثرية تؤهلنا للتوجه الى الغد الزاهر غد الجامعات ومضامينها الراقية المفيدة والانسانية وغد المصانع المدنية وتحريم المصانع العسكرية غد المدارس والمنتزهات والسعي للتلاقي الانساني في الحواكير وليس في ساحات القتال، وتكتسب اهمية الآن بالذات في هذه الظروف واكثر من اي وقت مضى القدرة على العطاء السياسي والادبي والفني والسلوكي على جعل كل واحد وواحدة من الطفل حتى الكهل ومن الطفلة حتى الكهلة ومن جميع الانتماءات الدينية والقومية والفئوية، يفكرون في الغير كما للنفس والحفاظ على جمال الروح والمشاعر والنوايا والسلوك والنضال من اجل ترسيخ السلام العادل والشامل وهذا هو الاهم.
وهنا تبرز اهمية كلمة الفنان المشهور في اي مجال قائدا كان ام شاعرا ام اديبا ام سياسيا ام رساما ام مغنيا وبالتالي مدى تأثيرها، والتي لا يمكن ان تؤجل، وهل تتطلب فعلا فوريا فان يدعو على سبيل المثال انسان مشهور في اي مجال للسلام والى التقارب بين البشر، فلا بد ان يؤثر على المعجبين به وبالتالي لا بد ان يسعوا وحتى ولو في التفكير لغرس خصال وسجايا الشخصية التي تستجيب للمثل الانسانية العليا وخاصة زرع وتذويت فهم كل واحد وواحدة ان الآخرين يحبون الحياة ويخافون من الموت خاصة غير الطبيعي وبالذات موت الضمائر والمشاعر وما ينتج عن ذلك من كوارث وانهم يتألمون ويعانون ويحبون ويدافعون وبحق عن حقهم الاولي في العيش واحتلال مكان اولي تحت الشمس، وان اول ما يجب ان يوحد الناس هو ادراك المسؤولية المشتركة عن مصير الحضارة البشرية، فتاريخ البشرية لم يواجه بعد الحرب العالمية الثانية مثل هذا الخطر الشامل على الحياة خاصة من الويلات المتحدة الامريكية كونها مصرة على ان تكون بممارساتها وبرامجها وغاياتها وبنفسها السرطان الخطير ورأس الحية الذي يصر على نفث السموم وبالتالي الخطر الاكبر على حضارة النوع البشري، ويتوقف المستقبل على ما يتقرر اليوم وضرورة العمل على بناء الانسان وطبيعته بحيث تسودها دائما المشاعر الخالدة والعظيمة والبناءة الضامنة لبناء واطالة بقاء وصيانة النوع البشري واول ذلك السير في طريق نبذ وتحريم الحروب ودوس افكارها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات