الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت في الحضارة اليونانية

سعد سوسه

2017 / 12 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أن نظرة القدماء للموت وتصورهم له كان تصوراً يخالطه الكثير من الرهبة والخوف حيث كان الموت شيئاً رهيباً ومقيتاً في اليونان القديمة0
وقد تحدث شبلنج Shipling عن( الأسى بصدد التناهي الذي لايقهر للوجود الإنساني) ذلك الأسى الذي يتخلل الأعمال الفنية للإغريق وكأنه سم حلو المذاق 0 وأروين رود Rood يقول : ( ما من شيء كان مقيتاً بالنسبة للإغريق كالموت 0 وكتب كونفورد Conford يقول : إن الوعي الكاسح بالفناء يشيع العتمة في التيار الرئيسي للفكر الإغريقي باسره) 0
وعند الإغريق (الحياة على الأرض تحت طلعة الشمس هي الحياة الحقة ، وبقية العوالم هي مجرد تقليد ومحاكاة كئيبة لها) 0 وتقر إيدث هاملتون بأن
( الإغريق كانوا يعون بصورة مرهفة ويدركون على نحوٍ تخالجه الرهبة عدم يقينية الحياة وجسامة الموت)
إن الإعتقاد السائد في ذلك العصر هو إن الإنسان مركب من نفس وجسد ، والجسد مكون من ماء وتراب ينحل اليهما بعد الموت والنفس هواء لطيف متحد بالجسد متشكل بشكله ينطلق بالموت شبحاً دقيقاً لا يحسه الأحياء فينزل إلى مملكة الأموات في جوف الأرض وقد إحتفظ بالشعور وفق القدرة على الحركة فهو يألم لذلك ويقضي هنالك حياة باهتة تافهة خير منها ألف مرة الحياة على وجه الأرض في ضوء النهار وليس في هذا العالم الآخر ثواب ولا عقاب إلا في النادر يوزعها الآلهة بمثل ما يوزعون في الحياة الفانية من عدل معكوس فيحابون أصدقائهم وينكلون بأعدائهم .
وكان الموت عند اليونان مصاب لاخلاص منه ، فالموت لم يكن رقاداً يحفه السلام ، كذلك لم يكن الوجود الأفضل ولا الأكثر سعادة في العالم الآخر 0 وبصفة عامة كان الإعتقاد السائد أن الموتى يصبحون أشباحاً لا تدب الدماء في عروقها ، تهيم ضائعة في العالم السفلي الذي كان أكثر هولاً من أي شيء معروف على سطح الأرض 0
وفي مواجهة هذه الرؤيا المحبطة للموت نظر الإغريق إلى الموقف البطولي في المعركة والإستعداد للتضحية بالحياة على أنه موقف شجاع يكون فيه البطل مستعداً للتضحية بحياته في تحدٍ رائع للموت ومن نتائجه أن البطل كان يحظى بالتمجيد والتشريف فضلاً عن تحقيق الخلود في أذهان الأجيال المقبلة 0
وعن هذا تحدث باورا Bowra إذ قال : ( نظر أنصار المثل الأعلى البطولي إلى الموت بإعتباره ذروة الحياة وقمة إكتمالها ، وبوصفه آخر المحن التي يتعرض لها الإنسان وأشدها قسوةً والإختبار الحقيقي لقيمته) 0 وهذه هي فكرة الموت في اليونان القديمة0

- فكرة الموت عند الفيثاغوريين
كان الفيثاغوريون يدعون إلى طهارة النفس 0 ويقولون بأن ( الإنسان عوقب ووضعت نفسه في سجن هو البدن 0 والذي وضعها في هذا السجن هو الآلهة ، ولا يستطيع الإنسان أن يتخلص بنفسه من هذا السجن ، وإنما يستطيع فقط أن يتحرر منه عن طريق الموت ، بإنفصال النفس عن البدن ، وإذا إنفصلت النفس عن البدن ، فإنها إما أن تحيا حياة لا مادية صرفة وذلك إذا كانت محسنة ، وإما أن تحيا حياة عذاب بأن تذهب إلى النار في هادس ) 0 أي تهبط إلى ( الجحيم تتطهر بالعذاب) 0 أو تحيا مرة أخرى حياة أرضية في جسم إنسان آخر أو في جسم حيوان ولاتزال مترددة بين الأرض والجحيم حتى يتم تطهيرها وهذا هو التناسخ الذي كان يؤمن به الفيثاغوريون 0 ويروى أن فيثاغورس كان يدعي أنه متجسد للمرة الخامسة وأنه يتذكر حيواته السابقة 0 وبالرغم من إن الجسم كان في نظرهم مصدر شقاء النفس وأصل جميع الشرور إلا أنهم رفضوا أن يكون الإنتحار سبيلاً للخلاص .
- فكرة الموت عند سقراط
إن الموت في طبيعته إنفصال النفس الخالدة عن الجسد الفاني 0 ومهمة الفلسفة هي التيقن من طبيعة الموت والبرهنة على أنه ليس فناءاً نهائياً وهذا ما حاول سقراط أن يوضحه ، إذ قال ، إن الموت ماهو إلا مرحلة تتخلص فيها النفس من العلائق الجسمية ويتساءل سقراط : وهل يكون الموت إلا إنفصال الروح عن الجسد ؟ وإنما يبلغ الإنسان هذا الإنفصال إذا ما قامت الروح بذاتها مفصولة عن الجسد ، وقام الجسد مفصولاً عن الروح ، أليس ذلك هو الموت .
فالإنسان في نظر سقراط مخلوق متناهٍ وعابر لكن عظمته تتمثل في تقبله لوضعه الإنساني بحسٍ للمسؤولية وبقوة عارمة للشخصية في مواجهة الموت 0 وذلك هو بصورة جوهرية موقف سقراط ، فبعد أن أصدر القضاة حكمهم عليه بالموت، أشار موضحاً لهم أنه كان بوسعه تجنب الموت بإستخدام فطنته ، ولكنه إختار أن لا يفعل ذلك قائلاً : إن الصعوبة ليست جمة في الهرب من الموت ، لكن الصعوبة الحقيقية هي في تجنب إرتكاب الخطأ .
ويرى سقراط ( أن الموت إما يكون نوماً بلا أحلام أو هجرة الروح إلى عالم آخر وهو يؤكد أن خشية الموت لا أساس لها في أي من الحالتين ، فإذا كان نوم لا تتخلله الأحلام سيغدو الموت كسباً لانقاش فيه 0 أو إذا كان رحلة الى موضع آخر 000 فأي شيء يمكن أن يكون أعظم من هذا ) 0 إن سقراط يبدو عميقاً في إيمانه بالخلود بعد الموت فهو يقول : ذلك إني أؤمن بأن هنالك آلهة وإيماني بالآلهة أسمى في معناه من إيمان أي من أولئك الذين يتهمونني ، وحيث أن هنالك آلهة فما من شر يمكن أن يحيق بالرجل الخير سواء في هذه الحياة أم بعد الموت . فعندما يسأل سقراط : هل تتبدد النفس بعد الموت ؟ يرد قائلاً : إن الذي يتبدد الجسم فقط لأنه كائن حسي ، أما النفس فإنها جوهر عقلي لا تقبل الإنقسام أو الفناء 0 يقول سقراط : حين يهاجم الموت إنساناً قد يتعرض الجزء الفاني منه للموت وهو الجسد ، أما الخالد : النفس ، فإنها تنأى عن طريق الموت حيث تبقى خالدة سليمة .
وبما أن الموت عند سقراط هو إنفصال الروح الخالدة عن الجسد الفاني لذلك فإنه يرى أنه (( لا ينبغي للإنسان الذي يسري فيه روح الفلسفة أن يخشى الموت بل أن يرحب به وقد حرم الإنتحار لأنه كان يرى إن الإنسان سجين ليس له الحق في فتح الباب والفرار من سجنه . فالنفس عند سقراط ( متمايزة عن البدن ، فلا تفسد بفساده ، بل تخلص بالموت من سجنها وتعود إلى صفاء طبيعتها) 0
ويعتقد سقراط : ان الفيلسوف الحقيقي هو الذي يتمنى الموت ويستعد له، ولكنه برغم ذلك فإنه يعتبر قيام الانسان بوضع نهاية لحياته جريمة لا تغتفر ، وبالرغم من ثقته أن الموت هو معبر الى مقام افضل ، الا انه يرى إننا يجب ان لا نفتح الباب ، بل يجب علينا ان ننتظره يفتح في الوقت الذي يراه الآله مناسباً .
- فكرة الموت عند أفلاطون
لقد كان أفلاطون من الفلاسفة الذين إهتموا بالنفس وما تصير إليه بعد الموت 0 إذ أنه يرى بأن الحياة تبعث من الموت ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت الأشياء قد إنتهت إلى السكون المطلق 0 والموت عند أفلاطون هو إنعتاق النفس من الجسم ، وهو عملية ( لا تؤثر إلا في الجهاز العضوي الجسمي ، أما النفس فخالدة لاتموت ) 0
فالموت ماهو إلا مرحلة تتخلص فيها النفس من العلائق الجسمية وتتحرر من أغلال سجن الجسم 0 ومن خواصه المادية 0 فهو يؤكد خلود النفس أي انها
حينما يهاجمها الموت لا يمكن أن تفنى 0 ففوق هذا العالم المحسوس عالم آخر هو عالم الصور المجردة ( وإن الحقيقة لا تكمن في المادة بل في الصورة لأن المادة مقر العدم ) 0
ويقول أفلاطون أنه لو كانت النفس فانية ولا توجد حياة أخرى بعد الموت لسقطت الحقوق والواجبات ولما كان هنالك من مبرر لاحتمال الفقر والمرض والحرمان من أجل الفضيلة والعدل ولو صح أن الإنسان يفنى حقا لكان الأشرار أسعد الناس حين يدركهم الموت إذ سوف يتخلصون عندئذٍ من أجسامهم ونفوسهم وآثامهم 0 كما أكد أفلاطون ضرورة التعود على الموت والسيطرة على الخوف منه فتقبل الموت والاستعداد له هو استعداد لوجود متحرر من قيد الإطار الجسدي من خلال الإخلاص للعلم بعده طريقاً لخلاص النفس . فالفيلسوف يجب أن لايهاب الموت لأنه يؤمن بأن الجسم عائق للنفس عن إدراك الحقائق الثابتة أي المثل . فالجسد في نظر أفلاطون هو عائق لتحقيق المعرفة لأن حواسنا تشوش رؤيتنا العقلية القادرة وحدها على رؤية نور الحقيقة فإن بلوغ المعرفة الحقة يغدو ممكناً فحسب حينما تتحرر النفس من الجسد .
فالموت كما يقول أفلاطون يمكن أن يكون الوضع المثالي للتفلسف وحالة يمكن فيها وحدها أن يتحقق سعي الفيلسوف وراء المعرفة الحقة ، فالفيلسوف يسعى إلى الموت والإحتضار دوماً لأنه يسعى وراء الحقيقة 0 فالفيلسوف تساوره الرغبة في الموت طوال حياته بسبب تعطشه إلى المعرفة والحقيقة ) . وكان أفلاطون يشير إلى هذا المعنى حينما قال عن الفلسفة أنها( تأمل للموت) .ومما لاشك فيه ان الموت كما يفهمه أفلاطون ( هو تحرر النفس من الجسد ، وبعبارة اخرى ، هو إنجاز للروح بحصولها على الاستقلال عن الجسد ) 0 لان أفلاطون يرى بأن النفس لا تفنى عند الموت 0
- فكرة الموت عند أرسطو
لقد كان أرسطو يرى في الموت طريقاً نحو الخلود 0 لأن الموت في نظر أرسطو هو الذي يحقق للإنسان الخلود 0 لأنه سوف يعيش حياة العقل متبعاً في ذلك طبيعته الحقة0
يقول أرسطو عند الموت : ( يطلق سراح الذهن من أوضاعه الراهنة) 0 وحينما يقول أرسطو ذلك فهو يعني أن الإنسان يحقق الخلود حينما يعيش حياة العقل فحسب 0 فالعقل عند أرسطو هو العنصر الإلهي في الإنسان وهو يبقى ولا يفنى بعد الموت ويرى أرسطو أن للوجود الإنساني معنى في هذا الكون ، فقد يكون الموت شراً لكنه رغم ذلك ليس عبثاً .
فغاية الحياة البشرية هي سعادة النفس العاقلة وإن هذه السعادة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق حياة عقلية نشطة تزينها الفضيلة وهذه السعادة تتحقق عند أرسطو عن طريق التأمل النظري0
فالنفس الإنسانية حينما تتخلص من الجسد المادي فإن الوعي الفردي يظل مستمراً وإن الجزء الإلهي من الإنسان يعاد إمتصاصه ويرتد إلى مصدره الأصلي فعند أرسطو إذا كان العقل إلهياً : فإن الحياة وفقاً للعقل هي الأفضل والأنسب للإنسان 0
ويقول أرسطو : ( من اللائق إذن أن يدعى شجاعاً ذلك الذي لا يستشعر الخوف في مواجهة موت نبيل وفي مواجهة كافة الأوضاع الطارئة التي تضم في رحابها الموت) 0 فأرسطو يرى أن من الشجاعة مواجهة الموت من دون خوف ومواجهة كل وضع يضم في رحابه الموت النبيل0
- فكرة الموت عند أبيقور
كانت نظرة أبيقور للموت ورأيه فيه هو بمثابة علاج للنفس وتخفيف من حدة الخوف من الموت ومن العالم الآخر 0 إذ أن الخوف من الموت عند أبيقور هو العقبة الكبرى في سبيل السلام العقلي0 والموت عند أبيقور هو فناء تام للوجود الإنساني 0 وهو يرى أن الوجود النفسي – الجسمي سينعدم نهائيا بالموت0 فإن النفس حينما يحضرها الموت لا تنسحب من البدن من عضو إلى آخر بالتدريج حتى يتم إنطلاق جميع قواها منه – كما هو الرأي الشائع – بل الذي يحدث هو إن هذه القوى تأخذ في التناقص في جملتها إلى أن تتلاشى نهائياً 0 ومن ثم فهي لا تخرج من البدن لكي تحتفظ بصورتها الكاملة خارجه بل يكون الموت تعجيلاً بفنائها التام مع فناء البدن ) .
وهو يرى أنه ليس على الإنسان إلا أن يبحث كيف يعيش سعيداً في أيامه التي يعيشها على ظهر الأرض 0 وليس الموت شراً في نظر أبيقور ، لأننا إذا متنا فلا نكون وإذا كنا فلا موت فإذا جاء الموت فلا شعور لأن الموت نهاية الشعور ومن الحكمة أن لا نخاف مما نعلم أنه عندما يجيىء لا نشعر . فلا توجد صلة بيننا وبين الموت لأننا لن نكون موجودين في اللحظات الأخيرة من حياتنا فالموت عند أبيقور فناء تام للوجود الإنساني .
ومن الجدير بالذكر أن أبيقور يتبنى مادية ديمقريطس ولا سيما فيما يتعلق بالنفس وما يحدث لها بعد انفصالها عن الجسد ، إذ يقول إن النفس هي نتاج تلاقٍ عرضي بين الذرات وأنها تتكون مع الجسد وتفنى بفنائه 0 وهو إنما أراد التخفيف من وقع أثر الموت وتلطيف هذه الفكرة التي طالما كانت هاجساً يثير القلق في نفوس الكثيرين 0إذ أن شبح العالم السفلي كان يلقي بظلاله على فكرة الموت والعالم الآخر 0
وإن تلميذ إبيقور البارز ( لوكريشسيوس قاروس ( 96-55 ق0م) طور رد الأبيقورية على الموت ، إذ يرى أنه بعد الموت الحقيقي لن تكون هنالك ذات أخرى باقية على قيد الحياة 0 وتنوح على أن ذاتها قد لقيت حتفها ولن تقف وتحزن إذ ترقد ذاتها مهشمة أو محترقة. وهو يقول: إذا ما قدر للزمن أن يجمع مادتنا بعد موتنا وأن يضعها من جديد في الوضع ذاته الذي هي عليه الآن وأن يهبنا مرة أخرى نور الحياة فإن هذه النتيجة ، بدورها ، لن تعنينا على الإطلاق طالما أن سلسلة وعينا الذاتي قد تفككت حلقاتها ، إن لوكريشسيوس يرى أن هجعة الموت تبعث العزاء وذلك لأن الحياة مؤلمة وحافلة بالعذاب
لقد اختلفت فكرة الموت باختلاف الافكار الفلسفية والمعتقدات الدينية ، فبينما كان الموت في اليونان القديمة وعند الاغريق شيئاً رهيباً ومقيتاً ، بينما كان سقراط يرى أن الانسان يجب أن لا يخاف من الموت بل أن يرحب به وأفلاطون يتحدث عن الثواب والعقاب اللذان ينتظران النفس بعد الموت وآرسطو يرى في الموت طريقاً نحو الخلود ، نجد أن أبيقور يرى أن الموت هو فناء تام للوجود الإنساني مما يدل على أن فكرة الموت لم تكن واحدة بل إنها تعددت وأختلفت وتحددت على وفق تعدد واختلاف الأفكار الفلسفية والمعتقدات الدينية 0


المصادر
1 . الآلوسي ، حسام الدين : من الميثولوجيا إلى الفلسفة عند اليونان ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط2 ، بيروت ، 1981 ، ص 127 0
2 . يوسف كرم : تاريخ الفلسفة اليونانية ، دار القلم ، بيروت ، بدون تاريخ ،
ص 3 0
3 . ول ديورانت : قصة الحضارة ، ترجمة محمد بدران ، لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ط3، القاهرة ، 1972 ، الجزء الأول من المجلد الثالث 0
4 . عبد الرحمن بدوي : ربيع الفكر اليوناني ، مكتبة النهضة المصرية ، مصر ، 1943 ،
ص 154 0
5 . ناجي التكريتي : الفلسفة الأخلاقية الأفلاطونية عند مفكري الإسلام ، دار الأندلس ، ط2 ، بيروت ، 1982 م ، ص 49 0
6 . جميل صليبا: من أفلاطون إلى إبن سينا ، دار الأندلس ، ط4 ، بيروت ، 1951 ،
ص 27 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر