الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب اثرت فى حياتى هرمان هيسه

مارينا سوريال

2017 / 12 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


“إن التضحية بحب الحقيقة، وبالأمانة الفكرية، وبالإخلاص لقوانين ومناهج الفكر من أجل مصلحة أخرى مهما كانت، حتى مصلحة الوطن نفسه، خيانة. فإذا حدث في صراع المصالح والشعارات أن تعرضت الحقيقة لخطر فقدان القيمة والتخريف والاغتصاب، كما يتعرض الفرد له، وكما تتعرض له اللغة والفنون وكل كائن عضوي، وكل ما استنبط ونما نماءُ فنيًا جميلًا، فإن واجبنا الوحيد يتلخص آنئذ في المقاومة، وفي إنقاذ الحقيقة أعني إنقاذ السعي وراء الحقيقة. باعتباره أسمى ما في إيماننا. والعالم - سواء كان خطيبًا أو كاتبًا أو معلمًا - الذي يقول الخطأ، وهو يعلم أنه الخطأ، أو يساند الأكاذيب والتحريفات وهو يعلم أنها كذلك، لا يسلك فحسب مسلكًا مضادًا للقوانين الحيوية الأساسية، بل يصيب شعبه، رغم ما قد يظهر غير ذلك من نجاح وقتي، بالأذى الشديد، لأنه يفسد الهواء والأرض، والطعام والشراب، ويسمم التفكير والحق ويعين كل شر وكل عدو يهدد الشعب بالإبادة.”
“كل ظاهرة على الأرض ليست سوى استعارة، وكل استعارة عبارة عن بوابة مفتوحة يمكن أن تجتازها الروح - إن كانت على استعداد - إلى باطن العالم، حيث يكون أنا وأنت، والليل والنهار، شيئًا واحدًا.
وإلى هذه البوابة المفتوحة، يأتي الإنسان أثناء حياته، ويصادفها هنا وهناك في طريقه، وما من إنسان إلا وقد خطر له ذات مرة أن كل ما هو مرئي لا يعدو أن يكون استعارة، ووراء هذه الاستعارة تحيا الروح، والحياة الأبدية.”
“التجمع اﻷصيل شئ جميل ، ولكن ما نراه يزدهر في كل مكان شئ مختلف، الروح الحقيقية ستبرز من المعرفة التي يملكها اﻷفراد المنفصلون كل منهم عن اﻵخر. وبعد حين من الزمن سوف تحول العالم. أما روح التجمع فما هي إلا تجليات غريزة القطيع. إن كل إنسان يندفع إلى ذراعي اﻵخر ﻷن كل إنسان يخاف من اﻵخر، الملاك على حدة والعمال على حدة، والطلبة والباحثون على حدة! ولم خوفهم! إنك لا تخاف إلا حين لا تكون منسجما مع نفسك. والناس خائفون ﻷنه لم يسبق لهم أن كانوا مسيطيرين على أنفسهم. مجتمع بأكمله مؤلف من أناس خائفين من المجهول الذي فيهم. وكلهم يحسون أن اﻷسس التي يعيشون وفقها لم تعد صالحة، وأنهم يعيشون وفق قوانين بالية ، لا دينهم ولا أخلاقهم في تلاؤم مع حاجات الحاضر. منذ مئة سنة وأكثر لم تفعل أوروبا شيئا سوى دراسة المعامل وبنائها، إنهم يعرفون كم غراما من البارود تحتاج لقتل إنسان، لكنهم لا يعرفون كيف تصلي إلى الله ، ولا يعرفون كيف تكون سعيدا ولو لمدة ساعة من الرضا.”
هيرمان هسه (بالألمانية: Hermann Hesse) ولد في كالو (Calw)ألمانيا عام 2 يوليو 1877 وتوفي في مونتانيولا تيسن عام 9 أغسطس 1962؛ وهو كاتب سويسرا من أصل ألمانيا، عاش بداية شبابه مع عائلته المحافظة وجوها المدافع عن البروتستانتية بشكل مفرط؛ وكان هذا السبب الذي دفعه للهرب والاستقلال عن السلطة العائلية والاعتماد على نفسه والانخراط في مجال العمل وبشكل قاسي، حيث بدأ عمله كساعاتي ومن ثم إلى بائع كتب في مكتبة ومن ثم إتخذ تأليف والكتابة منهج في حياته وعمله وتزوج ثلاث مرات. رغم أن توجهه الأدبي في بادئ الأمر كان يتوجه إلى الشعر إلا أنه في ما بعد ألف روايات فلسفية عديدة ومتنوعة؛ وكان يغلب على بعض الروايات طابع التفكر العقائدي المتشكك مثل رواية دميان؛ وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1946
في اللغة الألمانية، إذا كنت تريد أن تعبر عن افتقاد الشيء للقيمة، فإنك تقول: "إن هذا الأمر لن يجعلك تحصل حتى على وعاء للزهور". وهو تماما التعبير الذي استعملته الأسبوعية الألمانية "دي تسايت" سنة 1962: " مع هيرمان هيسه لا يمكن للمرء أن يحصل ولو حتى على وعاء للزهور". وقد كتبت "دي تسايت" ذلك بعد وفاة هرمان هيسه، في 9 آب/ أغسطس 1962 عن عمر ناهز 85 عاما بعد إصابته بجلطة.

لكن يبدو اليوم جليا أن أسبوعية "دي تسايت" كانت مخطئة، فكتب هيسه ما تزال تحتل رفوف المكتبات. أما الطبعات العالمية من أعماله فهي لا تقل عن 125 مليون نسخة. إضافة إلى أن أعمال هيسه تُرجمت إلى حوالي 60 لغة. وقد كان واضحا لهيسه نفسه ومنذ وقت مبكر أنه سيصير كاتبا، ولكن والديه كانا ينظران إلى الأمر بشكل مختلف تماما.
عليك أن تجرب المستحيل لتصل إلى الممكن.
هرمان هيسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامية انتصار السعيد


.. في يومه الثاني ملتقى العنف الرقمي يناقش الوقاية والاستجاب




.. اليمنيات بين التحديات والإنجازات المسيرة مستمرة


.. الحروب والكوارث الطبيعية تُعرض الأطفال للإصابة بالاكتئاب




.. الشهباء تكتسي ثوبها الأخضر بقدوم فصل الربيع