الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكنول بين رحابِ تاريخِ فخرٍ وعِزْ.. وأفقِ رهانِ شجَرةِ لَوْزْ..

عبد السلام انويكًة
باحث

2017 / 12 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


بدائرة أكنول وقبيلة اكًزناية باقليم تازة يتم الاحتفاء سنويا بشجرة اللوز، كتقليد يروم حماية هذا المكون الايكولوجي وهذا الارث الطبيعي الثقافي الذي يطبع هذه الجبال من المغرب. وضمن فعاليات النسخة السابعة لموسم اللوز هذا تحت شعار " اللوزيين بين رهان التثمين وتحدي التسويق". تم تنظيم ندوة علمية توجهت بسؤالها لمسألة هجرة مغاربة المنطقة في الخارج ورهان التنمية المحلية، لربط موارد هذه الهجرة سواء المادية منها واللامادية بعملية الاستثمار في هذا المجال الفلاحي. ندوة أطرها باحثون عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس، وتمحورت حول تجليات فعل وتفاعل الهجرة في النماء المحلي وحول حصيلة اقتصاد شجرة اللوز تحديداً. الندوة تمت الاشارة فيها الى أن موضوعها له علاقة بانشغالات وتخصصات تهم الاقتصاد والسياسة والتنمية الترابية والبحث الوظيفي والتخطيط والاستثمار والادارة والاعلام والأبناك وغيرها، وأن اختيار هذا الموضوع للنقاش تأسس على استشراف عميق للجهة المنظمة، وعياً بكون اكًزناية هي منطقة هجرة ومهاجرين بامتياز كوضع رافع وداعم لعملية الاستثمار وللتنمية محلياً، ووعياً بأن الهجرة تشكل رأسمالا مادياً ولا مادياً وذاكرة وتاريخاً ووجداناً كذلك.
في حديث هذه الندوة ورد أن منطقة اكًزناية واقليم تازة هما معاً جزءًا من المغرب الشرقي ومن الريف الشرقي من مجالياً، وهذا المجال لم يكن بعناية خلال فترة الحماية الفرنسية و وبتنمية بعد استقلال البلاد سنوات الستينات والسبعينات، ما جعله مصدر هجرة واسعة باتجاه داخل البلاد والى الخارج تحديداً أروبا الغربية. وقد سجلت الندوة من خلال مداخلة أحد الباحثين جملة ملاحظات منهجية، منها صعوبة الارتقاء بموضوع الهجرة في منطقة أكنول واكًزناية الى موضوع علمي احصائي تحليلي، في غياب دراسات وأبحاث وأرشيف إداري يخص المعطيات والبيانات. ثم صعوبة اعطاء تعريف دقيق وموحد للهجرة كمفهوم يرتيط بزوايا معالجة تختلف بين المؤرخ والسياسي والاقتصادي والسسيولوجي والحقوقي والاعلامي والدبلوماسي..، ثم كون الهجرة والتنمية أمر يهم صناع القرار من سياسيين ومخططين ومدبرين للشأن المحلي والجهوي..
وحول درجة مراعاة الهجرة في خطط التنمية أشار أحد المتدخلين الى أن منظمة الأمم المتحدة، من خلال ما عقدته من ندوات ولقاءات وحوارات. تؤكد أن الهجرة لا تزال لا تراعى بما هو كافٍ في خطط النماء المحلي والوطني للدول المعنية بها رغم الوعي بقيمتها. وذلك بسبب ضعف كفاية وكيفية ادراجها في التنمية المحلية، ونقص المعطيات والبيانات ونقص الارادة السياسية وتشتت الأدوار وعدم تحديدها بين المعنيين من الأجهزة الادارية. اضافة لضعف الحوار بين دول مصدر الهجرة وعبورها ووصولها، مما يجعل كثيراً من البلدان المعنية بالهجرة غير مهتمة لا بسلبياتها ولا بايجابياتها. وضمن نفس المداخلة تمت الاشارة الى أن هذه الندوة العلمية في اطار الدورة السابعة لموسم اللوز بأكنول، جاءت لمساءلة وضع الهجرة في علاقتها بالتنمية المحلية باكًزناية، ودرجة مراعاة هذا المعطى في سياسة وبرامج التنمية محلياً، ودرجة الوعي والتوعية بالموضوع لدى كل الأطراف كل من موقعه..سلطات ومنتخبين وباحثين ومجتمع مدني وإعلام محلي.. كل هذا في محاولة للاجابة عن التالي..إذا كانت الهجرة بدون أثر ايجابي في التنمية المحلية، فما الذي ينبغي القيام به للتحفيز في هذا الاطار..
وبعدما عرض أحد المتدخلين في الندوة لجوانب تعكس ايجابية الهجرة في التنمية المحلية اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وأسرياً وتضامنياً، أورد جملة مقترحات داعمة لفعل الهجرة في النماء المحلي مستحضراً فوارق كائنة بين أجيال الهجرة المغربية الى أروبا تحديداً، وما يحتاجه الجيل الجديد من تواصل وتحفيز وبيئة جاذبة مناسبة للاستقطاب والاستثمار. ومن انتقال للنقاش الى ما هو مؤسساتي يكون فيه المجتمع المدني أداة للحوار والتأطير والتواصل لتعزيز الثقة لدى المهاجرين، مؤكداً على ما يمكن أن تكون عليه الدبلوماسية الاقتصادية للجماعات المحلية من خلال عرضها لفرص الاستثمار محلياً، مع التفكير في بنك مشاريع محلية وتنظيم لقاءات مع المهاجرين والتعريف ببعض المهاجرين الذين تمكنوا من النجاح في استثماراتهم محلياً. نفسها المداخلة أوردت ضمن المقترحات الداعمة لجعل الهجرة والمهاجرين بدور ايجابي في التنمية المحلية، أنه من المفيد تطوير شبكة العمل الجمعوي لتأطير المهاجرين وتقوية الترابط مع المناطق الأصلية، وإحداث بنك لكفاءات أبناء المنطقة بالخارج على مستوى كل دولة على حدة. هذا اضافة الى ضمان استغلال أمثل لمدخرات المهاجرين بالابناك باستعمالها مثلا في تموين مشاريع ذات طابع محلي، مع توعية الابناك بأهمية تحفيز المهاجرين للانخراط في مشاريع موفرة لفرص الشغل، وتحسين بنية الاستثمار أساساً فيها ما يتعلق بالادارة والعدل والنظام الضريبي..وكانت الندوة بنقاش عميق مع حضور مثقف من أبناء المنطقة، التي أبان شبابها عن وعي عميق بما هو ثقافي اقتصادي اجتماعي وانمائي محلي، من خلال ما طرح من أسئلة جوهرية أغنت ندوة احتفالية موسم اللوز بأكنول في دورته السابعة ما بين 14 و16 دجنبر 2017، والذي نظمته المديرية الجهوية للفلاحة بجهة فاس- مكناس بتعاون مع جمعية مهرجان اللوز وفدرالية الجمعيات التنموية بدائرة أكنول.
يذكر أن شجرة اللوز في بنية الاقتصاد القروي باقليم تازة بحسب بيانات المديرية الجهوية للفلاحة فاس- مكناس، تشغل المرتبة الثانية، بمساحة 25800 هكتار وبنسبة 24 % من المساحة الاجمالية الشجرية بالمنطقة. مغروسات تتركز في مرتفعات مقدمة الريف على مستوى دائرة أكنول وتايناست بالمنطقة، نظراً لانسجامها الجيد مع ظروف بيئية مناخية محلية. وتتجلى أهمية هذا النوع من الاقتصاد الشجري في اغناء المحصول الفلاحي، وخلق فرص شغل وتوفير حاجيات داخلية من هذه المادة الغذائية ذات القيمة العالية. وعليه، فالجهات الوصية على القطاع تسهر على تشجيع الفلاحين ودعمهم من أجل توسيع المساحة المغروسة بالمنطقة، التي تعد الأولى مغاربياً من حيث الانتاج عبر غرس مساحات جديدة مستفيدة من برامج تدخل عدة. ومن أنواع أشجار اللوز التي نجدها بالمنطقة هناك "ماركونا" 15% ديسمايو 10 %فيراني 6% فيرادييل %25 تيونو 5 %نيكبلويلطرا 2 %، اضافة الى أنواع أخرى سائدة تحتل نسبة 10%. للاشارة فإن فلاحة اللوز بتازة لا تزال بانتاج ضعيف ومتباين بحسب مناطق الاقليم، لاسباب منها كون الأشجار ترتبط بمناطق ذات تربة فقيرة وصعبة من حيث طبيعتها ومورفولوجيتها مما يجعلها لا تستفيد من العناية الكافية، ثم بسبب قلة اعتماد الفلاحين على أساليب علمية وتقنية في تدبير أنشطتهم الفلاحية اضافة لعامل النقص في المياه. ويتراوح المعدل المسجل في انتاج اللوز باقليم تازة بين0,15 طن في الهكتار و 0,3طن في الهكتار، أما معدل الانتاج السنوي فهو بحوالي 1300 طن. وللاشارة فإن تطور الانتاج بالمنطقة انتقل من 400 طن على مساحة قدرها 10256 هكتار عام 1995، الى 2450 طن على مساحة قدرها 27600 هكتار عام 2016، وأن المساحة الخاصة بهذا النوع من المغروسات عرفت تطوراً وتوسعاً هاماً خلال العقدين الأخيرين.
قبل انطلاق مخطط المغرب الأخضر كانت مادة اللوز بدون بنية تنظيمية لحماية مصالح الفلاحين ودعم نمو وتطور هذا القطاع، وبهذا الرهان الوطني تم إحداث عدة تنظيمات مهنية في اطار عدد من المشاريع، كما أنه بواسطة مقاربة قطاعية محتضنة أصبحت منطقة أكنول تحتوي تنظيماً مهنياً فلاحياً من الدرجة الثانية، كما ظهرت بالمنطقة تعاونية نسائية لتثمين هذا النوع من الفلاحة محلياً على مستوى الجماعة القروية لكًزناية الجنوبية مستفيدة من برنامج نسائي خاص، نفس الشيء ما تم الاشتغال عليه على مستوى جماعة اجبارنة بنفس المنطقة. تبقى الاشارة الى أن تسويق المنتوج لا يزال غير منظم ويتم على مستوى أسواق اسبوعية بالاقليم إما بشكل مباشر لفائدة المستهلك المحلي، أو الى تجار نصف الجملة ما يرتبط بنقاط تجميع بعدد من الأسواق الاسبوعية القروية، وأن الأثمنة تنحصر عادة بين 65 و120 درهم للكلغرام الواحد، بحسب نوعية وجودة وطبيعة وكمية الانتاج وفترات تسويقه.
عبد السلام انويكًة..باحث










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س