الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأناركيون و رؤيتهم للحياة

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يقوم المجتمع اللاسلطوي على نظرية الأناركيا القائمة على فكرة إلغاء السلطة، و هي مفردة أصلها يوناني، و تكتب بالإنجليزية أناركيزم، و هي تعني إقامة دولة أو مجتمع من غير سلطة أو من غير حكام، ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، في إطار نظرية الفوضى الخلاقة، و ربطها البعض بفكرة العدمية، غير أن هذا المصطلح يختلف عن الأناركيا ، حيث يراد بالعدمية التدمير، أي تدمير السلطة و الحكومة بما فيها المجتمع، و الأناركيون يرون أنه بإمكان أي مجتمع أن يعيش بلا سلطة حتى لو كانت سلطة دينية، أو أبوية ، أي أن يدير الفرد نفسه بنفسه، كما يرى أصحاب هذه النظرية أن الإنسان الأناركي إنسان لا يميل إلى الفوضى و لا يعرف العنف، يتعايش مع الآخر، و يعرف مسؤولياته، و ما له و ما عليه من حقوق و واجبات، لكنه يرفض أي شكل من أشكال الوصاية عليه، كما أنه لا يؤمن بمبدأ العرقية و القبلية التي تنظمها أفكار دينية و قضائية و سياسية مشتركة.
و حسب برودون فإن الإنسان الأناركي يرى أن كل من يحكمه دكتاتوري مغتصب لحريته و إنسانيته، فلا حرية إلا تلك التي ينتزعها هو بنفسه، و قد انتشر هذا المصطلح مع اندلاع ثورات الربيع العربي، رغم ما تثيره الأناركية من غموض، كون المبادئ الذي تقوم عليها الأناركية مرتبطة إلى حد ما بالفكر الماركسي، حيث ذهب العديد من المفكرين التنويريين في الخوض في هذه المسألة و تساءلوا كيف يمكن بناء مجتمع دون إقامة نظاما سياسيا، أو مجتمع بلا سلطة و بلا حكومة و بلا دستور، و بلا برلمان، حتى الدين لابد من تجريده من هذه المهمة، و انقسم المفكرون بين مؤيد و معارض، كون البعض يرى أن الأناركية تقوم على أساس الفطرة، أي أن الدين وحده الذي يقود الشعوب و المجتمعات بمختلف طبقاتهم و ثقافتهم و إيديولوجيتهم.
و إن كان الحديث عن إلغاء السلطات بما فيها السلطة الدينية فهل يمكن لمجتمع ما أن يعيش بلا دين؟ هذا الإتجاه يراه اللادينيون مقبولا و منطقيا، و هذا ينطبق مع فكرة أن الدين أفيون الشعوب..، خاصة و أن البعض اتخذ من الدين مهنة، و هم أولئك الذين ادعوا الزعامة و جعلوا أنفسهم أوصياء على الناس، الواقع أن العيش في مجتمع لا سلطوي قد يؤدي إلى الفوضى ، لأنه يحفز الشباب المتأثر بالفكر الأناركي على طلب التحرر و الإستغناء على السلطة الأبوية ، أي أن يعيش الإنسان حر وله وحده الحق في تحديد خياراته وتقرير مصيره دون الخضوع لأي سلطة، حتى لو كانت سلطة أبوية، أي إلغاء مفهوم الأسرة، حينها ستكون الحياة البشرية شبيهة إلى حد ما بحياة الغاب، و الدليل أن الحياة في الغرب قائمة على هذا المبدأ، بحيث يحق للشاب أو الفتاة بعد بلوغ سنة الـ: 18 أن يستقل عن أسرته وأن يبدأ حياته من جديد كما يريدها هو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم