الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدر المياه بالعراق وسبل ترشيدها

عبد الكريم حسن سلومي

2017 / 12 / 23
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


لايخفى على كل انسان مما للارض والمياه من دور كبير في حياة البشريه وبناء الحضارات وقد تكاد تكون المياه هي العنصر الاساس في حياة البشريه وستكون حتما في القرن الواحد والعشرين الحالي مصدر شقاء او اسعاد للبشر بنفس الوقت كما كان البترول لذلك اصبح من الضروري الاهتمام بالعنصرين الاساسين في الامن الغذائي لبلادنا وهما (الارض والمياه)
ولكن مما يؤسف له حقا في بلدنا الذي حباه الله بنعمة كبيره وهي الارض الصالحه والمياه الوفيره نرى كيف تهدر وتدمر هذه النعم فتضيع الاراضي لتصبح صحراء جرداء غير صالحه للزراعه بفعل انتشار التصحر من جراء الاستخدام غير العقلاني لنعمة المياه باستخدام طرق ري متخلفه وباساليب لاتتناسب مع تعليمات ديننا الحنيف و الاخلاق و العلم
ان موضوع هدر المياه الذي لو تناولناه بصوره شفافه وواقعيه لوجدنا ان لكل مواطن نصيب كبير بهدر المياه وفي كل الاستخدامات البلديه والصناعيه والزراعيه والتي تاخذ النصيب الاكبر من الهدر وجميعها نسب متصاعده يوما بعد يوم .
ان الشحه موجوده في بعض الاماكن من البلاد حتى لمياه الشرب ولكن مع هذا نلاحظ كثرة الهدر بمياه الشرب لبعض الاماكن كما نلاحظ مدى التلوث في المياه وهدرها في الصناعه والتي تستخدم اساليب خاطئه ادت لافساد وتلوث الكثير من مصادر المياه وجعلها غير صالحه للاستخدام البشري
ان مجال الهدر الاكبر للمياه يأتي من فاعليات الزراعه لذا نقول وبكل صراحه ان المسؤولين عن ادارة الموارد المائيه لاغراض الزراعه يتحملون الذنب الاكبر في مجال الهدر وذلك بسبب عدم تطبيق القوانين ومحاسبة المسببين لهذا الهدر كما ان المسؤولين عن ادارة هذا المورد يقومون بأستخدام الري السيحي المتخلف غير مهتمين بالخسائر الناتجه من هذه الطرق مما نتج عن ذلك خسائر بالمياه وتغدق الاراضي وضياعها كما نرى ان المسؤولين عن ادارة المياه يشجعون الفلاحين على اتباع هذه الطرق بانشاء مشاريع تعمل بهذه الطرق علما انه لو رجعنا لتاريخنا القديم لوجدنا طرق قديمه اكثر اقتصاديه من هذه الطرق قد استخدمها اجدادنا قبل مئات السنين في جزيرة العرب منبع الشعوب العربيه
ان كميات المياه التي تستخدم بالري لو استخدمت وقت الحاجه الفعليه للنبات لاستطعنا توفير الكثير منها لكن طرق الري الحاليه المستخدمه تؤدي لهدر يتراوح مابين 30-40% من مياه الري وفي بعض الحالات اكثر من ذلك فالمزارعين اليوم لدينا يستخدمون 11000-12000م3 لري 1 هكتار بينما في الطرق الاخرى يمكن الاكتفاء ب 7500م3 للحصول على نفس النتيجه ولنفس المساحه
ان زيادة الري تؤدي لتدهور الترب والافراط بها يؤدي لتملح الاراضي بزيادة نسبة الاملاح المذابه وخاصة ان التبخر بالعراق شديد مما يؤدي لتراكم الاملاح على سطح التربه .
ا ن اسلوب الري بالتنقيط للاشجار يستطيع ان يوفر مانسبته 60% من مياه تستهلك بالري العادي المباشر( الغمر)كما ان الري بالرش للمحاصيل العلفيه يستهلك كميات مياه تتراوح بين 5550م3/هكتار وفي الخضروات 25000 م3 وفي اشجار الفواكه 30000 م3 بينما الطرق التقليديه تستهلك ضعف هذه الكميات حيث الهدر الكبير بالمياه بالسقي بالغمر لذا يجب اعادة النظر بالمقننات المائيه كما انه يجب اعطاء مياه الري في فترات معينه للنباتات على ان لايؤثر على الانتاجيه
ويجب استخدام الري الحديث سواء رش وتنقيط في الاراضي المستصلحه حديثا حصرا .
ان الترشيد في استهلاك المياه هو مسؤولية كل مواطن وعلينا بالعراق ان ننظر لحالة كثير من دول الجوار والتي تستورد مياه بملايين الدولارات وتصرف مليارات ايظا لتحلية مياه البحر لذلك علينا ان نحترم الثروه التي منحنا الله اياها وان نحافظ عليها قبل ان تضيع كما هو واقعا اليوم بضياع ثروة النفط
فلو كان للمياه تسعيرة مجزيه تعادل قيمتها الحقيقيه لما قام الانسان في منزله باستهلاك 10% مما يستهلكه اليوم فبسبب عدم وجود التسعيره اصبح الهدر كبير بالمياه لذا يجب اعادة العمل بنظام المقايس ولجميع الاستخدامات ،ان التجاوزات على شبكات مياه الشرب عموما ببلادنا لايمكن وصفها الا بأنها مأساة
لذلك نرى انه يجب التحول الى استخدامات المياه بطرق حديثه في جميع الاستعمالات للمياه ويجب الاستفاده بصورة فعاله من مياه الصرف بانواعها بعد المعالجه لاغراض الري وغيره من الاستعمالات الامنه كما انه لغرض التقليل من الهدر والاستهلاك اليومي يجب استخدام نظام المراشنه لضخ المياه بين المدن واحيائها ويجب ان يتم تدريس منهاج البيئه والحفاظ على المياه في جميع المراحل الدراسيه لتعليم الجيل الجديد كيفية احترام هذه النعمه التي حبانا بها الله
كما يجب السيطره على هدر المياه بجميع مجالات الاستخدام وليس بالزراعه فقط واتمنى ان يتم حساب كميات المياه المتسربه من حنفية واحده من اي منزل لنعرف حجم المياه النقيه التي تذهب هدرا .
ان الطلب على المياه يزداد يوما بعد يوم بسبب موجة الجفاف وارتفاع درجات الحراره في عموم الكره الارضيه بسبب تغير المناخ المصاحب لظاهرة الاحتباس الحراري وهذا ما يجعل كميات المياه متناقصه مستقبلبا
اننا بالواقع نرى وبصورة واضحه نزيف كبير وغير مبرر للمياه والمستخدمه بجميع المجالات مع وجود مواقع كثيره تقوم بتلويث مصادر المياه النقيه
ان المياه هي العنصر الاساسي بالحياة لذا يجب وضع قوانين لاستخداماتها بصورة عقلانيه وحمايتها من الهدر والتلوث ويجب ان تكون القوانين ذات قوه رادعه وتحد من الهدر في جميع مجالات الاستخدام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة