الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الاحتجاجات الجماهيرية في كوردستان العراق!

عادل احمد

2017 / 12 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بينت التظاهرات والاحتجاجات الاخيرة في كوردستان العراق، ضرورة التقييم والوقفة السياسية الجدية للشيوعية في عملها النضالي. لا يمكن ان تمر الاوضاع بهذه السهولة من دون التدخل الفعال للشيوعيين والحزب الشيوعي العمالي حول السخط الشديد للجماهير من الحكومة والاحزاب القومية والبرجوازية الكردية عموما. ان الانتفاضة الجماهيرية العفوية بالضد من السلطة القومية واحزابها وحرق جميع مكاتبها ناتجة عن تفاقم الاوضاع ووصولها الى نقطة الغليان والعصيان، وهذا يتطلب من الشيوعيين التفكير الف مرة في كيفية التدخل السياسي وكيفية تنظيم الاحتجاجات نحو الطريق الصحيح وتحقيق المطاليب الجماهير العمالية والكادحة. ان معالجة الضعف في التنظيم الذي اكدنا عليه مرات عديدة قد يتطلب هذه المرة التفكير جديا والعمل الجدي من اجل تجاوزه والشروع بالتأثير على الاوضاع لصالح الجماهير المحرومة.
"يجب ان نتعلم من الجماهير" هذا ما اكد عليه لينين مرات عديدة في نضاله ضد القيصر والرأسمالية الروسية. ان التعلم من الجماهير ومن اشكال النضال وابراز المطاليب الساخنة والفورية، والتمسك بهذه المطالب وتنظيمها هي النقطة الجوهرية للعمل الشيوعي. وان جدل منصور حكمت حول الشعارات الثابتة والشعارات الوقتية والسلبية هي العمل الجدي من اجل التدخل في مصير المجتمع بشكل فعال ومؤثر. صحيح نحن الشيوعيين لا نقدس العمل العفوي ولكن من اجل التأثير على العمل العفوي ومحاولة تنظيمه، يتطلب منا ان نتعمق بمطالب الجماهير الفورية ونبرزها ونجعل من هذه الشعارات والمطالب جماهيرية ومنظمة.
ان ما يجري في كوردستان العراق حاليا هو حركة عفوية ناتجة عن تفاقم الاوضاع والأزمة السياسية للطبقة البرجوازية الكردية وافاقها. وان المطالب الانية والرئيسية للجماهير المحتجة هي رحيل كل الاحزاب عن السلطة وقطع يدهم عن حياة ومعيشة الجماهير وتوزيع الثروة بالشكل المتساوي للجميع.. فهذا يعني ضمنيا بأن الجماهير تطلب من قوة سياسية غير مشاركة وغير فاسدة ان تأتي ببديلها السياسي لصالح الجماهير، وان هذا لا يمكن ايجاده الا في قوة الحركة الشيوعية وممثلها السياسي اي الحزب الشيوعي العمالي الكوردستاني. علينا ان نتوقع من انفسنا ومن حركتنا نفس الانتظار فيما تتوقعه الجماهير من اجل التغيير. وهذا الانتظار والاستعداد السياسي هو مسألة اليوم بالنسبة لحركتنا. عندما اتحدث عن التوقعات والانتظار من حركتنا، اقصد الرؤية الواضحة والطاقة الكامنة عن افاقنا وقدرتنا على قلب الاوضاع على الرغم من النقص في الكوادر الميدانية وذوو الخبرة. اننا دائما نؤمن بنوعية العمل وليس بالعدد، لان نوعية العمل تجعلك تزداد عددا وان تزيد من التجربة النضالية. ان كل منظمة او حزب سياسي في بدايته السياسية صغير ولكن عمله الجدي وتوقعه السياسي ونظرته الثاقبة للامور وجديته بالنضال، تجعله كبيرا وجماهيري وذو نفوذ في المجتمع.
ان الجماهير في كوردستان تطالب بالتغير السياسي لمجمل العلاقات الحالية. ان فترة عقدين ونيف من الزمن لممارسة هذه الاحزاب وبدائلهما وسلطتهما، اوصلت الجماهير الى التفكير برحيل هذه الاحزاب ومليشاتها وسلطتها. وان رفع هذا الشعار الذي تؤيده الجماهير وتطالب به، سيقوي أرتباط الحركة الشيوعية والعمالية مع الجماهير وفرض افاقها وتحديد مسار الاحتجاجات الجماهيرية. ان التعلم من الجماهير من هنا له معناها السياسي، اي التمسك بخيوط ونبض قلب الاحتجاجات والمطالب السياسية والاقتصادية. ان هذه الفرصة لا تأتي كل مرة، لا تأتي الاوضاع دائما بأن يصل سخط الجماهير لرحيل كل السلطة واحزابها كما نراها اليوم! ولا تأتي فرصة مثل هذه دائما، ان تكون الجماهير متعطشة للحرية والكرامة الانسانية والمساواة.. اذن العمل الشيوعي والعمالي ضمن هذه الاوضاع بأمكانه قلب الاوضاع لصالح المحرومين.
ان هجوم الجماهير على مقرات ومكاتب الاحزاب الحاكمة وشركائهم هي بحد ذاتها تتطلب التنظيم والاستعداد للمواجهة. ان التنظيم الجماهيري التي يتجسد في تحقيق المطاليب الانية وكذلك حماية هذه الاحتجاجات من وحشية هجمات الحكومة ومليشياتها التي تريد أن تفرض الأستبداد، هي ما تطالب به ضمنيا هذه الاجتجاجات. وان الشيوعيين بأمكانهم التركيز على هذه النقاط في وقتنا هذا، بالأمكان التأثير على الاحتجاجات ومسار حركتها السياسية وتحقيق مطاليبها.
وهناك عامل اخر في الاحتجاجات الاخيرة يؤثر على مسارها وهي الظفر بالعمل الثوري. ان استرجاع الامل من اجل الظفر بالعمل الثوري هي مهمة عملية وسياسية. ان العمل من اجل استرجاع الارادة والثقة بالنفس هي مهمتنا التنظيمية وتجعل من الجماهير تختبر قوتها مع البعض لانجاز مهام اكبر، وان لكل انتصار جديد، قد يزيد من ايمانها بالعمل الجماعي وتبتعد شيئا وشيئا عن العمل الفردي والتوجه اكثر نحو العمل الثوري. ان هذا مهمتنا نحن الشيوعيين في الوقت الحاضر. اذن الفرصة الحالية هي مكان اختبار عملنا الثوري التي نطالب بها طوال الخمس وعشرون سنة الماضية لانهاء الوهم القومي على الجماهير في كوردستان، والبدء بالنضال الحقيقي والاصلي في المجتمع وهي النضال الطبقي بين العامل والبرجوازي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المواقف الخاطئة للاحزاب جميعاً ادى ويؤدي للمأساة
علاء الصفار ( 2017 / 12 / 25 - 00:42 )
تحية طيبة
على الشرفاء اخذ الدرس من الجماهير,لقد انجر الشيوعيين باطيافهم اللعيينة للسلبية لا بل شجع شيوعيو حشع _حشك_ حش عمالي على التوافقات فمنهم مع دولة بريمر(ديمقراطية محاصصة) ومنهم مع الاقليم(حكومة كمبرادور وعشائر), إذ صرح قبل 3 _4اشهر بعضٌ من العمالي اننا مع حكومة الاقليم بحق الانفصال!ها هي الجماهير تعلم الشيوعيين درس طبقياً!الجماهير لا تريد دولة وعلم قومي يجوع تحته فقراء كردستان, ليتباكى اليوم جميع الاحزاب من شر حرق المقرات للاحزاب, بدل ان يفكر الشيوعيين الاشاوس,لماذا تحطم الجماهير تلك الاصنام.لقد تم تحطيم شاوشيسكو والقذافي لا بل تم تحطيم الدولة والاحزاب والنقابات الصفراء لا بل تخريب كل شيء(انه غضب حقيقي غير موجه).لهذا تخترقه الجهات والاجندات الداخلية والخارجية طالما الشيوعيين,لعقود كانوا كسيحين.فهذا يذكر بصخب محطمي الالات الذين كانوا بلا تنطيم.ما نراه يجسد هزيمة التجربة في الاقليم كما هزيمة نظام حسني وغيره, وهو في الان
ذاته هزيمة لكل احزاب الشيوعية المزايده على بعض وعلى الشعب,وبلا برنامج بل
بمواقف انتهازية ولا تخلو من عشائرية وعقلية تصفوية(طائفية وشوفينية).تحيا الجماهير!ن

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران