الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملحد بين عيد الفطر واعياد الميلاد المجيدة !.

صادق العلي

2017 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


,,,
ادهشني صديقي الملحد عندما رأيته يقدم التهاني والتبريكات لاصدقائنا المسيحيين في اعياد الميلاد , وسبب دهشتي ليست اعياد الميلاد طبعاً ولا الاحتفالات بها , ولكن دهشتي كانت من تناقض صديقي .
في اخر لقاء معه كان هناك عيد الفطر عند المسلمين , كان منزعج تماماً من الصوم !, وكيف استطاعت المؤسسة الدينية الاسلامية غسل عقول هؤلاء الناس كي يمتنعوا عن الطعام والشراب طوال اليوم ؟, كنت اختصر اجوبتي بنقطتين :
الاولى :
انه الايمان الشخصي او الجماعي الذي لا يخضع لمنطق الاخر المختلف .
الثانية :
حق المواطن بأعتناق الدين والتعاليم التي يراها مناسبة وان كانت قاسية على الاخرين .
قال لي وقتئذ لا يجب ان نقدم التبريكات والتهاني بعيد الفطر لانها مناسبة قاسية وغير انسانية , هذا مصدر اختلافنا في كل مرة نلتفي بها ولكن هذه المرة كان الامر مختلف .
لقد كان تبرير صديقي الشيوعي بتقديم التهاني للمسيحيين بأن المسيحية ديانة لطيفة !, وان الانسان المسيحي مسالم وولادة السيد المسيح مناسبة عظيمة فلا اجد اي حرج من تقديم التهاني لهم والاحتفال معهم بهذه المناسبة !.
صرخت بوجهه تناقض ليس غريباً على العقل العربي وتركته .
بعيداً عن المجاملات الفارغة فأن الشيوعي ( الملحد ) هو رافض لوجود خالق لهذا الكون والرافض للاديان وان كانت نتاج الطبقة التحتية , الغريب ان يكون الملحد مع دين على حساب دين اخر !, والغريب ايضاً ان يقتنع بتعاليم دين دون الاديان الاخرى , نفس الشيء بالنسبة للإله والكتاب وما نزل من السماء !, وعندما نقول هذا تناقض ندخل في دائرة التنظير الفارغة التي يجيدونها .
يجب ان يدرك الملحد حقيقة مهمة انه يعيش في كذبة كبيرة وهي انه مثقف !, وانه يستطيع تحليل الامور والاحداث التي تجري من حوله وبالتالي اتخاذ القرار المناسب فيها !, ايضاً يجب ان يتحلى بالقليل من الحياء وان يدرك ان جميع الاديان ترتكز على حقيقة مهمة وهي الايمان الغيبي , ايضاً يجب ان يكون شجاعاً وان يعلن اما رفضه للاديان وخالقها وكتبها جميعها او ان يتقبلها جميعها بما فيها الذي يتناول النبيذ الاحمر في الكنيسة او الذي يفجر نفسه في سوق شعبي !.
انا لا اطالب الاخرين بفكر او دين محدد فهذا ليس من شأني , ولكني اطالب الاخرين بان يكونوا اصحاب مواقف بغض النظر ان كانت مع او ضد , ولانني لا انتظر ان يدخل العالم في دين واحد او في فكرة واحدة فأنني انشد التنوع الثقافي والفكري حتى الديني خصوصاً ونحن نعيش عصر التكنولوجيا .
هو ليس تصرف شخصي من صديقي الملحد الذي لم يعد صديقي , الكثيرون امثاله يقومون بهذه السلوكيات وفي كل مرة يكون العذر اقبح من الذنب , وانا متأكد بأن بعضنا يحمل في ذاكرته مثل هذا الموقف , ولا اريد ان اتطرق للمجاملات والتحالفات السياسية التي فضحت اصحاب الفكر الشيوعي .
صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي