الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية زوربا اليوناني/ أفكار ورؤى جديرة بالقراءة

عبد الجبار نوري
كاتب

2017 / 12 / 26
الادب والفن


رواية "زوربا" اليوناني/أفكار ورؤى جديرة بالقراءة!؟
عبدالجبارنوري
زوربا اليوناني ZORBA THE GREEK مؤلف الرواية ( نيكوس كازانتزأكيس ) كاتب وفيلسوف يوناني 1883 – 1957 درس القانون في جامعة أثينا ، ودرس الفلسفة في فرنسا ، ورشح لجائزة نوبل للآداب 1946 ولم يحصل عليها ، وأشتهر عالمياً بتأليفه رواية زوربا اليوناني 1964 ، تدورأحداثها عن قصة رجل مثقف أسمهُ ( باسيل ) غارق في قراءة الكتب يلتقي مصادفة برجلٍ أمي مدرستهُ الوحيدة هي الحياة ومحصلته تجاربهُ فيها ، سرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ، ويتعلم فيها المثقف باسيل الذي ورث مالا عن أبيه ، وتعلم الكثير من زوربا عن الحياة وحبها وفنونها وهناتها وسقطاتها وطرق معايشتها ، وكان لابد أن تخرج طبعتها الأولى في نفس السنة بذات نفوذ أدبي منتجاتها : السينما والموسيقى والترجمة ، وتحولت في الستينات ألى فيلم من أخراج اليوناني مايكل كوكويانيس الذي جسّد فيه الممثل الأمريكي أنطوني كوين دور زوربا ، كما جعل من الموسيقي اليوناني سيكيس ثيودور أن يقدم تصويراً من الموسيقى التي عزفها زوربا بآلة السنتوري في الرواية ، وقد لا أبالغ أن قلتُ أن الرقصة وموسيقاها تحولت ألى فلوكلور عالمي وألى نشيد أممي بأعظم ما للموضوع من معنى ، وقد لاحظتُ هذا الشقف بهذه الرقصة وموسيقاها وشخصها زوربا اليوناني في نيقوسيا عاصمة قبرص في آخر سفرة سياحية لي في صيف 81 حيث لاحقاً مُنع السفر في 82 ، والذي ترسخ في ذهني أن الشعب القبرصي المتكون من أتراك وقبارصة يونانيين قد (توحدوا ) في مسألتين الأولى رقصة زوربا والثانية الريع السياحي ، وأنهم يتعاملون مع الرواية بهوس حيث تجد الشباب والشابات يمارسون رقصة زوربا في الحدائق والساحات وحتى الشوارع وترى كتاب الرواية بيد رواد المقاهي والقطارات والباصات ، حتى جعلني أن أقتني نسخة من الرواية باللغة الأنكليزية ، والعجيب يسألك صاحب المكتبة بأي لغة تريدها أنكليزية أم فرنسية أم ألمانية أم أيطالية أو أسبانية ؟؟؟
بعض الرؤى الباعثة على التفكير في الرواية
*تثير الرواية حب الحياة والتمتع بها لآخر لحظة من تلك الحياة وهو هدف طالبي السلم العالمي وكارهي الحروب للوصول ألى الحياة الفاضلة والمرفهة ، عكس تجار الحروب والمتشددين في الأديان والمتخندقين أثنياً وطائفياً الذين يتلذون بأحراق مباهج الحياة للفوز الموهوم في الملذات الغيبية الوهمية .* تبعث الرواية للألتزام بمدرسة الحياة التي تعلم ما بين سطورها كل ما يليق به كأنسان محترم صاحب حكمة وفلسفة أنسانية ملتزمة بالقواعد والمثل والقيم الأجتماعية .* تُعلمْ الرواية تقديس الكرامة في فصلٍ من الرواية حين تعرض زوربا ألى خدش كرامته من قبل غانية في صالة الرقص فثارت حميته وتبرمك برأسمال المشروع لرد أعتباره بعد تجاوزتلك الغانية عليه فأرسل برقية ألى صديقه الرئيس فحواها (أنهُ دافع عن كل الرجولة في العالم ) * في الرواية شجاعة نادرة في تقديس الحرية عندما يوصي زوربا الكتابة على قبره ( لا آمل في شيء ، لا أخشى شيء ، أنا حر ) . * ويعلن زوربا في الرواية عن رأيهِ في ماهية وصيرورة الحياة : وهي : أفراح هذا العالم في ( النساء والفواكه والأفكار ) وتكتشف بين سطور الرواية وعوالمها يجب عليك أن تنتصر للحرية وحب المرأة والوطن * يصف الروائي نيكوس زوربا : أدركت أن زوربا هو هذا الأنسان الذي كنت زمناً طويلاً أبحث عنه ولم أعثرعليه : أنه قلبٌ فائض بالحياة وحنجرة دافئة ونفسٌ عظيمة بريئة على طبيعتها ، لم ينقطع الحبل السري بعد بينها وبين أمها الارض. * ومن بساطة شخصية زوربا يطرح في الرواية أسئلة محرجة قابلة للجدل ربما محاطة بفوبيا الرد المقابل ، وهي معاكسة للأشخاص الذين يجهلون قواعد اللعية الديمقراطية : وهي لماذا نموت ؟ لماذا نفترق ؟ لماذا يقتل الناس بعضهم ؟ ما هو الشيطان ؟ من هو الله ؟ * ومن حيثيات الرواية أنتصاره للسلم وشجبه وأنتقاده للحرب اليابانية – الصينية ، وقوله في الرواية أن الفن أداة لكشف الحقيقة بعيداً عن الجماليات البورجوازية وربما تأثر نيكوس الكاتب بفلسفة نيتشه الألماني . *- زوربا والذي أنطقه نيكوس كاتب الرواية أنهُ مؤمن بالأنسان والحياة ، الكثير من أقوال زوربا يتداوله الناس حيث تجاوزت هذه الشخصية حدود اللغة والحكاية لتكون عابرة للزمكنة ، في أحد حواراته مع الرئيس حين لم يتمكن عن التعبير عن فكرته وأحساسه يقول زوربا لصاحبه : سأرقصها لك .
أخيرا/ ورواية زوربا هي دعوة للحياة بشكلٍ مغاير وهي دعوة للحب الصوفي ذلك الحب العميق والخاضع للتجربة والعاري وهي ( ثيمة ) اللرواية الرئيسية حيث يتوزع بين اجغرافية بدون حدود وهو ما رفع الرواية ألى أيقونة أنسانية خالدة ، وهي دعوة أيضا للتفكير ودعوة لحب التراب والوطن والسماء وتلك هي قيم الرواية الخالدة الذي يقيّم الأنسان ويدعو ألى الأهتمام ببيئته وبخبزه وسقفه الذي يحميه لا كما نرى الأنسان اليوم يطحن بأزيز الآلات ويسحق بماكنات الحروب بعجلة غيلان النفط والدم والملايين المشردة النازحة من جور الأرهاب الداعشي المتطرف تحت خيمة الوطن المهلهلة ، ولتفادي هذه الغيمة السوداء نحد في حكاية زوربا اليوناني وفي أفكار ما بين السطور أن الرواية جمعت هذين الشخصين المتناقضين فكريا وعقائديا وسلوكيا وهي علاقة وشيجة علاقة تكاملية فكل منهما رأى نصفه المفقود في الآخر لكونها علاقة نقية خالصة من شوائب النفعية والمصلحية ---
كتب في 25 ديسمبر 2017
كاتب عراقي مغترب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .