الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم العادة

حسين عجيب

2017 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حكم العادة
....


(مغالطة الزمن _ مغالطة العقل الثابتة)

بعبارة ثانية ، العادة الإيجابية تحتاج إلى طاقة نفسية أو جهد فكري أقل من العادة السلبية .
العادة السلبية _ خطوة واحدة وتنتج معها مشاعر الفرح والخدر اللذيذ .
العادة الإيجابية خطوتان على الأقل ، مرحلة أولى للتوقف عن تكرار العادة السابقة ، والثانية لتشكيل المسار الجديد...وبعدها تنتج مشاعر السعادة وراحة البال .
العادة السلبية تتجه إلى الأمس والتكرار ، ومعها يضيع اليوم .
العادة الإيجابية تتجه إلى الغد والجديد ، ومعها يضيع اليوم أيضا .
لا يمكن الاحتفاظ بالحاضر ، الآن _ هنا ،..... سوف نفقده بعد لحظة .
هذه الحقيقة _ القاسية ، المكروهة والمرة _ هذه هي الحياة .
....
الموقف الخاطئ والمعيار الخطأ ، .... عبر تقطيع الزمن إلى لحظة مقابل لحظة ، وإلى يوم مقابل يوم آخر يساويه ! هذا وهم _ مجرد وهم وخطأ .
الأمس مفرد وأثر ... يبتعد ، وينحسر ، ويتلاشى عبر الحاضر .
اليوم ثنائي البعد ، هو الأمس + الشعور والادراك والامكانية .
الغد يقترب ، ويتضخم ، ويبتلعنا جميعا .
الغد ثلاثي البعد ، هو الأمس + اليوم + الاتجاه والمعنى .
....
إذا انفصل الأمس عن اليوم ، يتحول إلى عبء وندم ومرض أيضا .
وإذا انفصل الغد عن اليوم ، يتحول إلى وهم وقلق ومرض .
ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .
ليس بالحب وحده يحيا الانسان .
....
غدا _ هو _ يوم آخر
( أجهله مثلك تماما )
غدا هو كل ما تبقى _ ليس الأمس سوى ذكرى جميلة _ ربما _....في طريق الغد .
.....
.... ليكون اليوم أفضل من الأمس .
ليت اليوم أفضل من الأمس....
.
.
وكان الغد هو الأكمل .
.....
1
حدث في حياة أحدنا
....
" ساعدني
ليكن في جميع الشعراء
لأن الوديعة أكبر من يداي"
....
لا تذكر بالتحديد كيف ، ومتى ، بدأت بالتحدث مع نفسك بصيغة الغائب.
ولا السبب المباشر .
حدث الأمر وصار عادة.
تتحادثان كثيرا. في الحقيقة لا نتوقف عن الثرثرة لحظة واحدة ، حتى أثناء النوم...
.....
كل عادة يمكن اعتبارها مشكلة ، وبنفس الوقت يمكن اعتبارها ميزة . طريقة حل المشكلة ترفع الاتجاه الشخصي درجة أو تخفضه.... نحن نغير عاداتنا وتغيرنا عاداتنا بالتزامن .
فجأة تبدأ الحياة ، وفجأة تنتهي .
سوف يجادل كثيرون ، وكثيرات ، أنها لا تنتهي بل تتحول فقط .
وأنت لا تعرف ، يستغرقك الحديث الذاتي....النجوى
.....
عادة النظر في المرآة ، والتوقف بخوف مع ملامحك الجديدة ، في محاولاتك المتعثرة لتقبلها ، لفهم مرور الزمن في جسدك أيضا ، وكيف تتقادم خلاياك وأفكارك ، وكل ما فيك .
وكيف أنك صرت تحب مالا تحب...
وتكره مالا تكره أكثر !
إيه يا زمن..... هل كان الماغوط يسخر ! أم كان يهذي من شدة الخوف ؟!
محمد الماغوط _ الشاعر الأهم بالعربية في القرن العشرين ، مات دون أن يعرف الفرق بين الخوف والضجر ....ولحقه انسي الحاج دون أن يميز الحب عن العجز عن الحب ....
.....
كل يوم يمضي بعد موت الفرد ، يتكشف وهم لازمه أو قيمة حجبها تواضعه .
.....
عندما تجد المرأة الحب " حب حياتها وتعرف أنه كذلك "
ماذا تفعل عادة؟
تحاول أن تبعده بمختلف الطرق ، وتفعل كل ما يخطر على البال ، وكل مالا يخطر على البال أيضا ، فقط لكي تبعد هذا الرجل الخطر ، وهذه المشاعر المخيفة .
في النهاية تنجح ، لابد ان تنجح في النهاية .
ثم تنعكس مشاعرها وحياتها إلى الأبد...
وتحاول فقط استعادة ما مضى ، عن طريق الحلم كل ليلة !
.....
توجد امرأة.
ويوجد رجل .
دور واحد أساسي لكل امرأة في هذا العالم .
يقابله دور أساسي واحد لكل رجل في هذا العالم
الحب .
أو العجز عن الحب .
.....
توقفت السيارة على طريق حمص _ الشام ، بسرعة توقفت السيارة الثانية .
اصطفقت الأبواب .
الحديث الذي دار بينكم ، الملامح ، عادة عدم النظر في عيني الشخص الثاني ، كانت قد ترسخت بدون أوامر ، بحكم الضرورة والخوف .
من كان معكم ، لا تتذكر سوى شخصين ، غسان وحسين ؟!
سيارتان أم ثلاثة !
.....
فكوا قيود الأيدي ، وبلهجة جديدة ومختلفة اخبركم الأستاذ : لديكم نصف ساعة استراحة ـ لا تعملوا مشاكل ، على مسؤوليتي أقوم بهذا الأمر .
بعد مرور عشر سنوات ، تجادل في مفهوم البطولة ، السجان يلعب دور (البطولة _ النذالة ) في السجن السياسي ، خاصة ، بنفس درجات الاحتمال والجودة أو الرداءة _ مع السجين .
وما يختلف فقط المنظور ، ووجهة النظر .
_ مرة تكون البطولة الحقيقية عبر الالتزام بقانون الدولة .
_ مرة ثانية تكون البطولة الحقيقية عبر خرق قانون الدولة أو تجاوزه .

كنت قد انتقلت إلى القطب المعاكس ، ومن اليساري المعروف ، يصير لقبك الجديد " الليبرالي الجديد "...بين سخرية البعض وسوء فهم البعض القصدي .
بعد عشر سنين جديدة ، وانت تقرأ بيسوا بدهشة وذهول....
أنا لا شيء ، أنا لا أحد
" أنا لا شيء ، أنا لا احد "
.....
في الطريق إلى الشام ....نزل عليك الوحي لأول مرة .
لم تكن تفرق بين الوحي والالهام ، ولم يكن لديك فكرة عن كتابة الشعر أبدا...
في الطريق إلى الشام يعرف الانسان ، انه اكبر من نفسه .
في الطريق إلى الشام يعرف الانسان انه اصغر من نفسه .
في كل جلسة مكاشفة وصراحة تدور بين سوريين ، او من في حكمهم ، يدرك الجميع أن الوحي على طريق الشام تجربة مشتركة ولا تخص أحدا دون سواه . تعيشها المرأة ويكررها الرجل ، الأطفال ، الشيوخ ،....كل من عبروا طريق الشام هبط عليهم الوحي .
مرة على الأقل .
المحزن في الأمر ، ان اكثرنا لا يصدق ذلك .
المحزن في الأمر ، أننا لا ندرك قيمة العلاقات والأشخاص والأحداث في حياتنا ، قبل أن نفقدهم ونفقدها وبشكل نهائي وفعلي .
.....
أنت أيضا تقول تأخر الوقت
تعذب نفسك بما تعرفه أكثر من أي شيء
.....
2
استعارة الأسطوانة تشرح فكرة الإدمان ، بشكل مناسب تماما .
لماذا يتعلق الانسان بعادة ( شخص ، أو فكرة ، أو سلوك ) وعلى غير رغبته وإرادته ؟!
أعتقد _...بعد مرور سنوات على نجاحي بإطفاء عادة التدخين والادمان الكحولي ، أن سؤال الإدمان مركب ، ويحتاج إلى تفكيك ، حتى يصير بالإمكان الإجابة العلمية والعملية عليه .
من هو الشخص المدمن ( رجل أو امرأة) ؟
الجواب يحتاج ، قبل ذلك للتمييز والتفريق بين المدمن وغير المدمن ، وهنا توجد مغالطة اجتماعية ومشتركة . كل إنسان مدمن على نمط عيش يخصه . وهو يجهل ذلك غالبا .
لكن ، مع ذلك يوجد تمييز واضح بين شخص مدمن وشخص آخر غير مدمن .
الشخص المدمن ، يعيش حياته عبر قاعدة الأسطوانة ، ولا يعرف غيرها . ومعرفته النظرية بما هو خارج قاعدة الأسطوانة ( أو دائرة الشعور) ، هي معرفة منفصلة عن حياته الشخصية وخبراته المعيشية المختلفة . يمكن تشبيه الأمر ، بمعرفتنا اننا نجهل اللغات الأجنبية البعيدة ( كاللغة البرتغالية مثلا) دون أن يؤثر ذلك على حياتنا ، أو أن نشعر بالنقص في خبرتنا الذاتية . وحدهم من وصلوا إلى البرتغال ، ويجهدون في البحث عن طعام ومأوى وغيرها....يشعرون بذلك ويفهمونه بلا شرح .
بينما في المقابل المفترض ( الشخص غير المدمن ) ، فهو يعيش حياته عبر سطح الأسطوانة ( او دائرة الاهتمام) .
خلال دائرة الشعور ، لا توجد مسافة بين الشعور والرغبة والواقع ، وأكثر ما يميزها الفكرة الثابتة . على النقيض مجال دائرة الاهتمام ،.... توجد مسافة وفارق شعوري وإرادي وواعي بين الفكرة وبين الشعور ، وهذه الفكرة _ الخبرة ما تزال غير واضحة وغير مفهومة ، ربما .
الفكرة سطح الشعور ، وجانبه الموضوعي والخارجي ، الواضح والمكتمل من خلال اللغة وأنظمة الفكر المتنوعة .
الشعور باطن الفكرة ، وجانبها الذاتي والحميمي ، المبهم والغامض وغير الشخصي غالبا .
....
صار التمييز بين المستويين ، اللاإدمان والإدمان واضحا وسهلا .
وهنا تظهر المفارقة الإنسانية الكبرى ، حياة الإدمان أو طريقته هي الأصعب غدا . بينما هذا اليوم لا تكلف شيئا . والتكلفة هنا بعملة الطاقة النفسية .
على العكس تماما ، حياة اللاإدمان أو التفكير والعيش الحر ، صعبة اليوم وشاقة أيضا ، لكنها غدا سهلة ، وسارة ، وبطريقة لا يمكن فهمها أو تصديقها دون اختبارها وقبله .
من يختار اليوم ، ويعطيه الأولوية دوما ، يكون قد اختار قاعدة الأسطوانة وحياة الإدمان .
وبالعكس ، من يختار الغد (غير المنفصل عن اليوم والأمس ) ، ويعطيه الأولوية ، يختار سطح الأسطوانة والعيش الحر .
بهذه البساطة والوضوح : مشكلة الأذكياء ( المرضى أو الأصحاء عقليا) المفاضلة بين اليوم والغد . ومشكلة الأغبياء ( المرضى أو الأصحاء عقليا ) المفاضلة بين الأمس _ وبين اليوم والغد معا !
.....
أحد الحلول الطبيعية ، وغاية في البساطة والسهولة ، الحل التكاملي _ التطوري .... الأهمية بالترتيب والنسبة : 1_الغد نصف الاهتمام ( وقت وجهد وتركيز) 2_ اليوم ثلث الاهتمام 3 _ الأمس سدس الاهتمام .
وهذا تقسيم مثالي ، وغير ممكن واقعيا ، فهو ينطبق على سطح الأسطوانة ودائرتها العليا ، ويهمل الزمن النفسي ، والثرثرة العشوائية ( خليط الهلوسة وأحلام اليقظة مع الأفكار الثابتة ).
بعدما يجرب الانسان الحياة خارج دائرة الشعور ، يتعذر عليه العودة ثانية إلى الوراء .... إلى الأدنى . والتشبيه الذي يقارب التطابق مراحل التطور الطبيعية في حياة الانسان ...من الحبو والزحف إلى المشي ، ومن الاتكالية والتعلق ( الطبيعي ، يتحول إلى طفيلي ، بعد نهاية المرحلة ) ومن الهلوسة واعتبار الكلمات أشياء إلى التجريد وإدراك الزمن .
بعدما يؤمن الانسان بحقيقة مرور الزمن ، ينتقل من الصبيانية إلى الرشد . وينتقل معها من الإدمان إلى الحرية . أو ان ذلك يصير متيسرا على الأقل ، وصاحب _ت _ نا , يمكنهما التكلم بالبرتغالية وقراءة بيسوا في لغته الأصلية أيضا .
......
من ينسى ذلك الشعور السحري , الفتاة التي تعجبك تبادلك إشارات التودد والغزل صراحة ، واكثر منك هي تعلنها وتكررها .
وما عليك سوى أن تجلس معها أو تمشي بجوارها ، لتتبادلا كلام الحب . الحب .
إنه ليل أيلول والقمر مكتمل ، وكل ما حولكما على ابهى صورة وشكل . تمشيان....
.....
في مطلع الخريف أتت
تبعثر النجوم والحصى ,
تلهو بسبعة عشر عاما وضفيرتين ،
تخيط دمها بأسراب سنونو ,
تزرر ضحكتها بالعصافير ،
ومن أكمامها
يهبط البنفسج
مبتكرا أرض الله
.....
اسمها.... ة/س
.....
لماذا يكتب الانسان ؟
سؤال غبي وسخيف .
_ببساطة انت لا تعرف الجواب .
بعض الأطفال ( والفتيات اكثر غالبا) ، يتركون اللعب والطعام وكل شيء آخر ، ويأخذون زاوية مهملة ، فقط كي لا يقاطعهم احد . ويستغرقوا في القراءة ...
أنت منهم . أنت كنت منهم .
" القلة السعيدة " تسمية أمبرتو ايكو ... ، ولم يختلف مترجمان عربيان عليها وحولها _ كما درجت العادة . القلة السعيدة يوجد إجماع في العربية حولها وكأنها كتبت بالعربية في الأصل .
.....
رأيت النجمة فوق الباب
وخلف النجمة وجه من أحب
غدا يكتمل القمر،
بتلك اللهفة...
التي ما زالت تشع عبر الزمن
.....
العشق يسبق الشعر . لن يختلف على العبارة اثنان .
الوجود سابق على الماهية ، ستبقى العبارة " شعار الفلسفة الوجودية " مجال جدل وسجال وصراع أيضا ، ولن يتفق عليها أبدا.
.....
أنا الآن على أبواب الثلاثين ....يا ريت
الأربعون مضت ، وخلفها عبرت سنوات العمر دفعة واحدة .
كتب بورخيس ، معلمنا الخالد ، قصة الآخر...
كتب بعده ماركيز ، وغيره ، ...في حياة كل منا آخر .
داخل كل منا آخر . العقل نفسه آخر .
بيسوا وبورخيس والمعري من قبلهم ، اكملوا اسطورة الآخر .
انا آخر . كتب رامبو ورمى بأسطورة الآخر إلى مجرة ثانية .
....
مات انسي الحاج كما سنموت جميعا .
لكن يوجد ما يتعلق بأنسي شخصيا ، سنة 2002 ....الربيع السوري .
كنت في اللاذقية ، في مشروع الزراعة وبعدها مشروع شريتح .
سمح لأول مرة في سوريا بالكلام السياسي والفكري ، ودخلت صحف ومجلات ، ودخل الأنترنيت وحدثت نقلة نوعية في حياة سوريا.
المسكوت عنه في سجن شرق المتوسط . لسورية حصة الأسد في القمع والسجن السياسي ولا ينافسها في العربية ( والعالم ربما) سوى العراق _ الشقيق الشقي الثاني للبعث . يا للمفارقة .
ولأنك خبرت السجن السياسي من جميع جوانبه ، وفي مختلف تفصيلاته .
المسكوت عنه في سجن شرق المتوسط ، ظننت لسذاجتك _ مع ان عمرك 42 سنة ! ظننت أن انسي الحاج رئيس تحرير جريدة النهار ، سيتلقف بلهفة وحنو ، كتابتك ومقالاتك ( كانا اثنتان واحدة نشرت على الأنترنيت والثانية ضاعت وفقدت إلى الأبد ...) .
أخبرتك السكرتيرة ، ان نصوصك تحولت إلى الأستاذ أنسي ، وهو يقرر صلاحيتها للنشر من عدمه . لم يخطر ببالك انها لن تنشر .
لحسن الحظ ، سمح بالكلام في سوريا وبدا السجين يتكلم ويكتب ، وكان وقتها عدد من اصدقائك كتبوا عن تجاربهم حول السجن السياسي أمثال لؤي حسين وياسين الحاج صالح والروائية السورية ....ستتذكر اسمها ( الشرنقة) وحسيبة عبد الرحمن .
وانت اعتبرت السجن السياسي موقعين سجان وسجين ، وتكتمل الحكاية وتتكامل بعدما يكتب السجان أيضا ويتكلم . ويحكم الرأي العام داخل سوريا وخارجها أيضا حول ،درجة ، جودة النصوص أو دجة الفشل .
لكن أنسي الحاج لن ينشر مقالاتك ، ولن ينشر نصوصك الشعرية لو أرسلتها له ، هذا ما ستكتشفه بالتجربة ، وبشكل مؤكد من خلال شبكة الأنترنيت .
كانت حينها " نحن لا نتبادل الكلام " صارت قديمة وعتيقة ، ومضى عقد على رفضها من قبل درا الريس ، ودار النهار وغيرها ، من عشرات دور النشر اللبنانية ، كما اخبرك اصدقائك الذي طلبت منهم المساعدة في نشرها...
كان الأمر نفسه ، قد تكرر مع أنطون مقدسي ومجموعة " اشباه العزلة " رفضتها وزارة الثقافة السورية ، ثم رفضت الرقابة السورية السماح بنشرها في دور خاصة أيضا .
عشرات من الأسماء الثقافية ، تعرف الحكاية بتفاصيلها ، وخاصة الشاعر والقاص احمد إسكندر سليمان .... بقيت النسخة الأصلية ، مع ختم عدم السماح بنشرها معه .
.....
هل تشكو أم تفضح ام تشكر ام تهذي ام تتساءل ببراءة وبلادة !
ستجيب بصدق وسذاجة : انا لا اعرف .
ولن يصدقك احد طوال حياتك .
وفي اليوم التالي ، بعد موتك ، يتكاثر المعجبون ....كما حدث مع المسكين رياض الصالح الحسين . ومعك شخصيا ، لقد رفضت لقائه ...لا ينقصني أصحاب الاحتياجات الخاصة .
نفس الرد سيقال عنك بشكل حرفي ومكرر .
وحدث نفس الشيء في بيروت مع المسكين الثالث آدم حاتم .
سوريا ولبنان مقبرة للموهبة والابداع . وسجن للحرية والحب قبل ذلك .
لو أن الانسان يموت بالفعل ، ليوم واحد ، ثم يعود ثانية إلى الحياة ....
لكان انتهى الغرور من العالم ، وابتدأ عصر الحب .
.....
3
أنا القارئ
لطالما أعجبت بموقف بورخيس الثقافي ، أو تقديره الذاتي _ الموضوعي . اعتبر نفسه قارئا.
القراءة هوية حقيقية .
الكتابة هوية حقيقية بدورها .
خلال اليوم الواحد ، يلعب الفرد الناضج مختلف الأدوار الاجتماعية _ الثقافية لمجتمعه المحلي الخاص ، بالتزامن يلعب مختلف الأدوار الثقافية _ الأخلاقية _ السياسية لعصره ، وعلى الأخص دور الكاتب _ القارئ .
أحد مزايا عصرنا الجوهرية ، تعاظم فن التمثيل _ على حساب الأصالة العتيقة .
_ التمثيل يعني القيام بالأمر ( فكرة أو حركة أو إحساس أو فعل ) لمرة واحدة .
_ الأصالة تعني أن يكون المرء بطلا في التواليت كما بمواجهة الموت .
التمثيل يلغي أهمية الموقع لصالح الأداء والموهبة الشخصية .
الأصالة تلغي أهمية الموقع لصالح الوراثة والنسب والعرق .
...
عبر المناظرة التلفزيونية ينجح المرشح لرئاسة أمريكا والعالم ، أو يفشل .
هذا ما كان يخيف العقل النخبوي دائما ، من أفلاطون وأرسطو....إلى بورخيس وأدونيس .
...
غدا اليوم ألف .
ألف ليلة وليلة مضت على موتك
.....
هل كان الخطأ من طرفك أم المجتمع كله خطأ!
...
سيحكم الغد ( ...) بيننا .
...
أفكر بك كثيرا .
ما يختلف اليوم ، انني أعيش وفق خطة بالفعل .
دور وموقع المرأة الثانية في حياتي ، محجوز لك فقط ة/س .
دور وموقع المرأة الثالثة أيضا ، لك ة/ س .
....
خياراتي محدودة ، توجد خمس مستويات للمرأة القادمة إلى حياتي...
1 _ دور البطولة المطلقة ، شريكة حياة .
هذا الحلم هو اقرب للخيال ، إمكانية تحققه أصعب من فوز هذا الكتاب الذي نقرأه الآن بجائزة نوبل . مع ذلك ، الدور الأول لشريكة حياة بالفعل .
2_ في غياب الدور الأول ، الصديقة الأولى ، الدور الذي رسمتيه أنت ة/س .
هذا الدور ، يتحقق بسهولة لو نجحت هذه الرواية ماديا وإعلاميا . عدا ذلك بصعوبة السابق .
3_ دور الزوجة التقليدية ،....لن أخدعك او اخونك _ ولا اقبل العكس أيضا .
أفضل أن أعيش حياتي وحيدا على مشاركتها مع كاذبة .
4 _ الدور الرابع ، أخت سادسة بالفعل . علاقة أخوية حقيقية .
مع بلادتها وتقليديتها البالغة ، فهي تحقق الأمان ، وهو شرط وحاجة لا يستهان بهما .
5 _ الدور الأخير ، هو بالضبط لك الآن...
لن أبادر بالاتصال معك ، لأن ليس عندي كلام آخر
::::::::::::::::
الجزء الثاني
1
في مقر المخابرات بالشام ....
بعد خمس وأربعين يوما ، لا اقل من أربعين ولا أكثر من خمسين ، بدقة .
كيف يثق الانسان بذاكرته ! مع أنه لو حاول تذكر الأمس ، لفشل في استعادة واحد بالألف مما حدث خلال 24 ساعة بالفعل .
كيف لا يثق الانسان بذاكرته ! وهي تمثل حواسه المختلفة وموضوعات حبه وخوفه ، دفعة واحدة وكل لحظة ، شأن الخيال والتوقع .
المهجع ، يوجد ورق شدة ، وشبه جريدة او مجلة ...
نسيت ، كل التفاصيل ، كانت يومها جوهر الحياة ومركزها !
....
حولك مجموعة من (أصدقائك) يتحدثون عنك ، بصدق لا يحتمل .
كنت البطل (السلبي) في المهجع ، ولا تستطيع ان تعرف ما حدث بعد خروجك .
أنت البطل السلبي في السجن السوري . انهار في التحقيق . هذه اللازمة بنهاية كل حديث .
يتحدثون عنك في حضورك بصيغة الغائب .
كيف يتحدثون بغيابك إذن؟!
لأول مرة لا تدافع عن نفسك . أن تعرف وتعترف...
وترغب بنشر الغسيل والوسخ ، كله ، وهذه شرطك الوحيد .
....
عدنان أعطاك مئة ليرة والدكتور علم أعطاك خمس مئة ...
ولم تلتقي بأحدهما ثانية .
أنت صرت (الخائن) ، وهم ، يكفي أن يبتعدوا عن المشبوه .
هذا ما تحاول أن تقوله ، وان تقتع نفسك به .
....
تحاول أن تتذكر الآن ، وتتخيل ، كيف كانت سفرتك إلى اللاذقية ....
في كراج العباسيين ، جوارك في المقعد لن يجلس أحد بسبب الرائحة .
طبعا هذا الآن استنتاج ، قد يكون غير صحيح .
بالفعل لا اعرف ولا اذكر كيف وصلت إلى اللاذقية بدون هوية ، وبدون أي أوراق !
صباح 1 نيسان 1992 .
كانت سوريا لا تشبه الجحيم فقط .
....
علاج ما بعد الصدمة؟
أعالج نفسي ، أحاول ترميم روحي أل....مهشمة
مثل كل سوري حاول ان يخرج من القطيع أو من السرب !
كنت مشاركا بجائزة الناقد للشعر (دورة نفس السنة _ جائزة يوسف الخال ) .
والديوان الضخم ، كان بمشاركة ( وليس بمساعدة فقط ياسر اسكيف وثائر ديب ) ، ...لقد كانت صداقاتنا ، ومنها ثائر وياسر ، فوق علاقات الأخوة بالفعل .
....
ما اتذكره بثقة ، التخلص من جميع كتاباتي السابقة . خلال أيام .
الحرق . عادة حرق الأوراق والكتب .
مرات عديدة أحرقت كل ما لدي من كتابة ( مذكرات وتأريخ أو غيرها) ،
افهم الآن ، انها كانت رغبة تدميرية محولة ، نعم ، أجل .... لقد كنت تدميريا بالفعل .
وسقطت في الكآبة
( اكتئاب حاد ) ، كان التشخيص سنة 2010 ...الدكتور غ _ر .
افهم الآن ، كيف يكون الموت رحمة ، ....
لقد فهمت ذلك من قبل ،
ربما نجوت؟
بالتأكيد نجوت.
لقد انقذني الحب والشعر . لقد انقذني الشعر والحب .
ذراعاك تغنية الكون المدورة .
....
الحديقة في الغياب
وانت تنظرين إلى الطائر
الصباح في عينيك....
بلاد بعيدة
....
كان اسمها (س/ة)....حتى بمفردي أهمس اسمك برهبة وخوف وعبادة .
أنت كل أسبابي
.....
لا بد من الصحو
أو الموت
...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE