الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أكثر كذب وقذارة الدول المتقدمة أم المتخلفة؟

داليا عبد الحميد أحمد

2017 / 12 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هل مشكلة التخلف في الشعوب وليس الحكام ؟ هل مشكلة العالم في سياسة القوي العظمي وليس سياسة الدول المتخلفة ؟
المشكلة هي عقلية المسئول الكبير والنخب في العالم الثالث :
عقلية السياسي تستلهم من الغرب كل قذارته السياسية
عقلية الإقتصادي تستلهم من الغرب كل قذارته الإقتصادية
لا تري تلك العقلية في الغرب أي قيم حداثة او نظام راقي او انسان متحضر وتري كل ذلك كدبة يروجها المثقفون
وان كان كذلك وان كان عبقرية ونجاح حكامنا ونخبنا من السياسي والاقتصادي في العالم الثالث نابعة من فهم لكذبة الحداثة التي يرددها المثقفون فلماذ لا نتقدم كدول وشعوب كالغرب القذر ..
هل هناك نقص في القذارة؟!
هل ما بين العالم المتقدم والمتخلف مباراة في الصدق والنزاهة ؟
أليس العالم المتقدم نظامه أكثر وضوح والعالم المتخلف يدلس علي شعبه والأهم هو دوام كل كبير في مكانه وزيادة ونزع أي حقوق للشعب

الدول المتقدمة بنيت علي حقوق الإنسان والعقلية العلمية واي خلل يعترف به ويبحث ويدرس لإصلاحه وعدم تكراره
لكن المتخلف يري فيهم الخلل فقط ولا يدرك عقله باقي المنظومة الحديثة وذلك ما يرضي شخصيته المشوهة ويشعره انه لا يختلف عن الغرب في شئ لأنه يعتبر الخلل المرصود المعلن دليل كذب الغرب عليه وشاهد علي كذب المنظومة الحديثة
ولا يسأل نفسه هل يعلن الغرب الخلل لديهم وللعالم للتباهي ؟!
وفي المقابل لما اخفاء الخلل عند المتخلف هو العلاج دائما؟!
لأن المتخلف يتباهي بتشابه الأمراض
ولو المرض يخصه ينفيه ويعتبر ذلك مؤامرة
ولأن الخلل في الغرب يحاسب بشدة أما الخلل عند المتخلف فهو نظام إرتضاه ووجد فيه راحته ولذلك يدافع عنه ويستلهمه ويبرره ويرعاه ويخفيه إن إفتضح وخرج عن المألوف

البرجماتي المتخلف هلامي يستند لنظام هرمي من التقاليد والعُرف لإستمرارية المصلحة لو يحسب علي الكبار ولإستمرارية الأمن لو يحسب علي الضعفاء
البرجماتي المتخلف بدائي يبحث عن نقاط الضعف في من حوله لتحقيق مكاسب سريعة
والبرجماتي المتحضر يعرف هدفه ويخطط له ضمن نظام حقيقي ثقافة وقانون محدد به حتي لو رفضه أو تلاعب عليه حيث المسافات بين البشر والسلطات والدول بالقانون يصعب تجاوزها

والبرجماتي المتحضر ناضج يبحث عن مواطن الضعف والقوة علي السواء لأنه يريد أن يحمي نفسه ليتقدم ويغامر بقوة تخطيط للمستقبل


الذي يهذب ويطور الإنسان هو بيئة الحدود بين البشر التي وضعها النظام الحديث وليس الخوف وأما عدم وجود حدود متساوية في صالح الضعيف هو التخلف وصناعة الخوف والفساد والتجبر
ودائما الإنسان الذي لا يتعدي علي الضعيف يريد ان يعيش المساواة في نظام ثقافة وقانون ولا يبرر الخلل بأقنعة ساذجة للهروب من التصحيح لمجرد أن النظام المتخلف والفاسد أكثر إتاحة له
ولذلك ترك الواقع للحلول الفردية والعرفية هو النظام المتخلف والفاسد

النظام الفاسد هو عدم وجود محاسبة حقيقية للكبار ولا نقد وبالتالي لا توجد مسافة متساوية بين الأفراد ولذلك يبقي متخلف

يجب التفرقة بين الدول وعلاقتها الخارجية بدول أخري وبين الدول وشعوبها فالتفوق في الداخل يلمسه المواطن في الخدمات والعدل ولا يوجد تفوق في الخارج علي حساب المواطن
الغرب يري في الدول المتخلفة فرصة سهلة وثروات لا يقدرها اهلها والمسئولين عنها
والغرب لا يستطيع التخطيط والتنفيذ لكل مخططاته المعلنة بدون مساعدة حكام الدول المتخلفة سواء بحماقتهم في عدم إستثمار نقاط القوة لصالح تحضر شعوبهم أو إستغلال طمعهم في المناصب ورغبتهم في البقاء فيها وتخويفهم من حين لأخر بفضح الزيف والكذب الممارس علي شعوبهم

إخفاء وتراكم السلبيات في العالم الثالث وبنيته علي أحادية الرأي شكلت عقله الجمعي وجعلته حادا يحول الاختلاف لخلاف
ومناقشة وعلاج السلبيات في العالم الأول جعلته مبني علي النقد واحترام وثراء التنوع والاختلاف


‎يمكن لأي أحمق أن يعرف , فالصعوبة تكمن في الفهم لا المعرفة.
‎ - ألبرت أينشتاينن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا