الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قداسة بابانا .. ضدنا أم معانا

محمد ليلو كريم

2017 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان خطراً داهم لا فسحة من وقتٍ للتغاضي عنه أو تأجيل مواجهته ، وأي تأخير في المواجهة سيعني الإنتحار ، ولهذا كانت ردة الفعل بحجم الخطر الداهم ، فأصدر البابا قراراً خاطفاً للمواجهة رداً على الخطر الذي حصل بصورة خاطفة ، وتكلل القرار بالفوز ، وتكلل البابا بإكليل نصر كبير رفعت له الأناشيد وأجزل له الشعراء بقصائدهم وصفق الألوف ، وهلل الألوف ، وأطلق الالوف أهازيج التمجيد بالقرار والنصر والبابا ..
هذا ما قصه عليَّ المئات من أهل ديار البابا وأتباعه ، وقصة القرار الوحياني أخذت بألبابهم ، وعزز النصر من تصور وحيانية القرار ، وهم يؤكدون متيقنين أن لقاء مكاشفة جمع البابا بالجانب المقدس المتوار عن أعين الناس فتلقى البابا من الجانب المقدس أمراً بإصدار قرار فوري لشن حملة مقدسة لمواجهة الخطر الداهم الذي حصل بلمحة عين ، وما إن عاد البابا من خفية المكاشفة أصدر القرار المقدس لتنطلق الحملة المقدسة ويحمل السلاح المقدس جمع غفير مقدس وتقوم الحرب المقدسة ، وتمت كلمة الله العليا وانتصر الجمع والبابا ، واندحر الخطر ..
هذا ما قصه عليَّ المئات ، وسمعت من الآلاف ، وما زال التمجيد بالبابا وقراره والنصر محاط بهالة قدسية .. ولكن ؛ بعد دحر الخطر وعودة الجمع المقدس وقد جاهدوا الجهاد الحسن تلبية لقرار البابا المقدس ظهر استفسار آخذ في التضخم يومياً عن علة عدم اعلان قرار مقدس في خطر الفساد الداهم ..
لماذا لا تصدر فتوى مقدسة لإنقاذ البطون كما صدرت فتوى انقاذ الأرض ، فالبطون اغتصبها الجوع كما اغتصب الارهاب الأرض ، ولست أرى الفرق بين خطر الغزو وخطر التجويع ..
عاد المقاتلون وبطونهم خاوية ، ومنهم من قضى نحبه وترك بطون خاوية ، فهل الأرض مقدسة والبطون لا تستحق التقديس ؟..
إيها البابا المقدس ؛ نحن ايضاً مقدسون ، فأنا كأنت مقدس ، بل قد افوقك قداسة ، والله أعلم ..
أيها البابا المقدس ؛ كما قدست الأرض والمقدسات أطالبك بأن تقدس بطوننا واجسادنا المنهكة ، وتصدر فتوى الجهاد ضد التجويع والتنهيك ، وإلا ، فالله أعلم ..
أنا وحق قداستك ذقت الجوع ، وهو في الحقيقة تجويع ، وذقت مرارة العوز ، والفروق الطبقية ، فأنا ضحية الفساد الذي صمت عنه المشرع ، وأقصدك ، فأنت صامت تجاه الفساد العظيم الذي ضرب جيوبنا والبطون ولم نجد منك فتوى صريحة تواجه بها كفار الفساد ودولته الإرهابية ، والفساد إرهاب ، كما أن الأرهاب فساد ، وأنت يا خير الملة ، وضلها الوارف ، بكل أحوالنا عارف ، فلماذا لا تقول قولاً فصلاً وتصدر فتواك في أمر الفساد وتنحاز للمظلومين إنحيازاً واضحاً لا غبار عليه أو تردد ، وإلا كيف يطيب لك النوم والطعام وحولك بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو