الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع المرير

سليمان العثماني

2017 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الواقع المرير
جميل جدا أن تجد من يصغي لك ، دون أن يتكلم و عيناه منصبة نحوك، يستمع لما تقوله ، لهذا الإنبهار تبعات نفسية وعقلية تتولد مع مرور الوقت ، ومن الأرجح أن يكون ذلك الشخص المستمع لا يدرك ماهية القول ، فيتعجب لتلك الأفكار التنويرية التي تحاول إيصالها له بطريقة خاصة ، هذا واقع الإنسان المغربي حينما يسمع أو يرى حقائق صادمة عن البلاد والعباد ومن يدعى أنه يقدم خدمات للمجتمع انطلاقا من منصبه الحساس في جهاز الدولة ، لكن واقع الحال يظهر أنه سارق لتطلعات الشباب العاطل في مستقبل جيد ونظام سياسي عادل يتخذ من العدالة الإجتماعي مبدأ وأساس متين في تعامله مع قضايا المجتمع ، هذا ما لا نجده في الواقع المغربي المرير ، وتبقى مهمة رجل السياسة هي سرقة جيوب المواطنين وإفراغ الصناديق من محتوياتها المادية وإرغام الفقير بالقوة على ملئ جيوب الدولة انطلاقا من الضرائب أو الزيادة في فواتير الكهرباء والماء وإصدار قرارات بالزيادة في المواد الأولية والثانوية ، وذلك بحجة أن العالم بأكمله يعاني من أزمة اقتصادية .
والواقع أن الأنظمة التي تسير العالم تعاني من مرض خبيث و أزمة عقلية و نفسية حادة ،اذ يتدخل فيها المعطى المادي بالمعنوي والديني ، على أساس أن هذا الأخير يشكل عنصر أساسي في الصراع القائم بين معظم دول العالم ، فاليهودي الصهيوني يستعمل شتى الطرق للقضاء على الدول التي تجعل من الإسلام الدين الرسمي للبلاد ، وذلك بإدراج واستدراج آليات السيطرة انطلاقا من ضرب الاقتصاد القائم في تلك البلدان الإسلامية ، حتى يصير المسلم الظائفي لقمة سهلة المأكل في فم اليهودي الصهيوني ، الذي ينتهز الفرصة لتمرير قرارات تضرب في المبادئ الأولية للدين الإسلامي .
أمام هذا الوضع يلجئ المسلم الطائفي إلى تكوين جماعة اسلامية ، تقوم بهمة الرد على الكفار من وجهة نظرهم ، عن طريق تفجير الأماكن والمواقع الحساسة في العالم ، باستعمال قنابل و متفجرات من صنع محلي . لكن ما دخل الإنسان المغربي البسيط بهكذا صراعات فارغة المضمون والمحتوى؟ ، ونحن نعلم جيدا وبكل وضوح أن المغرب يتوفر على خيرات طبيعية وبشرية وعلى واجهتين بحرتين المحيط الأطلنطي و البحر الأبيض المتوسط و احتياط مهم من الفوسفاط و الذهب وخيرات أخرى لا يعلمها إلا أصحاب القرار السياسي و الجهات الوصية النافذة في الجهاز المخزني المغربي ، الضاربة عرض الحائط الإنسان الفقير الذي لايريد سوى ضمان لقمة العيش بطرق مشروعة و قانونية ، لكن كيف يمكن تحقيق عدالة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية ما بين كل مكونات المجتمع المغربي أو لنقل طبقات ، فعلا نحن طبقات عليا و تحت أرضية مسحوقة لا تجد أدنى شروط العيش الكريم في بلد كل خيراته تصدر إلى أسيادهم في الخارج بدعوى التعاون و تقديم المساعدة للدول الغنية و الفقيرة ، ولا أحد يحرك ساكنا سوى بعض الأقلام و الحناجر الحرة التي لازالت تؤمن بقوتها في توقيف استغلال الباطرونات للخيرات البلاد و العباد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد