الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مين يشهد لأم الديكتاتورية

محيى الدين غريب

2017 / 12 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فجأة ولأول مرة يتفق رؤساء وملوك الدول العربية بالأجماع على رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وأخري ضد الإنسانية في إقليم دارفور. هذا الأجماع ليس خوفا على رقبة البشير ولكن خوفا ورعبا على انفسهم وخوفا أن تنال منهم عصا العدالة.
الزعماء العرب أهتزت مشاعرهم وخرجوا عن صمتهم عندما أهتزت كراسيهم وعروشهم ، وبدلا من تبنى سياسة متسقة وواضحة في تدعيم العدالة الدولية والديمقراطية تسابق الزعماء العرب فى جمع الادلة لكى يبرء البشير، وبدلا من التعبيرعن انزعاجهم مما حدث فى دارفور تسابقوا على تشجيع البشير خرق قرار المحكمة الدولية وقبول دعوته للزيارة هنا وهناك.

الجميع يعلم ان الرئيس السوداني وراء المجازر والمذابح فى دارفور وتهجير المواطنين البائسين المحتاجين ، والخلاف فقط هل هو مائتى ألف قتيل كما تقول التقارير الدولية أم مجرد عشرة آلاف قتيل كما تقول حكومة السودان.

والجميع يعلم أن النظام فى السودان يحكم من وراء الستار وشعبه كباقى شعوب المنطقة يقبل الأيادي ويأله الرؤساء ويقيم المظاهرات المضللة.

والجميع يعلم ايضا ان الغرب يكيل بميكالين ومنحازا ضد العرب ، وقد يكون قرار الاعتقال مقصودا به نشر الفوضى وتعقيد عملية السلام مع الجنوب واشعال الحروب الأهلية من جديد.

ونعلم جميعا أن مطامع الغرب وراء أزمة دارفور منذ اكتشف العالم أن تربة دارفور مليئة بثروات من اليورانيوم والبترول.

كان من الطبيعى أن يستغل الغرب غفلة الشعوب العربية ويقيم مثل هذه المحاكم طالما لا تستطيع هذه الشعوب ولا تجرؤ ان تحاكم رؤساءها ولاتطمح الى العدل.

ولكن أين العالم العربى وزعماؤه من كل هذا ، كان من الأجدى التدخل قبل أن تتفاقم الأزمة.

وكان من الأجدى أن يعارض الزعماء العرب أن تطرد الحكومة السودانية عددا من منظمات الاغاثة الانسانية الدولية من دارفور ، هذا القرار الذى ينذر بكارثة قد يذهب ضحيتها مئات الالاف حيث يوجد في الاقليم 2.7 مليون نازح.

والأجدى الآن أن تفوق الشعوب العربية وترغم زعمائها بالاعتراف بأن البشير ديكتاتور لا يستحق حكم البلاد وعليه المثول أولا امام شعبة للمحاكمة والمحاسبة ليكون عبرة لآخرين.

إن غيبة الآمال جعلت معظم الشعوب العربية صامتة ومتفرجة مكتوفة الأيدى ، بدلا من أن تكون مشاركة ومؤثرة فى القرار. لماذا لاتتحرك هذه الشعوب لماذا لا تتظاهر ، لماذا لا يؤرقها الظلم لماذا لاتطمح الى العدل ، لماذا خفتت هتافات الانسان الحر فى داخلهم؟؟
20








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز