الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعي من الانضمام لحزب البعث الى فساد الحكم .

صادق العلي

2017 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


,,,,
تنبيه :
انا لا اتناول قدسية الاديان اوالمذاهب , وانما اتناول احداث قام بها البعض وافرزت نتائج كارثية على الوطن وعلى المواطن .

تنقسم الطبقة الشيعية الحاكمة في العراق منذ سنة 2003 الى قسمين , مع وجود بعض الاسماء من المذاهب والاديان الاخرى التي لا تؤثر على صناعة القرار ولتكتمل صورة ديمقراطية رامسفيلد.
للوهلة الاولى نتصور استحالة التقارب او التعاون بين القسمين الشيعيين , ولكن على ارض الواقع وفي نهاية المطاف نجد تعاون غريب بينهما , فما هي اقسام الطبقة الشيعية الحاكمة وكيف تعاونوا :
القسم الاول :
الشيعي الذي جاء من خارج الحدود سواءً على الدبابة الامريكية او على قدميه .
القسم الثاني :
الشيعي الذي انضم لصفوف حزب البعث وكتب التقارير السرية ضد ابناء جلدته من الشيعة وتسلط عليهم بل في بعض الاحيان اكثر قساوة عليهم من السني البعثي .

القسم الاول :
من ضمن المقترحات التي طرحتها وزارة الخارجية الامريكية على المعارضة العراقية وقتئذ المتمثلة بالاحزاب الاسلامية الشيعية والاكراد والحزب الشيوعي العراقي ( مع بعض الاحزاب والشخصيات المستقلة ) تحت قانون تحرير العراق وماذا بعد اسقاط صدام ؟ المقترحان بصيغة امرلا ثالث لهما , الجميع مطالب بالاجابة , المقترحان هما :
1)ازالة صدام عن الحكم والابقاء على مفاصل الدولة ومؤسساتها مع الابقاء على القائمين عليها.
2)ازالة صدام عن الحكم وحزبه الحاكم بالمطلق , بمعنى تدميرالمنظومة المؤسساتية العراقية واعادة تشكيلها من جديد وفق معطيات ( اسقاط صدام او قانون تحرير العراق ).
كان جواب المعاضة العراقية واحداً ومحدداً وهو الخيار الثاني , بمعنى اسقاط صدام وحزبه وكل من عمل لصالحه بأي درجة , على اعتبار انه يجب استئصال فكرة البعث السرطانية من جسد المجتمع العراقي , ولكن المشكلة المترتبة على هذا الخيار هي عدم وجود الكفاءات لدى المعارضة انذاك وبالتالي عدم قدرتها على قيادة الدولة , بمعنى اخر لا قدرة للشيعة او الاكراد او الحزب الشيوعي على قيادة الدولة العراقية لان اغلبهم لا يحملون شهادات عليا ولا رساميل تخلق الاستثمارات الكبيرة ( فقراء سياسياً واقتصادياً ) , بالمقابل هذا الخيار ( تدمير الدولة العراقية ) الانسب للاستراتيجية الامريكية في بناء ما يسمى الشرق الاوسط الجديد وانه الحجر الاساس للحرب الشيعية السنية الطويلة الامد !.
القسم الثاني :
الشيعة الذين انخرطوا بالعمل تحت راية صدام وحزبه , فلقد عمل صدام على تجنيد الشيعة بثلاث اماكن جميعها بعيدة عن الاطاحة به :
1)الدرجات العليا وهؤلاء قليلون جداً جداً جداً.
2)الجيش والامن والشرطة وباقي اجهزة الدولة بدرجات دنيا ( ومنها الجلاديين ) وهؤلاء كثيرون.
3)درجات الحزب المختلفة الذين يحملون على كاهلهم كتابة التقاريرالسرية والعلنية ومراقبة المجتمع وهؤلاء كثيرون جداً جداً جداً .
الشيعي الذي يعمل في احدى هذه الاماكن ربما يحمل شهادة وبالتأكيد لديه خبرة في مكان عمله , بالمقابل هو خاضع لقانون تحرير العراق , لابد من الاشارة الى ان الشيعي البعثي الذي يمارس نشاطه الحزبي في ذات المنطقة السكنية التي يعيش فيها كان مستهدفاً بطريقة مباشرة وبشعة , ولكن كان هناك شيعياً بعثياً في مكان عمله او في مكان اخر وهذا استطاع بشكل او بأخر ان يفلت من التضفية الجسدية على اعتبار انه لا احد يعرف بدرجته البعثية او بتقاريره !, بشكل عام تصرف هؤلاء مع الاحداث الجديدة بوتيرة واحدة وعلى نسق واحد ولكن بنتائج مختلفة .
جميعهم تواروا عن الانظار في بداية الاحتلال , لحين معرفة الخطوة القادمة لما بعد سقوط صدام ولانهم محترفوا العمل الامني والمخابراتي فلقد تصرفوا بحسب الظروف المتاحة لهم :
منهم تم تصفيتهم بطرق بشعة .
منهم من ترك العراق .
منهم من عمل مع المجاميع الارهابية .
منهم من استطاع اقناع القسم الاول ( الشيعي الذي جاء من خارج الحدود ) بطريقة او بأخرى ودخل معه في الحكومة وبمناصب عالية !, فكيف استطاع ان يدخل هؤلاء الى الحكومة ؟!.
ادرك الطرفان الشيعيان ( الشيعي من الخارج والشيعي البعثي ) نقطة مفصلية مهمة وهي انهما بحاجة لبعضهما البعض للبقاء على قيد الحياة ولعدم قدرتهما على الصمود بعيداً عن الاخر خصوصاً بوجود الطرف السني متربص والمعدوم من الخارج ومن بقايا البعث , فمن جهة (الشيعي من خارج الحدود ) هو مُطالب امام الرأي العام العالمي والامم المتحدة بالعمل ضمن اليات المتفق عليها عالمياً بخصوص بناء وقيادة الدولة فكان لابد من شريك يحمل مؤهلات العمل المؤسساتي ايضاً يشعر الحد الادنى من الطمأنينة والاهم هو ان يبقى اقوى منه كي يمارس فساده وسرقاته بدون منغضات , وليقدمه كبش الفداء اذا ما تطلب الامر كقضايا الفساد مثلاً , فكان الشيعي البعثي افضل بكثير من السني المتربص الذي ينفذ مخطط دول الجوار !.
من ناحيته عمل الشيعي البعثي وفق قاعدة ( خيركم في الجاهلية خيركم في الاسلام ) , فبعد الخلاص من الموت المحقق الذي كان يطارده ابان الاحتلال , ايضاً بعد اصدار قانون اجتثاث البعث وغيرها من حزمة السلوكيات الفردية والجماعية ضده , اصبح في موقع المسؤولية وفي اختصاصه وربما بدرجة افضل مما كان عليها وقت صدام , لذلك عمل على تغيير بعض تصرفاته من عنجهية وغطرسة الجلاد الى تواضع وزهد المتدين ولكن في الحالتين هو هو .
هي دعوة لمن تسقط بيد معلومة او صورة لمديره في الوظيفة او اي شخصية في الحكومة مع صدام او احد ازلامه لا يستغرب من ذلك !, واذا ما قرر ان يلعب دور البطل الذي يجاهد من اجل وطنه ويفضحهم اما بمقال او على مواقع الانترنت فلا ينتظر ان تتخذ الحكومة او اي جهة اخرى رسمية او شبه رسمية اي موقف لان الجميع يعمل تحت عنوان ( الاتفاق غير مُعلن ) , فلا الشيعي البعثي يصرح بفساد الاخر ولا الشيعي من الخارج بفساده يصرح بأنتماء الاخر لحزب البعث .
صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي