الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحدث اللص عن الشرف

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



تابعت في الأيام الماضية الخلاف الحاد والتصريحات الساخنة التي تبادلها مسؤولون إماراتيون مع مسؤولين أتراك، وأكثر ما لفت نظري في حقيقة الأمر، هذا الإنفصام الحاد عن الواقع والذي تعيش فيه الحكومة الإمارتية.
فعندما تستولي على أثار الدول المجاورة وأراضيها ومصانعها بالرشوة تارة وبالقوة تارة أخرى، يكون من الوقاحة أن تتحدث عن أثار النبي المحفوظة في إسطنبول.

ولا يخفى على أحد ما جمعته الإمارات في السنوات الماضية من أثار مصرية وعراقية ويمنية وسورية، وما اشترته من أراضي ومصانع وشركات في تلك البلدان، بالإضافة إلى سيطرتها على جزيرة سقطرى اليمنية بدون وجه حق وتحت غطاء الأعمال الإنسانية التي لا تعرف عنها شيئا.

إن الإمارات ظلت لسنوات عديدة تحاول تصدير صورة حضارية متفتحة متنورة إلى العالم، وأنفقت في سبيل ذلك تريليونات الدولارات، ولكن هذه الصورة تبددت وانهارات تماما في السنوات القليلة الماضية، وذلك عقب مشاركة الإمارات في الحرب على اليمن كشريك أساسي للنظام السعودي، وبعد أن تبين دورها في دعم أنظمة إستبدادية مجرمة في المنطقة، ووقوفها في وجه تطلعات الشعوب نحو التحرر والإستقلال والنمو.

وكأن الإمارات ودول خليجية أخرى عزّ عليها أن تتمتع الشعوب العربية بالكرامة وتنال حقوقها المسلوبة، فسعوا بالمال تارة وبالقوة الدبلوماسية تارة وبالقوة تارة أخرى للإبقاء على الأوضاع المتردية وقتل أي أمل لدى الشعوب في التغيير والتطور والنهوض.
إن الشعوب الخليجية والأنظمة الخليجية تتمتع بقدر من العنصرية والتعالي لا يحتمله بشر، فلديهم إعتقاد أن بأموالهم يمكنهم فعل ما يشاؤوا ويشتروا ما يبتغون، وساعدهم على العيش في هذا الوهم السادي ضعاف النفوس ممن ارتضوا الذّلة والمهانة من أنظمة ومواطني دول فقيرة قبلوا بكل ما يفعل بهم وتنازلوا عن كل غالي ونفيس لقاء الأموال القذرة المغموسة في النفط.

وبنظرة سريعة على تصريحات الشخصيات الإمارتية وقرارات الحكومة الإمارتية في الأونة الأخيرة سيتضح لك ذلك جليا، ومن ذلك القرار العجيب الصادر بحق السيدات التونسيات والذي حاول الإماريون تبريره بأن هؤلاء من المنتميات إلى داعش وذلك لأنه – بحسب زعمهم – يوجد 8000 تونسي و 200 تونسية عادوا جميعًا من سوريا والعراق بعد هزيمة التنظيم وقد يتسلل بعضهم إلى الأراضي الإماراتية، ولا أعرف كيف يبرر ذلك منع "التونسيات" دون "التونسيين" من دخول الإمارات!!!

ويأتي عقب ذلك تصريح إعلامي إماراتي ضد البشير والذي طلب فيه من السلطات أن "لا تشتري العبد إلا والعصى معه" كما يقول المتنبي، ولا يخفى على أحد حجم ما في هذا التصريح من عنصرية وتعالي لا يليق بإنسان متحضر.

إن العنصرية في الخليج مثيرة للدهشة حقا، فالتصنيفات هناك لا نهاية لها بين المواطنين أنفسهم، فأنت مصنف بحسب إسم عائلتك وبحسب لونك وبحسب طائفتك وبحسب أصولك البعيدة وما إذا كانت جيناتك فارسية أو عثمانية أو باكستانية أو من شبه الجزيرة العربية إلى أخره من التصنيفات التي أمر الإسلام بالتخلي عنها والتمييز بين الناس على أساس التقوى وفقط.

إن هؤلاء لديهم كراهية شديدة وحقد فاحش على كل شعب يستند إلى تاريخ وحضارة ولديه القدرة على التعافي والنهوض ولذلك يعمدون منذ نصبّهم المستعمر إلى كسر البلدان التي تتمتع بهذه الصفات وإبقائها تحت غائلة الفقر والقهر والمرض.
حتى الآثار التي يتباهى بها هؤلاء والتي تعد إشارة واضحة على عراقة هذه الشعوب وقدرتها على فعل المستحيل يقوم هؤلاء بشرائها بالمال من هؤلاء الذين تم شراء ذممهم وكرامتهم وقبلوا أن يكونوا عبيد للدينار والدرهم.

حقيقة أوجّه تحية واجبة لتونس حكومة وشعبًا على عدم قبولهم الذّلة ورد الصاع صاعين وكسر غطرسة الحكومة الإمارتية التي لا ترى في شعوبنا وحكوماتنا سوى عبيد يجب شرائهم والعصى معهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254