الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل نظرة جديدة عن: (من هم العرب)؟!

سليم مطر

2017 / 12 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مثال: حقيقة الاصل المشترك الفلسطيني ـ اليهودي!
لنتخلص من الفهم(العرقي القومي العنصري)
ونعتمد الفهم(لارضي التاريخي الانساني)!

منذ اسابيع بعد اعلان ترامب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، اندلع من جديد الجدال القديم والعقيم، عن:
(هل القدس فلسطينية ام يهودية)؟
وكل طرف(العربي والفلسطيني)، و(اليهودي ـ الاوربي) يحاول ان يثبت ادعائه.
وكالعادة فان الطرفين اعتمدا على (الفهم العرقي القومي العنصري). أي القول :
ـ نحن الفلسطينيون، قوميا عرقيا، عرب اقحاح!
ـ ونحن اليهود، قوميا عرقيا ، عبرانيون اقحاح!
وهذه هي بالضبط الطامة والخطيأة التاريخية الكبرى التي لم ينتبه اليها الفلسطينيون والعرب حتى الآن! وهذا سر ضعف ومقتل حجتهم، لانها تبرر وتخدم وتدعم الحجة الصهيونية العرقية القومية العنصرية!
ـ الصهيونية تقول: نحن اليهود رغم هجرنا لفلسطين منذ اكثر من الفي عام، وامتزاجنا مع العديد من الشعوب والثقافات، الا اننا نبقى عرقيا قوميا وحضاريا وسياسيا، الممثلين الحقيقيين والوحيدين لفلسطين(اسرائيل) ارضا وتاريخا. وان الفلسطينين ما هم الا ((عرب مهاجرين من الجزيرة العربية)) ويتوجب طردهم وإعادتهم الى جزيرتهم!
ـ يقابل هذا (الطرح الصهيوني العرقي العنصري)، (الطرح العروبي العرقي العنصري) الذي يدعم ويبرر ويؤكد الطرح الصهيوني. لأنه يقول ويكرر نفس حجتهم:
نحن الفلسطينيون، كما باقي الشعوب العربية، (عرب اقحاح!) من نسل(قحطان وعدنان) والفاتحين العربي المسلمين القادمين من الجزيرة العربية!!!؟؟؟

هذا هو الطرح المطلوب من الفلسطينين
وجميع الشعوب الناطقة بالعربية؟

ان المطلوب من الفلسطينيين(وباقي الشعوب العربية) هو الجواب الثوري والواقعي والعلمي والبسيط الذي يعتمد على الانتماء الى الارض والتاريخ، وليس على العرق واللغة والقومية!
أي القول:
ـ نحن الفلسطينيون مثل جميع شعوب العالم، ((باستثناء الشعوب الاوربية التي اجتاحت جماعيا امريكا واستراليا وكذلك اسرائيل نفسها، التي عملت منهجيا على ابادة الشعوب الاصلية)). نعم نحن الفلسطينيون نقطن في هذه الارض منذ ان وجد فيها الانسان. ومثل جميع البلدان، استقبلت ارضنا فلسطين ما لا يحصى من الجماعات والاقوام سلما وحربا، وتغيرت فينا الدول والحضارات والاديان واللغات. كالتالي:
1 ـ حتى الالف الاول قبل الميلاد، كنا نتكلم الكنعانية ونتعبد للاله بعل، مثل باقي شعوب(سوريا الشام والعراق).
2 ـ خلال الالف الاول قبل الميلاد، استولت علينا القبائل البدوية العبرانية، ونشرت فينا الديانة اليهودية ومعها اللهجة العبرانية. فامتزجنا بالقبائل العبرانية المسيطرة، وإعتنق أغلبيتنا اليهودية، وإنتشرت بيننا العبرية(المشتقة من الكنعانية)!
3 ـ منذ قبل الميلاد ببضعة قرون بدأت تنتشر فينا، مثل باقي المنطقة، اللغة (الآرامية السريانية ـ الشقيقة للعبرية والكنعانية) ومعها الديانة المسيحية. فاصبحنا مسيحيين ناطقين بالسريانية(مثل العراق والشام).
4 ـ في القرن السابع بعد الميلاد، اتانا الفتح العربي الاسلامي، فاعتنق غالبيتنا الاسلام واللغة العربية الشقيقة للسريانية والعبرية. فامتزجنا مع القبائل العربية الفاتحة الشقيقة لنا، واصبح اغلبيتنا مسلمين ننطق العربية، واستعربنا واسمينا انفسنا(عرب) مثل غالبية شعوب المنطقة التي اسلمت واستعربت.
إذن، نحن الفلسطينيون في العصر الحديث، مثل جميع شعوب العالم الاصلية القديمة، نمثل خلاصة جميع الشعوب والحضارات والاديان واللغات التي انتشرت في بلادنا منذ سحيق التاريخ. وعلى هذا الاساس، نحن الفلسطينيون، واقعيا وإنسانيا وتاريخيا وحتى بدنيا، الممثلون الاصليون والحقيقيون للحقبة (ليهودية وللثقافة العبرية). مثلما نحن نمثل ونحمل ونتاج ايضا لجميع الحقب التي مرت في تاريخ بلادنا: الكنعانية البعلية، والآرامية المسيحية، والعربية الاسلامية.
على هذا الاساس، فان (يهود الشتات) المنتشرين في انحاء العالم، هم اخوتنا الذين هجروا فلسطين قبل اكثر من الفي عام، وإذا وافقنا على انه يحق لهم العودة الى فلسطين، ولكن أبدا ليسوا كأسياد مستعمرين يصرخون بطردنا باعتبارنا عرب مهاجرين، بل ان يأتونا كضيوف وكأخوة وابناء لنا في التاريخ والثقافة والانتماء العاطفي والديني.
نعم يا اخوتي الفلسطينيين ويا اخوتي في جميع الشعوب العربية، لقد آن أوان تخلصنا من هذا الفهم القومي العرقي العروبي، الذي يقطعنا عن بلداننا ارضا وتاريخا ويعتبرنا مهاجرين من الجزيرة العربية. وهذا الطرح العروبي العنصري هو الذي يبرر ويشجع الطرح القومي الحقود من قبل بعض القيادات العنصرية من اخوتنا غير الناطقين بالعربية الذين يشاركونا العيش في بلداننا: اكراد وسريان واقباط وبربر ونوبيين وغيرهم. اقول واكرر: بعض قياداتهم القومية العنصرية، وليس هم انفسهم كجماعات واخوة لنا.
مختصر كلامي هو التالي: نحن الشعوب الناطقة بالعربية، نعم نحن عرب، ولكن ليس عرقيا وعنصريا، بل ثقافيا ولغويا.
أي اننا لسنا مهاجرين من الجزيرة العربية، بل تحن ابناء جميع الحضارات التي عاشتها بلداننا، ثم استعربنا دينيا ولغويا وانسانيا، أي اصبحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنا عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب