الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم ترامب وسياسة التنازلات المهينة.

جعفر المهاجر

2017 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


جرائم ترامب وسياسة التنازلات المهينة.
جعفر المهاجر.
إرتكب الرئيس الأمريكي المتصهين ترامب إحدى جرائمه الكبرى في السادس من كانون الأول حين تحدى العالم وأصدر قراره الظالم باعتبار القدس العربية المسلمة التي تضم بين جوانحها مسرى الرسول الأعظم محمد ص عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب . ومن خلال خطابه الذي لايقل في خطورته عن وعد بلفور المشؤوم أشاد بكل صلافة وعنجهية وغرور رجل الكاوبوي الهمجي بـ(ديمقراطية) نتنياهو وليبرمان وبقية الجوقة الصهيونية العنصرية، وطالب بتعميمها على العالم لكي تداس كل القوانين الدولية، وتسود شريعة الغاب . هذه الديمقراطية التي يرتكب قادة الكيان الصهيوني تحت عباءتها أبشع جرائم العصر العنصرية بحق الشعب الفلسطيني من التهديد بقطع الرؤوس بالفؤوس إلى اعتبار الفلسطينيين المتواجدين في أراضي عام 1948 بأنهم (طابور خامس) يجب طردهم دون تأخير. إلى زج الأطفال والنساء الحوامل والفتيات القاصرات في الزنازين الصهيونية لأعوام طويلة .إلى إطلاق الرصاص الحي من قبل الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح ضد صدور المحتجين الفلسطينيين العارية حيث يحصد رصاصهم الغادر يوميا العديد منهم أمام مرأى ومسمع ما يسمى بالمجتمع الدولي.وقد بلغ عدد الجرحى بالآلاف خلال عدة أيام . ولو تتبعنا جرائم الكيان الصهيوني على مدى سبعين عاما لظهرت لنا قائمة ضخمة من أبشع الإنتهاكات الإنسانية التي أرتكبها بحق شعب فلسطين. ولثبت بالأدلة القاطعة إنه كيان عنصري عدواني توسعي لايقيم وزنا لحقوق الإنسان وهو عدو لدود للسلام. و(الديمقراطية) التي يتبجح بها ماهي إلا صفحات سوداء في سجله الأسود. لايمكن أن تمحى على مر الزمن مهما تم التعتيم عليها وتجاهلها من قبل حماته وعلى رأسهم حكام أمريكا.
لقد سقطت أكذوبة (الواحة الديمقراطية) في وسط منطقة الشرق الأوسط. وأصبحت هذه التسمية مثار سخرية كل إنسان له حس إنساني صادق في هذا العالم بعد أن تكشفت لديه حقيقة هذا الكيان العدوانية. ومن العار أن يخرج بعض من يسمون أنفسهم عربا ليشيدوا بهذه (الديمقراطية ) المزعومة ويطالبوا دون ذرة من حياء أو شرف بالتطبيع معه.ومعظم هؤلاء هم من أتباع نظام آل سعود الغارق في مستنقع الخيانة والجرائم المروعة التي يرتكبها في اليمن.
ولطمس آثار الجريمة الكبرى التي أرتكبها ترامب بحق الأمة العربية والإسلامية،وإشغال شعوب العالم العربي والإسلامي بمعارك جانبية بالوكاله أعلنت المندوبة الأمريكية المتصهينة نيكي هايلي وبطريقة إستعراضية متهافتة خالية من أي دليل بعد أن تلقت الأوامر من سيدها الرئيس وقالت في مؤتمرها الصحفي البائس:
(إن واشنطن تسعى لتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر إيران بعد أن إكتشفت إن بقايا الصاروخ الذي عرضته هو من صنع إيراني وكان يمكن أن يقتل المئات من المدنيين الأبرياء في السعودية )
صاروخ واحد سقط على الرياض إستدعى مجلس الأمن لأن ينعقد بأمر السيد الأمريكي ليدين مطلقي الصاروخ. أما قصف طائرات آل سعود الهمجية التي تقتل صواريخها وقنابلها المحرمة يوميا العشرات من أطفال اليمن ونسائه وشيوخه،وانتشارالأوبئة والأمراض والخراب نتيجة لهذه الحرب الوحشية المستمرة على شعب اليمن منذ ثلاثة أعوام هو أمر عادي لايحرك شعرة في رؤوس قادة أمريكا دعاة الحرية القاتلة والديمقراطية الزائفة وعلى رأسهم المجرم المتصهين ترامب ومندوبته الصهيونية.
لقد أصبح حديث قادة أمريكا عن حقوق الإنسان حديث خرافة وليس له أي وجود على صعيد الواقع لأن من يدعم ويساند الوحش الصهيوني ويمده بأحدث الأسلحة المتطورة ، ويساعده على غرس أنيابه الحاقدة في لحوم الأطفال ، ويعتبر من يدافع عن أرضه ومقدساته ضد هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد (إرهابيا) لايملك أخلاقية من يدافع عن حقوق الإنسان . ومجازر القوات الأمريكية في العراق وسوريا وأماكن أخرى كثيرة في العالم ضد المدنيين الأبرياء تدين قادة أمريكا وقد إعترفت قيادة الجيش الأمريكي مؤخرا بأن الطيران الحربي الأمريكي قتل 800 مدني ( بطريق الخطأ ) وفاقد الشيئ لايعطيه.
ومن العار والشنار على وسائل إعلام آل سعود العملاء أن تردد كالببغاء لما روجته المندوبة الأمريكية وكذبته الأمم المتحدة . حيث هللت وطبلت وزمرت بعناوينها البارزة التي تحمل كلمة (عاجل). وأوحت بأن الضربة الأمريكية لإيران قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع. بقي أن تقول هنيئا لكم أيها العرب بهذا الخبر السار الذي ورد من سيدتنا الجليلة أمريكا بعد أن اتفقنا معها على صفقة القرن وبدأنا نجني ثمارها وعلى رأس هذه الثمار تصفية القضية الفلسطينية والتفرغ لقوى المقاومة وإيران التي تعتبرها الطغمة السعودية الحاكمة واذيالها من شيوخ البترول عدوها الأول والأخير.
ويبدو إن كابوس إيران يجثم على صدر ترامب وعملائه في المنطقة حتى في غرف نومهم.
كل ذلك جرى سريعا للتغطية على الحدث الآني الإجرامي الكبير وهو منح القدس للكيان الصهيوني وسياسة الهروب من المشاكل الداخلية التي تعصف بترامب الذي بات يعادي كل دول العالم من أجل عيون الربيبة المدللة.
وإيغالا في إحتقار رؤساء وملوك الدول العربية والإستهانة بمواقفهم ومؤتمراتهم وخطاباتهم الهزيلة قررت إدارة ترامب إن حائط البراق تابع للكيان الصهيوني، وأعلن وزير المواصلات الإسرائيلى إسرائيل كاتز إطلاق اسم الرئيس الأمريكي (دونالد جون ترامب) على محطة القطار السريع التى سيتم بناؤها قرب حائط البراق في القدس الشرقية والذى يطلق عليه الاحتلال إسم (المبكى).
وبعد كل هذه الخطوات المؤيدة للوحش الصهيوني قرر ترامب أن يبعث نائبه مايك لبحث موضوع نقل السفارة الأمريكية عمليا إلى القدس ومقابلة بعض الزعماء العرب والتباحث معهم بشأن (السلام) بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بعد أن إستعملت مندوبة أمريكا حق الفيتو ضد القرار العربي وهاجمت الأمم المتحدة ودافعت بصلافة أشد من سيدها ترامب عن ( مظلومية ) الكيان الصهيوني. ثم هددت الدول التي صوتت إلى جانب القرار العربي في الأمم المتحدة بأمر ترامب بشكل مفضوح لاينم عن أي احترام لسيادة الدول والتعبير عن رأيها وهي تحركات يمكن اعتبارها بأنها مهزلة هذا العصر.
وإزاء كل هذه التطورات المتلاحقة راح حكام آل سعود وأذيالهم يتوددون للكيان الصهيوني ، ويشيرون في أحاديثهم العلنية بأنهم (يعالجون الأمر بالحكمة والمنطق وليس بالضجيج والمظاهرات ) وأرسل ملك البحرين وفدا ( شعبيا ورسميا) يحمل رسالة (تسامح) للمسؤولين الإسرائيليين ودعوات لـ (تعزيز الحوار بين الأديان) وكان الأجدر به أن يتصالح مع شعبه الذي يضطهده ويصدر أحكام الإعدام بحق مناضليه، ويزج الأحرار في السجون ويسقط الجنسية عنهم وهي من أبشع إنتهاكات حقوق الإنسان. هذا هو (التسامح الديني) الذي يعشقه آل خليفة ولكن مع الصهاينة فقط.
ورحم الله الشاعر الرصافي الذي قال:
عبيد للأجانب هم ولكن -على أبناء جلدتهم أسود.
وآخر ماتفوه به رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو:
(إن التعاون بين دول عربية وإسرائيل بلغ حدا ليس له مثيل سابقا).
إن سياسة التنازلات المهينة التي دأبت عليها الأنظمة العربية الرسمية هي التي شجعت المتصهين ترامب على اتخاذ قراراته المؤيدة للكيان الصهيوني تأييدا مطلقا. ومنذ إتفاقيات كامب ديفيد ومؤتمر مدريد وأوسلو ومبادرة الملك عبد الله وغيرها والحكام العرب ومعهم السلطة الفلسطينية يقدمون التنازلات تلو التنازلات وبات الصهاينة مطمئنين كل الاطمئنان لتنفيذ مخططاتهم لابتلاع الأرض والمقدسات بعد أن فقد معظم الحكام العرب وأولهم ملوك وأمراء البترول آخر قطرة من الحياء والشرف والكرامة، وغرقوا في مستنقع الإثم والخيانة والجبن والتخاذل من قمة رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم، وتحولوا إلى نعاج يقودها ثور الذهب في البيت الأبيض لتأسيس شرق أوسط جديد على مقاس الصهاينة حتى يكونوا أسياد هذه الأمة الإسلامية العريقة التي أوصلها حكام العهر والجبن والفساد إلى الحضيض. ورحم الله المتنبي الذي قال:
من يهن يسهل الهوان عليه – مالجرح بميت إيلامُ .
وكأن لسان حال هؤلاء الحكام يقول للشباب الذين لايملكون إلا حجارتهم للوقوف بوجه المؤامرة الصهيونية الغادرة إذهبوا وقاتلوا ونحن هاهنا قاعدون فهذه ليست معركتنا. ومعركتنا الحقيقية مع إيران وصنعاء ودمشق وبغداد.
لقد أصبحت خيانة المقدسات أمرا طبيعيا في قواميس آل سعود وأتباعهم وباتت مكشوفة حتى لعميان البصر والبصيرة في هذا الزمن الرديئ. إنهم يخفون وجوههم القبيحة الكالحة خلف شعارات العروبة والإسلام التي كشف الزمن زيفها وتهافتها. وهم لا يتورعون عن القيام بخمسين غارة يوميا على شعب اليمن ويتفاخرون بذلك في وسائل إعلامهم الوضيعة على رؤوس الأشهاد ويدعون منذ ثلاثة أعوام من القتل الوحشي الذي تستهجنه كل الأديان السماوية إن النصر على شعب اليمن بات قريبا. ويملأون الدنيا صخبا وضلالا بإنهم حماة الإسلام والعروبة وهم بعيدون كل البعد عن أية غيرة أو حمية أو نخوة عربية بما يقومون به من جرائم نكراء بحق الإسلام والعروبة.
ويتساءل كل مواطن عربي :
هل كان الرد الذي قامت به الأنظمة العربية ومعها السلطة الفلسطينية بمستوى هذه الجريمة الكبرى بحق القدس الجريحة.؟
وهل تمت المصالحة الفلسطينية لتوحيد الموقف والوقوف بوجه الكيان الصهيوني وحماته.؟
وهل تم وقف التعاون الأمني الذي تقوم به السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني الذي يسفك دماء الفلسطينيين المحتجين يوميا.؟
وهل سحبت الدول التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني سفراءها إحتجاجا على هذا القرار الخطير الذي رقص له قادة الصهاينة.؟
وماذا قدمت الجامعة العربية التي سارعت كالبرق لإسقاط عضوية سوريا ؟ وماذا قدمت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم أكثر من 50 دوله إسلامية؟ وأين دور ملك المغرب (أمير المؤمنين) ورئيس (لجنة القدس) من كل مايجري ؟وماذا قدمت الخطابات الصاخبة للسلطان العثماني المراوغ والمخاتل الذي يجعل من شخصه وصيا على الشعب السوري بعد أن فتح حدوده لدخول مئات الآلاف من الإرهابيين والذي يحتفظ بأقوى تجارة مع الكيان الصهيوني والتي تقدر بـ 5مليار دولار سنويا؟وفي المجال العسكري تعد تركيا من أكثر الدول الإسلامية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني. وما الشعارات الإسلامية التي يرفعها إلا لذر الرماد في العيون، وكسب الأصوات داخل تركيا.وخداع شعوب المنطقه.
أسئلة كثيرة تدور على ألسنة الملايين من أبناء الشعوب الإسلامية؟
لقد قال الرئيس الأمريكي في آخر خطاب له:
(إنه يعمل على السلام من خلال القوة، ويتعاون مع الدول التي تحترم شعوبها ) ويقصد بذلك توفير الأمن والسلام لإسرائيل فقط. والحكام الذين يقصدهم هم الحكام العملاء المنبطحون للكيان الصهيوني وحماته وعلى رأسهم حكام آل سعود الذين هيأهم ترامب ليكونوا رأس الرمح في تصفية القضية الفلسطينية . وهي عملية مدروسة ومخطط لها. و ستثبت الأيام القادمة هذا الأمر بصورة جلية لاتقبل التأويل. والأمل الوحيد المتبقي هو موقف قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ضد هذا المد الخياني العاتي.
جعفر المهاجر.
30/12/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م