الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا تكفي 37 سنة ديكتاتورية في إيران ؟

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا : حرية -- مساواة – أخوة

على إثر الاحتجاجات التي اشتعلت في عدة مدن ايرانية بعد قرار حكام ايران الزيادة في اسعار المواد الإستهلاكية و فرض ضرائب جديدة على الشعب ، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا يحذر فيه مما سماه الفتنة الداخلية التي اتهم اسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراءها ..
لقد كان المتظاهرون يرفعون شعارات مثل "الموت لروحاني" (اي الرئيس) و "الموت للديكتاتور" في اشارة لخامنئي المرشد الأعلى للثورة ..التي حدثت سنة 1979.(أنظررابط الفيديو أسفل المقال)
الثورة في ايران جاءت باصحاب العمائم للحكم بعد فرار الشاه رضا بهلوي من البلد و لوثت المجتمع الايراني بالتشدد و حثه على الحنين للماضي التاريخي للامبراطورية الفارسية التوسعية القديمة .فأدى ذلك لتهديد هم لجيرانهم و دخولهم في حروب عدة في المنطقة ، مع ديكتاتور العراق السابق صدام حسين لثمان سنوات ، ثم في في سوريا و لبنان و الاراضي الفلسطينية واليمن ..
ولقد دأب اصحاب العمائم في ايران على رفع شعار "نصرة المستضعفين" و "تصدير الثورة " نهارا جهارا من خلال شحن ادمغة المواطنين السنيين في شمال افريقيا والشرق الاوسط بالثراث الشيعي في ما يسمى الحوزات العلمية في ايران و لبنان و العراق و سوريا و غير ذلك لغسل ادمغتهم و جعلهم ناطقين باسم المرشد الاعلى للثورة لتهييئهم لحمل السلاح وتكوين مليشيات منظمة قصد التمرد على انظمة الحكم السنية في بلدانهم الاصلية .و هذا بالضبط ما حدث في العراق من خلال حزب الله العراقي و في سوريا و لبنان من خلال حزب الله اللبناني و في اليمن من خلال ما يسمى انصار الله اي الحوثيين ..و في قطاع غزة و الضفة الغربية من خلال منظمتي "الجهاد الاسلامي " و "منظمة حماس" الفلسطينيتين..
أليست هذه فتنة ما تقوم به ايران في باقي دول شمال افريقيا والشرق الاوسط؟؟
و في كل هذا يخسر ملالي إيران المليارات الخارجة عن اي محاسبة داخل ايران والتي يهبونها نقدا أو سلاحا أو في التعليم أو التدريب أو اللوجيستيك للميليشيات التي يعتمدون عليها في كل بلد ..
و من اجل ماذا ؟
من اجل استثمار خاطئ للمستقبل يعطيهم حسب تصورهم موطئ قدم في تلك البلدان و استغلال مستقبلي لثرواتها على المدى الطويل .و هو ما فشل الفشل الذريع في كل المناطق التي تمت فيها مثل هذه التجارب..سواء في لبنان او قطاع غزة أو في اليمن أو في العراق ..
في حين هناك الملايين من مواطني ايران العاطلين عن العمل و الفقراء الذين يحتاجون لتلك الملايير التي يصرفها ملالي ايران بسخاء على المنظمات الارهابية خارج ايران و على التكوين الفكري للمواطنين الذين يختارونهم من بلدان بعيدة عن ايران قصد دمجهم في مشاريع ميليشيات مستقبلية ذات المبرر الديني الواحد الذي يخفي البعد السياسي ..
إن الشعب الايراني المتعدد بطبيعته كاي مجتمع يحتاج لنظام سياسي ديموقراطي داخل حدوده يضع النقط على الحروف بتحديد صلاحيات كل مسؤول في الدولة لمدة زمنية معينة لا تدوم حتى الممات مثل ما هو حاصل الآن مع منصب ما يسمى مرشد الثورة دون لبس او إبهام و يؤسس للمساواة وللحرية و الكرامة الانسانية والتوزيع العادل للثروة الوطنية التي لا يجوز تبذيرها او العبث بها .لانها ثروة كل الشعب ذي السيادة على ارضه و على ثرواتها وعلى مجالها الجوي والبحري.
وعلى النظام السياسي الجديد أن يرفع شعار " الاولوية للايرانيين " إيران أولا و إيران أخيرا "
طبعا هذا لا يعني عدم تقديم المساعدة لللاجئين لايران لاي سبب من الاسباب مثل ما تنص على ذلك المواثيق الدولية .. لكن رفع الشعار الانف الذكر سيجعل الخير يفيض على الايرانيين أولا ..و اذا فاض الخير فمن يستطيع منع الطيور مثلا من نقر الحب الذي يسقط على الارض. لا احد طبعا ...
فالشعب الايراني يستحق حكاما افضل من هؤلاء اصحاب العمائم الذين انهت مدة صلاحيتهم التاريخية لرد ايران لطريق بناء دولة حديثة لا تعادي جيرانها و لا تعادي العالم وتعيش فعلا الحداثة و العقلانية والديموقراطية الحقيقية و لا تعيش خرافات و اساطير العهد القديم ..
فهل الشعب الايراني ليس شجاعا بما يكفي لفعل ذلك ؟
لا اعتقد ذلك .
الشعب الايراني ليس اقل ذكاء من جلاديه و مستبديه باسم الدين وسجانيه في قفص الماضي الذي يجب ان ينتهي الى الابد من اجل ايران جديدة متألقة و لامعة بالحرية والذكاء و التقدم في كل المجالات واحترام الغير.
و لذلك فعلى ملالي ايران سماع صوت الشارع و التنحي عن السلطة دون ان يدخلوا البلاد في بحر من الدماء اذا كانوا فعلا يحبون بلدهم ومواطنيهم .لانهم أطالوا في الحكم و معاداة العالم و جيرانهم كثيرا دون تحقيق ما كانوا دوما يصبون اليه و هي احلام و اوهام الامبراطورية الفارسية القديمة . فقد نسوا ببساطة ان العالم اليوم ليس هو عالم الامس.. حتى جاء التغيير يدق ابوابهم ..
فهل سيستيقظوا من نومهم ؟
لا ندري ..
رابط الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=QabL4RqHXc4








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أن اوان الانتفاضة العراقية ضد ملالي ايران
سيلوس العراقي ( 2017 / 12 / 31 - 16:12 )
انتفاضة كبرى للشيعة والكورد في العراق
ستعجل من سقوط النظام المتخلف لملالي طهران
تحياتي

اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا