الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بارانويا النظام المصري

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



لا يمر يوم دون أن يتحفنا إعلاميو النظام ورموزه بالحديث عن المؤامرات التي تحاك لضرب أمن وسلامة مصر وشعبها، فقط يتغير المتأمرون في كل مرة بحسب الظروف والأحداث.
فمرة المتآمر هو تركيا وحتى أنها اصبحت تأوي كل الإعلاميين المعارضين للنظام إلا قليلا، ومرة يكون المتآمر هو ألمانيا حيث أنها تأوي ما بقي من إعلاميين أحرار، وتارة أخرى يكون المتآمر هو قطر حيث أنها تدعم الإرهاب والإرهابيين وهو اللقب الذي يطلقه النظام على المقاومة الإسلامية في فلسطين بالمناسبة.
وفي بعض الأحيان تكون المؤامرة أمريكية إسرائيلية وخاصة إذا ناقش الكونجرس تخفيض المعونة المقدمة لمصر على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان، ثم في أحيان أخرى تتحول المؤامرة لبريطانية وخاصة إذا ما نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية خبر أو تقرير يتحدث عن إنتهاكات النظام اللانهائية مثل الفيلم التسجيلي "الموت في الخدمة".
وإذا ما قررت روسيا عدم إستئناف الرحلات السياحية لمصر بسبب عدم توفر المعايير الأمنية تصبح المؤامرة روسية، ومع أن النظام الإيراني والصحافة الإيرانية لم تتعرض بالنقد أبدا للنظام المصري، إلا أن النظام لديه شعور بأن هناك مؤامرة إيرانية عليه لسبب لا يعلمه إلا الله.
وعلى الرغم من مكافئة وزير الداخلية بالأمس لرجاله على تحقيقهم "الأمن والأمان" وشجاعتهم منقطعة النظير في مواجهة الإرهاب، إلا أن أسبانيا صنّفت مصر من ضمن الدول الخطيرة التي لا يجب على الرعايا الأسبان السفر إليها إلا في حالات الضرورة القصوى، فلابد وأن هناك مؤامرة أسبانية كذلك على مصر التي ترفل في الأمن والأمان "راجع فيديوهات إرهابي كنيسة حلوان المنتشرة في كل الصحف والمواقع لترى بنفسك كفاءة الأجهزة الأمنية".
كل دول العالم تكره مصر – من وجهة نظر النظام – وتحسد المصريين على التقدم والثراء والحرية والنعيم الذي يرفلون فيه.
كل دول العالم – أيضا من وجهة نظر النظام – تحقد على هذا النظام الذي وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة على الصعيد الإقتصادي والعسكري ووفر الأمن الغذائي والإكتفاء الذاتي والتعليم والرعاية الصحية .. وحتى أن مصر تقبع في ذيل الأمم في كل هذه الأمور.
هذا النظام مصاب بحالة متأخرة جدا من البارانويا لا يمكنه معها النظر إلى حالته ورؤية نفسه على حقيقتها والتعامل مع كم الفشل والخيبة والبؤس الذي أوصل إليه البلاد والعباد في أربعة سنوات من أسوأ السنوات التي مرت على مصر ذات التاريخ الموغل في القدم.
هذا النظام لديه القدرة على الإحتفاء بالفشل ومكافئة الفاشلين، ليقدموا لنا المزيد من الفشل والتأخر والتراجع على كافة المستويات.
هذا النظام لا يشبع من الكذب ولا يكف عنه حتى في أكثر الأمور وضوحا كارتفاع الأسعار أو إختفاء الأدوية الحيوية من الأسواق أو تراجع التعليم وإعتماد مصر على الخارج في كل كبيرة وصغيرة حتى أفقدها ذلك مع الديون القدرة على الإستقلالية وصناعة القرار.
هذا النظام لا يملك إلا قمع وقتل من يجرؤ على قول الحقيقة ومن يحاول أن ينبهه إلى فداحة ما وصل إليه الحال في البلاد، وإذا لم يكن بإمكانه قمع من يقول الحقيقة أو قتله، فيكتفي بالتشهير به واتهامه بالتآمر والغيرة والحسد .. الى أخره من الإتهامات الجوفاء!
هذا النظام سيسقط من تلقاء نفسه مع أول نفحة هواء فلا يمكن لكل هذا الكذب وكل هذا التلديس وكل هذا الإجرام الإستمرار إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد