الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة على الثورة في ايران

هيثم بن محمد شطورو

2018 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من الطبيعي ان يصف نظام العمائم في ايران الانتـفاضة الشعبية بمؤامرة اسرائيلية أمريكية
فكل سلطة تعجز عن النظر إلا بمنظار الصراع على السلطة و هذا هو مقـتلها، لأن السلطة في حقيقتها هي تعبير عن الشعب و لكنها كفاعلين فيها هي صراع لأجل الحكم بما يمثله من رؤية و امتيازات و نفوذ..
المشكل هو في بعض المعتوهين العرب اللذين يرددون نفس الاسطوانة و بعضهم ينعت نفسه باليساري..
نتوه حقيقة في التعرف على هوية اليسار معهم..أليس اليسار مناصرا للتحركات الشعبية المطالبة بالتحرر و العدالة الاجتماعية ؟ أليس اليسار في تـناقض صارخ مع أي شكل من أشكال الحكم الديني و السياسي المتلبس بالدين بشكل عام..
لن نخوض في مسألة دعم النظام الايراني لحركة المقاومة ضد اسرائيل و لكن بشرط تلبسها باللباس الشيعي الطائفي..
من حق حزب الله ان يتلبس بذلك بما ان ايران هي التي مدت يدها لدعمه، لكن ليس من الذكاء في شيء الاعتـقاد ان النظام الايراني يعمل على التحرر العربي، ذلك انه في ايران ذاتها عمل على قمع حركات و اتجاهات التحرر الايرانية..كما لا ننسى ان نظام الخميني قتل آلاف اليساريـين الإيرانيـين كما انه لا يمكننا التغافل عن حجم المقاومة الايرانية الكبرى لهذا النظام التيوقراطي الرجعي المتخلف الذي جعل من ميليشياته تلاحق النساء في طهران بالسياط لإجبارهن على التحجب حين سيطر على الحكم آخر السبعينات من القرن العشرين..
نظام الخميني الذي أعلن منذ البداية أنه يعمل على تصدير الثورة لأجل تأسيس جمهورية إسلامية بل انه عين ما أسماه واليا له على العراق و هو "باقر الصدر" فقام "صدام حسين" بإعدامه بمسدسه ( حسب رواية اخوانية في الثمانينات)..
هذا النظام الذي لم يعش إلا بفضل الحرب مع العراق التي دامت لثماني سنوات، و من ثم من خلال اختلاق صراعه مع اسرائيل مع العلم انه في احدى المعارك الكبرى في سنة 1984خطط لها "اريل شارون" نفسه ضد الجيش العراقي ( حسب رواية الاعلام العراقي لنظام صدام حسين)، كما لا ننسى فضيحة "ايران غايت" التي كشفت بيع واشنطن السلاح لإيران في حربه ضد العراق برغم الادعاء بالعداء الظاهري حيث كان الخميني يصف امريكا بالشيطان الأكبر..
المثير للغثيان حقا هو ان يتماهى بعض اليسار مع قراءة المؤامرة على ايران حاليا..
بغض النظر عن ما تـقدم و عن غيره..لنفترض ان المحرك الأساسي في الخروج الى الشارع مؤامرة، فمادامت قد لقيت الحركة هذه الاستجابة الكبرى الى الحد الذي يحرقون فيه صورة الخميني و يطلقون وصف المجرم على "روحاني"، فإن ذلك يدلل بوضوح ان الحالة الثورية الرافضة لنظام العمائم هذا موجودة بقوة و منتـشرة..
هذا مع العلم ان هذا النظام قمعي و متوحش و ان ولائم الاعـدامات لمعارضيه لم تـنـقطع يوما، و الشعب الايراني يعيش القمع يوميا..فمن يخرج للتظاهر ضد هذا النظام يعلم جيدا انه ليس بصدد القيام بنزهة و انما انه بصدد التقدم الى الموت في سبيل القول انه رافض لهذه السلطة البغيضة و أنه حر..
فهل من المعقول الاستهانة بالحالة الثورية و الاستهانة بالعقل و الذكاء الايراني و الاستهانة بالحقائق الموضوعية الى الدرجة التي تعتبر الثوريـين الايرانيـين مجرد "دمى" تحركها أصابع المؤامرة؟؟..
لو كان الشعب الايراني حرا و يعيش بكرامة و لا يشهد نسبة 5 ملايين بشر تحت مستوى الفقر، و لا يشهد قمعا طائفيا شيعيا ضد السنة و فارسيا ضد بقية القوميات المشكلة لإيران..لو كان الامر كذلك يمكننا ان نتحدث عن مؤامرات و لكننا لن نجد حراكا ثوريا ضخما كالذي نشهده اليوم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر