الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أماني العرب

محمد ابداح

2018 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إن كل تلك الأهداف التي نسعى لتحقيقها في هذه الحياة ، هي ذاتها حزمة الأماني الموعودة في كافة الأديان السماوية، وهي تلك الأماني التي نتضرع خاشعين للوصول إليها، وهي ذاتها التي نتسابق للفوز بها ، فقد أسرت عقولنا من روعتها وفتنتها وجمالها ، نعم تلك أمانينا .
ولكن .. بما أن الرياح تجري بما يشاء الله لا السفُنُ ، لأن ((كلمةُ الله وحكمته فوق كل شيء )) ،
فقد يطرأ على خلد البعض منا بإن إلحاق الأمنيه بالدعاء سيساهم في تحقيقها على غرار أماني أئمة المنابر مدفوعة الأجر ( اللهم إني داع فأمنّوا!!) ، وحتى لا نقع في دائرة الأماني المستحيلة والمذكورة حصرا في القرآن الكريم ( ياليتني كنت ترابا ، يا ليتني قدمت لحياتي ، ولم اتخذ فلانا خليلا ، ولم أوت كتابي ، واتخذت مع الرسول سبيلا ، وكنت معهم فأفوز فوزا عظميا ، وأخيرا يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ) ، علينا أولا ان نعلم بأن جهنم لم تخلق عبثا ، وأبوابها مفتوحة لأصحاب الأماني ، في الدنيا والآخرة ، ونحن كعرب ، مسلمين ومسيحيين ، قد تمنينا الكثير على أنفسنا أولا وحكامنا ثانيا ، ومازادتنا الأماني سوى الغرق في الأوهام ، حتى أضحت المقدسات الدينية عموما في فلسطين بنظر الحكام العرب شأن فلسطيني خاص والقدس عاصمة إسرائيل.
وأصبح الخطر الشيعي الفارسي بنظر المهاترات السياسية العربية ، هو الذي يهدد الأمن القومي العربي ، فهل يعلم الساسة العرب بأن التشيّع لم يبدأ من إيران أصلا ، وإنما تم تصديره لها من بلاد العرب أوطاني
فسحقاً لأماني الأمن القومي العربي ، والمواطن العربي يموت ألف مرة في وطنه ....
علينا أن نعلم بأن القومية العربية تناهز ، بل وتتفرق على النازية في سياسة الفصل العنصري ، فالقومية العربية فرقت العرب كقبائل الجاهلية الأولى ، ولم تجمع شملهم ..
نعم تلك أمانينا ..
علينا أن نعلم بأن فقهاء الدين الإسلامي في يومنا هذا قد باتوا يُغرقون عقول طلبة علم أصول الفقه في مسائل فقهية لا علاقة لها بالواقع المعاصر على الإطلاق ، كحكم الوضوء بمسحوق الطبشور أو ماء العصير ، في الوقت الذي يُهدر فيه الماء العذب يوميا بسخاء وتبذير على غسل السيارات الفخمة لأصحاب الفتاوي الشرعية ، نعم تلك أمانينا ..
علينا أن نعلم بأن داعش لم تعيد أماني زمن الخلافة الإسلامية ، بل صراعات داحس والغبراء ، ومزيدا من التخلف والتشريد..
علينا أن نعلم بأن أمانينا قد حفظها الغرب فهم يسمعونها في كل دعاء لنا ، عقب كل صلاة ، وفي خطب صلاة الجمعة ، ولم تعد تخيفهم وعودنا وتهديداتنا ، وثاراتنا ، تلك أمانينا ...
وأما الغرب فقد كفّ منذ قرون عن التمني ، وأبقى لنا أمانينا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد