الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية إذ تتمظهر بقناع الدفاع عن حرية الفكر

سعيد مضيه

2018 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الفاشية إذ تتمظهر بقناع الدفاع عن حرية الفكر
نصحت صحيفة نيويورك تايمز الرئيس الأميركي ترامب بالكف عن دعم التحرك الشعبي في إيران لأن موقفه يرتد بأثر عكسي . وتأكدت صحة تقدير الصحيفة حين شرع التحالف برئاسة الولايات المتحدة يوجه ضربات ضد داعش؛ فقد تقاطر المنتصرون للدواعش من مختلف البلدان وتضاعفت قوتها البشرية. وبالمثل يأتي دفاع مالك البارودي بمثل ما عليه من هزال وتبذل عن المفكر الكبير يوسف زيدان .

فمن الهزال المناقض لطبيعة الحوار المتمدن شخصنة اختلاف الرأي ويشير كاتب لزميل او زميلة في المهنة ("كاتبة تسمّى هويدا صالح)!! طالعت مقالة الكاتب مالك البارودي، ثم رجعت إلى مقال الكاتبة هويدا صالح لأجد انها علَم في دنيا الثقافة والفكر. تعمل أستاذا مساعدا للنقد الأدبي وتعمل أيضا في كلية العلوم الاجتماعية ومديرا بالمركز الإعلامي باكاديمية الفنون وتقوم بمهمات استشارية لدور نشر وتوزيع. نشرت 120 مقالة على موقع الحوار المتمدن ، استقطبت جمهور قراء يعدون بمئات الآلاف.ولم أشر إلا لنزر يسير من المهام الثقافية الموكولة إليها. الكاتبة هويدا صالح ليست بحاجة لمن يدافع عنها ؛ غير أن التعريض بالكاتبة ردا على تضامنها مع الضحية والمظلوم في الصراع حول فلسطين يذكر بنموذج التزييف الشاحن للكراهية العنصرية ضد شعب فلسطين الذي دأبت عليه سياسات إسرائيل عبر العقود يستدعي كشف الحقائق والوقائع..
بمسوغ الدفاع عن يوسف زيدان يقصف "البارودي" دانات صاروخية من الشتائم الحاقدة على الكاتبة ويلفق لها تهمة التحريض على القتل. يشتط في تفسير "الخوف من نظرة المجتمع"، يتساءل : (هل أنت بصدد تمرير رسالة مشفّرة للغوغاء لكي يُوقفوا يوسف زيدان عن الكلام بإرهابه؟) ويستطرد ، (ثمّ ما معنى كلامك "لم يخرج علينا أحدٌ بوجهٍ مكشوفٍ ودون خوفٍ من نظرة المجتمع"؟ ما مشكلتك مع من يخرج بوجهٍ مكشوفٍ ليقول رأيه ويطرح أفكاره؟). يا سيد مالك كل كاتب، طالما يخاطب جمهوره، ملزم باحترام العقل ومنطقه. وكل المصلحين قاربوا بحذر وحكمة قناعات الجمهور المعيقة للتقدم والإصلاح طالما هم ينشدون التقدم والإصلاح.هذا ما يفهم من عبارة الكاتبة هويدا صالح. فمن التجني المنطوي على الإرهاب تحميل الكتابة ما لا تحتمل ، وإطلاق الهجوم بصواريخ: ( فالكاتبة هنا وبكلّ وضوح، تُقيم محكمة تفتيش في شأن يوسف زيدان. لماذا؟ لأنّه قال رأيه في مسألة ما. ولكن ما المشكلة في ذلك؟). ثم يفرغ ما يختزنه من حقد لا يليق بصاحب رأي عليه ان يحترم آراء الآخرين: (ولا أظنّ أنّ هناك فرقًا بينك وبين الشيوخ الجرذان الذين يتبنّون مثل هذا الخطاب الإرهابي السّافل تجاه من ترك الإسلام وخرج من ظلماته )!! إن اول من وصف البشر بالجرذان هم النازيون الألمان لدى التحريض على إبادة اليهود ، ثم نقلت إسرائيل والصهيونية عنهم لنفس الغاية.
والحقد على هذه الشاكلة تعبير عن احد ضروب الفاشية.

"البارودي" ينفس عن أحقاده المنحازة بشكل مفضوح، تحت جنح الدفاع عن يوسف زيدان،القامة الفكرية السامقة. لا يحتاج مفكر من وزن يوسف زيدان لنموذج مبتذل من الدفاع. يوسف زيدان ابن المجتمع المصري الذي يقدر الإبداع ويحرس المبدعين.أحرى بالكاتب مالك البارودي ان لا يستظل بالدفاع عن يوسف زيدان كي يهاجم الموقف المناهض لإسرائيل في الصراع الدائر بشان فلسطين.

منطق دحض الخرافة يوجب على يوسف زيدان ومقدم البرنامج التلفزيوني الذي ظهر عليه دمج الهيكل مع الأقصى لدى التحليل العلمي الذي يقارب قضية تمس وجدان الملايين من العرب وغير العرب، لا أن يقتصر حوارهما على الأقصى وحده . فذلك بمثابة انحياز يثير الريب! إن التشكيك بمكانة الأقصى لدى المسلمين بذريعة عدم تأكيد موقع الأقصى الوارد بالقرآن لا ينفي صفة القداسة عن الأقصى ، الجامع القدسي ، ووجوب الدفاع عنه كأثر عربي تاريخي شهد المحاورات في الفقه واللغة والمنطق على مدى العصر الوسيط. الأقصى معلم ثقافي شان الأزهر وجامع الزيتونة. ونظرا لانعدام اليقين بصدد الأقصى مسرى الرسول، حيث لم يرد ذلك في القرآن، فإن واقعة اختيار عبد الملك بن مروان مكان القدس لتشييد الأقصى كعبة يحج إليها المسلمون كتحد لعبد الله بن الزبير في استيلائه على مكة ، يعزز الاعتقاد بأن التحدي استند إلى قناعة لدى المسلمين في ذلك العهد أن القدس هي موقع مسرى الرسول والقبلة الأولى. ويقول العلم: منذ العام 1867، أي قبل مائة وخمسين عاما، وبرنامج "اكتشاف فلسطين" الذي شرعت به بريطانيا ينقب حول الأقصى وتحته بحثا عن أثر للهيكل المزعوم دون جدوى. ودون جدوى انتهى التنقيب عن أثر لقصور الملك العظيم سليمان حول القدس. بل إن التنقيب الأثري خلال الثلث الأخير من القرن الماضي توصل إلى إنكار وقائع التاريخ التوراتي، وتجاسر توماس طومسون عام 1992 ( وهو ليس من المهاويس المسلمين) بالتصريح عن نتيجة أضمرها عديد الباحثين في تاريخ فلسطين القديم وجهر بأن التوراة ليست كتابا للتاريخ، سجل أسفارها مدونون عاشوا في أزمنة متاخرة جدا عن أزمنة الوقائع المدرجة فيها. فقدَ طومسون وظيفته الأكاديمية جراء جسارته. وكتب المؤرخ المسيحي (وليس قرف المسلمين) كيث وايتلام كتابه الشهير بعنوان " اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني"،عام 1996، بناء على معطيات التنقيبات الأثرية المتحررة من خرافات التوراة. ولعلم السيد البارودي شارك في التنقيبات الأثرية الداحضة لمعطيات التوراة باحثون ومؤرخون مسيحيون ويهود، وكتب المؤرخ اليهودي شلومو ساند مؤلفه " اختراع الشعب اليهودي " ليبرهن على أن اليهود ليسوا شعبا متجانس الهوية القومية ولا يتبع جذرا عرقيا ينحو به للعودة إلى فلسطين مهما نأت به الترحالات.
طالما "البارودي" ملحد فما قوله في من يدعون انهم شعب الله المختار ويحتكرون الحق في فلسطين بدعوى أن "يهوه" اقطعها لأجدادهم؟ الملحد يلتزم الحياد بين أتباع الديانات. وينقض حياده إذ يخاطب الكاتبة المسلمة (إحتكرتِ الموضوع أنت وجماعتك وأصبح ممنوعًا على الآخر الذي يخالفك في الرّأي أن يُدلي بدلوه فيه؟) . هو يعرف، بدون شك، أن تهم "العداء للسامية" تكال جزافا ضد كل من ينتقد اغتصاب أراضي الفلسطينيين بمسوغ أن الرب "يهوه " أقطعهم أياها؟ ما رأي السيد الملحد في نظام الأبارتهايد المفروض على شعب فلسطين بدعوى الحق المطلق لشعب يهوه، رغم الاكتشافات العلمية،؟ أين الهلوسات واين الخرافات، ولمن يتوجب عليه توجيه النصيحة: (تخرجين أنت وأمثالك بوجوهٍ مكشوفةٍ لإلقاء خرافاتكم وشعاراتكم الفارغة وملء الدّنيا بتفاهاتٍ لا تنفعُ بشيء. . ولا أرى أكثر تفاهة وتخلّفًا وإرهابًا وحيوانيّة ممن يتبنّون هذا الرّأي...) مهلا، أليس من يتبنون وعد "يهوه" لشعبه "المختار" أشد تفاهة؟ ولمن يتوجب توجيه الخطاب، ( فلماذا لا تتركون أنتم أيضا هلوساتكم لأنفسكم وتُعفُونا من هذا القرف الذي نعيشُ فيه بسبب خرافاتكم؟ أم أنّه يحقّ لكم ما لا يحقّ لغيركم؟ ومن أعطاكم هذا الحقّ؟ أم أنّها ثقافة القطيع...؟ ) من هو الذي يبتي سياساته على الهلوسات، ومن يهيل القرف في جنبات المعمورة انه مستثنى من احكام القانون الدولي الإنساني ؟ من يستثني نفسه من الاتفاقات الدولية وينتهكها ، خاصة اتفاقية جنيف بصدد سلامة المدنيين أثناء الحروب وبصدد عدم جواز إجراء تغييرات ديمغرافية تحت الاحتلال؟
ويقرّع " البارودي ، لا فض فوه ولا كسر قلمه، الكاتبة: (ما المشكلة في أن يكون خطابُ المرء "متصهينًا"، كما تقولين؟ وأيّ خطرٍ يأتي من مجرّد خطابٍ لا فيه تحريض ولا دعوة للقتل ولا للنّهب؟ هل أدلّك على نوع آخر من الخطاب الذي يمكنك مقارنته بخطاب يوسف زيدان للتّحقق من خطأ نظرتك وسطحيّة فكرك أو نفاق مقاييسك؟ طالعي القرآن...). ولماذا لا يحث على مطالعة التلمود؟ ألا ينطوي على دعوات إبادة الجنس، خاصة في سفر يشوع؟ ولماذا لا ينظر في واقعة تشريد السكان الأصليين في فلسطين عبرمجازر جماعية كشف عنها البروفيسور اليهودي ، إيلان بابه في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين ؟ وما سر إغفال دعوات التهجير تنطلق في الوقت الراهن من أفواه الليكوديين والليبرمانيين الصهاينة؟

هل الأمر بعد هذا هلوسات وخرافات مسلمين؟ وهل العرب هم البادئون ب" الاعتداء"؟ أسوق للسيد البارودي الوقائع التالية : اختزل الزعيم الصهيوني، أشر تسفي غينزنبرغ( 1856-1927) ، تشوهات النفسية الاجتماعية للمستوطن اليهودي قبل ان يواجه بمقاومة في فلسطين في بواكير الاستيطان، وذلك في مقال نشره عام 1891، أي في القرن التاسع عشر، إثر زيارته لفلسطين: "كانوا –المستوطنون- عبيدا في أقطار منافيهم، وفجأة وجدوا أنفسهم وسط برية غير محدودة الحرية ، توجد في قطر مثل تركيا فقط؛ هذا التغيير ولد لديهم ميلا إلى الطغيان الذي ينمو حين يصبح العبد ملكاً . إنهم يعاملون العرب بعداء وقسوة على أراضيهم بدون وجه حق ويتباهون بذلك". تلك هي الطبيعة المتأصلة في الاستيطان الصهيوني.
وتحت العنوان "ليس هذه هو الطريق" نشرأالكاتب نفسه مقالة بالاسم المستعار أحد هعام (أحد أفراد الشعب) . ومنذ نشر هذه المقالة بات يعرف بهذا الاسم . كان قد حضر المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في مدينة بازل السويسرية عام 1897 . وجد نفسه في صف المعارضة، إذ أيد معظم نواب المؤتمر تأسيس دولة يهودية كهدف رئيسي للحركة الصهيونية. اعتزل الحركة وقاطع مؤتمراتها . دعا في المقالة إلى انعطاف فكري في الحركة ، وعرض لأول مرة مبادئ التيار الفكري المسمى لاحقًا "الصهيونية الروحية". في هذه المقالة قال آحاد هعام إن إقامة المركز اليهودي الرئيسي في فلسطين ليس من شأنه أن ينقذ اليهود من الاضطهاد الذي يتعرضون له في بعض البلدان، وإنما من شأنه أن يكون مركزا يهوديا روحيا مثاليا يؤثر بصورة إيجابية على مجتمعات يهودية في أنحاء العالم وعلى شعوب أخرى". في رأي آحاد هعام يكون المبرر الأرفع لإقامة المركز اليهودي الرئيسي في فلسطين هو السعي إلى جعله مركزا روحيا مثاليا وليس النية لجعله كيانا سياسيا.
ذكر نوعام تشومسكي في مقابلة صحفية ان والده والأسرة والجيران كانوا من اتباع احد هعام وتولاهم الحزن حين علموا بتصويت الأمم المتحدة على إقامة الدولة اليهودية.
وفي مقال نقدي كتبه الناقد الأدبي ،كلاوزنر، في مجلته الأدبية التي كان يصدرها في مدينة اوديسا؛ استهجن تكلم يهود باللغة العربية وتشبههم بالعرب؛ فمن الأفضل البقاء في الغربة والذوبان في مجتمعات الغرب. أنذر المقال ان العلاقة مع العرب في فلسطين يجب ان تكون عدائية مطلقة . ومنذ ذلك الحين غدت الصهيونية حركة صدامية كما افاد أوري أفنيري في كتابه "إسرائيل بلا صهاينة" . بذَر المقال بذرة الأبارتهايد واعتماد القوة المسلحة لإنجاز مشروع الصهاينة في فلسطين.
وأفصح فلا ديمير جابوتينسكي، أبو الليكودية المعاصرة، عن خطته، المهد الذي احتضن فاشية مناحيم بيغن وتجمع الليكود، وذلك في مقاله الشهير " الجدار الحديدي" . طرح جابوتينسكي المبادئ الأساس لإقامة دولة يهودية بفلسطين عن طريق القوة. نجد في مقالته عبارتين ذاتي دلالة: الصهيونية مغامرة كولنيالية ولذا فهي تصمد أو تسقط من خلال القوة المسلحة" و "من المهم أن نبني ، ومن المهم ان نتكلم العبرية ، لكن من الأهم ، لسوء الحظ، أن نكون قادرين على إطلاق النار". شكل جابوتينسكي حركة الشبيبة في تنظيمات شبه عسكرية، التحق بعضهم بأكاديمية بحرية أيطالية بموافقة موسوليني. ومن منظماته بزغت جماعات فاشية تعاونت مع المحور أثناء الحرب العالمية الثانية. وكثيرا ما اتهم بن غوريون منافسه بيغن بالفاشية .
لكن التهمة الصريحة جاءت من البروفيسور اينشتين لدى زيارة بيغن الأولى في الرابع من كانون اول 1948 الى الولايات المتحدة. نشرت له نيويورك تايمز بيانا حمل توقيعه وتواقيع مائة من المثقفين اليهود ورد فيه: "فقبل أن يقع ضرر لا يمكن إصلاحه عن طريق مساهمات مالية ومظاهر عامة لصالح بيغن وخلق انطباع في فلسطين بأن قسماً كبيراً من أميركا يؤيد العناصر الفاشية في إسرائيل، يتعين على الرأي العام الأميركي ان يعلم بسجل السيد بيغن وحركته وأهدافهما. إن البيانات العلنية لحزب بيغن ليست بأي حال مرشداً لطابعه الحقيقي. ... حتى وقت قريب كانوا يبشرون صراحة بمذهب الدولة الفاشية. إن الحزب الإرهابي يفضح في أفعاله طابعه الحقيقي، ويمكننا ان نحكم من أفعاله الماضية بما يمكن ان نتوقعه ان يفعل في المستقبل.
ومضى البيان الى القول : "إن سلوكهم في قرية دير ياسين العربية كان مثالا صادماً. هذه القرية التي تقع خارج الطرق الرئيسية وتحيط بها أراض يهودية لم تشترك في الحرب، بل أنها ردت أيد عربية أرادت ان تستخدم القرية قاعدة لها. وفي 9 نيسان 1948هاجمت عصابات إرهابية هذه القرية المسالمة التي لم تكن هدفاً في القتال وقتلت معظم سكانها، 240 رجلاً وامرأة وطفلاً واحتفظت بعدد قليل منهم على قيد الحياة لتستعرضهم كأسرى في شوارع القدس. لقد فزع معظم المجتمع اليهودي من هذا الفعل؛ ولكن الإرهابيين، الذين هم بعيدون عن الشعور بالعار من فعلهم، كانوا فخورين بهذه المذبحة ونشروها على نطاق واسع، ودعوا المراسلين الأجانب الموجودين في البلد ليشاهدوا الجثث المكومة والفوضى العامة في دير ياسين. إن حادث دير ياسين يمثل طابع وأفعال حزب الحرية. ....".انتهت الرسالة.
في العام 1930تلقى فرويد، عالم التحليل النفسي المشهور، رسالة من حاييم كوفلر، عضو "مؤسّسة إعادة توطين اليهود في فلسطين"، تطلب منه، بحكم مكانته العلمية الرفيعة كعالم سيكولوجي، التوقيع على النّداء الذي وجّهه إليه من أجل دعم قضيّة الصهيونية في فلسطين، ومساندة حقّ اليهود في إقامة شعائرهم بحائط المبكى. كتمت الرسالة المتضمنة رد فرويد في حينه، وجرى تسريبها في وقت لاحق ، حيث يقول فرويد في رده: " كان من الأجدى، فيما يبدو لي، بناء وطن يهوديّ على أرض غير مشحونة تاريخيّا. لكنّني أعرف أنّ فكرة عقلانيّة من هذا القبيل لا يمكن أن تستدرّ حماسة الجموع ولا معونة الأثرياء. وأقرّ أيضا، وبكلّ أسف، أنّ تعصّب مواطنينا غير الواقعيّ يتحمّل نصيبه من المسؤولية في إثارة الارتياب لدى العرب. لا يمكن لي أن أبدي أيّ تعاطف ممكن مع تديّن مؤوّل بطريقة خاطئة". ربما يرد فرويد على التجني الزاعم أن العرب بدأوا العداء وليس إسرائيل. وربما يكشف الرد ان الساكت عن الحق ليس محايدا بين الديانات.
ألا تبين هذه الوقائع المعتدي المخطط للحروب والمجازر الدموية؟!
الكاتب الذي يجيز لنفسه تقريع الآخرين يتساءل متجاهلا ما تقدم من وقائع:ما المشكلة في أن يكون خطاب المرء متصهينا؟! المسيحية المتصهينة ، النواة الصلبة لتجمع المحافظين الجدد، وضعت في برنامجها أوائل تسعينات القرن الماضي بندا ينص صراحة على احتضان مشروع تهويد فلسطين كاملة ، ثم الاستيلاء على جنوب لبنان حتى الليطاني وكذلك التمسك بجبل الشيخ والجولان، كي تتحول إسرائيل إلى دولة إقليمية في المنطقة تتحكم في دويلات متشظية وتقرعها وقتما تشاء. لا بد أن شذرات من هذا البرنامج سمعت أو قرئت دون انتباه أو تفكر . بهدي البرنامج جزم غينغريتش في ذلك الحين ، وهو رئيس مجلس النواب الأميركي آنذاك، ان شعب فلسطين مصنطع، وبهدي البرنامج وعد ترامب بضم القدس لإسرائيل عاصمتها للأبد !!.
نكتفي بهذا القدر على أن نعاود إيراد المزيد من الوقائع الكاشفة للتزوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية