الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولستَ بخير!

محمد ابداح

2018 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اعتدت أيها العربي في كل صباح أن يقال لك صباح الخير فترد بمثلها، وإن سُؤلت كيف بحالك اليوم؟ تجيب: بخير.. ، والصحيح أنك لست بخير، نعم ..العرب ليسوا بخير. ليس تشاؤما لكنه الواقع.
مقدمة مقتضبة أوجز بها فكرة هذه المقالة.
في كل حديث عن أزمة الواقع العربي المعاصر يُجتزءُ فصلا كاملا من الحقيقة، تلامُ الدولة العثمانية والحكام العرب والإستعمار والشعب العربي أيضا، فإن كان الجميع مُخطيء فما الحل إذن؟
وُلدت الدول العربية المعاصرة مريضة جدا، وبكافة أنواع الأمراض المعروفة، السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وسبب ذلك بأن القابلة القانونية (بريطانيا وطاقمها التمريضي الدولي كفرنسا وإيطاليا)، قامت بحقن الوطن الوليد بكل الفيروسات والجراثيم التي استطاعوا لجمعها سبيلا، ولم تتمكن كل الوصفات الطبية والعلاجية لاحقا من شفاء أو حتى انتزاع تلك الأورام من جسد الأمة العربية.
تمرض الدول.. فتشفى أو تموت في النهاية ويولد غيرها، لكنها لاتبقى مريضة إلى الأبد!، يبدوا واضحا بأن الدول العربية قدّر لها أن تولد مريضة وأن لاتموت، بل تمنح حقن الإنعاش كلما شارفت على الموت كيلا تموت، بل لتحيى سقيمة عقيمة، يُعدّ إلتهاب الكبد الوبائي سرطان مصر الأول، يقوم معظم الأخوة المصريين المصابين بهذا الداء الخطير، والعاملين في مطاعم الوجبات السريعة في كل من الأردن ولبنان ودول الخليج وغيرها بتقديم جرعة مجانية من فيروس إلتهاب الكبد الوبائي (c) في كل وجبة يُستخدم السكين في تحضيرها، كأطباق المقبلات والسلطات والساندويشات، حيث تكون أصابع يد العامل المصري المصاب عرضة للجرح أثناء التقطيع والتحضير، وخصوصا في المطاعم الرخيصة أوالشعبية والتي لايراعى فيها قواعد السلامة الصحية بشكل فاعل، وليس سرا بأن العديد من المواطنين العرب قد أصيبوا بهذه الطريقة، ولا أعتقد بأن أحدا قد تطرق إلى هذا الأمر من قبل.
ليس ما تقدم توصيفا سطحيا لما يحدث بالطبع، غير أنه تقديم لمسألة أعمق بكثير، يأخذنا لمكاشفة فيما بيننا، والسؤال هو: هل يجب على الدول العربية أن تموت لتولد من جديد سليمة، وماهي الضمانات أن لاتعبث أيدي قذرة في أجنّة الدول العربية الوليدة ؟ ليس تفاؤلا.. ولكن ليس على الدول العربية أن تموت كي تولد من جديد سليمة، يكفينا موتا.
علينا أن نؤمن كشعوب عربية بأن الديمقراطية ليست وصفة طبية لمريض، فالأنظمة الديمقراطية في النهاية أنظمة بيروقراطية هرمية يحكم فيه النخب، سواء بمساهمة شعبية مباشرة أو بواسطة ممثلين عنهم، كما أن الثورات الشعبية ليست وصفات طبية أيضا، فقد تم صرف أربع وصفات متتالية منها مؤخرا لأربع عواصم عربية ولم تجدي كلها نفعا، بل ازداد الأمر سوءا. فإن كان السؤال لماذا وكيف؟ فقد بتنا نعلم السبب، ولمن لم يكن حاضرا معنا فإن الدول العربية ولدت كي تبقى مريضة.
الديمقراطية الحقيقة والمدينة الفاضلة موجودة في مخيلة الحالمين وحدهم، فانعدام ترس الشفافية في محور أي نظام يدّعي الديمقراطية يكفي لتعطيله. وتبقى لقيم العدل والوطنية ومكافحة الفساد والمساواة أصوات عالية، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح من بين كل تلك الأصوات أين الوطن؟
سؤال ليس على الفلسطيني أو السوري أو العراقي أو اليمني أو أي عربي مقيم في دول المهجر حول العالم طرحه، فتلك الفئة قد خرجت ولن تعود إلا كعودة الخميني أومحمود عباس ، أو حفتر أو دحلان، وأمثالهم من قبل ومن بعد، متأبطين أجندات وضمانات خارجية. المواطن العربي الذي تسمّر في وطنه دون دعم خارجي رغم قدرته على الهجرة أو اللجوء، هو الوحيد الذي يحمل بيده أدوات الإصلاح.
يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا