الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعبة الامريكية بعد داعش

داود السلمان

2018 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كل القرائن كانت تشير الى إن "داعش" هو صناعة امريكية بامتياز، صاغتها ولعبتها ايادي البيت الابيض وتريد من ورائها تعزيز هيمنتها على العالم، ولا نريد هنا أن نجلب الادلة والقرائن التي تثبت صحة ما نقول، على اعتبار اننا متيقنون فيما ندعي، فهناك العديد من التقارير الصحفية التي نشرت هنا وهناك اكدت ذلك.
امريكا لا تستطيع أن تنام ملء عينيها ليلة واحدة من دون أن ترى ازمة سياسية او اقتصادية او غيرها، سواء كان في الشرق الاوسط، أم في بقية العالم، وهذه هي سجية امريكا وديدنها، فهي، مختصر مفيد تعيش على الازمات، او بالأحرى هي من يفتعل الازمات، او كما يوصفها بعضهم: بشرطي المنطقة.
وبتعبير اكثر دقة أن امريكا تدعي بانها تحب الشعوب المظلومة ومتى ما ثارت تلك الشعوب على حكامها، فهي تكون لهم اكبر عون وناصر، وكل هذا زوراً وبهتاناً، والكل كان ينظر ويرى ما فعله صدام بالشعب العراقي وهي لم تحرك ساكناً، الا أن اقتظت مصلحتها، فدخلت بجيوشها واساطيلها للجري وراء مصلحتها لا حبا بالشعب العراقي. ونقول اليوم يقتل اطفال اليمن بقصف طائرات التحالف الذي تقوده السعودية وامام انظار العالم، وامريكا وكأن الامر لم يعنيها بالمرة. والسبب أن السعودية دفعت ثمن سكوت امريكا بملايين الدولارات من قوت شعبها وقبضت ذلك كاش يوم زار الرئيس الامريكي ترامب المملكة السعودية منتصف العام الماضي حيث سلمه الملك الجمل بما حمل وعاد ترامب منتصرا مرفوع الراس، بعد ان اعطى للملك الضوء الاخضر ان تفعل السعودية ما يشاء في سياستها الخارجية تجاه المنطقة.
والازمة الاخرى وليس الاخير التي تسعى الولايات المتحدة الامريكية افتعالها، هي ما تقوم به تجاه ايران، وكل ذلك بحراك مباشر وغير مباشر من السعودية، فالعداء بين الدولتين- السعودية وايران- له جذور تاريخية عميقة وقائمة على الاسس الدينية والمذهبية. واذا حدثت حربا- وهو بعيد كل البعد- بين الولايات المتحدة وايران فأن هذه الحرب ستشعل المنطقة برمتها، ولعل السعودية هي الخاسر الاكبر عسكريا واقتصاديا، فضلا عن أن مصالح امريكا في السعودية وفي بقية الدول المحاذية لإيران سوف تتضرر هي الاخرى، فايران حتماً ستضرب تلك المصالح بالطائرات والصواريخ ولم تسلم منها أية اهداف تقع ضمن تلك الاهداف التي ستصل لها الصواريخ والطائرات الايرانية.
فلعبة امريكا بعد "داعش" في المنطقة هي اشعال ازمة جديدة في الخليج تتدفأ امريكا على نارها وتكون هي اما اللاعب المباشر واما غير المباشر، الا أن المهم لديها هو أن لا يكون ثمة صمت وهدوء يعم المنطقة. واكيد أن الجميع يعي ذلك ويدرك اللعبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر