الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عن الهند و فلسطين
سليم نزال
2018 / 1 / 5القضية الفلسطينية
نحو اكثر من عشرين عاما كتبت مقالا فى صحيفة الشرق الاوسط حذرت فيه من خطورة تغير موقف الهند من صديق تاريخى للعرب الى صديق لاسرائيل .كان ذلك فى مرحلة التحولات العالمية الكبرى فى تسعينيات القرن الماضى.كن الاتحاد السوفياتى صديقا كبيرا للهند التى كانت من المجموعة القيادية لمجموعة عدم الانحياز.كانت علاقة الهند ممتازة مع منظمة التحرير و كان ياسر عرفات لدى زيارته للهند يتجنب الحديث او التدخل فى الصراع الهندى الباكستاتنى و هو فى راى موقفا حكيما . فكلا البلدين يدعمان فلسطين فى المحافل الدولية . و قد اتخذت منظمة التحرير مواقف اكبر من حجمها فى بعض القضايا و الحق بها ضررا كبيرا .كانت علاقة ياسر عرفات براجيف غاندى ممتازة و كان يخاطبه بابن اختى و سمعت ان عرفات كان قد حذره من محاولة الاغتيال التى اودت بحياته .
و مواقف الهند تجاه فلسطين تعود الى مرحلة ما قبل الاستقلال .حيث حاول الصهاينة طلب الدعم من غاندى الذى رفض ذلك و قال ان فلسطين عربية كما ان انكترا انكليزية .و قد بات هذا موقفا تقليديا للهند فى المحافل الدولية .لكن العالم بدا يتغير .و كان من الواضح ان الهند تبحث عن نفسها فى ظل عدم الاستفرار التى ساد العالم حينها .و كان قد بدات تتحرك نحو امريكا و نحو اسرائيل .
التقيت قبل بضعة اعوام بقياديين من الحزب الشيوعى الهندى و عبرت عن قلقى من تغيير فى السياسة الرسمية الهندية .و رغم تحفظاتهم على النظام الحاكم لكنهم قالوا انهم يشكون فى تغير كبير فى السياسة الهندية تجاه فلسطين .كان ذلك قبل ان يتولى مودى و هو رئيس حزب اصولى هندوسى سدة الحكم بعد فشل حزب المؤتمر الهندى الذى قاد الهند من ايام الاستفلال
.
لكن خطوة رئيس الوزراء مودى نحو اسرائيل كانت مقلقة فعلا .لقد بدا لى الامر انه اشبه بنقلة استراتيجية فى سياسة الهند الخارجية .لكن تصويت الهند فى الامم المتحدة اخيرا لصالح القدس العربية بدد من بعض القلق.
.
و تاتى الغاء الهند صفقة شراء اسلحة من اسرائيل خطوة مهمة على طريق استمرار السياسة الهندية المتوازنه .هذا على الرغم ان الالغاء فى راى لا علاقه له بسياسة الهند الخارجية بل على الاغلب لاسباب هندية خالصة .لكن اتخاذ القرار قبيل زيارة نتياهو الى الهند تؤشر بصورة اوضح الى عزم الهند مواصلة سياستها التقليدية فى موضوع الصراع العربى الاسرائيلى.
و لعل تعبير صحافى اسرائيلى ان الهند تريد مغامرة عاطفية مع اسرائيل و ليس زواجا يعبر عن خيبة الامل الاسرائلية من الهند التى احتجت عليها اسرائيل كونها صوتت ضد مشروع ترامب حول القدس .
و تظل مسوؤلية الاطراف العربية بما فيها السلطة الفلسطينيه ان تواصل العمل ل
كى تحافظ الهند على موقفها .لكن المشكلة اى عرب نخاطب الان و من هم العرب المهتمون بالامر .انه سؤال يعرف الجميع ان اجابته مريرة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات