الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران وهيئة أمم انتهى زمنها!

أفنان القاسم

2018 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


المناقشات البيزنطية الفارغة

في مجلس الأمن حول إيران وما يجري فيها تؤكد وجهة نظري التي طرحتها في مقالي السابق حول هيئة الأمم المتحدة التي اهترأت وترهلت وغدت تنتمي إلى زمن غابر لا علاقة له بتاتًا بزمن حاضر، الاقتصادُ في صميمه، والسياسةُ على هامشه، يتصرف إمعاتها، حتى ولو كان الإمعات ممثلي دول عظمى، تصرف الذئاب في مأدبة اللئام، يَدَّعون التكلم بلغة العصر، بينما لا ينطقون بمنطقه، ولا يخضعون لقانونه، فمنطق عصرنا البناء، الاستثمار، إطعام العقول قبل الأفواه، وقانون عصرنا التحديث، التصنيع، إدراك الحقيقة قبل إدراك العين.

بسبب هذه القيمة الباطنة

قيمة يستمدها العصر من طبيعته الخاصة، على السياسة أن تتراجع إلى أبعد مكان تكون فيه السلطات الدولية، لتتقدم المعرفة التي قوامها الاقتصاد في المقام الأول والعلم والثقافة، ولتنشأ بحكمها وأحكامها علاقات دولية جديدة، تلتغي وإياها الصراعات "الديكية" بين الدول، وتزول معها مناطق النفوذ، فلا يبقى غير نفوذ المناطق، في حقول الاختصاص، كما قلت أكثر من مرة بخصوص الشرق الأوسط، عندما قمت بتقسيمه إلى خمس عواصم فذة: طهران للتكنولوجيا، الرياض للمال، تل أبيب للصناعة، القاهرة للزراعة، الرباط للثقافة. وكذلك، لا يبقى غير نفوذ هذه المناطق كمركز للعمل على مستوى العالم، فيندمج اقتصاد الشرق الأوسط اندماجًا كاملاً في الاقتصاد الأمريكي الذي لن يعود يشكل جدارًا بينه وبين اقتصاد الشرق الأوسط أو بينه وبين اقتصادات أخرى أوروبية أم روسية أم صينية أم غيرها.

بناء على ذلك

تكون قوس قزح التعبير الأكثر ملائمة لما يغله العصر، فهي بممثليها غير السياسيين في العالم، وبوفود دول العالم إلى مقرها الأساسي في لندن، وبالدور الدينامي لمقريها الفرعيين في باريس وواشنطن، سوف لا تعمل على حل المشاكل الاقتصادية في العالم بتطوير النظريات الاقتصادية فحسب، بل ستساهم مساهمة فعالة في خلق فرص الاستثمار والتوريش والتحديث والتعمير والبناء، فترقى بالدول بقوانين الاقتصاد المتطورة وأخلاقه الإنسانية لا بقوانين السياسة المتقهقرة وأخلاقها الحيوانية، أخلاق اقتصاد براغماتية باتجاهين، باتجاه الخمسمائة أغنى أغنياء العالم والذين هم الحكام الفعليين للعالم، وباتجاه الإنسانية جمعاء والتي هي البقرة الحلوب الفعلية لأغنى أغنياء العالم، فيغترف المستغَلُّونَ في صفقات المغبونين من "طنجرة" التقدم ما يكفي حاجتهم من "طبيخ" تكنولوجي، كحق تفرضه سُنَّة التقدم بقوة الأشياء لا بقوة الفقر والانتماء إلى دول. ونحن بذلك، نعود بالإنسانية إلى عهد الإمبراطوريات الاقتصادية، وقد جددنا هذا العهد بجديد الاقتصاد، وجديد الحريات، حرية التبادل التجاري أولى الحريات وحرية التنقل، وجديد الأنوار والألوان.

إنه الزمن الجديد

بما يفرض من تعامل جديد يستدعي تأسيس مؤسسة دولية جديدة، قوس قزح، قوس الألوان والأنوار، المال الإيراني سيكون بمثابة الدم الذي يتفجر في عروقها، لأجل الاقتصاد الإيراني أول اقتصاد، ولأجل باقي اقتصادات المنطقة، فاقتصادات العالم، كل اقتصاد فيما بعد بماله، وليس بالمال الإيراني فقط، عندما يتم التوصل فيها –أي الاقتصادات- وبها إلى إرساء دعائم عمل دولي جديد لحل مشاكل إيران والمنطقة والعالم، فلا يحتاج هذا العمل إيران إلى رفع ميزانية دفاعها إلى ستين بالمائة للعام 2018، تحرقها في الحروب، ولا يحتاج هذا الأداء دول المنطقة والعالم إلى ممارسة الخسة في السياسة ما بينها، على حساب الشعوب، على حساب آبار النفط والغاز والماء، على حساب الأحلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثيوفولوس
شجاع وبيخاف ( 2018 / 1 / 6 - 15:46 )
عارف يا افنان حلاوة ترامب انه مهووس ويحب الفنخرة والادعاء؟؟
اصبر يومين وبكرة يقولك انا عملت هيك وهيك وحرضت على الفوضى بواسطة احمدي نجاد؟؟ او غيره
مثل ما عملوها اسلافه بتاعة الاسكمو المص هيلاري كلينتون وفستق العبيد اوباما وقت ما شكلوا داعش لاقتناص واخماد قوى الحرية في العراق وسوريا
على كل النظام الايراني وقع في نفس المقلب اللي لعبه مع الشيخ حسن ضد العرب في العراق وسوريا
طلع على البطريق الخائن ثيوفولس اللي نازل يبيع باراضي فلسطين والقدس اللي واقفله الاخوة المسيحيين وللاسف بتوع الاسلام الصوري بتوع الطبيخ والنسوان كونترا الصهيونية وامريكا ما حد محكي شي لا وحمشين بيقولك تؤجل للحل النهائي مثل اللي واعد مراته بالحج على عمر 100 سنة يللي بيعيش وليهم 15 يوم بيتحلفوا لترامب بس نجتمع منورجيكم
فتمخض الجبل فولد فارا؟؟؟
المهم انا متفائل لانه شعوب الشرق الاوسط بينظحك عليهم 100 سنة وشكله ترامب كاين ماضيه تاجر خردة وينبش يالزبالة
فنبش وطلعت هالتحف؟؟
شغال على مبدا جابوتنسكي بتحريك الحجارة تجنبا للعفن
هذول خلخلوا حجارة البيوت كمان مش بس حجارة في الحقل متخبي وراها حردون
حجارة مختفي وراها تلامبذ ثيوفولوس


2 - Theophilus
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 6 - 16:58 )
ذكرتني بثيوفيلوس التاني ((حب الله))، فكل ما يجري عندنا وعند غيرنا في الشرق الأوسط من حروب ومآس باسم هذا الحب! ترامب من شوي صرح ((أنا عبقري بكامل قواي العقلية))، انت متفاهم معاه والا إيه؟ انت بتعرفني منيح، بدي ايانا نخلص، بس مش بالتي هي أحسن، بدي أيانا نخلص بأصول، ربما على مبدأ جابوتنسكي بتحريك الحجارة، عشان أكون أول مرة في التاريخ صاحب إلهم وصاحب إلنا، وعشان يقول الناس من بعدي وبعدين فهم أفنان كيف نشتغل، مش متل اللي بقولوا القدس لنا زي اللي بقولو القدس لهم، ومن وعد بلفور وإحنا هون: القدس لنا ولهم، والشرق الأوسط لنا ولهم ولهم ولهم ولهم، الشعوب الخمسة الأغلبية، وانتهى الإشكال! في إيران دافع روحاني، في بداية الحراك الشعبي، عن المصلحين، وبعدين تحول ودافع عن المصلحين والمحافظين بذكاء خارق، يعني متلي من بداية ((مشروعي الإيراني))، أنا أدافع عن كل الإيرانيين، لأنه اليوم ما فيش أنا وانت وبس يا حبايبنا -متل ما تقول الأغنية- اللي بيفهم الأشياء متلي بيغير وجه التاريخ، لاحظ إني صرت أتكلم زي نابليون، هوه بدافع العنف، وأنا بدافع السلم، بدافع الحب، حب الله إيش يعني... شكرًا كتير مرورك يسعدني!

اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال