الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل استخباري لأحداث ايران الأخيرة

خالد الصلعي

2018 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تحليل استخباري لأحداث ايران الأخيرة
********************************
هل يمكن ربط اللقاء الاستخباري بين رئيس الأمن القومي الأمريكي بنظيره الصهيوني في 12 دسمبر 2017 بما حدث بايران منذ 28 من نفس الشهر ؟ . خاصة وأن اللقاء تمحور حول أربع نقط محددة تخص ايران لا غير ؟ .ووفقاً لكلام مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية للقناة العاشرة الإسرائيلية فقد وصلت في 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري إلى البيت الأبيض بعثة برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، بمشاركة ممثلين كبار من جميع الأذرع المؤسسة الأمنية، من أجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية. واجتمعت البعثة مع طاقم أميركي برئاسة مستشار الأمن القومي هربارت مكماستر، وبمشاركة ممثلين كبار من البيت الأبيض، أجهزة الاستخبارات الأميركية، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية. حسب ما نقله موقع الميادين . وقد تمحور اللقاء حسب االدكتور أحمد موصللي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ببيروت ، حول أربع نقط ، تتعلق بتحجيم برنامج طهران النووي ، واحداث فوضى تربك الحسابات الداخلية لايران ، والتقليص من نفوذ ايران في المنطقة ، وقلب النظام الايراني .
كما يلتقي هذا اللقاء الأمني العالي المستوى بالولايات المتحدة الأمريكية مع تعهد محمد بنسلمان قبل اشهر بنقل الفوضى الى داخل ايران . لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ، هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل جاهزتان الى هذا الحد لاشعال فتيل الاحتجاجات في ايران وبهذه السرعة ؟ . مع العلم وحسب شهادة كبار الاستراتيجيين ، يبقى النظام الايراني من الأنظمة القليلة الأكثر حصانة بين دول الشرق الأوسط من الفتن والفوضى ، والاختراقات الأمنية .
واذا كان تدخل ترامب ونتانياهو لم يتأخر لدعم انتفاضة ايران التي انتشرت كالنار في الهشيم ، انطلاقا من محافظة مشهد المحافظة ، فان هذا يعني أن الرجلين كانا ينتظران مثل هذا التحرك بشغف كبير . وهذا لا يعني البتة أنهما وراء هذه الاحتجاجات . لكن ما لا يغفله المتابع للملفات الأمنية هو أن تحركات جميع أعداء ايران داخل ترابها هي تحركات لايمكن اغفالها ، خاصة مع تقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة ، وطرق تحريكها ، وأساليب الاستخبارات المعقدة في الولوج الى أكثر الأماكن أمنا . وهذا ما يطرح سؤال سرعة تنفيذ المهام التي جمعت بين جهازي الأمن القومي لكل من واشنطن وتل أبيب ، ويمنحه شرعيته .خاصة اذا أضفنا الى معلوماتنا خلية او شبكة أو قسم الاستخبارات المختص بالشفرات والرموز . وهذا ما تستطيع منظمة" مجاهدي خلق" لتمريره للمتعاطفين معها وأعضائها بشكل انسيابي وسهل .
واذا كانت علة وأسباب احتجاجات الايرانيين جاءت كاجابة عن افلاس مجموعة من المؤسسات المالية التي استثمر فيها ملايين الايرانيين اموالهم . فان الخلايا النائمة التي تنتظر مثل هذه الفرص الاحتجاجية النادرة في كل حين لتوجيهها نحو أهدافها المسطرة مسبقا .ولعل هذا ما حاول اسثماره كل من الرئيس دونالد ترامب ونتانياهو ورئيسة منظمة مجاهدي خلق التي دعت بشكل مباشر الى اعتماد العنف والفوضى لاشعال اسلحة الايرانية .
اذن لا يبعد أن تكون لاجتماع رئيس الأمن القومي الأمريكي بنظيره الاسرائيلي علاقة بأحداث ايران الأخيرة ، لكن ضمن سياق تحريفها بعد الزيادة في اشعالها ، وليس كسبب مباشر لهذه الاحتجاجات . واذا كانت استراتيجية تحريف الانتفاضات والاحتجاجات قد نجحت ابان الربيع العربي ، لغياب أرضية ديمقراطية داخلية تساعد على اخمادها ، او تحصينها من التدخلات الخارجية ، فان ايران أثبتت حنكة وحرفية كبيرة في ادارة تداعيات الاحتجاجات ، وحاول كبار مسؤوليها منذ البداية عزل سلمية الاحتجاجات وشرعيتها ، عن العنف والفوضى . وبذلك قطعت الطريق على التدخلات الخارجية ، خاصة منها الأمريكية والاسرائيلية والسعودية ، وعلى الانحرافات الداخلية المتمثلة اساسا في منظمة مجاهدي خلق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست