الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جان الساخر ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2018 / 1 / 8
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


جان الساخر ..!!
قبل نصف عام أو يزيد ، كتبتُ مقالا أو بالحري نداءاً ، بعنوان "طولتوا الغيبة" ، توجهتُ فيه إلى بعض الزملاء الذين غابوا عن صفحات "الحوار المتمدن"، لفترة طويلة ... وكان مِن بين مَن توجهتُ بندائي اليهم ، الساخر الجميل المرحوم "جان نصّار "، وزميلة أُخرى لا نعرف حتى الآن أخبارها ، وهي الزميلة آمال طعمة ...
وهذا مقطع من ندائي ذاك : " "الغايب عذره معه" ، هكذا يُقرر مثلنا الشعبي ... والغياب قد يكون طوعا أو قسرا، نتيجة ظروف حياتية – معيشية ، ذاتية- عائلية، أو فترة نقاهة، تأمل واستجماع للقوى واسترداد للأنفاس اللاهثة في هذه الحياة المُتطلبة جدا.
وفي العادة فإننا نفتقد من نحبهم أو نُكن لهم مشاعر خاصة ، لأنهم يُثرون حياتنا الشعورية والذهنية، يبعثون في نفوسنا الراحة والإطمئنان... نشتاق لهم ونتمنى لقائهم ..
وقد زاملنا جميعا ومن على صفحات الحوار المتمدن ، زملاء شاركناهم وشاركونا افكارهم ، تبادلنا الاطراء والنقد ، فرِحنا بوجودهم الافتراضي معنا، وأحسسنا بأننا أخوة من أمهات شتى..
والشوق يستحث الذاكرة ، ويستفز المشاعر الصادقة ، رغم أن الشوق هو شعور بحد ذاته ، لكنه يستخرج من مكنونات النفس مشاعر واحاسيس أُخرى ..
غاب عن هذا المنبر شركاء لنا في "السرّاء والضرّاء" ، ومنذ فترة طويلة جدا ، "ولا حِس ولا خبر" ، كما نقول في دارجتنا ..
طالَ غياب الساخر جان نصّار ، ورغم النداءات لم يلبِّ النداء ، مما يُثير قلق محبيه ... فهل من مُجيب ؟
ورغم رغبتي في زيارته في بيته ، فأنا لا أعرفُ له عنوانا ...
غابت زميلة ، صاحبة قلم مميز ، وطال غيابها ، الزميلة أمال طعمة ، ودون سابق إنذار ..." ..
في الحقيقة فأنا أُعاني من تأنيب الضمير ، لعدم "تمكني " من زيارة جان في بيته ، قبل أن توافيه المنية . فقد زرتُ القدس عدة مرات في السنوات التي كان فيها جان على قيد الحياة . بالإضافة إلى أنه ربطتنا علاقة "شخصية " من على صفحات الحوار المتمدن ... فقد شاكسني وشاكسته عدة مرّات .. وفي إحداها أطلق عليّ إسما لطيفا مُشتقا من مثل فلسطيني شعبي معروف ،يقول، " دلّلوني ما الكم غيري ... بيعوا الحمار واشترولي لبان" ، وبالفصحى "بما أني وحيدكم ، فيجب عليكم أن تُلبوا رغباتي ، حتى لو اضطررتم لبيع حماركم لتشتروا لي بثمنه علكة " ..!! فاطلق عليّ جان لقب "قاسم دللوني" ، وذلك في فترة مشاكساتي للحوار وهيئة تحريره ..!!
جان ، تعامل مع مواضيعه بسخرية مريرة ، سخرية من رأى في حياته الكثير ، ولم يعد بحاجة للتعامل مع هذه الدنيا ، سوى بسلاح السخرية السوداء التي تقطر ألما ..
كان يسخر من نفسه ومن التزمت الجدي ، والتكشيرة المقطبة ، في الكتابة وفي الحياة ، فالابتسامة او القهقهة الصاخبة الساخرة ، هي سلاحه في مواجهة الحياة ، بما فيها من شقاء وظلم ، مرض وعوز ..
أكتبُ غير مصدق ، ما كنتُ قد توقعته من غياب جان عن صفحات الحوار في مقالتي آنفة الذكر ، " طالَ غياب الساخر جان نصّار ، ورغم النداءات لم يلبِّ النداء ، مما يُثير قلق محبيه ... فهل من مُجيب ؟" ، وقد "زودنا" بالإنابة عن جان ، زميلنا العزيز نضال الربضي ،بالإجابة ، وهو الذي نبش وبحث ، حتى توصل الى إجراء مكالمة مع نجل جان ، والذي ابلغه الخبر اليقين ..
فشكرا نضال ، على اخلاصك الذي لا نظير له ، لروح جان ولأصدقاء جان ..
شكرا للأستاذ العزيز افنان القاسم الذي رثا جان برائعة من قلمه ..
ولعائلة جان الصبر والسلوان ، ولروحه المرحة ، الخلود ..
ولإدارة الحوار ، هلّا خصصتم زاوية للتعزية بجان، كتقدير له ولكتاباته ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بل كل الشكر لك من جان ومني ومنا!
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 8 - 17:18 )
قاسم دللوني كل الدلال، فأنت أهل به!


2 - تعيش وتفتكر أستاذ قاسم
حسام القحطاني ( 2018 / 1 / 8 - 18:19 )
ورحم الله الكاتب الساخر جان نصار .


3 - تمنيت لو اني التقيتك ..
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 9 - 07:21 )
زرت ابنتي التي تدرس للماجستير في نيس - فرنسا وقضيت أكثر من اسبوع ، وكان من امنياتي ان التقيك لكنني لا املك عنوانا او رقم تلفون ... لكنك -رافقتني- في رحلتي هذه..
شكرا لكلماتك الرقيقة
ويومك سعيد


4 - العزيز حسام القحطاني
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 9 - 07:22 )
صباحك فل
وشكرا على التعزية


5 - بابا سنلتقي قريبًا في باريس
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 9 - 08:51 )
وسنشرب الشمبانيا مع القحطاني وكل الشباب، فالخمر، كما يعرف ابننا اللاهوتي، ليس محرمًا في القرآن، وسنعمل جولة في سيارات مؤسسة قزح المرسيدس، نعم المرسيدس وعلى عين الحاقدين والمضللين والمشبوهين، في شوارع باريس وساحاتها النظيفة، كما كان يردد جان بإعجاب مقارنًا بها ساحاتنا وشوارعنا، هذا هو واقع الحلم الذي أبنيه كهرم منذ شهور بل منذ سنين!


6 - الله يرحمه شخص رائع لا ينسى
سعفان نخله ( 2018 / 1 / 9 - 09:40 )
تحياتى للجميع


7 - أستاذ أفنان القحطاني مسيحي كاثوليك
سعفان نخله ( 2018 / 1 / 9 - 09:44 )
وقسيس معتمد ومش لاهوتي متخصص في الأديان وفيه شائعة منتشرة من سنوات إنه متنصر من ربع قرن ههه يعني كلكم عواجيز ربنا يديكم الصحة


8 - أنا قصدي تضميني قصدي أبو مطلق!
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 9 - 10:21 )
بعد استرداده لجواز سفره، فهذا الحلم الصغير من ذاك الحلم الكبير... والله مشتاق لك كتير يا سعفان!!!


9 - غلطان يا سعفان الرجال شيعي جعفري
بدون اسم ( 2018 / 1 / 9 - 10:54 )
ارجع لمقالته قبل ثلاث سنين وست أشهر قراءة كتب الشيعة ليست جريمه وتتأكد وعلى العموم حتى لو من عبدة إبليس هو حر يا جماعة


10 - المحبوب من المقال الأول فقيدنا جان نصار
ليندا كبرييل ( 2018 / 1 / 10 - 09:43 )
الأستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم

تحية تقدير
سيبقى ذكرى حية في قلوبنا حبيبنا جان نصار

أكثر ما يحزنني قوله في تعليق قديم إنه كان يتمنى أن يتجرّأ على كتابة عمل أدبي يحلم بكتابته منذ 30 عاما،وبأسف أن قطار العمر قد مضى ولا زال مترددا ويرجو أن يكتب قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة والتي لربما تكون غدا
وكان أن أمهله الموت ثلاث سنوات بعدها ثم رحل

جانو كما أحب أن أناديه،لم يكتب عملا أدبيا كما تمنى،لكنه كتب( 332 )مشاركة، مقالات في غاية الروعة
لقد فضّل علي أن منحني الابتسامة من القلب،والضحكة من الأعماق
كان القلب البريء الذي يعج بالعواطف الصادقة والمشاعر الراقية،محبا لكل الناس، وراجيا المودة والألفة
وهذا ما علينا أن نحييه في ذكراه الطيبة
دمعة حارة لا تفارقني كلما ذكرت اسمه الكريم
في القلب أبدا يا جان

شكرا للأستاذ المحاجنة،ولجميع الأساتذة المساهمين في نعيه،ولجميع الأفاضل الكرام الذين شاركوا في التعليق في مقالاته فأبهجوه وأسعدوه وأشاعوا السرور في نفسه

وأضمّ صوتي إلى صوتك الكريم للطلب من الموقع الفاضل تخصيص زاوية للتعزية برفيقنا كعهده دوما مع جميع من نأسف على فراقهم وأغنوا حياتنا بحضورهم
احترامي


11 - باريس حلم كل زائر
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 10 - 10:41 )
شكرا استاذ افنان على الدعوة -الباريسية-
ينلتقي حتما
هذا ما انا واثق منه
ايامك سعيدة


12 - العزيز سعفان
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 10 - 10:42 )
خالص شكري ومودتي
تحياتي لك


13 - العزيز -بدون اسم - مرحبا
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 10 - 10:43 )
اهلا وسهلا بك
واتفق معك بشدة
يومك سعيد


14 - الزميلة العزيزة ليندا
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 10 - 10:45 )
اهلين بيكي في بيتك ومطرحك
واشكر لك كلماتك الصادقة بحق جانو

واثمن كل كلمة تكتبينها
يومك سعيد


15 - لا يا إبني بدون إسم انتا الغلطان
أبونا حماده ولعه ( 2018 / 1 / 10 - 12:48 )
قدس أبونا القحطاني مسيحي وأب قس أكاديمي يتبع كنيسة كاثوليكية في البرازيل 😆-;-
وآخر مرة تعرض للمحاكمة وتم الحكم عليه بحد الردة عام 2004 م ولظروف وضغوط سرية
تمت تسوية قضيته طبيا وغير الكلام هذا غير صحيح


16 - هل المرحوم مقدما القحطاني لازال يقيم في السعودية
الوردة الحمراء ( 2018 / 1 / 10 - 13:42 )
أبونا حماده أو غادرها ???


17 - نعم يا بنيتي العزيزة
أبونا حماده ولعه ( 2018 / 1 / 10 - 14:25 )
يعيش في وطنه ولم يغادرها.


18 - هل هو أب اعتراف كاهن عشان أروح له أعترف
صالح الفشقه ( 2018 / 1 / 10 - 18:01 )
واتناول ؟
أنا في الرياض وعادي أسافر له لجدة أبونا حماده


19 - افنان قاسم
نصير الاديب العلي ( 2018 / 1 / 10 - 23:23 )
اتمنى ان لا يكون الخمر مخرما ومن ذات الصنف الذي كان يشربه ويبيعه رسول الله وراخ يرتوى به في بحار من الخمور والعسل و حور العين و الجنس

https://www.facebook.com/166953500393091/videos/37283029
9805409/

هههه


20 - يا نصير الرسول كان يبيع الخمر ويشربه ويتوضأ به!
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 11 - 09:30 )
لهذا هو متميز بين الرسل، ولهذا هو كذلك حالم بدولة في السماء هي الجنة مثلي بدولة على الأرض هي قوس قزح!


21 - لروحه الرحمة والسلام
امال طعمه ( 2018 / 3 / 19 - 12:00 )
ودائما الموت يصدمنا ، ليس لنا سوى ذكرى ماكتب وليس لي الا ان اقول رحمه الله
وشكرا لك على مقالك الذي ذكرت ،اما بالنسبة لي فليس هنالك ظروف محددة اجبرتني على الغياب هي مجموعة مركبة من المشاعر والاحباطات والتكاسل ربما ،في فترة قريبة اكتشفت انه كان لك تعليق على اخر مقال لي وكان تاريخ التعليق في فترة الحداد لموت ابي رحمه الله
وكنت قد كتبت ردا عبر الفيس ولكن انقطع النت ربما ولم يسجل التعليق ولم ارجع لاحقا لارد ،ربما بسبب شعوري بالاغتراب عن الكلمات !اكتشفت انني ايضا كنت قد راسلت العزيزة ليندا واستغربت انها لم ترد واذ بي ارى الرسالة المكتوبة لها في سجل الحفظ وليس في الصادر !
لا اعرف... كنت ساكتب من جديد على الحوار ولكني وانا اسجل كلماتي هنا اشعر بأن الكتابة اصبحت غريبة علي وبعيدة
لا ادري ماذا اقول
عذرا منكم،
شكرا لك على مشاعرك الطيبة وشكرا على مقالك لروح المرحوم جان الساخر
وسلامي للجميع


22 - العزيزة امال طعمة
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 3 / 19 - 13:01 )
تحياتي ونورتي بعد طول غياب ..
تقبلي تعازي الحارة بوفاة الوالد ..
-اول لقمة هي الصعبة - هكذا يقول مثلنا
ابدأي بالكتابة ويستشعرين بسلاسة .
تحياتي

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري