الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جويرية .. أو نفرتارى ألكساندرا

ديانا أحمد

2018 / 1 / 8
الادب والفن


جويرية .. أو سيدتى الجميلة نسخة مصر 2018

كان سامى يعمل معلما فى مدرسة. بدا حياته العملية متاخرا كثيرا عن اقرانه لظروف البطالة وقلة العمل فى مصر. وتعب كثيرا حتى وجد وظيفة مناسبة لمؤهله الجامعى آداب تاريخ وبدا العمل وهو فى الثلاثين من عمره. بدا يتعلم من المدرس الاول كيفية تحضير الدروس فى دفتر التحضير. وواجه فى بادئ الامر صعوبات التاقلم مع الطلبة والشرح على السبورة وتهدئة الطلبة حين يثرثرون او يلعبون او يصدرون ضوضاء. وبدا يعتاد نظام الحياة المختلف حيث يصحو صباحا مبكرا ليقضى حاجته ثم يركض مسرعا الى الطابور المدرسى الصباحى ويستمع مع الطلاب للاذاعة المدرسية ثم يصعدون الى الفصول مع نشيد بلادى او اغانى وطنية عن مصر. ويتمكن اخيرا من تناول الفطور فى حجرة المدرسين. وقت الفسحة او فى حالة وجود فراغ له وعدم وجود حصة العاشرة صباحا له اى الحصة الثالثة. كان يجلب معه سندويتشات الفول المدمس التى تعدها له امه. كان ابوه متوفى. ويعيش وحيدا مع امه. ويجلس وحيدا منطويا فى غرفة المدرسين. لم يكن له اصدقاء. كان يعشق الوحدة والتامل والتفكير ويكره الاجتماعيات والناس. فريد من نوعه. كان يتكلم الحد الادنى من الكلام مع بعض زملائه المدرسين مثل صباح الخير او كيف حالك. وزاد من عزلته وعدم رغبته فى الاختلاط بالناس مدى التعصب الاسلامى السنى الازهرى والسلفى والاخوانى والسعودى والتركى المعشش اليوم فى عقول المصريين حكومة وشعبا. فكان يضع نفسه فى قوقعة منزلية وبالخارج ايضا تجعله مسرورا يشعر بالامل والسعادة والامان، وتحميه من تاثيرات هؤلاء المتعصبين عليه وعلى افكاره وعلى سعادته وهناء عيشه وراحة باله. يخرج من مدرسته التى يعمل بها، ويشترى حاجياته من الخضراوات او الفاكهة ويستخدم التوصيل الدليفرى للبقالة وادوية والدته الكبيرة السن المريضة.

كان هذا مسار حياته الان طوال سبع سنوات حيث بلغ اليوم فى منتصف سبتمبر السابعة والثلاثين من عمره. ولانه علمانى حرياتى متنور يحترم اللادينيين والمثليين والاديان الهندية والفارسية والابراهيمية الاخرى ويؤمن بالقيم الحضارية الغربية وحقوق الانسان الاممية ويرفض كافة اشكال التعصب الاسلامى من تكفير وحدود وحجاب وقمع حريات وقانون ازدراء اسلام وخدش حياء واحزاب دينية. ولزواج اخوته الاكبر منه زيجات رديئة المستوى جدا فلا تعليم عالى ولا مال ولا علمانية وتنوير، بل اسر مفككة ومتسولة وتكره امه واباه وسلفية، فقد قرر منذ سنوات تجنب الزواج، وإن كان متشوقا لعلاقة غرامية وجنسية مفتوحة وحرة بلا زواج ولا اطفال مع امريكية او سورية علوية او اوروبية او مسيحية، او علاقات متعددة ثم يختار احداهن فى النهاية للزواج بعدما يشبع من الحرية ويمارس دور الدون جوان او الكازانوفا لبعض سنوات حياته تعويضا عن خجله وخيبته مع الفتيات وتعويضا عن حياته فى بلد اسلامى عربى مكبوت وقمعى مثل مصر. لكن ولان هذا غير متوفر الا بالهجرة او ربما لو يعرف موظفة بسفارة اوروبية او امريكية او سورية او يتمكن من اذابة الحزازات الاسلامية المسيحية الشديدة فى مصر اليوم ويجد اسرة مسيحية تقبل به زوجا لابنتها .. فقد قرر اراحة راسه ونسيان امر الزواج والنساء نهائيا بدل ان يقع وقعات سوداء كوقعات اخوته البنين. وبدل ان تخدعه فتاة وتلصق له زيجة او حملا غير مرغوب فيه.. كان يلتزم بالقانون ولا يحب اختراقه .. فلم يكن ليخاطر بعلاقة مع امراة او فتاة بنت هوى تنقل له ايدزا او مرضا خطيرا او تلصق له حملا او زيجة بالقوة. فقرر الابتعاد عن النساء قدر المستطاع والعيش حياته والرضا بها على هذه الحال.

لم تكن امه راضية عن ذلك. فكانت تردد له دائما انها لن تعيش له للابد وانها حتى الان مثل الميتة فهى لا تقوى على خدمته بل هو من يخدمها فى معظم شئونها من دواء وطعام وتنظيف منزل الخ. واخوته ابعدوا ايديهم تماما. بل وينتظرون وفاة امهم ليرثوها وينتزعوا من اخيهم الصغير هذا اى مال او منازل تعينه وحده. فكانت تتمنى ان تراه متزوجا وتطمئن عليه وتنقل مسؤولياتها وسلطتها الى امراة اخرى ترعاه وتطبخ له وتخدمه وتمسح وتغسل وتخيط له. قال لها كثيرا ان فتيات اليوم استصدرن فتاوى اسلامية بانه ليس من واجبات المراة على زوجها فعل هذه الامور البديهية وانها حتى لابد من ان تاخذ لارضاع ابنها. كم ضلل الاسلام السنى الكثيرين وافسد عقولهم. وجعلهم يبررون القتل والسجن والقمع والتكفير وقطع الاطراف وحجب الانترنت وحذف مشاهد الافلام الاجنبية وتخريب الدول كما فعل الاخوان والسلفيون ومسلمو السنة طوال الربيع العربى منذ 2011 حتى 2017. وقال لها ان زوجات اخوته كما تعلم هى بالفعل يدعين المرض والضعف واصبح ازواجهن اليوم يغسلون ويمسحون الخ كأنهم عزاب. وقال لها. كما ترين يا امى ايضا فان المجتمع اليوم فى مصر يختلف كثيرا عن المجتمع حين تزوجت ابى فى الستينات. المجتمع اليوم يعتبر الستينات والسفور فيها والفساتين فيها كانت فجورا ويلعن عبد الناصر. المجتمع اليوم اخوانى سلفى ازهرى سعودى الهوى واردوغانى الهوى. المجتمع اليوم داعشى والدولة اليوم لو عاصرت افلام السبعينات وممثلات السبعينات لحبستهن بتهمة خدش الحياء ولحبست اسماعيل يس حين قال عصايا عليك يا رب ككوميديا لحبسته بتهمة ازدراء الاسلام واهانة الذات الالهية الاسلامية. كيف لى ان اصاهر مجتمعا بهذه الحال وهذا التعصب الدينى. كيف لى ان اصاهر مجتمعا يحبس المثليين واللادينيين والروائيين والمفكرين اذا انتقدوا التعصب الاسلامى والحجاب والحدود والتكفير. كيف اصاهر مجتمعا محجبا منقبا ذا عباءة ولحية خفيفة اخوانية او كثيفة سلفية وازهرية. من اجل ان انال زوجة واصهار يجبروننى على التعصب الاسلامى وعلى نبذ العلمانية والحريات والتنوير. او من اجل ان انشئ اولادى باسماء صحابية مثل مصعب وجويرية وبعقول داعشية على يد امهم واخوالهم. قال لها مثل هذا كثير وعبر لها عن رغبته بالزواج بسورية او مسيحية او امريكية. وان يحظى بجيرلفريندات كثيرات قبل الزواج مثل الامريكان. وليعوض ثانويته وشبابه الذى اضاعه فى الخجل والحياة فى هذا البلد الاسلامى العربى الشرقى.

ظل هذا الحوار يدور بينه وبين امه بين وقت واخر كلما فاتحته فى سيرة الزواج. وكان هذا الحوار يفتح جروحه ويجدد ياسه واحباطه لعدم امكانية تحقيق احلامه بالجيرلفريندات والزواج بمطيعة ومنفتحة غير معقدة غربية تشبعه جنسيا وتخدمه منزليا وتطيعه وتشاركه هواياته وابداعاته وعلمانيته وتنويره وحرياته وكراهيته للتعصب الاسلامى ومحبته للسلام مع اسرائيل ومع العالم.

وكانت همومه هذه التى اصابته بامراض سيكوسوماتية ونفسجسمانية شتى امساك مزمن ومسهلات مزمنة، وقلق عام وتسارع النبض والانفاس ومشاكل المرارة وحموضة المعدة والمرئ المزمنة والعصبية. مما حرمه من اطعمة كثيرة حتى البصل والثوم والموالح.

حتى جاء يوم فى شهر يناير 2018. غير حياة سامى نبيل حسين. حيث جاءت معلمة جديدة لكن صغيرة السن للغاية. كانت تعمل اضافة لدراستها بالكلية. كانت لا تزال فى التاسعة عشرة من عمرها. ولكن ناضجة فى تصرفاتها ووجهها تبدو فى اواخر العشرينات رغم ذلك. قرر الناظر تدريبها على يد سامى لانه له باع طويل فى التدريس حاليا مقارنة ببقية الزملاء الاحدث منه تعيينا. ولما عرف عنه بالادب والهدوء وعدم الاختلاط بالنساء او الانخراط بمغامرات نسائية. وعبثا حاول سامى رفض ذلك واقناع الناظر باختيار معلم اخر غيره لهذه المهمة. لكن الناظر رفض اعذاره تماما. وكانت جويرية وهذا اسمها جالسة تبتسم وتستغرب من تصرفات سامى هذا. ان الرجال يتحرشون بها والفتيان يسعون الى قربها ويغازلون ولا يقاومون تاثيرها الانثوى الغريب والشديد عليهم ما عدا هذا الرجل. واثار ذلك غيظها وفضولها فى نفس الوقت. وقد عزمت على الايقاع به وتاديبه لصدوده عنها وبروده نحوها. كانت جويرية فتاة محجبة وترتدى العباءة المطرزة باستمرار مما زاد من غيظ سامى منها وتجنبه لها. نهضت جويرية مع سامى ليعرفها مهامها وكيفية تحضير دروسها ويمنحها بعض خبراته. ولم يستغرق ذلك منه سوى اسبوعا. كلمها فيه وهو يتحاشى النظر اليها. ويتحاشى الاحاديث الودية معها. ويكلمها بجدية فى العمل فقط. ويناديها بمدموازيل جويرية. ثم تركها وشانها واستاذن الناظر فى لهفة ان ينهى هذه المهمة الثقيلة عنه. فاذن له مبتسما ومتعجبا. وفسر تصرفاته على انه خجول ومؤدب ولم يعرف الاسباب الحقيقية التى سبق ان ذكرناها. دخلت معه جويرية فى تحد. وكانت تنتهز فرصة الفسحة او الحصص الفارغة له حيث تصادف وجودها فى غرفة المدرسين. وتظل جالسة على مقربة منه على مائدتها وتحملق وتحدق فيه باستمرار دون انقطاع. حتى وهى تتناول الفطور. وكلما رفع نظره اليها يجدها تنظر اليه وتتطلع بتركيز. مما اشعره بعدم الارتياح والضيق واصابه بالارتباك فى القراءة وفى عمله وفى تناوله طعامه. حاول ان يهدئ نفسه واعصابه وان يتجاهل وجودها. ولكنها من وقت لاخر كانت تسعل. وكانت تبدو نظرات الحب فى عينيها نحوه. لقد بدات الامر كلعبة ولتؤدبه وتجعله يتحرش بها او يحبها ثم تتركه. ولكن اللعبة انقلبت عليها واصبحت تفكر فيه بشدة ولا تنام بسهولة كل ليلة وتحلم به كثيرا. يحتل تفكيرها ويغزو ذهنها ليل نهار. وحدث ما لم تكن تتوقعه ابدا. وقعت فى غرام سامى. اصبحت تجلس تضع يدها على خدها ولا تتوقف عن النظر اليه. وتراه يتهرب منها ومن نظراتها. ويضطرب. كانت تدرس فى كلية نظرية ادبية مثله بنظام الانتساب فلم تكن بحاجة للحضور اليومى للمحاضرات. وكانت تكتفى بالملازم والكتب وتوصى بعض زميلاتها بكتابة المحاضرات لها. حاولت ان تتكلم معه ولكن سامى كان يرد عليها باقتضاب واختصار ويتهرب منها سريعا.

ظلا على هذه الحال طوال هذا العام الدراسى. وتكلمت مع امها واختها الكبرى وصديقتها عن هذا الرجل الغريب الذى اقتحم عليها حياتها وملك عليها قلبها. استضافت فى وصف انطوائيته وعزلته وتهربه منها. هل هو مثلى ام عاجز جنسيا ام مريض نفسى. ام ما سره. نصحتها امها واختها وصديقتها بالابتعاد عنه فلعله يكرهها او لا يناسبها. لكنها قالت لقد اصبح الامر تحدى بالنسبة لى ولن اتركه حتى القنه درسا لن ينساه طوال حياته. كيف يرفضنى انا التى يركض ورائى كل الرجال والفتيان. لماذا لا يفعل كما يفعلون. لكنها فى اعماقها وقرارة نفسها كانت تعلم السبب الحقيقى وراء ركضها وراءه بهذا الاصرار. ومع بدء التحضير للعام الجديد. التقت به فى المدرسة وكان بمفرده فى الغرفة يجهز بعض الاوراق وكان اليوم 11 سبتمبر اى راس السنة القبطية المصرية القديمة وموسم البلح الامهات اللذيذ. وقرب عيد ميلاد سامى سمسم المسمسم رسول روح العلمانية امون رع. صارحته وقالت. يا سامى انا احبك. لماذا تصدنى ؟ اخبرنى الا تحبنى كما احبك. الست اعجبك. هل انا لا اناسب فتاة احلامك ام ماذا. انت غامض جدا ومنطوى جدا منذ التقينا بالعام الماضى. قال لها سامى فى تحد. هل تحبيننى اذن ؟ قالت. نعم. وانت ؟ تجاهل سؤالها وقال منفجرا. وهل ستتحملين حياتى. ان حياتى من اصعب ما يكون ولن تطيقيها خصوصا وانت بهذه الملابس. هل تؤمنين بطاعة الزوج مثلا ام خدمته منزليا .. هل تؤمنين بالعلمانية او التنوير او الحريات .. انك حتى لا تستطيعين ارتداء ملابس غربية محترمة بدل هذه الاسمال السعودية والاسلامية التى على شعرك وعلى بدنك. تعجبت من غضبه ومن افكاره. قال لها. كيف ستنجح حياتنا وانت تؤمنين بافكار السلفيين والاخوان والازهريين.. لقد شاهدتك تشمتين فى المطربة شيما التى حبسوها بتهمة خدش الحياء .. وتشمتين فى الشيخ ميزو وتعتبرينه يستحق ذلك .. لقد سمعتك مع زميلات اخريات تهاجمين السافرات وتدافعين عن الحجاب والنقاب وعن تكفير المسيحيين واعربت عن رغبتك بحجب مواقع البورن مثلا .. حتى اسمك سلفى قح زوجة نبينا المزواج السفاح قامع الحريات وزعيم الاغتيالات والمحرض على خراب وغزو وتدمير الحضارتين الفارسية والبينزنطية وزعيم المجازر والتعصب والتكفير ضد اليهود والوثنيين والمسيحيين الى اليوم... جارية صغيرة هذا اسمك يا جويرية وليته كان جورية .. كيف ستنجح حياتنا ونحن ضدان فى افكارنا لا قاسم مشترك بيننا .. قالت. انا مستعدة ان اتغير من اجلك يا سامى رغم ان ما تقوله يخالف دينى .. قال لها. ستحتاجين لتعلم الكثير. لا مستحيل. اتركينى لو سمحت. وتوقفى عن الكلام. قالت بعصبية وغضب. حسنا ايها المغرور لن اتغير. انك غير واقعى وتطلب المستحيل وتتصادم مع المجتمع وستموت وحدك. وستندم. لماذا كل هذه البغددة والفرعنة. من تظن نفسك. ثم انصرفت. بقيا لشهور اخرى طوال هذا العام الدراسى كالمتخاصمين. تتجنب النظر اليه ويتجنب النظر اليها. لكن وخلال الصيف التالى. وخلال الشتاء التالى الح عليها حبه. شعرت انها مجنونة ولم تعد تطيق القطيعة والخصام الذى بينهما. تخيلت يديه الجميلتين تداعبان خديها وعينيه تنظران فى عينيها. كانت تلك التخيلات تبعث السخونة فى جسدها والرطوبة فى كعبة غرامها وأخذت تفرك بيدها شفاه كعبة غرامها وهى تفكر فى سامى. لم تشعر بمثل هذه الاثارة ولا هذا العشق تجاه رجل قبله. كل الرجال والفتيان كانوا يتحرشون بها ويغازلونها وهى تتلاعب بهم او تصدهم وتكرههم. إلا سامى. اللعنة عليه كم أحبه وكم يصدنى هذا المغرور البارد.

بدأت جويرية مرحلة جديدة معه. انفتحت قلبها له وتواضعت وقررت الا تستسلم والا تتركه يطير منها وتبقى نادمة وتعيسة بقية حياتها. بدات تقتنع بافكاره. وبدا هو يراقبها وهى تتناول فطورها بحجرة المدرسين ويسعد كثيرا بما تتناوله ولا يستطيع هو تناوله. يشم معها رائحة الفول المدمس بالليمون والزيت الحار والشطة والبصل الاخضر. او يراها وهى تتناول كوبا مثلجا من الليمونادة. او يراها وهى تقشر اليوسفى وتتناول فصوصه فصا فصا. او وهى تتناول البرتقال ابو صرة. او وهى تتناول الحليب الكامل الدسم او الطماطم والباذنجان المخلل والمقلى. كان يشعر بالجوع حين يراها تاكل. وياكل طعامه على رائحة طعامها. وطريقتها فى الاكل بشهية. كانت تلاحظ ذلك وتبتسم له ويبتسم لها. وهى كذلك كانت تحب طعامه وطريقته فى تناوله. حين يتناول الجبنة الفلمنك او البطاطا الحلوة المشوية او الطعمية. وحين يتناول العجوة والبلح الامهات. ذات يوم وقد خرجا من المدرسة معا. قالت له. اريد ان اتغير يا سامى. من اجلك. وقد اقتنعت بافكارك. فامنحى فرصة. واصبر معى. قال سامى. وهل تستطيعين معى صبرا انت ؟ بكل طباعى وافكارى... قالت. انا احبك. واتقبلك كما انت وساطيعك فى كل شئ ولن اضايقك ابدا ولكن فقط امنحنى فرصة .. قال. حسنا. اولا لابد ان تخلعى الحجاب والعباءة وتعودى انسانة. ارتدى فستانا كفساتين السبعينات او الستينات. وكعبا عاليا. وصففى شعرك مسترسلا مرة وكعكة مرة وكل التصفيفات الممكنة الكلاسيكية. ارتدى البنطال الجينز. والبلوزات والجيبات. البسى كاوروبيات القرن العشرين. وخذى الكتاب المقدس وكتب سيد القمنى. شاهدى معى قناة الحياة والاخ رشيد والاستاذ حامد عبد الصمد. اقراى معى كتابات ديانا احمد وسمسم المسمسم على الحوار المتمدن.

وبدات جويرية تتغير تغييرا ملحوظا بدات تشبه سامى فى افكاره وتؤمن بها. بدات تشاهد معه الافلام الامريكية وتتمنى لو كانت جيرلفرينده وان يعيشا فى بيت امريكى ويحضرا كمراهقين حفل البروم. عارضتها امها واهلها بشدة حين خلعت الحجاب والعباءة وتبرا منها اخوالها. وضربها ابوها واخوها وحبسوها ولكنها صممت وانتصرت ببركة حبها لسامى. اسماها سامى الكسندرا. واسماء اخرى. اسماها جنيفر واماندا وامبر وانجيلا وجبريلا ونفرتارى وكل اسم جميل امريكى او فرعونى. وقررت لارضائه البدء باجراءات تغيير اسمها ليصبح نفرتارى. السمراء الجميلة مثلها. وجعلته رسميا اسما مركبا نفرتارى الكسندرا. وقرر هو اتخاذ اسما مركبا جيسون تحتمس. واعتنقت معه العلمانية والتنوير والحريات ونبذت الحدود والحجاب والتكفير وتعاهدت حين تزوجا فى زفاف نهارى معه على تربية اولادهما على القيم الغربية المسيحية العلمانية الاغريقورومانية. وليكون اولادهم علمانيين ولادينيين محبين للاديان الاخرى الفارسية والهندية والابراهيمية وللشيعة والعلويين والايزيديين والدروز وللمثليين ونابذين للتعصب الاسلامى ومحبين للالعاب الاولمبية وللبورن والسينما الامريكية والهندية والصينية والمسلسلات المكسيكية والسورية. وتشكلت معه وتعلمت اللهجة السورية وارتدت البودى ستوكنج وزى زتانا والكورسيه وحزام الجارتر والجوارب الطويلة والبانتيهوز. واعلام مصر والسعودية واسرائيل وامريكا كملاءات او تحت جسديهما على الفراش او كملابس لها. يستمعان للقرآن المصرى خلال ممارسة الحب ويستمعان لكتب اندرو لانج وديكنز والان بو ودوماس وللكتاب المقدس والبهائية وللاساطير الرومانية والاغريقية والاسكندنافية. يستمعان للاغانى المصرية والامريكية الكلاسيكية والحديثة وليس الديجيهات الكريهة طبعا ولا اغانى التكاتك. ويستمتعان بالمتاحف والفنون. وخدمته منزليا وخاطت له اجمل الفنون النسوية واجمل الملابس. واطاعته دون نقاش فى كل شئ. ويشاهدان البورن ويقران الايروتيكا ويستمتعان بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما