الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحبّ بين اثنينا

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 8
الادب والفن



ترفع الرياح ثوبي الطويل عن ركبتي. أغمض عينيّ وأستمع إلى كل الهمسات. همسات الرياح. والهمسة الوحيدة هو اسمك، ولكن في النهاية يعمّ الصمت. أرفع نظري مرة أخرى. لايزال بياتري واقفاً قربي. عيونه السوداء عميقة مثل البحيرات ،وأستطيع أن أراك في عينيه.وهو كلّ ما يذكر عنك . بياتريك هو الحجر الثمين. لم يكن لدي حصاناً أكثر جمالا ولطفاً منه أبداً.

إنه جميل و لطيف كما كنت أنت قبل ذلك الحدث الرّهيب. قبل أن تتركني و تترك هذه الأرض. قبل أن تذهب إلى السماء. ولكن لو أغمضت عينيّ لا زال بإمكاني رؤيتك أمامي، العيون الزرقاء والشعر الرمادي الطبيعي. أستطيع أن أسمع صوتك عندما كنت تشرح أن كل شيء سوف يسير على ما يرام. هكذا يجب التعامل مع الأمر. ولكن أنا فقط لا يمكن أن أقبل فكرة أنّك رحلت . كل شيء ذهب بسرعة، و أنت الآن لم تعد موجوداً..

يعتقد الآخرون أنّني لامبالية، لأن هذه هي الطريقة التي أريد أن أعمل بها تجاه الخارج. ولكنّني أبكي لفترة طويلة في الداخل. لن أتوقف أبدا. لأنني لا زلت أشعر بنفس الألم القوي كما في ذلك اليوم عندما حطمني الألم فيه، لأن هذا الألم سوف يبقى أبداً. ما زلت أشعر بنفس الشوق، لأن هذا الشوق لن ينتهى أبدا. لماذا تأثرت بالسرطان؟ لماذا لم تتمكن من الكفاح بعد الآن؟ وأنا أعلم أنه لا توجد إجابات على أسئلتي. ولكن ما زلت لا أستطيع إلا أن أتساءل.
يصهل ميريكل بصوت منخفض، أستيقظ من عالم الأحلام. أدفع الساقين بلطف، ونعدو على طول الشاطئ حيث يبللنا الماء. يرفرف شعري مع الرياح السريعه وتدمع عيناي.وحتى منذ حدث ذلك الشيء الفظيع قبل عامين،قسم كبير من اللغز في حياتي كان قد هوى، واختفى. الجزء من اللغز من أنت. لن أسمع أبدا عندما تعود من العمل إلى المنزل مرة أخرى، كيف كنت تناديني وتسأل عن مزاجي. لن أرى وجهك الجميلة والساخنة مرة ثانية . لن ألمس بشرتك مرة أخرى، لن يكون بيننا عناق . لن أراك أبدا مرة أخرى.تبدأ ذراعي في الرّجفان وأنا أفكّر، ولكنّني أعرف أنني يجب أن كون قوية. لن يشعر أطفالنا أنهم بخير إذا كان لديهم أم حزينة وكئيبة، وهذا من شأنه أن يجعلهم أسوأ فقط. ما يجب أن أتعلمه هو السيطرة على الألم. يجب أن أتعلم أن أكون ممتنا لما لدي، ويحلّ بدل الشّوق ذكريات جميلة لن أنساها أبدا. سوف أتعلم ذلك الآن.
ميريكل يمشي ببطء وأنا أنزل إلى الأرض. نبدأ المشي ببطء على طول الشاطئ. الشاطئ المفضل لديك. أتذكّر ذلك.أدندن بأغنية لاليه. كانت أغنيتنا، أتذكّر ذلك أيضا. أتذكّر كل ما فعلناه معا. كنا جيديّن معاً. أتمنى لو كنا نستطيع أن نلعب كل شيء مرارا وتكرارا، تماما مثل الفيديو الذي كان يعلق. ولكن ذلك ليس من الممكن، لقد تعلمت الآن أن لا شيء يدوم إلى الأبد. لكنني أعرف أن شيئا ما سوف يبقى إلى الأبد، موهما كان، هو الحب بين رجل وامرأة. هذا هو الحب الذي كان بينننا نحن الاثنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81