الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو -أسلمة العلوم-

علجية عيش
(aldjia aiche)

2018 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غالبا ما يميل المثقفون حتى عامة الناس إلى القضايا الحساسة ، خاصة إذا تعلق الأمر بالدين، لاسيما في هذه المرحلة بالذات ، مرحلة يتكالب فيها البعض على الإسلام و التحولات السياسية التي تمر بها المنطقة العربية ، تلعب فيها النزاعات دورا كبيرا، تظهر فيها مصطلحات و مفاهيم جديدة تحتاج إلى أكثر تبسيط و الدعوة مثل المواطنة، الحداثة، التحرر الفكري و الديني، الأنسنة، الدمقرطة، العرقومية، العردينية ، العلمنة، الإسلاموفوبيا، و غيرها من المصطلحات، حتى ظهر مصطلح "الأسلمة"، و هي باللغة الإنجليزية islamization ، و هو كما جاء في العديد من التعريفات مصطلح يطلق على العملية التي يقوم بها شخص أو شعب أو جهة ما بالتحول إلى ديانة أو شريعة الإسلام، و الأسلمة تقابلها التنصير و التهويد، و...و... و..الخ، و في ظل تطور البحوث العلمية و الفلسفات و السياسات، نجد أنفسنا نقرأ عن أسلمة العقل و أسلمة الأعياد، ثم نقرأ عن أسلمة العلوم، و أهم المدارس التي ظهرت من أجل هذا الغرض، و إن كان ذلك يدخل في باب علم المصطلحات la terminologie ، و تطورها و كيفية استخدماها و توظيفها في المجال الذي تليق به، مع اختيار الزمن المناسب أيضا.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الفيزيائي الفلكي الدكتور نضال قسوم ، و ذكر فيها إشكالية "أسلمة العلوم" ، دعت إليها مدرسة سميت على هذا المشروع، و ذكر بعض أسماء أصحابها أمثال الفاروقي، العطاس و العلواني، و هي طبعا بالنسبة للبعض مسألة معقدة و شائكة لأسباب عدة، فما نفهمه أن أسلمة العلوم هو أنها تعني ربط كل العلوم بالقرآن الكريم و إعطائها صبغة إسلامية، أي إضفاء الشرعيَّة الإسلامية على علومٍ أوروبية الصُّنع، و هذا يستوجب الحديث عن مصطلح "العربنة" ، و إن كانت هذه المصطلحات هي ثمرة تلاقح أفكار نخبة من العلماء و رجال الدين و المختصين في العلوم و الإنتروبولوجيا و علم الاجتماع و علم النفس و حتى الطب، فإن الصراع القائم بين التقليديين و الحداثيين مستمر، و الدور الذي لعبه المستشرقون في نقل هذه العلوم و ترجمتها ، خاصة و أن لفظ أسلمة كما يقول بعض الباحثين من الألفاظ التي شاعت في الدراسات الغربية و كتابات المستشرقين، أي تَحْويل الفكر من منهجٍ ما إلى منهجٍ آخر قائم على الإقرار بشرائع الدين الإسلامي، تضاف إليها مختلف النظريات التي نشأت منذ عصور.
فلو فرضنا أن أصحاب المدرسة ( مدرسة أسلمة العلوم) نجحوا في إنجاح هذا المشروع الإصلاحي، هذا يعني إلغاء النظرية الداروينية التي تقول أن الإنسان حيوان، و إعادة البحث من جديد في عملية الخلق و النشوء، و اختلاف العلماء فيها ، و معرفة كيف جاء أبونا آدم عليه السلام من دون "نطفة"، و البحث عن طبيعة الروح و كيف زرعها الله في الإنسان، كما أن تسمية "رجال الدين" لا تقتصر على العلماء و الدعاة المسلمين فقط، و إنما أتباع الديانة المسيحية و الديانة اليهودية، و هنا تأتي قضية تعريب العلوم أولا ، كما أن عملية "الأسلمة" تشترط موافقة "الآخر" أي أن يتنازل علماء الغرب عن كل ما توصّلوا إليه من حقائق علمية هي من اجتهادهم الخاص، خاصة و نحن نرى أن أعداء الإسلام و في مقدمتهم اللوبي الصهيوني يعملون على ضرب الإسلام و في عقر داره، بل يسعون إلى محوه أهله من الخريطة، في إطار ما يسمى بـ: عولمة الأديان ، ثم كيف سيستقبل رجال الدين هذه العلوم و 95 بالمائة منهم كما قال الدكتور قسوم في محاضرته يرفضون التطور العلمي؟، ما يمكن الإشارة إليه هو أن المحاضر أراد إبعاد "النخبة" عن جمهور العامة من الناس، عندما حذر هذه الفئة ( النخبة) من السقوط فريسة الأفكار السطحية التي يطرحها قليلي العلم من عامة الناس و يحاولون تطبيقها، إذا قلنا أن مسألة "الاجتهاد" لا تقتصر على النخبة وحدها بل يشترك كل من تتوفر فيها القدرات العقلية من تأمل و تبصر، وبالقراءة و البحث في الأشياء الموجودة في هذا الكون، إذا قلنا أن الغالبية من عامة الناس منخرطون في جمعيات علمية و ثقافية و منظمات.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية