الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الإيراني بين السلة و الذلة

سعيد العراقي

2018 / 1 / 9
حقوق الانسان


الشعب الإيراني بين السلة و الذلة
مع اندلاع التظاهرات في العديد من المدن الإيرانية بات الشعب يقف على مفترق طرق ، و أنه أصبح أمام خياران لا ثالث لهما ، فإما السلة في مواصلة غضبه الثوري و يقدم كل التضحيات التي تتطلبها الأوضاع الراهنة حتى تحقيق الهدف المنشود و الخلاص من دكتاتورية نظام الملالي و ينهي سنوات طوال من تسلط و جبروتية و عنجهية ولاية الفقيه عندها سترى إيران شمس الحرية ، و الديمقراطية القائمة على أسس ، و مبادئ تشريعات الإسلام الحقيقي ، و ليس نقصد بالديمقراطية التجربة المستنسخة من أوربا و دول الانحلال و الخلاعة و الانحطاط الأخلاقي فليس هذا ما ندعو إليه ، و أما أن يختار المتظاهرون الطريق الآخر وما يحف به من ذلة و مهانة و ضعة و حكم و دكتاتورية لا نجد لها مثيلاً ، و نهاية في الأمد القريب ، إنه طريق الذلة التي يرفضها كل حر أبي يرفض العيش على واقع الحيف ، و الضيم وهذا مما لا يمكن أن نتصوره في شعب كالشعب الإيراني الذي كان وما يزال من أعرق الشعوب في المنطقة بل ومن أعمقها تاريخاً ، و أصالة ، و شموخا ، و التاريخ هو مَنْ يشهد ، و يقول ذلك ، و لسنا في باب المجاملة ، فلطالما آمن الأحرار في التظاهرات بمشروعية مطالبهم ، و حتمية رحيل نظام استكباري دموي لا يؤمن إلا بسفك الدماء ، و استعباد الشعوب ، و الهيمنة المطلقة على خيراتها ، و مقدراتها من دون أي مسوغ شرعي أو قانوني إنما فقط لديمومة عروشهم الخاوية ، و زيادة رقعة حكمهم على المنطقة ، و بأي شكل من الأشكال المهم تغلغل نفوذهم ، و سد العجز الاقتصادي ، و المالي الذي تعاني منه البلاد في ظل العزلة الدولية التي تمر بها البلاد بسبب تمادي سياسة هذه الحكومة ، و الرؤى الفاشلة التي عادت عليها بالسلب فوقعت بشر أعمالها ، و سياساتها الغير مدروسة ، وقد ألقت بضلالها على الشعب برمته فأصبحت من المقدمات المخيبة للآمال ، و كذلك من الظروف المهيئة لثورة متوقعة في أي لحظة ، وهذا ما شهدته البلاد في الآونة الأخيرة من تصاعد موجات الغضب الشعبي ، و زيادة معدلات التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح ، و إعادة الأمور إلى نصبها الصحيح ، و انتشال البلاد من الواقع المزري ، و المنذر بقرب انهيار مخيف ، و إفلاس غير مسبوق ، وهذه كلها من الفشل ، و التخبط ، و لسنين طوال ، و التي كشفت بدورها عن الوجه الحقيقي لحكومة الملالي التي لا تدخر جهداً في الإفراط باستخدام القمع ، و طريقة تعاملها مع التظاهرات ، و نظرتها الخاطئة لها حتى عدت تلك التظاهرات من الأعمال المفسدة في الأرض فأي حكومة تلك تساوي بين الظالم ، و المظلوم ؟ حقاً إنها لا تملك الحلول الناجعة في إخراج بلادها من الأزمات التي تعصف بها ، و تكف من دعم الإرهاب و قادته الفاسدين الذين جعلوا بلدانهم كعواصم تابعة لتلك الحكومة ، و كل خيراتها و مقدراتها تحت تصرف حكومة أسيادهم في طهران ، وهذا مما تسبب في خروج التظاهرات المنددة بحكم الملالي ، و من قبلهم دكتاتورية ولاية الفقيه ، وهنا فقد بات الشعب بين خياران لا ثالث لهما فإما السلة ، و إما الذلة ، و هيهات من الشعب المنتفض لكرامته و حقوقه أن يتخذ من الذلة مغنما
بقلم // الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في