الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم المواطن الكوردي ولعبة الاحزاب

سامي عبدالقادر ريكاني

2018 / 1 / 11
القضية الكردية


هموم المواطن الكوردي ولعبة الاحزاب
عدة اقوال ومواقف تشير الى ان بوادر انفراج قد بدات بالظهورفي نهاية النفق المظلم بين بغداد واربيل من دون ان تلوح في الافق، خاصة في ما يتعلق برواتب الموظفين ، وهي الورقة الاكثر الحاحا وتاثيرا على مستقبل العملية السياسية وعلى مصير العلاقة بين الاقليم وبغداد ، ومع ان هذه البوادر محدودة وضعيفة الوهج قصيرة العمر وقريبة الابعاد ولكنها فعالة وتستطيع ان تحرك البركة الراكدة بين الطرفين وتمنح فسحة من الامل للمواطن عبر صناعة الثقة المحدودة ليبقى في حدود التوظيف والسيطرة وهي ماتريد الاحزاب الرقص على انغامها في المرحلة المقبلة. ومن هذه البوادر
اولا: هاجس الخوف من نتائج اندلاع المظاهرات الاخيرة في الاقليم والتحذير من تكرارها وانفجار الوضع اذا ما استمر الوضع على حاله، هذه المخاوف يشارك فيها الداخل والخارج خاصة وانها لاتخدم مصلحة اي من تلك الاطراف لذلك في اعتقادي فان وقت المماطلة والمزيد من الضغط على الاقليم لن تكون في مصلحة احد خاصة وان حكومة اربيل لاتملك عصا سحريا ولاحول لها ولاقوة فهي عاجزة عن القيام باي دور حقيقي للاستجابة للمطالب التي تتكالب عليها داخليا وخارجيا لذلك فبمزيد من الضغط والوقت لن يكون نتيجتها سوى خروج الموقف من ايدي الجميع وهذا مالا يحبذه اي طرف.
ثانيا: اعطاء مهلة لحكومة الاقليم مدتها 15 يوما من قبل الاتحاد الاسلامي الكوردستاني لحل عدت امور منها الوضع الاقتصادي للموظفين،والا انها ستنسحب من الحكومة، وان كان ذلك يدل على شيء انما يدل على ان قياداتها حصلت على ضمانات اكيدة من الحكومة بانه خلال العشر ايام المقبلة سيكون هناك تطورات ومنها بدء صرف رواتب موظفي الاقليم من قبل بغداد، والا فمالحل السحري الذي يملكه حكومة اربيل لاخراج الاقليم من ازمتها خلال 15 يوما حتى تعول وتعلق هذا الحزب شروط انسحابها من الحكومة عليها.
ثانيا: التقاربات الكوردية الايرانية المالكية الاخيرة، ايضا تشير الى وجود توافقات واتفاقات ربما تنازلت من خلالها القيادات الكوردية او غيرت من استراتيجيتها لصالح ايران مقابل انفراج الوضع وفتح الحوارمع بغداد
ثالثا: اتهام المالكي للعبادي بالمعاملة الغير منصفة مع الاقليم وهذا يدل على ان المالكي له دور في دفع عجلة الحوار بين بغداد والاقليم ومن الطبيعي انه ليس بدون مقابل اقله الاستفادة من الكورد مقابل ذلك للرجوع الى السلطة مرة اخرى او انها جاءة بضغط ايراني بعد تقاربها الاخير من اربيل
رابعا: تقليل العبادي من شروطه على الاقليم مقابل فتح الحوار معهم وارسال رواتب الموظفين حيث نزل من شروطه التعجيزية الى حد لتلويح بارسال وفد لترشيق مؤسستي التربية والصحة في الاقليم بعد ان تم الانهاء من مؤسسة الموارد المائية عبر تتبع الموظفين الوهميين والذي طلب العبادي من حكومة الاقليم تسهيل العملية للاسراع بارسال رواتبهم من بغداد، خاصة وان العبادي برر تقلب موقفه هذا بالقول ان 250الف برميل من نفط الاقليم يسد رواتب الموظفين في الاقليم وانها اشارة اما الى ان الاقليم بدا بقبول شروط بغداد بتسليم نفط كوردستان الى الحكومة المركزية وانها ستلتزم ببقية الشروط وهذا هو الراجح، واما ان العبادي بدا يتخوف من تاثيرات التقارب الاخير بين المالكي محور ايران واربيل على مستقبله السياسي ويبدو ان امريكا تشاركها في هذه المخاوف ايضا ، خاصة التظاهرات الاخيرة في السليمانية واحساسهم بان تصعيد الازمة وانفجارها لن تكون لصالح حلفاء عبادي وامريكا في اربيل ولن يستفيد منها سوى ايران ومحوره الكوردي في السليمانية،خاصة بعد انسحاب كتلة التغيير والجماعة الاسلامية من الحكومة وتهديد الاخر (الاتحاد الاسلامي ) بالانسحاب بعد مهلة مشروطة، لذلك ربما بات نية ارسال رواتب بعض الوزارات امرا ضروريا حتى اذا لم يتوصل الطرفان الى حلول جذرية للمشاكل بين بغداد واربيل.
خامسا: ترحيب امريكا البارحة بموقف حكومة بغداد من ازمة الاقليم وهذا يدل على ان هناك طبخة اعدت في الايام القليلة السابقة وبدات بوادر اكتمال طهوها تظهر، وان دل ذلك على شيء فانه يدل على ان امريكا ودول التحالف لهم يد في الضغط على بغداد لفتح الحوار مع اربيل مخافة من انفجار الوضع المعيشي في الاقليم وافشال حكومة اربيل التي تعول عليها تلك الاطراف لتقوية محور العبادي في مواجهة نفوذ ايران الذي بدا يتغول في العمق العراقي من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه.
واخيرا نقول هل الايام القليلة المقبلة ستحمل معها انفراجا حقيقيا لازمة الرواتب لتكون طريقا لحلحلة بقية المشاكل بين بغداد والاقليم؟ اعتقد ذلك ولكنه لن يكون شاملا وفي اعتقادي ان ازمة الرواتب ستبدا بالانفراج اذا ما التزم اربيل بتصفية قوائم الموظفين كما ان اعطاء الرواتب لن تشمل جميع المؤسسات خاصة العسكرية والامنية فان لها حسابات اخرى، اما بقية المسائل فانها ستحتاج الى وقت اطول، ولكن لحسابات متعلقة بصراع المحاور واخرى متعلقة بالانتخابات المقبلة ستدفع بعجلة المفاوضات لتتحرك بين بغداد والاقليم في الايام القليلة المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر