الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأشاعرة وكلام الله النفسي

أشرف حسن منصور
أستاذ الفلسفة بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية

2018 / 1 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن المذهب الذي يتبناه الأزهر هو المذهب الأشعري، على أساس أن هذا المذهب وسطي في العقيدة وأصول الدين. لكن الأشاعرة يقولون إن كلام الله كلام نفسي، وليس كلاماً لفظياً بحرف وصوت، تجنباً منهم للوقوع في التشبيه والتجسيم. فلو قالوا إن كلام الله بالحرف والصوت، لزمهم أن يكون صادراً عن جسم، والله ليس بجسم. فلو كان كلام الله ملفوظاً بحرف وصوت، لكان يجب أن يكون لله جهاز صوتي مثل الإنسان تماماً، فكيف ينطق بالسين والشين والصاد بدون أسنان؟ وكيف ينطق باللام والراء بدون لسان؟ وكيف ينطق بالهاء والحاء والخاء بدون حلق؟ وكيف أصلاً ينطق دون حنجرة وحبال صوتية ورئة يمر بها كلها الهواء ليُحدِث الصوت المطلوب؟ فتجنباً لهذا التشبيه والتجسيم قالت الأشاعرة إن كلام الله نفسي، أي ليس كلاماً حقيقياً، ليس حروفاً ملفوظة منطوقة، بل هو معنى قائم في النفس، والكلمات الملفوظة هي تعبير عن هذا المعنى النفسي. وبالتالي فحتى لو كانت الكلمات الملفوظة في القرآن محدثة، فإن القرآن نفسه باعتباره كلام الله قديم لأنه كلام نفسي وليس كلاماً صوتياً ملفوظاً، فكل كلام صوتي ملفوظ محدَث ومخلوق لصدروه عن جسم، وكل جسم مخلوق ومحدث.
لكن نظراً لسيطرة الفقه الحنبلي والعقيدة الوهابية المتشددة على أذهان معظم المشايخ، فقد ثارت ثائرة الشيوخ السائرين في ركابهم، واتهموا الأشاعرة بأنهم يقولون إن القرآن المسموع المتلو المكتوب ليس هو كلام الله على الحقيقة، بل هو تعبير عن ذلك المعنى النفسي القائم في ذات الله، وأن القرآن يقال عليه كلام الله مجازاً لا على الحقيقة، لأن الكلام الحقيقي القديم هو الكلام النفسي؛ وقام هؤلاء الشيوخ باتهام الأشاعرة بالتعطيل وبالجنوح نحو نظرية خلق القرآن لدى المعتزلة بطريقة خبيثة، وبأنهم أعادوا إدخال هذه النظرية من باب خلفي ملتوِ. ما رأي الأزهر في ذلك؟ شيوخ الوهابية يتهمون الأشاعرة بالبدعة والهرطقة، ويكادوا يتهمونهم بالكفر، في حين يعلن الأزهر تبنيه للأشعرية. فما رده؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE