الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإسلام المتداول هو الإسلام الحقيقي أم لا ؟!

محمد عبد القوي

2018 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هيا نعرف هل الإسلام المتداول هو الإسلام الحقيقي أم لا ؟!

في البداية دعونا نؤكد علي شيء بسيط ومبدأ بسيط وهو أن القرءان الكريم ، كتاب الله الموحي به إلي محمد بن عبد الله النبي الخاتم هو أساس التشريع والمصدر الأول لدين الإسلام ...وهذا المبدأ لن يختلف عليه أحد من المسلمين ، سواء كانوا سنة ، سواء كانوا شيعة ، سواء كانوا إباضية ، سواء كانوا معتزلة ، سواء كانوا قرءانيين ...إلخ ...كله يتفق حول هذا المبدأ الواضح البسيط

من خلال هذا المبدأ البسيط أبني وأؤسس لمبدأ آخر لا أعتقد أن أحدا من المسلمين سيختلف عليه أيضا ، وهو أن كل من قال بإستقلال كتب - أي كتب - بتشريعات تخالف القرءان وتناقضه فهو لا يمثل الإسلام ولا يمت للإسلام بصلة نهائيا فليس هناك تشريعات بالقرءان وتشريعات أخرى تخالفها وتناقضها إلا عند غير المسلمين وغير المؤمنين أيضا ... لكن السؤال الآن ، هل هذا الكلام الواضح البسيط الذي يتفق حوله كل المسلمين علي إختلافهم ، ينفذه المسلمين عمليا أم يفعلون شيئا آخر ؟! ...هو سؤال واضح وبسيط أيضا ولكي نعرف الإجابة عنه، دعونا نسترسل بعض النقاط الواضحة البسيطة كالتالي ...

- الله يقول للدعوة إليه {إدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} ومع ذلك أنت كمسلم تعد الفتوحات العربية دينا وأن كل هذه الحروب التي حدثت كانت من أجل نشر الدين - إن سلمنا ذلك جدلا مع أنه غير صحيح - بل أنت تفخر بهذه الغزوات والإعتداءات علي الآمنين وحجتك هي نشر الإسلام مناقضا بذلك صريح القرءان الذي أسس لكل تشريعات القتال {وقاتلوا في سبيل الله (الذين يقاتلونكم) ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} أرأيت يا أخي ؟! الله لا يحب المعتدين الظالمين ...الله لا يحبهم أبدا ... إذن حجتك في هذا الأمر والتي هي (نشر الإسلام) باطلة وتناقض الإسلام نفسه

- الله يقول {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ومع ذلك أنت تؤمن بقتل المرتد

- الله يقول {وأمر أهلك بالصلاة وإصطبر عليها} ومع ذلك أنت تؤمن بقتل تارك الصلاة

- الله يقول عن الزناة أن يجلدون {والزانية والزاني فإجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} ومع ذلك أنت تؤمن برجم الزناة حد الموت

- الله يشرع الجزية في موقف معين علي من إعتدوا علي المسلمين وينتظر الإعتداء منهم من الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب (اي تلقوا الكتب السماوية ولم يؤمنوا بها نهائيا) ومع ذلك أنت تؤمن أن المسيحيين واليهود يجب عليهم الجزية

- الله يميز بين الإعتقادات (كافر - مشرك - أهل كتاب) فيطلق علي المسيحيين واليهود (أهل كتاب) لكونهم يؤمنون بكتب سماوية ولا يجمعهم في بوتقة واحدة مع الكافرين والمشركين في قرءانه الدقيق المقصد واللغة، ومع ذلك أنت تعتبر المسيحي الذي يعمل صالحا والذي يؤمن باليوم الآخر كافر بالإطلاق مع أن هناك فرق بين الكفر العام والكفر المعين كما أن هناك فرق بين أن تكون فاسدا في شيء معين وأن تكون شخص فاسد بكل ما فيك وعندك وما تتصف به طوال الحياة

- الله يقول أن من أهل الكتاب من يؤمنون بالله وما أنزل ولهم أجرهم عند ربهم لما يفعلون من صالحات وإيمان {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ومع ذلك أنت تكفرهم تكفيرا تاما

- الله يقول أنه {من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} وهذا تشريع مكتوب فرضا علي بني إسرائيل (يعقوب) المسلم الذي هو تشريعا لنا أيضا لأنه مسلم وكل الأنبياء مسلمين ومع ذلك أنت تؤمن بقتل الآخر لمجرد أنه مخالف لك في العقيدة

- الله يقدم في قرءانه دينا عالميا يجمع بين طياته كافة المعتقدات لأن الإله واحد فبالتالي الدين واحد هو الإسلام ومع ذلك أنت تعتقد أن شريعة النبي محمد هي كل الإسلام مع أن شريعة النبي الكريم هي خاتمة الإسلام لأن الإسلام موجود منذ أن بدأ تكليف الإنسان علي هذه الأرض ، وكل الأنبياء مسلمين وكل شرائعهم إسلامية أما النبي محمد فهو خاتم هذه الشرائع

- الله يقول أن النبي محمد كان يخطيء وعاتبه كثيرا وأدبه ربه كثيرا ليقومه ومع ذلك أنت تعتقد أنه لا يخطيء لخلطك بين مقام النبي ومقام الرسول...الرسول لا يخطيء لأن الرسول يعني الرسالة وأن النبي محمد مبلغ هذه الرسالة وهذا التبليغ لا يصح الخطيء فيه ولا النسيان {لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي} و{سنقرؤك فلا تنسي} تماما كأستاذ الفيزياء - علي سبيل المثال - الذي لا يخطيء في نقل كتاب الفيزياء إلي تلاميذه لكن هل معني ذلك أنه معصوم في حياته ؟! فالنبي الكريم في مقام الرسالة وتبليغها للناس هو معصوم أما في مقام النبوة فهو بشري يخطيء كأي بشري والله عاتبه كثيرا ليقومه {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} - {عفا الله عنك لم أذنت لهم} - {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} - {عبس وتولي أن جاءه الأعمي وما يدريك لعله يذكي} - {ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما}

- الله يقول أن الدين قد إكتمل برسالة النبي محمد {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ومع ذلك أنت تؤمن بنحو نصف مليون كتاب نسبوا إلي الإسلام في القرون اللاحقة وأصبحوا جزءا لا يتجزء من الإسلام ...يكفي أن تعرف أن الحدود والمسائل في الإسلام لا تزيد عن 10 - نعم 10 فقط بينما وصلت هذه المسائل مع مشايخ السلاطين إلي 12000 - نعم إثني عشر ألف لم تخطيء في القراءة ...ومع ذلك أنت تؤمن بهذا كله وتعتبره من الإسلام بل أن المشايخ الآن يفتون آلاف الفتاوي وكأن النبي الكريم قد قصر في تبليغ دعوته ولم يبلغ رسالته كاملة حتي يأتي هؤلاء المشايخ ليكملوا الإسلام بفتاويهم ومع ذلك أنت تؤمن بهؤلاء المشايخ وتعتبرهم متخصصون يمثلون الإسلام

- الله يقول {قل سيروا في الأرض فإنظروا كيف بدأ الخلق} ومع ذلك أنت جاهل كسول لا تقرأ لا تبحث لا تعلم لا تنظر ...هل يعرف أحدكم وهو يقرأ كلامي الآن ، كيف بدأ الخلق ؟! أهو مثال عملي بسيط

ولأجل هذا وغيره الكثير فلا يوجد من يمثل الإسلام إلا أقل القليل من الذين من الله عليهم بنعمة العقل والتفكر ، من الذين كان عندهم ضمير وحب وإخلاص حقيقي للدين

أراكم ضحية من تسمونهم علماء بعدم إستخدامكم لعقولكم وتمحيص ما يقال لكم، فهل ستظلون علي نفس النهج ؟!

إجتهدوا وتعلموا وإقرءوا وفكروا فإن أول كلمة نزلت في كتابكم هي (إقرأ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس غريبا ولا عجيبا
بولس اسحق ( 2018 / 1 / 14 - 13:32 )
يا سيدي ان دليل انتساب الرسالة الى المُرسل، هي الرسالة ذاتها، قدرتها على تحقيق هدفها(ويشف صدور قوم مؤمنين)، والنتائج التي تقدمها(وانتم في غنى عن ان ابينها لكم)، فالرسالات السابقة (حسب القرآن) كانت تقدم اعجازات بينة ومباشرة على صدق الداعي، اما الرسالة الإسلامية، فقد اشارت بنفسها ان لا اعجاز اخر غير القرآن نفسه. وبالتالي فيفترض ان القرآن قادر على البرهنة على انتسابه الى صاحبه!! فما هي الدلائل التي لديكم لأثبات انتساب القرآن الى إله، غير كلمة شرف من محمد وسنده المُدعى عن جبريل عن الله؟ وكما يقال في المثل العراقي، زرزور كفل عصفور واثنينهم طيارة!!
وفعلا بتم تثبتون لنا يوما بعد آخر بان الإسلام يقضى على أفضل ما في المنتمي اليه، ألا وهو العقل، وصدق من قال: إن كانت رؤوسكم تثقل عليكم، وعقولكم تتعبكم فتدينوا بالإسلام، وهو الذي سيريحكم من عناء التفكير، فالإله الذي يقول{ فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب }{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ} ليس بالأمر الغريب ولا العجيب ان يكون دليلا على انه هو الذي قال ان القران موحى به!!! تحياتي.


2 - ملاحظه
على سالم ( 2018 / 1 / 14 - 17:36 )
السيد الكاتب دعك من هذا العك واللف والدوران وخلط الاوراق , انت تجمل شئ قبيح دموى عفا عليه الزمن , كتاب القرأن عموما كتاب ارهابى اجرامى يدعو الى قتل الكفار وسبى نساؤهم والسطو على املاكهم وغزو البلاد الامنه واجبار الاسلام عليهم بقوه السيف؟؟ القرأن يدعو الى العبوديه وامتلاك الاماء والتمتع بهم ونكاحهم ؟؟ اهل يوجد منطق يشرع هذه البربريه البدويه المتوحشه