الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا السي حميد الهزاز حارس مرمى الماص

حميد طولست

2018 / 1 / 14
عالم الرياضة


وداعا السي حميد الهزاز.
تمر على الإنسان في مسار حياته وجوه عديدة ، يتواصل مع بعضها ردحا من الزمن ، ثم لا تلبث تلك العلاقات أن تفتر أو تنقطع تحت تقلبات الزمن، غير أن نمطا من الرجال ، أعطاهم الله من فضله الكثير من المواهب والمميزات والسجايا التي فرضت بها حبها على الناس ، ولا شك أن فقيدنا الأخ والصديق حميد الهزاز ، الذي لبى دعوة خالقه فجر هذا اليوم ، هو واحد من هؤلاء الذين يموتون ولكنهم لا يرحلون ، ويبقون روحا وذكرا لمئات السنوات وربما يبقون إلى يوم النهاية بعد موتهم ، كما في قول الشاعر :
كم مات قوم وما ماتت مكارمهم ... وكم عاش قوم وهم في الناس أموات .
ورغم إيماني بأنها سنة الحياة ، وأنه لا راد لقضاء الله ومشيئته تعالى ، ورغم تسليمي بأن العظماء لا يموتون ولا يندثر منهم إلا عنصر التراب الذي يرجع إلى أصله ، وأن آثارهم تبقى على الأرض ، قوية حية تتحرك ، كنور ساطع يهدي ، وعطر فواح ينعش ، وآثار مشهودة يُنتفع بها ، وأمجاد يُعتز ويُفخر بها ، وأعمال جليلة يحتذى ، وأفكار نيرة يُهتدى بها ، من بعدهم ، كما قال الشاعر:
المرء بعد الموت أحدوثة … يفنى و تبقى منه آثاره
فأحسن الحالات حال امـرئ … تطيب بعد الموت أخبـــــــــــاره
فإن فاجعة اختطافه رجل فاضل ‬من الزمن الجميل ، قد أصابني كما غيري كثير ، بألم شديد وتأثر عميق ، يصعب الحديث عن آثره ، وتعجز الكلمات والعبارات عن مدى شدته ، وهو الذي ظل على مدار الأعوام وتغير الأحوال، هو نفسه ، لم يفقد جوهره الثمين ، ولا أصله المتأصل ولا انتماءه المكين ، مغربيا صميما عاش، ووطنيا أصيلا مات ، خلوقا ، متواضعا، عفيفا، لم تسرقه الشهرة من مبادئه وأخلاقه ونبل خصاله وعلاقاته المتميزة بأهله وأصدقائه ومعارفه بفاس التي ودعته ساكنتها اليوم والدموع تتنازع القلوب ، وتؤلم الأفئدة ..
تعازينا الحارة لأنفسنا أولا، نحن الذين سعدنا برفقته لسنوات ، في في فقدنا لأخ عزيز وصديق طيب نبيل ، الذي لا شك أن مصابنا برحيل لجلل ، ورزية عظمى ، تدمي قلب كل من عرف ابتسامته الملائكية وقلبه الكبير الذي اتسع للجميع ، وكل تعازينا ثانية إلى كافة أفراد عائلته ، أبنائه وبناته وأصهاره ، الذين نسأل المولى تعالى أن يربط على قلوبهم بالصبر ويمنحهم عظيم الأجر.
ما يعزينا في فقدك يا أيها الصديق الوفي ، والأخ الكريم ، والرفيق الصادق ، هو وجودك الآن في الفردوس مع الشهداء والقديسين الأبرار مصداقا لقوله لأمثالك " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي "، واطمئن فإن ذكراك ستبقى خالدة في النفوس،
وان لله وإنا اليه راجعون.
هوامش: حميد الهزاز من مواليد 30 نوفمبر 1945 في فاس 13 يناير 2018) هو لاعب كرة قدم مغربي سابق كان يشغل مركز حارس مرمى، بل ويعتبر الراحل من أمهر الحراس في تاريخ نادي "الماص" - الذي شغل منصب رئاسته سنة 1994، وأيضا منصب رئيس اللجنة الإدارية له في كافة فروعه-والمنتخب الوطني المغربي، الذي فاز معه بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976 وشارك معه أيضا في مونديال المكسيك سنة 1970.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مانشستر سيتي يواجه ريال مدريد في إياب ربع نهائي دوري أبطال أ


.. الزمالك يفوز على الأهلي بمباريات الدور الأول للمرة الأولى من




.. دوري أبطال أوروبا: هل يفوز سان جيرمان على برشلونة.. ماذا قال


.. العاصمة السعودية الرياض ستحتضن نزالا على اللقب العالمي الموح




.. سباق مثير للجدل.. 3 عدائين يتباطؤون عمدًا قبل نهاية نصف مارا