الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين و العالم العربي ( نحو تحالف ديني عربي)

علجية عيش
(aldjia aiche)

2018 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


انطلاقا من السؤال الذي طرحه أحد الكتاب العرب القوميين و هو الد/ سمير أمين حول إذا ما كانت مسألة التعلق بفلسطين و التضامن معها ذات طابع عاطفي فقط؟ أم أنها قائمة على وعي بالتضامن السياسي في وجه الإمبريالية و إسرائيل؟، من أجل الوصول إلى حقيقة الأمة العربية، إن مسألة الأمة ليست مسألة مذهبية بل هي مشكلة تحرّر ( فكري سياسي)، و كما يقول الباحثون ، يتطلب هذا إعادة النظر في بنية العالم العربي الذي يحتل منطقة محددة المعالم ، معزولة عن أوروبا بالأبيض المتوسط و عن أفريقيا السوداء بالصحراء، و عن العالم التركي و الفارسي بالمرتفعات الجبلية لطوروس و كردستان و إيران الغربية، و لا يغطي كل حدود العالم الإسلامي الذي يحتل تقريبا كامل الحزام شبه الجاف بين أربع مجموعات من الشعوب: العرب ، الأتراك ، الفرس و الأفغان الهنود و..و..الخ، فمن خلال هذه الكتابات يلاحظ كيف بدأت "الانقسامية"بعد ظهور الأرستقراطية و البرجوازية، رغم أن التعريب مزج شعوبا عديدة، مما يدل على أن العالم العربي لا يقتصر على مجموعة الشعوب التي تتكلم لغات متقاربة، فقد تمزق العالم العربي في وحدات سياسية فنجد المشرق العربي الذي يجمع الجزيرة العربية ، أي الدول التي كانت تشكل سوريا لبنان الأردن و إسرائيل ثم العراق، و من جهة أخرى بلاد النيل مصر و السودان، و يلاحظ هنا كيف يسعى أهل التطبيع في محو اسم فلسطين من الخريطة ، بحيث وظفوا اسم إسرائيل محل فلسطين، أما المغرب العربي، الذي يمتد من ليبيا حتى الأطلسي فهو يضم دول ليبيا تونس الجزائر ، المغرب و موريتانيا، و رغم أن هذه الشعوب تتكلم بلسان واحد، غير أن أنظمتها فشلت في إعادة توحيد شعوبها في إطار ما يسمى بالوطن العربي ( لا هو مشرق و لا هو مغرب)، يقول سمير أمين أن هذه المفارقة هي سبب كثير من الخلط المحيط بالعالم العربي..، و لذا يرى بعض الباحثين و منها الكاتب ، أنه حان الوقت لإعادة النظر في فهم العالم العربي و وضعه في إطاره الخاص، باعتباره منطقة عبور و ملتقى و مفترق مناطق حضارات العالم القديمة العظيمة، و تحليل برجوازية الشرق العربي تجاه القضية الفلسطينية، و بلاد فارس السّاسانية التي تعربت، و لعبت دورا كبيرا في تشكيل الثقافة الجديدة التي هي اللغة العربية، فقد كانت بلاد فارس ترى أن التعريب يلحق الأسلمة، و أنه لابد من تحالف ديني، مع احتفاظ كل شعب بخصوصيته ليس على الصعيد اللغوي فقط، و لكن على صعيد الثقافة و القيم و الأصالة.
و فضلا عن النوايا و المنطلقات الإيديولوجية ، فهذا الوضع يذكرنا بقول شمعون بريس في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" و هو عبارة عن تقرير رسمي أعدته الحكومة الإسرائيلية في جانفي 1995، تعلن فيه اتفاقها مع الجماعة الأوروبية بفصل دول المغرب العربي عن دول المشرق، فتلحق المجموعة الأولى بأوروبا، بينما تكون يد إسرائيل هي العليا بين دول المشرق، و لم يتوقف الحلم الإسرائيلي هنا فقط، بل شمعون بريس عبّر عن رغبته في أن يكون لإسرائيل مقعدا في الجامعة العربية، و إجراء تغيير شكلي بسيط، حيث تتحول جامعة الدول العربية إلى جامعة الدول "شرق أوسطية"، الهدف من ذلك هو السقوط التلقائي لعضوية و عروبة بلاد المغرب العربي من الجامعة العربية، و لعل هي الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى تعلم اللغة العربية نطقا و كتابةً، خاصة و أن نسبة كبيرة جدا من سكان إسرائيل هم عرب سواء كانوا يهودا أو عرب مسلمين و مسيحيين، فإسرائيل كما يقول الدكتور أحمد بن نعمان تريد أن تغييب الهوية العربية الإسلامية و إزالة آخر رمز لوحدتها و هي جامعتها، و من سخريات القدر أن يبلغ التمادي الإسرائيلي إلى جعل القدس عاصمة لإسرائيل عن طريق حليفتها أمريكا، في وقت تستمر فيها العلاقات العربية القطرية مع إسرائيل، و المسلمون يغرقون في صراعاتهم، و لم يبادروا في إجراء إصلاحات عربية عربية، أو عربية إسلامية، و بالعودة إلى سؤال الدكتور سمير أمين يرى بعض المحللين أن إقامة "تحالف ديني" مرهون بتجاوز النزعات الإقليمية، و الخروج من الانطواء القطري، حتى يخرج العالم العربي من ظلمته و تكون الشعوب العربية في جبهة واحدة، تكون قادرة على مواجهة التهديد الإسرائيلي، و بذلك تصبح قضية فلسطين محور المسألة العربية، لأن القضية ليست بنت الأمس، بل منذ ظهور الشعب الفلسطيني على مسرح النضال، ليس فقط في فلسطين، لكن أيضا في الأراضي العربية التي يرتكز فيها اللاجئون في العالم العربي برمته، و هي تحتاج إلى آلية تدفع الاستعمار الصهيوني إلى التراجع، و انسحاب الجيش الإسرائيلي المسلح حتى أسنانه في خط المواجهة.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل