الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه الشعوب المزعومة ...

حسين مروة

2020 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تحت عنوان: "هذه الشعوب المزعومة ... " كتب الشهيد حسين مروة في جريدة " الهاتف " العراقية مقالة بتاريخ 6 تشرين الثاني 1948، هذه مقتطفات منها:

... أما الشعوب التي قصدتها في العنوان فهي الشعوب العربية، وأما من يعدّون هذه الشعوب " مزعوماً " فهم رجال السياسة العربية والحاكمون بأمرهم ... وعسى أن يكون القارئ معي بأنّ الشعوب أجدر أن تُدعى بالشعوب المزعومة " من دولة إسرائيل "، كاد زعماء السياسة العربية " يزحفون " رويداً رويداً إلى منطقة الاعتراف بوجودها، شاءوا ذلك أم أبى لهم اباؤهم " المزعوم " أن يشاءوه .. !

وحين تصبح "دولة "إسرائيل"" دولة.. "غير مزعومة " على لسان الزعامة العربية الجليلة وعلى خريطة " الأمر الواقع “.. سيبقى الشيء الأوحد الذي استحقّ هذا الوصف في رأي السادة الزعماء وفي تفكيرهم وضمائرهم، هو هذا الشيء "التافه" الذي يُدعى" بالشعوب العربية"...

والحقّ أنها شعوب مزعومة.. لأنها غير موجودة - كما يظهر -، ولو كان لها أثر من وجود، لكان أسبق الناس إلى الاعتراف بها زعماؤهم الذين يسوسون أمرها، ويصرّفون شؤونها، ويحملون أقدارها ومصائرها على رؤوس أصابعهم.. !

والعجيب.. أنّ الشعوب العربية موجودة بالفعل، وأنّ لها صورة واضحة تستطيع أن تراها العين المجرّدة من غير حاجة للاستعانة ( بالمكروسكوب) العجيب، وأنّ لهؤلاء السّاسة الأمجاد " عيوناً " صافية نفّاذة تستطيع أن ترى الأشياء وتُبصر "الموجودات " مهما دقّت و تضاءلت وبَعُدَت عن مدى الرؤية .. فما سبب هذه الظاهرة الغريبة التي تجعل وجود الشعوب العربية وحده بعيداً جداً إلى هذا الحد من مدى الرؤية في " عيون" الساسة الأمجاد؟.

الواقع هو أنّ الشعوب العربية موجودة بالفعل دون ريب، ولكنّ ساستها الأمجاد لا يرونها - بالفعل أيضاً - لأنهم يعيشون ويعملون في وادٍ ترتفع عن جانبيه الجبال الشواهق، ولأنّ الأيدي التي أقامت هذه الجبال ما تزال ترفع بها إلى فوْق.. وستظلّ كذلك إلى أن تثق وتطمئنّ بأنها سدّت على أولئك " الأمجاد " منافذ النور والهواء من كلّ صوب، وحالت بينهم وبين أن يروا إلى شعوبهم وهي كائنة من الكائنات الموجودة الحيّة المتحرّكة بالفعل ولن تلتقي الشعوب وساستها أبداً إلاّ حين تعمد هذه الشعوب إلى تلك الأيدي - وهي أيدي أجنبية - فتقطعها، وإذا بالجبال الشاهقات تهوي من عليائها، وإذا بالشعوب العربية تقف مع ساستها على صعيدٍ واحد، وإذا بكل فريق منهما يرى الفريق الآخر كما هو على حقيقته دون ما غشاءٍ أو ستار . وحينئذٍ: فإما أن يسيرا معاً في طريق القافلة يداً بيد، وإما أن تسير القافلة ويبقى المتخلّفون في وحشة الصحراء حتى تغمرهم رمالها..

ولقد تسألني: متى تقوى الشعوب العربية على قطع تلك الأيدي تعلى الجبال من حول ساستها الأمجاد؟ ..

ولكن، ألستَ أنتَ العليم بأن هذا الأمر لا يقف دونه إلا شيء واحد: هاتِ الأحزاب السياسية تنظّم هذه الشعوب وتوجِّه وعيَها للتكامل، وتضع الغاية الكبرى أمامها متناسيةً ما بينها من اختلاف السبُل ومفارق الطرق، ثم أنظر - بعد هذا - كيف تفعل الشعوب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك