الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية الفشل والكذب والقمع

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 1 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



هي دائرة تدور فيها مصر منذ أن تولى السيسي السلطة، فشل .. يتم التغطية عليه بسلسلة من الأكاذيب والوعود الخيالية .. ثم قمع لكل من يجرؤ على الإعتراض على الفشل والكذب.

فشل في ملف التعليم .. يتم علاج فشله بالحديث عن مشاريع مشاركة فاشلة مثل المدارس اليابانية التي لم ترى النور، ثم قمع لكل من يعترض على الفشل.

فشل في ملف الرعاية الصحية وفي توفير العلاج .. يتم التغطية عليه بسلسلة من الأكاذيب عن مشروع تأمين صحي وإدعاءات كاذبة بتوفير الأدوية .. يليه قمع لكل من تسول له نفسه الإعتراض.

فشل في الزراعة وفي الصناعة وفي ملف المياه، فشل في مكافحة الفساد، فشل في ملف الإرهاب، فشل في ملف الإسكان، فشل في التوظيف، فشل عام شامل، والحل الوحيد دائما لدى النظام هو الكذب والمزيد من الكذب، وإذا لم تستجيب لأكاذيبهم وطالبت بمحاسبتهم يأتي دور القمع والقهر والتنكيل.

والمآساة الحقيقية تتجلى في علم النظام بفشله وكذبه، إلا أنه لا يخجل ولا يرتدع، وحتى بعد إنكشاف أكاذيبه في العديد من المرات أخرها كان من خلال تسريبات نيويورك تايمز التي أذيعت في العديد من وسائل الإعلام وكانت حديث مواقع التواصل في الأيام الماضية، لا يزال النظام يكذب ويتحرى الكذب.

إن أكثر شئ مخجل ومؤسف ظهر في هذه التسريبات – على الرغم من أنها كلها مؤسفة ومخجلة – كان المساومة الحقيرة على دم وكرامة المصري المضروب في الكويت، فإذا استجاب أمير الكويت للنظام المصري وتوقف عن مساندة النظام القطري سننسى حقوق الشاب المصري وكأنه لا يعنينا، أما إذا أصر على دعم النظام القطري فعلى الإعلام المصري أن يثير القضية ويضعها ضمن أولوياته.

كذلك عند حديث ضابط "المخابرات الحربية" عن "القانون" الذي يطبق على الجميع في قضية "حبيب بيه" على الرغم من أنه يعلم جيدا أنه ظهر فقط من أجل أن تلغي محكمة النقض الحكم الصادر ضده !

النظام المصري يعامل الشعب باعتباره شعب لدولة معادية عليه أن يطوعه ويشغله بالأكاذيب ويضلله وحتى ينتهي من تجريف ثرواته وبيع الغالي والنفيس وتركيع الشعب وكسره حتى لا تقوم له قائمة في المائة عام القادمة، وعلى الشعب المنهوب المنتهك أن يرقص ويعلق الزينات وهو في طريقه إلى المقصلة.

إننا نعيش مع هذا النظام في كل يوم كذبة كبيرة، وأحدث هذه الأكاذيب ما يطلق عليه "الإنتخابات الرئاسية" والتي يعرف الناس والنظام والعالم أجمع أنها محسومة لصالح السيسي الذي يسخّر البلد بأكملها من أجل الوصول إلى تلك النتيجة، ولا أعرف فعلا لماذا علينا أن ندفع ملايين الجنيهات من دماء الشعب في مسرحية هزلية لا تُضحك ومعروف نهايتها سلفا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة