الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوطنيون الجدد
حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)
2018 / 1 / 15
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
في عصر مبارك كانت أكثر الكلمات التي تثير السخرية هي "شفافية" و "نزاهة" حيث أنهما كانتا الأكثر ترددا في عصره رغم أننا كنا نفتقدهما لأقصى درجة ممكنة، أما في عصر السيسي فيبدو أن القاموس اللغوي كله قد أصابه البلاء الذي أصاب البلاد والعباد حيث لم تعد الكلمات تعطي مدلولاتها التي نعرفها والتي إعتدنا عليها في الماضي.
ومن الكلمات التي إنهار معناها في عصر السيسي هي "الوطنية" حيث أصبحت تدل على اشياء ليس لها صلة بالوطنية التي كنا نعرفها وندرسها في المدرسة في العهود الغابرة، أصبحت الوطنية تتمثل في الطاعة العمياء والقبول بالذل والمهانة وبيع الأرض والعرض والتخلي عن الدين والعروبة والمقدسات وأصبح هؤلاء الذين يرقصون بعلم السعودية فرحا ببيع جزيرتين مصريتين استراتيجيتين تتحكمان في مضيق ولهما تاريخ في الحروب المصرية الحديثة هم الوطنيون بينما هؤلاء الذي إحتجوا على هذا الجرم هم الخونة والعملاء والذين يستحقون الحبس والتنكيل والتشهير.
أصبح هؤلاء الذين يعملون كلجان إلكترونية وظيفتهم قلب الحقائق وتزييف الواقع وغسيل الأدمغة وصناعة رأي عام وهمي ليس له وجود على الأرض يسمون أنفسهم بأسماء على شاكلة "إبن النيل" و "بنت مصر" و "بحب مصر" و "عاشق مصر" .. الخ
وهو نوع من التضليل يجعل من يعارضهم يبدو وكأنه دخيل كاره لمصر رغم أن هؤلاء مهمتهم تتلخص في نقل ما يريده النظام مقابل مبلغ مالي ويتمتعون بقدر مذهل من الصفاقة والجهل والغباء يحسدون عليها.
إبن النيل لا يهلل ويطبل لمن باع النيل ويهاجم من يرفض بيعه عاشق مصر لا يقبل ببيع مصر ووقف مصانعها وتدمير مزارعها، لقد أصبح هؤلاء المنتفعين الطفيليين يرتدون رداء الوطنية كالزي التنكري ولديهم من الوقاحة والصفاقة ما يجعلهم يتهموك أنت الذي تبكي يوميا بدلا من الدموع دماء لعجزك عن حماية بلادك من الخراب والدمار أمام هؤلاء الغيلان الذين لا يقفوا عند خطوط حمراء بالخيانة!
من هو الوطني ومن هو الخائن يا بشر! من هو العاقل ومن هو المجنون؟
ومهما تكشّف من كذبهم وعمالتهم وجرائمهم لا يستحون ولا يرتجعون، ويعتمدون على جيوش "الوطنيون الجدد" الذين هم على إستعداد لفعل أي شئ مقابل ورقة بمائة جنيه، أو مقابل تمرير مخالفات وجرائم يقومون بها على طريقة "شيلني وأشيلك" أو لأنهم من مغسولي الدماغ الذين إنقلب لديهم الحق باطلا والباطل حقا، ويصدقون بالفعل أن مضاعفة الديون وإنهيار السياحة والصناعة وخسارة حصة مصر في النيل هي مقدمات لنهضة قادمة.
اوطنية في عصر السيسي "محطة بنزين".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله