الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انطلق الربيع الكردي ليخفق ؟

حواس محمود

2018 / 1 / 16
القضية الكردية




هل انطلق الربيع الكردي ليخفق ؟ !

حواس محمود

هناك من يدرج المظاهرات التي اندلعت في السليمانية ومدن كردية أخرى بإقليم كردستان العراق في اطار الربيع الكردي ، وهناك من يدرج سياسات حكومة الإقليم من جهة والإدارة الذاتية من جهة أخرى التي يقودها ال ب يد في سوريا ضمن اطار الربيع الكردي الذي اخفق بحسب بعض التحليلات الأخيرة عن الحدث المظاهراتي الأخير في المدن الكردية .
يمكن القول ان الربيع الكردي لم يبدأ أصلا حتى يخفق ، لا يمكن ادراج المظاهرات ضمن الربيع الكردي ، ولا السياسات التي اتبعها القادة الكرد على صعيد المناطق الكردية في سورية والعراق
بالنسبة للمظاهرات لم تتضح هوية المتظاهرين السياسية بعد، صحيح ان الواجهة التظاهرية تبدو في الاحتجاج الاقتصادي والمعيشي والسياسي للشعب تجاه الأحزاب الكردية المهيمنة ، والفساد المستشري وحالة التحكم في مقادير الإقليم السياسية والاقتصادية ، لكن لا نعلم خلفيات المتظاهرين ، ولا ما يخطط لاستثمارها من قبل الحكومة العراقية وأيضا طهران لإجهاض المشروع الكردي برمته .
إقليم كردستان ليس دولة مستقلة لذلك يتردد المواطن الكردي الواعي كثيرا قبل التفكير في التظاهر ضد حكومة الإقليم ويجحم عن أي عمل احتجاجي مقدرا عواقب التظاهر فرديا وجماعيا وقوميا لأن الأعين تتربض بالإقليم من قبل الحكومة العراقية وايران وباقي دول الإقليم سيما التي تتحكم في أجزاء أخرى من كردستان كتركيا وايران .
وهذه نقطة قوية في تبرير عدم اخذ التظاهرات الحالية او غيرها صفة الربيع ، رغم أن الربيع أخذ انطباعا على الصعيد العربي عكس المعنى الدال عليه وهو التحرر والديموقراطية والكرامة ، اذ أخفقت جميع الانتفاضات العربية تقريبا لعدة أسباب داخلية وخارجية ، وكان العامل الخارجي شديدا وقاسيا ومؤلما ليس على صعيد المتظاهرين أو الذين رفعوا السلاح بوجه الأنظمة الدكتاتورية وحسب وانما أيضا على صعيد الحاضنة الشعبية شملت حتى مؤيدي الأنظمة المثار عليها بالضرر والخسارة والايذاء الكبير
فيما يتعلق بسياسات ال ب ي د في سورية وسياسات إقليم كردستان / والندم عليها لخطأ التصورات حول الدعم الأمريكي لها في ظل إخفاق المعارضة السورية ، وتضرر السنة في العراق من استخدام داعش كأداة لقمعهم وضربهم وتهجيرهم باستخدام الحشد الشعبي ، ومحاولة ساسة إقليم كردستان العراق الاستفادة من هذه الحالة .
يمكن القول في سوريا ارتكب الب ي د خطأ استراتيجيا بالتحالف مع النظام وايران ومن ثم التحالف مع روسيا وأمريكا دون وثائق رسمية ، يكمن الخطأ في جانب استراتيجي مهم وهو ان التحالف مع النظام المستبد الذي يخوض حربا ضد المعارضة السياسية وضد الشعب يؤدي الى خلل في الحراك الشعبي العام على صعيد سوريا برمتها ، لأن التحالف يتخذ طابعا مرحليا للطرفين ، الرابح يكون النظام بالطبع ، لأن قدرات النظام على المناورة والالتفاف اقوى بكثير من أي قوة أخرى محلية بحجم الب يد مثلا / ما قام به الب ي د اضعف المعارضة وساهم بتقوية النظام ، هذا أضر الثورة وأفاد النظام ، الآن مع استعادة النظام شيئا من قوته ولو الميليشياوية بفعل ايران والتحالفية العسكرية بالفعل الروسي ، يحاول ان يسيطر على المناطق التي سيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية ، لا بل اتهم رأس النظام مؤخرا هذه القوات بالتحالف مع أمريكا وخيانة الوطن ، وهذا مؤشر على بداية انفكاك التحالف بعد أن استفاد منه النظام اقصى استفادة ، يبقى للكرد نقطة استناد واحدة لا غير ، مهزوزة وغير مضمونة وهي التحالف مع أمريكا وعدم تخليها عنهم مهما كلف الامر ، وهذا ربما سيكون حلما كرديا ومعجزة سياسية لا نتوقعها لأن أمريكا تتخلى عن أي حليف بمجرد انتهاء ظرف الاستفادة منها ، وكان اخرها كردستان العراق- وتحديدا كركوك - التي ارتكب قادتها هم الآخرون خطأ كبيرا في محاولة عدم الاهتمام بالموقف الأمريكي الرافض للاستفتاء ( الذي كان يدعو للتأجيل لا الإعلان ) لأن الإعلان يضعف الجبهة ضد داعش بحسب الموقف الأمريكي فتخلت عنهم أمريكا ، وعرض الساسة الكرد الإقليم والمناطق المتنازعة عليها للهجوم الحكومي العراقي والحشد الشعبي واحتلال كركوك ، وصولا الى التظاهرات الحالية ومحاولة بغداد صب النار على زيت التفاقم والتناقضات الراهنة في الإقليم ، كما لا ننسى أهمية تدعيم الجبهة الداخلية قبل الإعلان عن الاستفتاء ويبدو انها كانت اضعف مما كان يتصورها قادة الإقليم بكثير .
نصل الى نتيجة مؤداها ان السياسات الكردية الرسمية على صعيد الأحزاب المعروفة والتي تمتلك قوة عسكرية هي سياسات خاطئة ، تأخذ صفة التكتيك لا الاستراتيجية وهي تضر بالكرد قبل غيرهم ، وباعتبار انها أحزاب حاكمة فكيف يمكن ان نوصم سياساتها وتحركاتها بالربيع المخفق ! ، انها ليست ربيعا ولا خريفا ولا من يحزنون .
الربيع تصنعه الشعوب بحشودها المليونية كما حدث في أوربا الشرقية والدول العربية ومن قبل الشعب لا الأحزاب الحاكمة ، بحياتها لم تساهم الأحزاب الحاكمة
بزرع زهرة في حقل الديموقراطية فكيف لها ان تصنع ربيعا مليئا بأشجار وأزهار وورود الحرية والكرامة وحقوق الانسان؟ ! ، ربما الربيع الكردي مخزون في افئدة وعقول الكرد الذين لا يرتبطون بأجندة حزبية أو إقليمية ولن يظهر الا بعد نيل الاستقلال الكردي الكامل أو إعادة الإقليم الى سابق عهده قبل سقوط كركوك
...............................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون