الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراحل علي الوردي في ميزان

عبد الرضا حمد جاسم

2018 / 1 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــة:
قررت أن أكتب عن الراحل الكبير الدكتور علي الوردي منذ عام 2012 حيث وعدت الزميل وليد يوسف عطو في زيارتي للعراق نهاية ذلك العام ولقائي الاول به بأني سأكتب طويلاً ودقيقاً عن الراحل علي الوردي وتركت بعض التعليقات على ما نشره العزيز( وليد يوسف عطو)عن الوردي تحت عنوان :نقد نظرية علي الوردي في البداوةـج1 بتاريخ 18/02/2016 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=505574
ومنذ نهاية عام 2012وانا اكتب واضع ما اكتب جانباً سواء كانت الكتابة على الورق أوعلى الكيبورد او على صفحات كتب الراحل و من كَتَبَ عنه من ملاحظات "هوامش " صارت او كانت كثيرة جداً.
لقد اطلعت على الكثير مما نَشَرَهُ الراحل الوردي ومما نُشِرَعنه و لكن امتنعت في سياق هذه السلسلة من الاطلاع على لمحات تاريخية...حيث وجدت ان كل ما اُثير و يُثار على وعن الراحل الوردي يستند الى ما قبلها و لم اجد الا نادراً من استعارمنها رغم اطلاعي على ان الوردي ترك كل ما صدر له قبل ثورة 14 تموز 1958 حد التنكر له و كثيراً ما كان يردد انه يغير افكاره و برامجه دائماً...
كُنْتُ عازماً على ان تكون بداية هذه السلسلة حول ما نُشر عن الراحل الكبير الاستاذ علي الوردي من كُتب مثل :مئة عام مع الوردي /الاستاذ محمد عيسى الخاقاني/دار الحكمة 2013 و علي الوردي في النفس والمجتمع/جمع الاستاذ سعدون هليل/مكتبة بساتين المعرفة 2011 وعلي الوردي عدو السلاطين ووعاظهم /الدكتور حسين سرمك حسن/دار ضفاف 2013 ومن وحي الثمانين /سلام الشماع/مركزالحضارة 2011 وعلي الوردي والسوسيولوجيا التاريخية/الاستاذ محمود عبد الواحد محمود القيسي دارومكتبة عدنان 2014 ومقالات لبعض الزملاء في الحوار المتمدن و المواقع الاخرى من امثال الاساتذة الكرام الاستاذ قاسم حسين صالح والاستاذ ابراهيم الحيدري والاستاذ سلمان الهلالي و غيرهم...و لكن؟؟!!
ستكون بداية هذه السلسلة هو هذا الجزء و ستليه اجزاء ...واليوم أجدها فرصة ثمينة لأبدأ بنشر ما كتبت و أستغل فرصة نشرالاستاذ الفاضل ابراهيم الحيدري مقالته بعنوان:
علي الوردي والطبيعة البشرية بتاريخ 30/11/2017 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=581010
حيث وجدت ان التعليق لاينفع، اويفي بالغرض لضرورة التوسع في الرد لتنال المقالة حقها وليكون الرد نافعاً مفيداً. اعتقد سيكون في هذه السلسلة من المقالات بعض التكراراوربما الكثيرمنه حيث من المعروف عن الراحل انه يعيد ويصقل حتى اُطْلِقَ عليه"الصاقول"كما قال وقيل عنه.
*الكتابة عن الراحل الكبير علي الوردي كما اتصور ليست سهلة كما استسهلها البعض ممن كتبوا عنه...فقد كان الراحل في كتاباته و علاقاته و مساهماته وعراً صعباً في حياته واستمر بعد غيابه كما ظهر مما قرأت له و عنه... كَتَبَ الكثير و تَشَّعَبْ و كُتِبَ عنه الكثير بِتَشْعبْ... انْتُقِدَه بعض مجايليه في حياته بشدة و كان حاضراً فَرَّدَ عليهم و ناقشهم و دافع عن نفسه فكان لهم و كانوا له.وكَتَبَ عنه محبيه بعد رحيله سواء من كان قريب عليه ومنه اومن كان بعيداوغريب عنه فكانوا اليه وعليه وهو بعيدلا يمكنه الرد...اظهروا انهم مأسورين به محبين له عاشقين متألمين لفراقه.فّكروا اوعملوا على ان ينصفوه لكن الهيام والشوق اخذهم مأخذاً أخر فكتبوا العجب في رجب وغيررجب وهوالمعجب برجب وما شاهده وعاشه قبل رجب.وانا اقرأ لهم وقرأت الوردي استطيع أن استنتج انه لو كان حياً لرد البعض منهم رداً عنيفاً وبأسلوبه الساخر اللاذع وربما لرفض حتى الكلام مع بعضهم والالتقاء بهم.والراحل كان على استعداد تام لذلك ودون اي حرج اومجاملة.
أل"عشق" حد"الهيام" في الكتابة والتحليل كما اتصور كثيراً ما يُخرج الكاتب من نزاهة الكتابة الواجبة او النزاهة في طرح ما يريد حيث يجعله او يدفعه الى غض الطرف او التغاضي عن الكثير من الامور المهمة و يدفعه للمبالغة التي تسيء قبل ان تنفع و ربما يُعميه عن تلمس الطريق الصحيح في معالجة الموضوع مما يثير حوله و ما كتب، اللغط ولا اقول غير ذلك و هذا ما حصل كما استنتجت و ربما يسعفنا البعض ببعض الآراء في ذلك...
فات من كتب تحت تأثير العشق الكثير. كانوا مغرمين به و هو الغيرمغرم بهم وربما لم يفكر يوماً انه سيسمح ان يَكْتُبْ عنه بعضهم كما اتضح لي من متابعة كتاباته و ما كُتب عنه...فهو لا "يجامل" و صاحب رد جاهز و سريع على اي طرح او موقف حوله و في محيطه "غير الرسمي" من اي شخص وبالذات من القريبين منه او المحيطين به...البعض ممن كتب عن الراحل الوردي بعد وفاته اراد المتاجرة والتسلق باسمه والبعض حاول الانصاف لكن غلبت عليه عاطفته فضاع منه الكثير وربما اساء للراحل الوردي .لكن هناك من كتب بدقة و مجاملة و انبها ايضاً فأشروا وأَّشرواواشاروا الى ما كان في كتابات الوردي من تناقضات و عدم دقة و "انحراف" عن بعض المعاني و خلل في بعض الطروحات و التفسيرات وضعف بائن و توليف و تاليف لحكايات و قصص غير صحيحة و بعضها ملفق و حتى فيها من الكذب ما اربك بعض محبيه فنقلوا لنا حكاوى و حكايات تاهوا فيها بين ما كتبه الوردي عنها و ما يدعون انهم سمعوها منه مثل حكاية غناء العراقي في الحمام تلك التي سأعود اليها لاحقاً ،ما يُحسب لهؤلاء انهم حاولوا انصاف الوردي و انصاف انفسهم من خلال اشارتهم الى اماكن الدقة و عدمها في الكثير من كتاباته و تلك التي تتصدر كل او لإقول الكثير من طروحات الوردي.
تعرض جزء مهم كما يبدو من إرث الوردي للسرقة حيث فُقِدَتْ مخطوطة كما قيل عنها نقلاًعنه مهمة جداً وكانت تحت اسم"سينما بغداد"كما وصفها البعض قيل انه قال فيها:سأطرح فيها الرأي الصريح عن كل من لم اتمكن من طرح الرأي به في حياته و حياتي...(سأدخله التاريخ)....
ذكر السيد محمد عيسى الخاقاني بهذا الخصوص في ص97 من كتابه مئة عام مع الوردي/دار الحكمة/لندن/الطبعة الثانية 2013 وما كتبه السيد الخاقاني هو نموذج لكتابات محبي الراحل الوردي المشار عنها اعلاه...التالي:[اختار الدكتور علي الوردي اسم سينما بغداد على سيرة حياته وقد كتبها بدقة واعطى رأيه الصريح في كل ما شاهده من امور وكذلك تحدث عن الشخصيات التي رافقها في حياته وابدى وجهة نظره فيها...ألخ]انتهى.
واكمل في ص98 قائلاً :[ان هذه المخطوطة النادرة و التي اختفت عن الوجود الان...ألخ]انتهى .
واضاف في ص99 التالي عنها:[هذه المخطوطة المهمة التي ربما تمثل احدى اهم المخطوطات التاريخية في العراق قد اختفت لسوء الحظ و يؤسفني ان اقول هنا باني كنت قد شاهدتها في مكتبة الوردي...وقد سألت الدكتورحسان نجل الوردي الأكبرعن المخطوطة واخبرته اني شاهدتها و اكد لي انه سمع عنها ايضا و كان يود لو راها وقد بحث عنها في المكتبة ولم يجد لها اثرا]انتهى.
ثم يتمنى السيد الخاقاني قائلاً :[ارجو العلي القدير ان يوفق عائلة المرحوم الوردي وان تجدها يوما لتتحف بها المكتبة العربية ان شاء الله]انتهى
أقــــــــول:لا اعرف كيف عرف السيد الخاقاني ان الوردي كتب بدقة وصراحة عن الامور التي شاهدها والشخصيات التي رافقها في حياته كما ذكر اعلاه وهو لم يَّطلع على المخطوطة انما فقط شاهدها في مكتبة الوردي.
و اود ان اذكر اني خلال عامي 2016 و 2017 اي العامين الفاصلين بين صدور كتاب السيد الخاقاني و نشر هذه السلسلة...لا اعرف هل حصل تطور في موضوع البحث عن تلك المخطوطة حيث لا جديد عرفته عنها عليه سأعتبرها لا تزال مفقودة ... مما قرأته عن المخطوطة و سأتطرق لها في القادمات أن هناك من حاول أن يصور او يوحي او يتوقع أن اختفاء تلك المخطوطة ربما نتيجة عمل من اعمال جهازالامن العراقي وقت صدام حسين وفي ذلك كما اسْتَشفْ محاولة ابعاد الموضوع وادخاله في مدخل بعيد فجهاز الامن الصدامي كان لا يخجل او يتردد من دخول اي بيت و السيطرة على محتوياته و اخذ ما يريد و علناً و الجماهير تصفق له و يمكن ان يدعي ان هناك مؤامرة او تحركات مشبوهة او ما شابه ذلك وحتى ان له القدرة على استدعاء الوردي والطلب اليه تسليمها بيده و التبرع بها ل"مكتبة" ذلك الجهاز و من يتوقع ان هذا الجهاز الامني يفكر باسم الراحل الوردي و منزلته و عمره و معارفة لم يعرف العراق و قت ذاك حتى لو كان يعيش فيه اوعاش في تلك الاجواء...اعتقد ان هناك سارقاً حياً طليقاً أراد و يريد المتاجرة بها او تسجيل موقف من خلالها ربما و اكرر ربما تورط في سرقتها، لكن الكتابة عن اختفائها جعله متردد في الكشف عنها او لم يُحسن التصرف او التعامل معها لمنفعته او منفعة التاريخ او منفعة الوردي و عائلته...لأن سؤال كبير سيواجهه و هو كيف وصلت اليك هذه المخطوطة و لماذا لم تُخبر عائلة الوردي بذلك؟؟ [.( ..."إن كانت لا تزال مفقودة"؟!!)...].
وبهذه المناسبة أدعوا عائلة الوردي الكريمة الى مواصلة البحث عن تلك المخطوطة .( ..."إن كانت لا تزال مفقودة"؟!!)... والاتصال بالأشخاص العارفين بها او ذكروها في اصداراتهم لجمع المعلومات عنها .ومن ثم الاتفاق على نشراعلان تقول فيه العائلة الكريمة انها تدعوا كل من يعرف عنها اوسمع بها اواطلع عليها الى الاتصال بها او بلجنة يتم الاتفاق على تشكيلها لتسجيل اوتأشيرذلك وأن تتعهد العائلة الكريمة بأن تكون كل المعلومات التي تحصل عليها سرية وانها ستعالج الموضوع بهدوء وحرص في حالة تقدم من يحتفظ بها لتسليمها اليهم واعتباره شريك في جانبها التجاري أن كان فيها مثل هذا الجانب بنسبة يتم الاتفاق عليها إن عرضَ او اشترطَ ذلك و التعهد بالسماح له بنشر ما يراه مناسباً عن كيفية حصوله عليها .وسيُعتبر ذلك جميلاً منه بحق العائلة والراحل والمكتبة العراقية...و ان يتضمن ذلك الاعلان مهلة محددة بعدها تقوم عائلة الوردي و محبيه بتقديم شكوى حول الموضوع أمام المحاكم العراقية تطالب فيها بتشكيل لجنة تحقيقية خاصة و اصدار قرار اولي يحدد أن عائلة الوردي هي صاحبة الملكية الحصرية لتلك المخطوطة ويتضمن تعليمات مشدده بمنع نشرها كلاً او جزءً داخل العراق و خارجه مستقبلاً الا بتصريح رسمي من عائلة الراحل و يفضل ان تعمل العائلة و محبيه و تلك اللجنة على اشراك منظمات عربية واقليمية ودولية متخصصة بحفظ التراث والملكية الفكرية بهذه القضية و اعتبارها جزء من تراث العراق الثقافي... .( ..."إن كانت لا تزال مفقودة"؟!!)...
يمكن أن نقول أن هناك من استحوذ على تلك المخطوطة بهذه الطريقة او تلك و لهذا السبب او ذاك و ربما كان حباً بالوردي و ما ورد فيها و ربما تعمد اخفائها و تورط او ربما ايضاً تعمد سرقتها و يصر على الاحتفاظ بها و يظن انه سيستفيد هو او اجياله منها مستقبلاً...لقد كان الراحل الوردي حريص عليها كما يظهر مما ظهر عنها من كتابات و بالذات ما اشار اليه الاستاذ محمد عيسى الخاقاني... و موضوع اختفاء تلك المخطوطة يشير الى حالة ربما كان الوردي توقعها او كان حادساً لها و هي أنه مراقب من قبل جهات امنية كلفت احدهم بالتقرب اليه و العمل قريب منه لينقل لهم ما كان يدور في الاماكن او الندوات او المجالس التي كان يرتادها الوردي او يُحاضر فيها و هذا وارد جداً و ليس بغريب و مر على الكثيرين وقتذاك في العراق و ليس الوردي استثناءً فلا نشاط ثقافي بصيغة تجمعات اوندوات او مجالس بعيد عن اعين مراقبي السلطة وأزلامها و حتى الموافقات للقيام بمثل تلك النشاطات كانت تصدرها الاجهزة الامنية او توافق عليها الجهات المختصة بعد الحصول على موافقة الجهات الامنية...ولا اجزم لكن استطيع ان أقول ان من يرغب اويقرر حضور تلك الفعاليات يفكر الف مرة و اولها انه يفكر بالجانب الامني...ومما قيل عن الراحل اتوقع انه يعرف انه مراقب بدقة كبيرة و عن قُرب و ليس مستبعداً انه حدس او توقع من هو المُراقِبْ له او شك في ذلك، لذلك سمح له بنقل ما يريد الوردي ان ينقله ذلك الشخص عنه الى الاجهزة الامنية لأن مضايقته و التهرب منه يعني ان هناك شيء...لكن الوردي لم يتوقع ان تُسرق تلك المخطوطة من مكتبته و التي اتوقع انها سُرقت خلال تدهور حالته الصحية او عند وفاته و قبل تشييع جثمانه الطاهر الى دار رقوده الاخير. انا هنا لا اشير او اُلَّمٍحْ لأحد لأني لا اعرف من كان يعرفه الوردي و يعرفونه الا البعض من خلال ما نشروا هم عنه و ما ذكروا من اسماء كان يسعدها ان تتواجد حيث يكون الراحل الوردي في المجالس التي يرتادها ...أكررانا هنا لا اقصد شخصاً بعينه انما اتوقع و اعتقد ان شخصية مثيرة مثل الوردي تتوقع المتابعة و تحسب لحضورها المجالس الخاصة و العامة الف حساب و تشكك بما يحصل و يجري حولها. الرجاء تقبلوا هذا الطرح دون حساسيات و ان نتقدم جميعاً للمساهمة في البحث عن تلك المخطوطة و بدون سابق يتشعب و حصر الموضوع فقط في اخراجها من غياهب الجب ليطلع عليها محبوه وم من المعجبين به او الناقدين او حتى الكارهين له و معهم جميعاً الارشيف العراقي و المكتبة العربية.
الكتابة عن الراحل الوردي طريق وعره و طويلة و شاقة تحتاج الى قوة تَحَمُلْ و صبر و دقة و انتباه و حرص...يرافق كل ذلك خوف مبرر...هذا"الخوف" طرقني طرقاً و هذه المرة الاولى التي يطرقني فيها الخوف عند الكتابة...فلا اهاب كبيرهم و لا صغيرهم رغم احترامي للجميع...حيث كنت ولا ازال مستعد لتبيان رأيي او طرحه بأي موضوع و بأي شخص و بأي مستوى وبالكلمات والجمل و العبارات التي اراها أنا ضرورية كما سرتُ على ذلك مع الكثيرمن الاساتذة والزملاء المحترمين...فقط مع الوردي ...تَلَبسَّني الخوف... لكن أجد إن الاقدام واجب...حيث النقاش اراده الوردي و دعا اليه كثيراً حتى لو كان منافقاً في ذلك احياناً... خوفي لم يأتي من نقص فيما أعددت ولا هروباً مما سأوضح و بصراحة حادة جداً و لا من ردود افعال محبيه و ذويه حيث البعض منهم من الاصدقاءو الزملاء و الاهل... انما خوفاً من أن لا اتمكن من بيان بعض الامور نقداً أو عدم تمكني من بيان الادلة على ركاكة بعض الامور او الاحكام التي اطلقاً الوردي دون تدقيق او حتى بوعي منه متعمداً و هذا ما كان في مسيرته كثيراً و واضحاً... وايضاً خوفاً من عدم القدرة على دفع البعض لإعادة قراءة الوردي بعين الناقد لا بعين المأسور ببهرجة بعض الجمل و العبارات و دغدغاتها تلك التي طرحها الراحل الكبير فيما كتب والقى ونشر.اقول لهم:لم يكن الوردي كما تصورتم اوتتصورون. فهو كما كتب كثيراً و طرحَ عميقاً و سطحياً و سار زمناً طويلاً هارباً و متصدياً و مسايراً و متحدياً و منافقاً فقد كان واهناً في كثير مما طرح و حاول تغليف ذلك الوهن او الخطأ المقصود او غير المقصود بتلك الضجة التي تَعَّمَدَ و يتعمد اثارتها...عليه التمس العذر سلفاً ممن يريد ان يناقش ما سأطرحه حول الراحل الوردي و عليه الرد و سأكون اول المعترفين بالخطأ ان تم بيانه .
هناك الكثيرمن الذي يصعب توصيفه بما يناسبه لأنه يحتاج الى كلمات محدده وقاسية و ربما جارحة وهوالذي نطق ببعضها وكتب بعضها وطالب ببعضها او ألمح لها.لكن ولمقامه يجب ان يكون الحذرواجب ولكونه لا يستطيع الرد على ما سأنشر.له الذكرالطيب.سأحاول ان اكون مرناً في بعض الكلمات رغم انها لا تفي بالغرض لكنها قد تكون جواز لمرورالنقد امام محبيه وهم كُثرومنهم طبعاً اساتذة اجلاء افاضل .
هناك اسئلة كثيرة تقفزامام من يقرأ الوردي ناقداً له أومتعلماً منه قد يكون بعضها استفزازي لكن يجب ان تُطرح ومنها:
هل الدكتورعلي الوردي عالم اجتماع؟هل الدكتورعلي الوردي دَرَسَ المجتمع العراقي؟هل الدكتورعلي الوردي يعرف المجتمع العراقي؟ لماذا لم يتطرق الوردي الى المكونات الاخرى للمجتمع العراقي من اهل العراق الاصليين كلدو اشوريين و معهم الايزيديين و التركمان و الكورد و الآذاريين و الفرس و الالبان و الافغان و غيرهم؟ اولئك المكونين الاساسيين لمجتمع بغداد وكان لهم تأثير كبيرعلى المجتمع العراقي و ثقافته الاجتماعية تلك التي لمسها الراحل الوردي في الازقة و من السقطة كما اطلق عليهم؟...هل الدكتور علي الوردي دقيق؟هل الدكتورعلي الوردي صادق؟هل الدكتورعلي الوردي مكارثي الهوى؟ لماذا لم يتطرق الى المكارثية وهوعاش في وقتها او في اجواء بداياتها و لمس تأثيراتها؟هل الدكتورعلي الوردي قومي عربي؟ هل الدكتور علي الوردي براغماتي ؟ هل الدكتور علي الوردي سفسطائي؟ هل الوردي علماني؟ هل الدكتورعلي الوردي اسلامي؟ لماذا لم يتكلم عن تعدد الزوجات وتأثيرذلك على المجتمع؟ لماذا لم يتطرق الوردي لأموال الخمس و الزكاة و الزواج بالقاصرات؟ لماذا دافع دافعاً مستميتاً عن "الفتوحات الاسلامية"؟ هل الوردي مزدوج الشخصية ام متعددها؟ لماذا لم يطرح الوردي يوماً مقترحاً واحداً للمساهمة في حل مشكلة اجتماعية في العراق؟لماذا كان يتهرب من المساهمة بالحلول؟ لماذا تهرب الوردي عن طرح المعالجات للمشاكل التي حددها؟ لماذا لم يُشكل الوردي حركة اجتماعية شبابية او حتى حلقة ثقافية تساهم في التفكير بوضع حلول للمشاكل التي عرضها؟
كتب الراحل الدكتور عبد الامير الورد كما ورد في مقدمة كتاب / من وحي الثمانين/ سلام الشماع /مركز الحضارة الثقافية/بيروت/2011 التالي في ص12 :[كان طالباً في جامعة تكساس يدرس علم الاجتماع و قيل ان رئيس الجامعة هو رئيس قسمه و استاذه و كان عمدة نيويورك صديقاً للاستاذ فدعاه الى القاء محاضرة عملية اعلن عنها و دعا اليها و في اللحظات الاخيرة تهبط على الرجل مشاغل تمنعه من السفر فاتصل بعمدة نيويورك صديقه طالباً منه عدم تأجيل المحاضرة او تغيير موعدها قائلاً له:سأرسل لك أميز الطلبة الدارسين علي لإلقاء المحاضرة و كان هذا الطالب هو علي الوردي...القى المحاضرة و استولى على اعجاب الحاضرين الشديد مما دعا عمدة نيويورك الى تكريمه بمنحه شهادة مواطن شرف امريكي و مفتاح مدينة نيويورك...].انتهى.[ ( دققوا في كلمات و جمل ما ورد لتعرفوا كيف يكتب محبي الوردي عنه؟؟؟!!!!!)
السؤال: لماذا لم يطلب عمدة نيويورك من الراحل الوردي زيارة المدينة بعد ذلك او القاء محاضرة اخرى؟؟؟لماذا لم توجه له اي دعوة من اي جامعة غربية او لماذا لم يحاضر في اي جامعة غربية؟؟؟
وهو المطلع "الوردي"عن قرب على حال المكتبة العراقية و حاجتها الى كتب جديدة و بالذات في أوعن علم الاجتماع حديث العهد في الجامعات العراقية و الشارع العراقي و شحة المصادر الموجود بهذا الاختصاص...لماذا لم يتفضل عليها و علينا بتراجم لكتب الاساتذة الذين تتلمذ على ايديهم و نقل عنهم و اقتدى بهم و هم كُثر؟؟؟ حتى يتبين القارئ الدقة في النقل ويؤسس لثقافة الاهتمام بالمصادر والمراجع الادبية والعلمية؟من كان من الشريحة او المجموعة التي خاطبها الوردي وقت ذاك من كان يعرف هذا العالم او ذاك الذين استعار منهم الوردي او نقل عنهم او اعتمد على دراساتهم وبحوثهم؟
هل صحيح ان "بريمر" و من وقف خلفه و معه استعار نظام المحاصصة الطائفية من كتب الراحل علي الوردي؟ [حيث ورد ذلك الطرح"نظام المحاصصة" في ص415 تحت عنوان الخلاصة /من كتابة /دراسة في طبيعة المجتمع العراق/1965/ النسخة التي استعير منها هي الصادرة عن دار و مكتبة دجلة و الفرات/2013/الكتاب يتكون من 415صفحة اي ان الخلاصة وردت في الصفحة الاخيرة للكتاب و هي زبدة كل تلك الصفحات.].
هل ان الراحل الوردي هو أول من اقترح او عمل على نشر ما يُعرف اليوم ب" الفوضى الخلاقة" ؟
[أن الوردي قداشاراليها منذ كتاباته الاولى].هل الدكتور علي الوردي مُتْعَبْ نفسياً أم مريض نفسياً؟ بل هل كان مصاب بالوسوسة؟ هل كان لفقدانه البصر في احدى عينية و هو يافع اثر على نفسية الوردي "المنطوية"؟
و الكثير منا يعرف ان الكثير من افراد المجتمع العراقي و قتذاك تنظر الى هذه الحالة نظرة خاصة فيها تشاؤم و خوف كبيرين تصل حد اللعنة؟ لماذا لم يتكلم الراحل الوردي عن حالة تعليق جثامين المشاركين في ثورة "حركة" 1941 وبعدها في عام 1949 تعليق جثامين فهد ورفاقه بعد تنفيذ حكم الاعدام بهم وتأثير ذلك على ما جرى بعده في صبيحة 14تموز1958؟؟
هذه اسئلة و اكيد هناك الكثيرغيرها تلك التي سيفرضها الحديث عن الراحل الوردي.
قد يستغرب البعض من هذه الاسئلة وقد يندفع البعض معارضاً لطرحها او لطرح بعضها وقد يتقدم البعض للدفاع عن الراحل الوردي من خلال الاجابة عليها او على بعضها...كل ذلك من حقهم لكن اتمنى ان تدفعهم مكرهين اوراغبين لإعادة قراءة الراحل الوردي...فالراحل الوردي قال ما قال في معاوية و علي ابن ابي طالب و الرشيد و ابو نؤاس و المتنبي و شعراء الجاهلية الاخرون و قال في محمد ابن عبد الله و الخميني و ابن عبد الوهاب و حسن البنا... و قال في الجاحظ و ارسطو و افلاطون وابن خلدون وغيرهم...وقال في الرؤساء والملوك والعلماء والكتاب والسياسيين بمرحل زمنية مختلفة...انتقدهم واستعار منهم وقَيَّمَ كتاباتهم وما تركوا...فدعوه يتمتع بما اراد ان يُعَّلِمْ الشباب عليه من خلال اسئلتي هذه واجابتي اواجابتكم عليها اوعلى بعضها.وأن تكون الاجابة بعيداً عن الهيام بالراحل اومحاولة المس به وكثيراً ما ذكر الوردي عبارة لازمته في الكثير من كتاباته عموم تلك العبارة ه:(هذه الملاحظة صائبة لكن لي رأي فيها).
قال في الملك فيصل و الملك غازي وعبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف و ربما صدام حسين و البكر ...و قال في معاوية و علي ابن ابي طالب و الرشيد و ابو نؤاس و المتنبي و شعراء الجاهلية الاخرون و قال في محمد ابن عبد الله و الخميني و ابن عبد الوهاب و حسن البنا... و قال في الجاحظ و ارسطو و افلاطون و ابن خلدون و غيرهم...
سأُبين ما قاله عن و في الجاحظ لاحقاً في سياق الرد على مقالة الاستاذ ابراهيم الحيدري كما سيأتي حيث قدَّم مقالته اعلاه بقول للجاحظ و للراحل الوردي قول و موقف عن و من الجاحظ.
لكن اقدم لكم الأن ما قاله عن قدوته و نموذجه الكبير "أبن خلدون" و ما ادراكم ما العلاقة العميقة بين ابن خلدون و الوردي رغم الستة قرون التي تفضل بينهما.
عن ابن خلدون قال التالي:[في صفحة 38 من كتاب/دراسة في طبيعة المجتمع العراقي(النسخة اعلاه)قال:(ولا ننسى أن أبن خلدون كان في سيرته الشخصية انتهازياً فضيعاً يود التقرب من الملوك و قد يقلب في سبيلهم الحق باطلاً)انتهى
........................................
الى اللقاء في الجزء التالي الذي سيبدأ بالعبارة الاخيرة...رأيه بأبن خلدون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوردي وما يحتاجه الفرد من ثقافة
محمد البدري ( 2018 / 1 / 17 - 06:58 )
علي الوردي من اعظم من كتب في علوم الاجتماع بتنويعاته السياسية والثقافية. شكرا جزيلا لكتاباتك عنه. تحيتي ومودتي


2 - صباحك فل وياسمين
قاسم حسن محاجنة ( 2018 / 1 / 17 - 08:01 )
تحياتي
غبتَ فقلقنا عليك
عودا محمودا


3 - الزميل العزيز محمد البدري
عبد الرضا حمد جاسم ( 2018 / 1 / 17 - 09:01 )
تحية طيبة و تهنئة بالعام الجديد الذي اتمنى ان لا يكون اكثر سؤاً من سابقه..
نعم الراحل الوردي كتب كثيراً و له فضلا في ذلك يستحق منا عليه الشكر و التدقيق و التنقيب فاليوم تمر على اول اصداراته او طروحاته اكثر من او بحدود سبعة عقود مر فيها العالم و مجتمعاتنا بتقلبات و تغيرات و غاب فيها الكثير و ظهر الكثير
شكراً لك عزيزي على ما تفضلت به
دمتم بتمام العافية


4 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2018 / 1 / 17 - 09:06 )
محبة و سلام و امنيات بعام جديد اقل ايلام
صباحك ورد يالكلك ورد يا ورد
ريحتك فاحت ورد
و الناس صاحت ورد
يورد كلك ورد يا ورد
.................
تابعت الذكرى السادسة عشر لانطلاق الحوار المتمدن فأخذ ذلك بعض الوقت مع جولة في بلجيكا و هولندا كنت مضطراً عليها و لها و الانشغال في الكتابة عن و على الكبير الوردي
......
شكراً لمشاعرك عزيزي
دمتم جميعاً بتمام العافية


5 - اختيار جميل
حسين طعمة ( 2018 / 1 / 17 - 18:40 )
نحن بانتظار القادم عن رجل شغل مكانا كبيرا في الساحة الثقافية والاجتماعية وصار يشار له على انه ابن خلدون العراق الف تحية


6 - العزيز ابو ضياء الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2018 / 1 / 17 - 19:07 )
امنيات بالسلامة و الراحة و تمام العافية لكم
نعم شغل مكاناً كبيراً...اشيرك الى اشارة الراحل تلك التي وردت في نهاية هذا الجزء عن رأي الوردي بأبن خلدون...ربما هناك تقارب كبير بين الشخصيتين رغم الفارق الزمني بينهما
تحياتي

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف